"نحن لا نطرق الأبواب التي أغلقت في وجوهنا ولا نطلب لمن استدار أن يلتفت، لا نفرض على أحد وجودنا، لا نتحدث بأريحية مع من لا يهتم، نحن بسطاء، نؤمن بالعفوية والتداخل لكننا أعزاء في نفوسنا مدركين لمكانتنا، أشخاصاً مثلنا لن تدرك أهمية تواجده،إلا حين يغيب، وإن غاب لن يشرق مرة أخرى."
الصرفة تنافي الإعجاز . لو لم يصرفهم لأتو بمثله . وهذه مساواة لقدرة الله مع قدرة البشر إذا أتوا بمثله مع وجود التحدي . إلا إذا كان التحدي بالصرف وهذا بعيد لأن الله قادر على إعجازهم بدون صرف. وحتى من كلامك تقر أن كلام الله معجز بدون صرف. بارك الله بكم .وجزاكم الله خيرا
النزول اللفظي والمعنوي للقرآن ـ 01 فهرس دروس القرآن والنزول اللفظي والمعنوي الدرس الأوّل تمّ البحث في هذا الدرس حول: مقدّمات عامّة: المقدّمة الأولى: تمهيد لتوضيح الأسئلة الأساسيّة التي يدور حولها البحث المقدّمة الثانية: عرض المشهد التاريخي، تبيين النظريّات الأربع حول النزول اللفظي والمعنوي للقرآن وهي: النظريّة الأولى: نسبة الألفاظ والمعاني لله تعالى، وأنّ النبيّ لا دور له في إنتاج النص القرآني. وهذه هي النظرية السائدة بين جمهور المسلمين ومذاهبهم. النظريّة الثانية: النزول المعنوي دون اللفظي، فمضمون القرآن قد أُوحي من الله لكنّ الألفاظ من صنع النبيّ. وقد تمّ عرض القائلين بهذه النظريّة وتحليل مواقفهم خاصّة المتكلّم المعروف ابن كُلّاب البصري ومعمّر السلّمي وأمثالهما من القدماء وعبد الكريم سروش من المتأخّرين. النظريّة الثالثة: نسبة المضمون القرآني إلى الله والألفاظ لجبريل، وقد نُسبت هذه النظريّة لبعضٍ ممّن لم تُعرف هويّته بالضبط. النظريّة الرابعة: نسبة المعنى واللفظ معاً للنبيّ، وقد تمّ عرض التوجّهات الحديثة التي تؤمن بهذه النظريّة سواء كانت تنكر النبوّة وانتسابها إلى الله أو كانت تؤمن بنسبة النبوّة إلى الله، وفي الوقت عينه ترى أنّ القرآن برمّته صنيعة نبويّة.
وجود كبار قالوا بالصرفة دليل قوي ان المستوى البلاغي للقرآن ليس معجزا من حيث كونه نصا ادبيا الا بالقدر الذي يجعلك تقول ان شعر امرئ القيس معجز - لانه فن مرتبط بثقافة اندثرت، اعني بها ثقافة الجاهليين. وهذا مفتاح لرد القول باعجاز القرآن بالمطلق، فاذا كان الشعراء منذ العصر الاموي انخفض مستواهم عن شعراء ما قبل الاسلام فمن الطبيعي ان لا ياتي احد على مدى القرون بمثل القران لانهم اصلا لم يستطيعوا الاتيان بمثل الادب الجاهلي كله.
