سعدي طعمة عباس ,, عام واحد كوزير للدفاع , زج به بالسجن لسبعة عشر عاماً , سلسلة أزلام النظام

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 8 сен 2024
  • عامٌ واحدٌ كوزيرٍ للدفاع في العراق ، زَجَّ بهِ في السِّجنِ لسَبعةَ عَشَرَ عامًا ، وأودى بحياتِهِ في فيه.
    الفريق الأول الركن سعدي طعمة عباس الجبوري .. عسكريّ وسياسي ضليعٌ في حزب البعث العربي الإشتراكي ، وشغل العديد من المراكز السياسيّة المهمة في عهد صدّام حسين.
    وُلِد الجبوري في ( السَّابع عشر من آذار عام ألف وتسعمئة وتسعة وثلاثين) لعائلةٍ شيعيّة تقطُنُ في بغداد ،و لِأُصولٍ من مدينة النجف في الجنوب الغربي لبغداد .
    بدأ الجبوري رحلَته السياسيَّة والعسكريّة باكرًا بانضمامهِ إلى حزب البعث العربي الإشتراكي والتحاقِهِ بالكليَّة العسكريَّة العراقيَّة وبمدرسَةِ الدروع التي تَخَرج منها عام ( ألف وتسعمئة وستين ) ، وقد كان من القادة العسكريين الذين شاركو في الحرب العربيَّة الصهيونية بين عامي (ألف وتسعمئة وسبعة وستين وألف وتسعمئة و ثمانية وستين )، وكان العراق هو المشارك العربي الوحيد في تلك الحرب الذي رفض التوقيع على اتفاقيات وقف إطلاق النار مع إسرائيل ، وشارك في الحرب العراقيَّة الكرديّة شمال العراق ،والتَحق بعدها بكليَّة الأركان العراقيَّة ليتخرج منها بدرجة الماجستير في دَورةِ عام ألف وتسعمِئة وسبعين .
    كان للجبوري محطات عسكرية مهمه منها مشاركته في حرب القادسية الثانية التي بدأت عام (ألف وتسعمئة وثمانين ) بين العراق وايران بسبب النزاع على الحدود وإلغاء العراق لاتفاقيَّة الجزائر التي عقدت عام ( ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين) واعتبار مياه شط العرب كاملة هي المياه الإقليميّة للعراق وذلك بعد تعدي ايران على بعض البلدات العراقية الحدودية بينها ، واستمرت هذه الحرب لثماني سنوات حتى عام ( ألف وتسعمئة وثمانيّة وثمانين ) وتعتبر أطول نزاع عسكري في القرن العشرين ، وخلفت خسائر جَمَّة .
    في الثاني عشر من كانون الأول عام ألف وتسعمئةٍ وتسعين ، وصل الجبوري إلى منصِب وزيرٍ للدفاع وذلك خلفًا لـ (عبد الجبار خليل شنشل البكري ) الذي عاد إلى منصب وزير الدولة للشؤون العسكرية ، واستمر في هذا المنصب حتى (السادس من نيسان عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين ) حيث خلفَهُ (حسين كامل حسن المجيد ) ، وفي فترة توليه لمنصب وزير للدفاع شارك في حرب الخليج الثانية أو ماسُميت أيضا بأم المعارك وحرب تحرير الكويت التي شنتها قوات التحالف المكونة من (أربعة وثلاثين) دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق، بعد أن منح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفويضًا بذلك لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي ، و شارك في آثار حرب الخليج الثانية وهي فترة الانتفاضة الشعبانيّة عام (ألف وتسعمئة وواحد وتسعين) التي حاول فيها بعض المواطنين قلب النظام والانتفاضة ضد نظام صدَّام حُسين .
    بعد تعيين ( حسين كامل حسن المجيد) وزيرا للدفاع عام (ألف وتسعمئة وواحد وتسعين ) ، تمّ تعيين سعدي الجبوري مستشارا عسكريا في ديوان رئاسة الجمهورية للفترة من ( السادس من نيسان عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين حتى عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين ) وخلال هذه الفترة كان العراق يعيش فترة استنزاف جائر وحصار، بعد قرار مجلس الأمن عقوبات اقتصاديّة على العراق .
    وفي عام (ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين )، عُيِّن سعدي الجبوري وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية خلفًا لـ (عبد الحميد عبد العزيز الصائغ)، وبقي في هذا المنصب حتى إحالته على التقاعد في(التاسع والعشرين من حزيران عام ألفين واثنين) ، وقد كانت انباء الغزو الأمريكي على العراق تصدح بالأُفُق ،و خلفه في المنصب منذر مظفر النقشبندي.
    مع الاحتلال الأمريكي للعراق عام (ألفين وثلاثة ) لم يكن السعدي من ضمن قائمة المسؤولين العراقيين المطلوبين لدى أمريكا ولم تُوضع صوره على أوراق اللعب (الكوتشينة) التي طبعتها أمريكا لتسهيل العثور على المتهمين ومع ذلك تم القبض عليه منذ بداية الإحتلال , سُجن في المعتقلات الأمريكيّة إلى حين تسليمه للقوات العراقيّة التي قامت بدورها بمحاكمَته وفي( الثاني من كانون الأول عام ألفين وثمانية) صَدر حُكمٌ من قِبل المحكمة الجنائية العراقية العليا بِحَقّ سعدي طعمة عباس بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا ، بتُهمة قمع الانتفاضة الشعبانيَّة التي حدثت في فترة توليه منصب وزير للدفاع .
    ولبث الجبوري في سجن الحوت في النَّاصريّة حتّى توفي إثر أمراض مزمنة كان قد عانى منها في السجن وبسبب الإهمال الطبيّ والتقدُّم في السّن ، فَتَم الإعلانُ عن وفاته في ( الثالث والعشرين من حزيران عام ألفين وعشرين) .

Комментарии • 215