رأس السنة المصرية || حسام الحداد

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 3 окт 2024
  • عيد النيروز، أو رأس السنة القبطية، هو أحد أقدم الاحتفالات التي ترجع إلى الفراعنة، ولا يزال يحتفل به الأقباط في مصر. يصادف هذا العيد بداية العام الجديد في التقويم القبطي، ويأتي في الأول من شهر توت، وهو أول شهور السنة القبطية. النيروز تعني "اليوم الجديد" في اللغة الفارسية، لكن لدى الأقباط، يُحتفل به ليكون بداية سنة زراعية جديدة وبداية "سنة الشهداء" في التاريخ المسيحي.
    تاريخ عيد النيروز
    يرجع أصل التقويم القبطي إلى التقويم المصري القديم الذي يعتمد على دورة نجم الشعرى اليمانية، وهو نجم ساطع يظهر بوضوح مع بداية فيضان النيل. اعتمد الفراعنة هذا التقويم لتنظيم حياتهم الزراعية، حيث كان النيل هو شريان الحياة لمصر القديمة. تم تقسيم السنة إلى 12 شهرًا، كل شهر منها يتكون من 30 يومًا، ويضاف إليها شهر صغير مكون من خمسة أو ستة أيام يعرف بـ"النسيء".
    بعد دخول المسيحية إلى مصر في القرن الأول الميلادي، تم تعديل التقويم المصري ليشمل "سنة الشهداء"، التي بدأت رسميًا عام 284 ميلاديًا، وهو العام الذي تولى فيه الإمبراطور الروماني دقلديانوس الحكم وبدأ حملة اضطهاد كبيرة ضد المسيحيين في مصر. ومنذ ذلك الوقت، أصبح هذا التاريخ بداية "سنة الشهداء"، ويحتفل به الأقباط كعيد النيروز.
    الاحتفالات بعيد النيروز
    تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز في قداس خاص، حيث يتم تذكر الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان المسيحي. تُقرأ الصلوات الخاصة بهذه المناسبة، وتكون المزامير والتسابيح موجهة نحو تمجيد الشهداء والقديسين.
    وتعكس الاحتفالات روح التراث المصري القديم، حيث ترتبط أيضًا ببداية السنة الزراعية في مصر. يتميز عيد النيروز بأكل الفواكه ذات اللون الأحمر مثل الرمان والعنب، والتي ترمز إلى دماء الشهداء، إلى جانب البلح الذي يرمز إلى حلاوة الإيمان وقوة الشهداء.
    التقويم القبطي
    التقويم القبطي هو أحد أقدم التقاويم في العالم ويستخدم حتى اليوم، خصوصًا بين الأقباط لتنظيم أعيادهم ومناسباتهم الدينية، وكذلك في تنظيم الزراعة في الريف المصري. ويتألف التقويم القبطي من 13 شهرًا، 12 شهرًا كل منها مكون من 30 يومًا، وشهر "النسيء" المكون من 5 أو 6 أيام وفقًا للسنة الكبيسة.
    يبدأ العام القبطي بشهر توت، وهو شهر يرتبط بالإله تحوت في مصر القديمة، إله الحكمة والمعرفة. ومن ثم تتوالى الشهور القبطية مثل بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، ومسرى، وأخيرًا الشهر الصغير "النسيء".
    رمزية عيد النيروز
    يعتبر عيد النيروز رمزًا للتجديد والاستمرار. حيث يتم الاحتفال ببداية دورة جديدة للحياة الزراعية في مصر التي تعتمد بشكل كبير على فيضان النيل. ومع انحسار مياه الفيضان، يبدأ الفلاحون في الزراعة، مما يجعل هذا العيد رمزًا للأمل والتجدد.
    إلى جانب ذلك، فإن النيروز يحمل في طياته رمزية روحية كبيرة لدى الأقباط، فهو يذكرهم بصمود الشهداء أمام الاضطهادات، واستمرار إيمانهم الذي لم يهتز أمام الضغوط. يُحتفل بهذا العيد إذًا كرمز للثبات، الولاء، والإيمان العميق.
    الخاتمة
    عيد النيروز أو رأس السنة القبطية هو أحد أهم الأعياد التراثية التي تجمع بين التاريخ المصري القديم والمسيحية. يجمع بين الاحتفال بالحياة الزراعية وبين تذكر الشهداء الذين حفظوا إيمانهم رغم المعاناة. إنه عيد يحمل رموزًا قوية للنهضة والتجدد، سواء في الحياة العملية أو الروحية، ويظل جزءًا لا يتجزأ من التراث المصري الذي يجمع بين الديانات والثقافات المختلفة.

Комментарии •