استاذنا الفاضل بالتأكيد نحن نؤمن بالكتب السماوية جميعها لاجدال في ذلك ولكن الموجودة الأن كلها محرفة سواء الانجيل أو التوراة .ولم يبقى الا القرأن الكريم الذي حفظه الله وسيحفظه الي يوم الدين بأذنه تعالي
الكلام في المقالات ينبغي أن يكون بالنظر في منطلقاتها و مقدماتها و أسبابها الباعثة عليها و القول بالصرفة و هو قول لبعض المعتزلة مبناه أن القرآن مخلوق و لهذا كفرهم أهل السنة و الاشاعرة و للتخلص من ايراد مفاده : اذا كان القرآن مخلوقا فما وجه اعجازه ؟ ابتدع بعضهم بدعة الصرفة ! فكيف لمن يعتقد ان القرآن كلام الله لفظا و معنى ان يتبنى هذا القول ؟ فان الفرق بين القرآن و بين كلام المخلوق هو كالفرق بين الخالق و المخلوق و بين علم الخالق و علم المخلوق ... أما كلام الخطابي فلا أرى أنه أجازها بل منعها لمخالفة الآية فهل هذا معناه انه لا يرى في القول بها تنقصا للقرآن ام هو من باب" مخالفة للآية فبيان بطلانها لا يأخذ جهدا " يحتاج الى نظر و الثاني اظهر عندي و الله اعلم قولك ان من اوجه الصرفة ان يذهلوا عن المحاولة مردود بالآية فلا ادري سبب ايراده اصلا فان الاية تدل على انهم حتى لو اجتمعت هممهم على المحاولة فهم عاجزون و لا ادري كيف فاتك هذا من كلام الخطابي !! القول بالصرفة يقتضي ان الله لو لم يصرفهم عن المحاولة او لو لم يصرفهم عن القدرة على البيان لكانوا قادرين على ان يأتوا بمثله !! اي ان القرآن ليس بمعجز في ذاته فكيف لا يقال ان فيه تنقصا للقرآن !! ان القول بالصرفة انما فيه اعجاز من جهة قدرة الله تعالى " فهو منعهم بقدرته " و ليس فيه اعجازا للقرآن الا من جهة ان الله قدّر ان لا يؤتى بمثله . أن التحدي يظهر علو مرتبة المتحدي اذا كان تحديا للقادر حال قدرته و للقوي حال قوته اما ان يكون تحديا للضعيف او للقوي حال عجزه فليس مفيدا للغرض و لهذا من استطاع نظم الشعر او النثر محاولا تحدي القرآن ثم لا يستطيع ان يصل الى عشر معشار بلاغته يكون عجزه ابلغ و ظهور القرآن عليه اعظم ان انصراف همم العرب عن المحاولة لعلمهم باستحالة اتيانهم بمثله لما تبين لهم من بلاغته مالم يعهدوا مثله من قبل رغم علو كعبهم و بلوغهم المرتبة العالية في البلاغة كسجود سحرة فرعون لما راوا عصى موسى فانهم لبلوغهم المنتهى في السحر تيقنوا ان ما يقابلهم ليس بسحر . ملاحظة : قلت ان النار لا تحرق ! كيف يستقيم هذا مع قوله تعالى " قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم " فان فيه دلالة على ان فيها من الحر و الاحراق ما ازاله الله بامره تعالى ففي النار قوة الاحراق و لكن تأثيرها لا يكون الا بمشيئة الله وفقنا الله و اياك
