الجزء (2) تحرير مكيال "المد" في اللغة العربية الفصيحة على لغة الصحابة والتابعين لهم بإحسان

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 15 дек 2024
  • للمحدّث العلامة الفقيه فوزي الأثري حفظه الله
    -تقدم لنا أن المد ينقسم قسمين، مد كبير ومد صغير
    -وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد الكبير، وبه ماء يكفي الأعضاء ليسيل عليها ماء الوضوء، وأما المد الصغير فهو للكيل في الكفارات والحبوب
    -وبينا بالأدلة من الكتاب والسنة والآثار على ذلك ونواصل ذكر ذلك
    -ونواصل ذكر كلام أهل اللغة في معنى المد وأنها تعني الكثيرة حسيا أو معنويا
    -قال اللغوي انب منظور في [لسان العرب]: المد كثرة الماء، ويقال مد البحر ومد النهر
    -قال تعالى: {وأمددناهم بأموال وبنين}؛ يعني أموال كثيرة وأبناء كثر
    -وقال تعالى: {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر}
    -فهذه لغة الفصحاء ولغة القرآن أن المد يعني الكثرة
    -وقال اللغوي ابن فارس في [مقاييس اللغة]: مدى يدل على امتداد بشيء وإمداد، ومنه المدى: الغاية، والمدي: الماء المجتمع، والحوض الذي يمد ماؤه بعضه بعضا، والجمع: أمدية
    -وقال اللغوي الفيروزآبادي في [البحر المحيط]: المد هو رطلان أو ملئ كف الإنسان المعتدل، ومد يده سمى مدا،
    وقوله هذا غير صحيح، لمخالفته للكتاب والسنة والآثار، فلا نقبل من أقوال أهل اللغة إلا ما وافق ذلك، ومن أخطأ من أهل اللغة في شيء فلا يقبل منه
    -وقال اللغوي ابن منظور في [لسان العرب] : كذلك كل شيء تبقى فيه سعة المد
    -وقال تعالى: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون}
    -فيتركهم رب العالمين في طغيانهم من الكفر والبدع في عماهم في الدنيا ثم يحاسبهم يوم القيامة، فلا تغتر بتقلبهم في الدنيا والبلاد فيستدرجهم رب العالمين إلى يوم القيامة يفضحون
    -وقال تعالى: {في عمد ممدة}؛ يعني أعمدة طويلة
    -قال تعالى: {وإذا الأرض مدت}؛ ويقال مد الله الأرض مدا، بسطها
    -فكيف يقال أن الأرض كروية، والله تعالى يقول ممدوة ومبسوطة، ومن قال بذلك من العلماء فهم مجتهدون، ولكن القول قول الله تعالى في القرآن والسنة وآثار الصحابة، فإن الأرض مبسوطة عندهم ومسطحة، وكثير من أهل العلم قالوا بذلك، ولكن تابع اليونان في القول بكروية الأرض بعض أهل العلم، وأخطأوا، وأمور الفلك قالوا بها الفلكيون خطأ وشيء منها صحيح
    -والله تعالى يعلم أنه سيخرج ملحدون يقولون بهذه الأشياء في الكون، فجعل الله لنا بالمشاهدة نرى أشياء، مثلا الشمس نشاهدها تشرق بأعيننا وهي صغيرة تجري في الأرض، فكيف يقال أنها أكبر من الأرض، فهؤلاء الغرب والملاحدة يريدون الطعن في الله تعالى وفي القرآن ويريدون تكذيب القرآن، فإن الله تعالى جعل الشمس تجري في وجه الأرض وهي صغيرة، والقمر يجيى على وجه الأرض وهو صغير، وأن الأرض واسعة
    -وسيأتي الكلام من الكتاب والسنة والآثار أن الشمس أصغر من الأرض، وهذا واضح بالمشاهدة
    -قمع صوفية السودان ومن يسمون نفسهم بأنصار السنة وهم مبتدعة، ومن يقولون أنهم سلفيون فكلهم أهل ضلال ولذلك انظروا لحالهم
