1- أسرار الحج - الباب 72 من الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي -المقدمة وقصيدة المطلع

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 27 сен 2024
  • / @ibn_arabi -- www.ibnalarabi....
    (الباب الثاني والسبعون في الحج وأسراره)
    الحج فرض إلهي على الناس *** من عهد والدنا المنعوت بالناسي‏
    فرض علينا ولكن لا نقوم به *** وواجب الفرض أن نلقي على الرأس‏
    فإن حرمت بإحرام تجردكم *** عن كل حال بإعسار وإفلاس‏
    دعتك حالته في كل منزلة *** من المنازل بالعاري وبالكاسي‏
    فيه الإجابة للرحمن من كثب *** بنعت عبد لدني والياس‏
    فيه العبادات من صوم ومن صلة *** ومن صلاة وحكم الجود والبأس‏
    وفي الطواف معان ليس يشبهها *** إلا تردد رب الجن والناس‏
    إني قتيل خلاخيل كلفت بها *** عند الطواف وأقراط ووسواس‏
    وفي المحصب شرع الفرد ناسبه *** رمى الجمار لخناس بوسواس‏
    الله خصصه في بطن عرنته *** يوم الوقوف بإذلال وإبلاس‏
    وكن مع الفرق في جمع بمزدلف *** فما عليك بذاك الفرق من بأس‏
    من حج لله لا بالله كان كمن *** سعى لظلمته بضوء نبراس‏
    في يوم غيم شديد الحر فاعتبروا *** فيما تفوه به للخلق أنفاسي‏
    وكن إذا أنت دبرت الأمور به *** ما بين عقل إلهي وإحساس‏
    واحذر شهودا ساف ثم نائلة *** إذا سعيت كأسقف وشماس‏
    وفي مني فانحر القربان في صفة *** تدعى بها عند ذاك النحر بالقاسي‏
    وترية الذات لا شفع يزلزلها *** مصونة بين حفاظ وحراس‏
    عطرية النشر معسول مقبلها *** محفوفة ببهار الروض والآس‏
    مكلومة بالذي نالته من صفتي *** وما يكون لذاك الكلم من آسي‏
    [البيت مثال للعرش والطائفون به كالملائكة الحافين حول العرش‏]
    اعلم أيدك الله أن الحج في اللسان تكرار القصد إلى المقصود والعمرة الزيارة ولما نسب الله تعالى البيت إليه بالإضافة في قوله لخليله إبراهيم عليه السلام أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ والْعاكِفِينَ والرُّكَّعِ السُّجُودِ وأخبرنا أنه أول بيت وضعه للناس معبدا فقال إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ومن دَخَلَهُ كانَ آمِناً ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ جعله نظيرا ومثالا لعرشه وجعل الطائفين به من البشر كالملائكة الحافين من حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أي بالثناء على ربهم تبارك وتعالى وثناؤنا على الله في طوافنا أعظم من ثناء الملائكة عليه سبحانه بما لا يتقارب ولكن ما كل طائف يتنبه إلى هذا الثناء الذي نريده‏
    [أهل الله نائبون عن الله في الثناء على الله‏]
    وذلك أن العلماء بالله إذا قالوا سبحان الله أو الحمد لله أو لا إله إلا الله إنما يقولونها بجمعيتهم للحضرتين والصورتين فيذكرونه بكل جزء ذاكر الله في العالم وبذكر أسمائه إياه ثم إنهم ما يقصدون من هذه الكلمات إلا ما نزل منها في القرآن لا الذكر الذي يذكرونه فهم في‏ هذا الثناء نواب عن الحق يثنون عليه بكلامه الذي أنزله عليهم وهم أهل الله بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم أهل القرآن وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته فهم نائبون عنه في الثناء عليه فلم يشب ثناءهم استنباط نفسي ولا اختيار كوني ولا أحدثوا ثناء من عندهم فما سمع من ثنائهم إلا كلامه الذي أثنى به على نفسه فهو ثناء إلهي قدوس طاهر نزيه عن الشوب الكوني قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فأضاف الكلام إليه لا إلى نبيه صلى الله عليه وسلم‏
    [قلب ولى الله بيت كريم وحرم عظيم‏]
    ولما جعل الله تعالى قلب عبده بيتا كريما وحرما عظيما وذكر أنه وسعه حين لم يسعه سماء ولا أرض علمنا قطعا إن قلب المؤمن أشرف من هذا البيت وجعل الخواطر التي تمر عليه كالطائفين ولما كان في الطائفين من يعرف حرمة البيت فيعامله في الطواف به بما يستحقه من التعظيم والإجلال ومن الطائفين من لا يعرف ذلك فيطوفون به بقلوب غافلة لاهية وألسنة بغير ذكر الله ناطقة بل ربما يطوفون بفضول من القول وزور وكذلك الخواطر التي تمر على قلب المؤمن منها مذموم ومنها محمود وكما كتب الله طواف كل طائف للطائف به على أي حالة كان وعفا عنه فيما كان منه كذلك الخواطر المذمومة عفا الله عنها ما لم يظهر حكمها على ظاهر الجوارح إلى الحس وكما إن في البيت يمين الله للمبايعة الإلهية ففي قلب العبد الحق سبحانه من غير تشبيه ولا تكييف كما يليق بجلاله سبحانه حيث وسعه وأين مرتبة اليمين منه على الانفراد منه سبحانه ففيه اليمين المسمى كلتا يديه فهو أعظم علما وأكثر إحاطة فإنه محل لجميع الصفات وارتفاعه بالمكانة عند الله لما أودع الله فيه من المعرفة به‏
    [أركان البيت وخواطر القلب‏]
    ثم إن الله تعالى جعل لبيته أربعة أركان لسر إلهي وهي في الحقيقة ثلاثة أركان لأنه شكل مكعب الركن الواحد الذي يلي الحجر كالحجر في الصورة مكعب الشكل ولا جل ذلك سمي كعبة تشبيها بالكعب فإذا اعتبرت الثلاثة الأركان جعلتها في القلب محل الخاطر الإلهي والركن الآخر ركن الخاطر الملكي والركن الثالث ركن الخاطر النفسي فالإلهي ركن الحجر والملكي الركن اليمني والنفسي المكعب الذي في الحجر لا غير وليس للخاطر الشيطاني فيه محل وعلى هذا الشكل قلوب الأنبياء مثلثة الشكل على شكل الكعبة
    ...

Комментарии • 21