تعليقك مشكل يشكل آخره على أوله فمستبعد أولا أن تكون قضية الصرفة التي قال بها المعتزلة كترقيع لنتيجة قولهم بخلق القرآن فكذلك الله تحدى الخلق بخلق ذباب ولو اجتمعوا له هذا لا يعني أن الذبابة خالقه أو صفة من صفات الله تعالى فقضية الصرفة قضية أخرى ليست ذات تبعات على خلق القرآن ولو كان هذا سبب النزاع فإذن القران صفة لله قديمة ولا قديم سوى الله وكلامه محدث بإرادته والسطر الأخير يرد على جميع ما أشكلت ويشكل عليك المقال ما أشكلته وانت تقول من خصائص النار الإحراق نعم وكذلك النار ليست لها إرادة حتى تنهى وتأمر وماهذا إلا تعبير عن لطفه وحوله وقوته سبحانه من قول تعالى ( يانار كوني بردا وسلاما ) وماهذا إلا تعبير عن الإرادة وقدرة تدبيره ذي القوة المتين اللطيف الخبير وكقوله كن فيكون وكقوله ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فكلام الله أحدثه الله سبحانه من عدم بإرادته وبلطفه وحكمته وكما قلت مامعنى التحدي وهو غير متكافئ إذا كان لم يقدر لهم أن يفكروا ببدع مثله أو منعهم عنه وكذلك الحجة عليك أين ميزان التحدي وصدق معياره إذا كان القرآن قديم قبل خلق الخلق ؟! وفيه ناسخ ومنسوخ وأخبار ووعد ووعيد والأهم من ذلك أنه نزل بوضع العرب ولسانهم أكانت العرب هم من ابتدعوا هذه اللغة أم هي أزلية أيضا قد أجراها الله على ألسنتهم قبل القران دون مايشعرون هذه الاعتقادات تفضي الى الجبر بل هي عين الجبر لو تمعنتم بارك الله فيكم
يا استاذ حتى المعتزلة يقولون انهم اهل سنة الدليل من كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبدالجبار. هناك باب كامل عن هذا الموضوع. الكل يتخانق على هذا اللقب الاشاعرة والحانبلة والمعتزلة. لكن القاضي عبدالجبار يقول بمعنى اذا ذهب احد من المعتزلة الى بلد يلقب المجسمة باهل السنة. اذا يحتاط الشخص ولا ينسب نفسة الى اهل السنة.
أبو قيس يقول : ان القران معجز هذا قول محل اتفاق ، لكن اين موضع اعجازه؟ فهناك قولين الأول انه معجز ببلاغته ، والثاني بالصَّرفة معنى معجز ببلاغته : ان القران جاء على درجة من البلاغة تعجز البشر" قول الجرجاني" معجز بالصَّرفة : أي أن التحدي لم يكن بالبلاغة بل بصرفهم عن أن يأتوا مثل هذا القرآن ولو لم يصرفهم الله لأتوا مثله لكن صرفهم طبعاً هناك قول أن الإعجاز موضعه هي الأخبار والقصص والحكايا سواءً كانت مستقبلية أو التي وقعت ، فهذه أمور غيبية لا يمكن معرفتها إلا بإعجاز ، ولكن هذا القول لا يصلح أن يكون محل الإعجاز لأن هذا الأخبار ليست في كل السور عوضاً عن أن تكون في كل الآيات. كيف يكون الصَّرف ؟ : القول الأول: قالوا أن الصرف يكون بأن يسلب منهم علومهم ، مثل ما يقع للشخص عندما يذهل عن اسم أولاده وهو الذي سماهم ويعرفهم تمام المعرفة لكنه ذهل عن الإسم ، وكذلك الله أذهلهم وصرفهم عن العلوم والمعارف التي بها يقولون و ينظمون كلامهم القول الثاني : القول الثاني قالوا أن الصرف يكون بأن يشغلهم عن التحدي ، فلا يستطيعون أن يبدؤ هذا التحدي لأنه مصرفون عنه ، فكلما أرادوا أن يأتوا بمثله ويتخدوه ، نسوا او تكاسلوا أو أجلوه. موقف العلماء من الصَّرفه : 1- منهم من قال بالصَّرفة فقط 2- ومنهم من قال بالإعجاز البلاغي فقط كعبدالقاهر الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز " وبعده أصبح القول بالصَّرفة كأنها علامة على المعتزلة وكأنها شيء مذهب ضال " و كالإمام الخطابي لكنه قال والصَّرفة كذلك كلام مقبول " وهو قبل عبدالقاهر