الدين ليس شرطا لقيام الحضارة|| حسام الحداد

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 3 окт 2024
  • رابط القناة الجديدة اتمنى ان تشتركوا فيها
    • هل الدين ضروري لبناء ا...
    يبدأ النص بالادعاء بأن “كل مدارس الفكر والفلسفة” قد أجمعت على أن الدين كان العنصر الأساسي في نشوء الحضارات، وهو تعميم غير دقيق. فهناك مدارس فلسفية عديدة لا ترى الدين كالعنصر الأساسي أو الوحيد لنشوء الحضارات. الفلسفة الماركسية، على سبيل المثال، تركز على العامل الاقتصادي والاجتماعي في تفسير نشوء الحضارات. كما أن هناك فلاسفة آخرين مثل فولتير ونيتشه ينتقدون الدين ويرون أن الحضارة قد تنمو وتتقدم بطرق أخرى دون الاعتماد على الدين.
    تفسير فرويد لدور الدين
    النص يستند إلى سيجموند فرويد في تأييد فكرة أن الدين أساسي لتطور الحضارة. ومع ذلك، ما يتم ذكره حول أفكار فرويد يحتاج إلى تصحيح. فرويد في كتابه “قلق في الحضارة” يرى الدين كآلية تهدئة أو تنظيم للغرائز، لكنه لم يكن مؤيدًا للدين كعامل إيجابي طويل الأمد في الحضارة. فرويد اعتبر الدين نوعًا من الأوهام التي يستند إليها البشر للتعامل مع القلق والعدم، ولكنه اعتبر أيضًا أن العلم والتقدم العقلي هما السبيل للخروج من هذه الأوهام.
    استخدام مصطلح “الملاحدة الجدد”
    استخدام النص لعبارات مثل “الملاحدة الجدد.. الصغار الحمقى” هو أسلوب عاطفي وتحقيري. لا يتناسب مع نقاش فكري رصين. هذه العبارات تستدعي الاستقطاب والإساءة بدلًا من تقديم حجة قائمة على المنطق والأدلة. انتقاد الإلحاد لا يجب أن يكون بالإهانة، بل بالتفاعل الفكري البناء.
    التناقض بين الإلحاد والدين
    النص يشير إلى أن فرويد رغم إلحاده يعترف بأهمية الدين في ضبط السلوك البشري. هذه العبارة قد تعطي انطباعًا خاطئًا بأن فرويد كان مدافعًا عن الدين رغم إلحاده، وهو ما لا يتطابق مع فكره. فرويد رأى أن الدين قد يكون له دور في ضبط السلوك ولكنه آمن بأن البشرية ستتجاوز هذه الحاجة مع تقدم العقلانية والعلم.
    تجاهل أمثلة على حضارات غير دينية
    النص يتجاهل دور الحضارات غير الدينية أو ذات الدين المحدود في تطور الإنسان. الصين القديمة، على سبيل المثال، كانت تعتمد على الفلسفة الكونفوشيوسية والطاوية أكثر من الدين المنظم. الحضارة اليونانية كانت تعتمد على الفلسفة والبحث العلمي إلى جانب دين أسطوري غير موجه بشكل قوي للسلوك الأخلاقي. هذا يشير إلى أن الدين ليس العامل الوحيد في نشوء الحضارات، ويمكن للحضارات أن تزدهر عبر قنوات أخرى.
    مغالطة الاحتكام إلى الطبيعة البشرية
    هناك مغالطة واضحة في استخدام التطور البيولوجي للإنسان كمبرر لاحتياج الإنسان للدين. فالقول بأن تطور “النيوكورتكس” جعل الإنسان قادرًا على التفكير المجرد وبالتالي تقبل الدين، لا يستند إلى أدلة علمية قوية. الدين ليس نتيجة حتمية لتطور الدماغ، بل هو ظاهرة ثقافية واجتماعية تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة.
    إضفاء الطابع المثالي على الدين
    النص يضفي طابعًا مثاليًا على الأديان بتأكيده أن “الأديان الحقيقية” تضبط الغرائز وتوجه السلوك، بينما يشوه البعض هذا المفهوم. هذا التعميم يفترض وجود نسخة “صحيحة” ومثالية من الدين، وهو ما يفتح المجال لتفسيرات متضاربة داخل الأديان نفسها. كما يتجاهل النص أن الدين كان في بعض الأحيان أداة للصراع والتعصب.

Комментарии •