الجزء (61) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة تحرير رواية ابن عكيم وأنه تابعي مخضرم وليس بصحابي
HTML-код
- Опубликовано: 22 дек 2024
- للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
-تقدم لنا الكلام على تحرير رواية ابن عكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنها مرسلة، ولا تصح له صحبة وإنما هو تابعي مخضرم
-واليوم نكمل ذلك ونبين الحديث الثاني الذي بسببه ظن بعض أهل العلم بأن ابن عكيم صحابي
-الحديث الثاني: فعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، قال دخلت على ابن عكيم أعوده وبه حمرة فقلنا ألا تعلق شيئـا قال الموت أقرب، قال النبي من تعلق شيئـا وكل إليه».
وهو حديث منكر
أخرجه الترمذي، من طريق يحيى بن سعيد القطان
وأخرجه أحمد، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وغيرهم من طريق شعبة
وأخرجه أحمد، وابن أبي شيبة، والبيهقي من طريق وكيع
وأخرجه الترمذي، والحاكم، من طريق عبيد بن موسى العبسي
أربعتهم؛ عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى أخيه به.
حمرة: مرض جلدي يصيب الإنسان فيكون الجلد أحمر مثل الحساسية
تعلق شيئـا: يعني تعلق تميمة، يعني يطلبون منه الشرك
-موعظة في أن الإمام يحيى بن سعيد القطان من أتباع التابعين ومن القرون الفاضلة، وتلاميذه أحمد بن حنبل وابن المديني وابن معين، هؤلاء أئمتنا وقدوتنا حقيقة، فنقتدي بهم في الردود وفي الحديث وفي المنهج، وليس بالتقول فقط كحال أهل زماننا عبدالمحسن العباد وعبدالرزاق والسحيمي وربيع المدخلي وطقاتهم والدكاترة والمقلدة والمتنصبة، وعلى الناس أن يعلموا أبنائهم وعوائلهم عن هؤلاء الأئمة ليس أئمة الإخوان والسرورية حسن البنا وسيد قطب وحماس وهالأشكال، وكذلك في اليمن من يتسمون بالسلفية وهم مميعة وليسوا بسلفيين وليسوا بعلماء ومرجئة ومع حماس والإخوان، ويحيى الحجوري مرجئ ويعذر القبوريين، وهؤلاء ليسوا بعلماء اليمن بل هم جهلاء اليمن، وقد انحرفوا بعد وفاة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله
-فمن تراه يمدح بحماس فاعلم أنه خارجي ويريد الفوضى والفتن، وتراه يدعوا للمجاهدين في كل مكان يعني الدواعش والخوارج وطقاتهم، فاعلم أنه خارجي ولو ادعى أنه سلفي أو أنه من أهل السنة والجماعة، فهؤلاء ليس لهم نور يكشفون هؤلاء السرورية والإخوان والخوارج المستخفين باسم السلفية
-وإسناده منكر وله ثلاث علل:
الأولى: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري وهو سيئ الحفظ جدا فلا يحتج به في الحديث.
الثانية: الإرسال فإن ابن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئـا كما تقدم في الدرس السلف
والثالثة: وأيضا عيسى لم يدرك ابن عكيم، فهو منقطع
-وللحديث طرق ومداره على محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ
-قال الترمذي: «وحديث ابن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي»
-والحديث سكت عليه الحاكم، وتعقبه ابن حجر في «إتحاف المهرة»، فقال: «لم يتكلم عليه وهو مرسل»
-وروي هذا الحديث من أوجه أخرى فيها تصريح ابن عكيم بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح هذا السماع لأنه وهم من محمد بن عبد الرحمن
1)الوجه الأول:
أخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» من طريق يحيى القطان أخبرنا محمد بن عبد الرحن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى قال: دخلنا على ابن عكيم فقلنا.... فقال ابن عكيم: سمعت رسول الله فذكر الحديث.
وهو إسناد منكر
-موعظة في بيان أن الشرك إنما هو أكبر ولا يصح أي حديث في الشرك الأصغر وكلها أحاديث معلولة وهذا أمر خطير وترى المقلدة لا زالوا على هذا ويفتون الناس بذلك من الطيرة والحلف بغير الله وغير ذلك من الشركيات، من الدكاترة والمقلدة والمتنصبة ومن يسمون أنفسهم علماء اليمن وغيرهم، ومن تحتهم من الشباب ضايعين
-وأعله الحافظ ابن قانع، فقال: «هكذا قال، وهو عندي وهم، قوله: سمعت، ولا أعلم أن عيسى لقي ابن عكيم، إنما روى عنه عن أبوه عبد الرحمن بن أبي ليلى»
-موعظة في دراسة علم الحديث عند أهل الحديث عبر برامج التواصل لتعرف الشيء الصحيح لتنقذ نفسك، ولا تعتد بهؤلاء الذين يدرسون مصطلح الحديث وكتب الحديث وهم ليسوا بأهل للعلم بل جهل ولا عندهم في علم العلل ولا يعرفون فقه الصحابة وآثار الصحابة
2)الوجه الثاني:
أخرجه ابن أبي غرزة في «مسنده» أحمد بن حازم بن محمد الإمام الكبير حافظ متقن، يرويه عن عبيد الله بن موسى عن ابن أبي ليلى عن عيسى أخوه، عن ابن عكيم: قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فذكره دون القصة.
ووهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى بتصريحه بالسماع وهو غلط لسوء حفظه
3)الوجه الثالث:
أخرجه الطبراني في الكبير من طريق ابن زياد عن محمد عن عيسى أخيه به
فلا يصح لنفس العلل، وفيه التصريح بالسماع وهو غلط
-وأخطأ الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» بقوله: «ورواه الطبراني،... وقد قيل أنه ابن عكيم، فقد ثبتت صحبته، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله ثقات»، وهذا غلط
-موعظة في معرفة العلل وأن هؤلاء في زماننا لا يعرفون شيء من ذلك ويدرسون كتب الحديث ويشرحونها دون بحث ولا معرفة العلل فلا بد الحذر من هؤلاء
-فهذا الحديث لا يصح، وبذلك لا يثبت لابن عكيم سماع ولا تصح له صحبة، بل هو مخضرم ومن كبار التابعين
-وقد بين هذا الأمر الإمام البخاري والترمذي وغيرهما كما تقدم في الدرس السالف
-وسندخل في حديث حذيفة الدرس القادم وتبيين علل هذا الحديث وطرقه والمحفوظ منها