الجرجاني " منهم من جمع مع الصرفة البلاغة مثل الآمدي فقال أن الصرف وقع في السور القصيرة أما الأعجاز البلاغي فوقع في السور الطويلة فائدة: علم البلاغة خرج من محاولة عبدالقاهر الجرجاني تفسير القران بالإعجاز البلاغي عبدالقاهر الجرجاني يقول أن الإعجاز لا يقع بالصَّرفة ولا بالمعنى وقال بل الإعجاز يقع بدلالات التركيب والجرجاني خالف القائلين بالصرفة لأنه يراها لا تصلح دليلاً على إعجاز القرآن بل يرى أن الإعجاز ما زال ولن يزول وخالف القائلين بالإعجاز بالمعنى لأنه يراه كذلك لا يصلح دليلاً على إعجاز القرآن لأنه مثلاً سيأتي شخص ويقول الشعر معجز لأن بعض الشعراء لا يستطيعون أن يأتوا بمعاني بعض فعنتزة العبسي الشاعر الفحل مثلاً لو أراد أن يقول شعر غزلي بالمعنى الذي يقوله فيه عمر بن أبي ربيعة لم يستطع وهذا لا يعني أن شعر عمر معجز بل لأن المعنى الناس يتفاوتون فيه فالنشئة والبئية وظروف الحياة وغيرها تؤثر على معنى كل شاعر وكل انسان. انتهى كلامه. 25/4/1445
جزاكم الله خيرا الاستاذ الفاضل
"نحن لا نطرق الأبواب التي أغلقت في وجوهنا ولا نطلب لمن استدار أن يلتفت، لا نفرض على أحد وجودنا، لا نتحدث بأريحية مع من لا يهتم، نحن بسطاء، نؤمن بالعفوية والتداخل لكننا أعزاء في نفوسنا مدركين لمكانتنا، أشخاصاً مثلنا لن تدرك أهمية تواجده،إلا حين يغيب، وإن غاب لن يشرق مرة أخرى."
جزاك الله خير
جزاكم الله خيرا استاذنا الفاضل الكريم وجعل كل ماتقدم بميزان حسناتكم بأذن الله
موضوع مهم أستاذنا الفاضل.. جزاك الله خيرا وحفظك و رعاك..و بارك في علمك. دمت سالما.
الصرفة تنافي الإعجاز .
لو لم يصرفهم لأتو بمثله . وهذه مساواة لقدرة الله مع قدرة البشر إذا أتوا بمثله مع وجود التحدي . إلا إذا كان التحدي بالصرف وهذا بعيد لأن الله قادر على إعجازهم بدون صرف. وحتى من كلامك تقر أن كلام الله معجز بدون صرف.
بارك الله بكم .وجزاكم الله خيرا
أبا قيس ، هل ستكون كتبك متوفرةً في معرِض الرياض ؟
استاذنا العزيز اتمنى الاطلاع من حضرتكم على هذا البحث حول "النزول اللفظي والنزول المعنوي للقران" للشيخ حيدر حب الله واعطاء رأيكم فيه
لقد ارسلت الرابط لكنه يختفي بسبب قيود القناة
النزول اللفظي والمعنوي للقرآن ـ 01
فهرس دروس القرآن والنزول اللفظي والمعنوي
الدرس الأوّل
تمّ البحث في هذا الدرس حول:
مقدّمات عامّة:
المقدّمة الأولى: تمهيد لتوضيح الأسئلة الأساسيّة التي يدور حولها البحث
المقدّمة الثانية: عرض المشهد التاريخي، تبيين النظريّات الأربع حول النزول اللفظي والمعنوي للقرآن وهي:
النظريّة الأولى: نسبة الألفاظ والمعاني لله تعالى، وأنّ النبيّ لا دور له في إنتاج النص القرآني. وهذه هي النظرية السائدة بين جمهور المسلمين ومذاهبهم.
النظريّة الثانية: النزول المعنوي دون اللفظي، فمضمون القرآن قد أُوحي من الله لكنّ الألفاظ من صنع النبيّ. وقد تمّ عرض القائلين بهذه النظريّة وتحليل مواقفهم خاصّة المتكلّم المعروف ابن كُلّاب البصري ومعمّر السلّمي وأمثالهما من القدماء وعبد الكريم سروش من المتأخّرين.