    -ويأتيك الفلكيون من يقول أن النجوم تتحرك، والنجوم لا تتحرك لأنه يقتدون بها الناس في الجهات والسفر، فإنها علامات للجهات، فهي ثابتة يعرف بها في القديم الناس الجهات للغرب أو الشرق أو الشمال أو الجنوب، فكيف يقال أنها تتحرك وتجري مثل الشمس والقمر، فحكمة الله أن الشمس تجري والقمر يجري للحساب، وأما النجوم فلا حكمة من جريانها
    -وبالمشاهدة ترى الكواكب، والفلكيون يقولون أنهم وصلوا إليها، وهم يكذبون عليكم
    -ويقولون وصلوا إلى القمر وهم يكذبون فلا أحد يصل للقمر، وبالمشاهدة القمر أملس مثل المرآة ليعكس ضوء الشمس للناس، ليس فيه غبار ولا تراب ولا صخور
    -ومراد هؤلاء الملاحدة والغرب أن يطعنوا في القرآن، ومن أبناء المسلمين من صدقهم واتبعهم، ولم يعلموا بمرادهم
    -وقال اللغوي الأزهر في [تهذيب اللغة]: يقال مد، وثلاثة أمداد، ومدد، ومداد: كثيرة
    -وقال اللغوي الخليل في [العين]: المد: كثرة الماء
    -وأما مسألة الإسراف في الماء أو الطعام:
    -الإسراف قد وقعتم أنتم في أخس الإسراف، فقد أسرفتم في اخلافيات، فتنتهون عن هذا الإسراف
    -وأسرفتم في نشر القيل والقال والأحاديث المكذوبة والضعيفة والمعلولة
    -وأسرفتم في نشر فكر حسن البنا والأفكار الضالة
    -وأسرفتم في نشر البدع والضلال في الأصول والفرع بين الأمة
    -ولذلك لم يعرفوا الإسراف في لوضوء
    -فعندنا الآن الأنابيب تصب الماء، فتفح الماء على الوسط من الحنفية، وحسب الحاجة، فلكل إنسان بحسبه منهم من هو ضخم يحتاج لماء أكثر
    -ومن كان فاتح الحنفية والماء يجري على الأعضاء للوضوء وهو في أثناء الوضوء سينزل ماء وهو ليس من الإسراف أصلا، أما إذا انتهى من الوضوء ولكن ترك الماء يجري دون حاجة فهذا هو الإسراف
    -وكذلك بقية استخدام الناس للماء لا يعتبر اسراف كمن يستخدمونه لغسل الأواني وغسل الملابس وغسل السيارات وغير ذلك من حاجاتهم ولكل شيء احتياج من الماء بحسبه وليس ذلك بإسراف ما دام هو في حيز حاجاتهم، أما إذا زادوا على حاجاتهم فهنا يقال إسراف
    -فالمد: هو الماء الكثير الذي يجري على الأعضاء في الوضوء والغسل
    -ولذلك بين أهل العلم أنه لا يوجد حد مقدر لماء الوضوء
    -قال الإمام النووي في [المجموع]: يشترط في غسل الأعضاء جريان الماء عليها فإن أمسه الماء دون جريان فلا يجزئ، وهذا اتفق عليه الأصحاب يعني الشافعية، فلا تصح طهراته
    -فغسل الأعضاء يشترط فيه جريان الماء، وأما المسح فلا يجزئ
    وقال الإمام النووي في [شرح صحيح مسلم]: اجمع المسلمون -يعني:الفقهاء على أن الماء الذي يجزء في الوضوء والغسل غير مقدر، بل يكفي فيه القليل والكثير إذا وجد شرط الغسل وهو جريان الماء على الأعضاء
    -فبذلك تعرف:
    1)أن الغسل يشترط فيه جريان الماء، وأما ما يفعله الرهبان من وضوء بالقليل فهذا مسح، ووضوءه باطل
    2)أن استخدام الماء للوضوء ليس مقدر بمقدار معين، مثلا المد، فلا يقيد بذلك، ولكن بحسب حاجة كل شخص
    3)وأن هذا بالاتفاق
    -وعلى الناس أن يقتصدوا في استخدام الماء، وعدم الاسراف، وهو الزيادة على الحاجة من الماء
    -فلا بد أن نعرف الدين على الكتاب والسنة وبفهم الصحابة

Комментарии •