النظريّة الثالثة: نسبة المضمون القرآني إلى الله والألفاظ لجبريل، وقد نُسبت هذه النظريّة لبعضٍ ممّن لم تُعرف هويّته بالضبط.
النظريّة الرابعة: نسبة المعنى واللفظ معاً للنبيّ، وقد تمّ عرض التوجّهات الحديثة التي تؤمن بهذه النظريّة سواء كانت تنكر النبوّة وانتسابها إلى الله أو كانت تؤمن بنسبة النبوّة إلى الله، وفي الوقت عينه ترى أنّ القرآن برمّته صنيعة نبويّة.
هناك من المعاصرين من حاول محاولات غبية ووصلت الينا فإذن على ما اظن ليس هناك صرفة
وجود كبار قالوا بالصرفة دليل قوي ان المستوى البلاغي للقرآن ليس معجزا من حيث كونه نصا ادبيا الا بالقدر الذي يجعلك تقول ان شعر امرئ القيس معجز - لانه فن مرتبط بثقافة اندثرت، اعني بها ثقافة الجاهليين.
وهذا مفتاح لرد القول باعجاز القرآن بالمطلق، فاذا كان الشعراء منذ العصر الاموي انخفض مستواهم عن شعراء ما قبل الاسلام فمن الطبيعي ان لا ياتي احد على مدى القرون بمثل القران لانهم اصلا لم يستطيعوا الاتيان بمثل الادب الجاهلي كله.
استاذنا الفاضل بالتأكيد نحن نؤمن بالكتب السماوية جميعها لاجدال في ذلك ولكن الموجودة الأن كلها محرفة سواء الانجيل أو التوراة .ولم يبقى الا القرأن الكريم الذي حفظه الله وسيحفظه الي يوم الدين بأذنه تعالي
انصحك بكتاب( الصرفة ) للشريف المرتضى
الكلام في المقالات ينبغي أن يكون بالنظر في منطلقاتها و مقدماتها و أسبابها الباعثة عليها و القول بالصرفة و هو قول لبعض المعتزلة مبناه أن القرآن مخلوق و لهذا كفرهم أهل السنة و الاشاعرة و للتخلص من ايراد مفاده : اذا كان القرآن مخلوقا فما وجه اعجازه ؟ ابتدع بعضهم بدعة الصرفة !
فكيف لمن يعتقد ان القرآن كلام الله لفظا و معنى ان يتبنى هذا القول ؟ فان الفرق بين القرآن و بين كلام المخلوق هو كالفرق بين الخالق و المخلوق و بين علم الخالق و علم المخلوق ...
أما كلام الخطابي فلا أرى أنه أجازها بل منعها لمخالفة الآية فهل هذا معناه انه لا يرى في القول بها تنقصا للقرآن ام هو من باب" مخالفة للآية فبيان بطلانها لا يأخذ جهدا " يحتاج الى نظر و الثاني اظهر عندي و الله اعلم
قولك ان من اوجه الصرفة ان يذهلوا عن المحاولة مردود بالآية فلا ادري سبب ايراده اصلا فان الاية تدل على انهم حتى لو اجتمعت هممهم على المحاولة فهم عاجزون و لا ادري كيف فاتك هذا من كلام الخطابي !!
القول بالصرفة يقتضي ان الله لو لم يصرفهم عن المحاولة او لو لم يصرفهم عن القدرة على البيان لكانوا قادرين على ان يأتوا بمثله !! اي ان القرآن ليس بمعجز في ذاته فكيف لا يقال ان فيه تنقصا للقرآن !!
ان القول بالصرفة انما فيه اعجاز من جهة قدرة الله تعالى " فهو منعهم بقدرته " و ليس فيه اعجازا للقرآن الا من جهة ان الله قدّر ان لا يؤتى بمثله .
أن التحدي يظهر علو مرتبة المتحدي اذا كان تحديا للقادر حال قدرته و للقوي حال قوته اما ان يكون تحديا للضعيف او للقوي حال عجزه فليس مفيدا للغرض
و لهذا من استطاع نظم الشعر او النثر محاولا تحدي القرآن ثم لا يستطيع ان يصل الى عشر معشار بلاغته يكون عجزه ابلغ و ظهور القرآن عليه اعظم
ان انصراف همم العرب عن المحاولة لعلمهم باستحالة اتيانهم بمثله لما تبين لهم من بلاغته مالم يعهدوا مثله من قبل رغم علو كعبهم و بلوغهم المرتبة العالية في البلاغة
كسجود سحرة فرعون لما راوا عصى موسى فانهم لبلوغهم المنتهى في السحر تيقنوا ان ما يقابلهم ليس بسحر .
ملاحظة : قلت ان النار لا تحرق ! كيف يستقيم هذا مع قوله تعالى " قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على ابراهيم " فان فيه دلالة على ان فيها من الحر و الاحراق ما ازاله الله بامره تعالى ففي النار قوة الاحراق و لكن تأثيرها لا يكون الا بمشيئة الله وفقنا الله و اياك
تعليقك مشكل يشكل آخره على أوله فمستبعد أولا أن تكون قضية الصرفة التي قال بها المعتزلة كترقيع لنتيجة قولهم بخلق القرآن فكذلك الله تحدى الخلق بخلق ذباب ولو اجتمعوا له هذا لا يعني أن الذبابة خالقه أو صفة من صفات الله تعالى فقضية الصرفة قضية أخرى ليست ذات تبعات على خلق القرآن ولو كان هذا سبب النزاع فإذن القران صفة لله قديمة ولا قديم سوى الله وكلامه محدث بإرادته والسطر الأخير يرد على جميع ما أشكلت ويشكل عليك المقال ما أشكلته وانت تقول من خصائص النار الإحراق نعم وكذلك النار ليست لها إرادة حتى تنهى وتأمر وماهذا إلا تعبير عن لطفه وحوله وقوته سبحانه من قول تعالى ( يانار كوني بردا وسلاما ) وماهذا إلا تعبير عن الإرادة وقدرة تدبيره ذي القوة المتين اللطيف الخبير وكقوله كن فيكون وكقوله ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فكلام الله أحدثه الله سبحانه من عدم بإرادته وبلطفه وحكمته وكما قلت مامعنى التحدي وهو غير متكافئ إذا كان لم يقدر لهم أن يفكروا ببدع مثله أو منعهم عنه وكذلك الحجة عليك أين ميزان التحدي وصدق معياره إذا كان القرآن قديم قبل خلق الخلق ؟! وفيه ناسخ ومنسوخ وأخبار ووعد ووعيد والأهم من ذلك أنه نزل بوضع العرب ولسانهم أكانت العرب هم من ابتدعوا هذه اللغة أم هي أزلية أيضا قد أجراها الله على ألسنتهم قبل القران دون مايشعرون هذه الاعتقادات تفضي الى الجبر بل هي عين الجبر لو تمعنتم بارك الله فيكم
وليس كل المعتزلة يعتقدون بالصرفة هو رأي ضعيف ولا علاقة له بقضية خلق القران
يا استاذ حتى المعتزلة يقولون انهم اهل سنة الدليل من كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبدالجبار. هناك باب كامل عن هذا الموضوع. الكل يتخانق على هذا اللقب الاشاعرة والحانبلة والمعتزلة. لكن القاضي عبدالجبار يقول بمعنى اذا ذهب احد من المعتزلة الى بلد يلقب المجسمة باهل السنة. اذا يحتاط الشخص ولا ينسب نفسة الى اهل السنة.
إذا كان لا وجود للصرفة فلماذا لم تصل إلينا محاولات الكفار الجادة لتقليد القرآن الكريم؟
على ما اضن العكس،صحيح فهناك من المعاصرين من حاول محاولات غبية ووصلت الينا فإذن على ما اظن ليس هناك صرفة
لا
أبو قيس يقول : ان القران معجز هذا قول محل اتفاق ، لكن اين موضع اعجازه؟ فهناك قولين الأول انه معجز ببلاغته ، والثاني بالصَّرفة
معنى معجز ببلاغته : ان القران جاء على درجة من البلاغة تعجز البشر" قول الجرجاني"
معجز بالصَّرفة : أي أن التحدي لم يكن بالبلاغة بل بصرفهم عن أن يأتوا مثل هذا القرآن ولو لم يصرفهم الله لأتوا مثله لكن صرفهم
طبعاً هناك قول أن الإعجاز موضعه هي الأخبار والقصص والحكايا سواءً كانت مستقبلية أو التي وقعت ، فهذه أمور غيبية لا يمكن معرفتها إلا بإعجاز ، ولكن هذا القول لا يصلح أن يكون محل الإعجاز لأن هذا الأخبار ليست في كل السور عوضاً عن أن تكون في كل الآيات.
كيف يكون الصَّرف ؟ :
القول الأول: قالوا أن الصرف يكون بأن يسلب منهم علومهم ، مثل ما يقع للشخص عندما يذهل عن اسم أولاده وهو الذي سماهم ويعرفهم تمام المعرفة لكنه ذهل عن الإسم ، وكذلك الله أذهلهم وصرفهم عن العلوم والمعارف التي بها يقولون و ينظمون كلامهم
القول الثاني : القول الثاني قالوا أن الصرف يكون بأن يشغلهم عن التحدي ، فلا يستطيعون أن يبدؤ هذا التحدي لأنه مصرفون عنه ، فكلما أرادوا أن يأتوا بمثله ويتخدوه ، نسوا او تكاسلوا أو أجلوه.
موقف العلماء من الصَّرفه :
1- منهم من قال بالصَّرفة فقط
2- ومنهم من قال بالإعجاز البلاغي فقط كعبدالقاهر الجرجاني صاحب دلائل الإعجاز " وبعده أصبح القول بالصَّرفة كأنها علامة على المعتزلة وكأنها شيء مذهب ضال " و كالإمام الخطابي لكنه قال والصَّرفة كذلك كلام مقبول " وهو قبل عبدالقاهر الجرجاني "
منهم من جمع مع الصرفة البلاغة مثل الآمدي فقال أن الصرف وقع في السور القصيرة أما الأعجاز البلاغي فوقع في السور الطويلة
فائدة: علم البلاغة خرج من محاولة عبدالقاهر الجرجاني تفسير القران بالإعجاز البلاغي
عبدالقاهر الجرجاني يقول أن الإعجاز لا يقع بالصَّرفة ولا بالمعنى وقال بل الإعجاز يقع بدلالات التركيب
والجرجاني خالف القائلين بالصرفة لأنه يراها لا تصلح دليلاً على إعجاز القرآن بل يرى أن الإعجاز ما زال ولن يزول
وخالف القائلين بالإعجاز بالمعنى لأنه يراه كذلك لا يصلح دليلاً على إعجاز القرآن لأنه مثلاً سيأتي شخص ويقول الشعر معجز لأن بعض الشعراء لا يستطيعون أن يأتوا بمعاني بعض فعنتزة العبسي الشاعر الفحل مثلاً لو أراد أن يقول شعر غزلي بالمعنى الذي يقوله فيه عمر بن أبي ربيعة لم يستطع وهذا لا يعني أن شعر عمر معجز بل لأن المعنى الناس يتفاوتون فيه فالنشئة والبئية وظروف الحياة وغيرها تؤثر على معنى كل شاعر وكل انسان.
انتهى كلامه.
25/4/1445