غَزْوَةُ بَنِي قُرِيظَةَونهايتهم بعد غدرهم بالمسلمين؛ من أشرس معارك التاريخ

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 11 сен 2024
  • خيانة اليهود ونقضِهم للعُهود وغدرهم بالمسلمين على زمن الرسول الكريم محمد صلواتُ الله عليه
    فما وعدوا وعدًا إلا أخلفوه، ولا كتبوا ميثاقًا إلا خانوه، ولا عاهدوا عهدًا إلا نقضوه!
    من هم بني قُرَيظة وماذا فعلوا حتى كان عقابهم مُزَِلزِل؟
    لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، كان بالمدينة ثلاث قبائل من اليهود : بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قُريظة ، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، فأبى عامتهم إلا الكفر ، فكتب بينه وبينهم كتابا (أي عهداً يلتزمون به) ، ثم إنهم حاربوه.
    بدأت غزوة بني قريظة في اليوم الذي انتهت فيه غزوة الأحزاب حيثُ هُزمت قريش وحلفاؤها بعد أن منّ الله تعالى على النبي والمؤمنين بالنصر. قال تعالى {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}
    وقد كان لبني قريظة موقفا سلبيا من حصار المدينة وبدلا من الدفاع عنها إلى جانب المسلمين بحسب اتفاق سابق، انقلبوا على المسلمين ليجد المسلمون أنفسهم بين عدو خارجي وآخر داخلي. ويبين القرآن الكريم الحالة الحرجة التي عاشها المسلمون نتيجة لذلك بقوله تعالى {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}
    وبعد أن انتهت غزوة الأحزاب لصالح المسلمين كان لا بد من معاقبة بني قريظة على نقضهم العهد، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم أياما عديدة. وبعد رفضهم الاستسلام قرروا النزول للقتال، وما أن بدأت المعركة حتى دبَّ الرعب في قلوبهم واضطربت صفوفهم. وقد انتهت المعركة بانتصار النبي والمؤمنين. وفي هذا يقول الله تعالى {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا}
    من خلال الآيتين السابقتين يظهر تسلسل الأحداث؛ حيث نزل بنوا قريظة من حصونهم فدار القتال بين الطرفين، وكان المسلمون معززين بنصر الله إياهم في معركة الأحزاب ومدفوعين بما حملته قلوبهم من غيظ على خيانة بني قريظة. وقد قُتل فريق من بني قريظة بينما تم أسر الباقين. وفي هذه المرة أيضا انتصر المسلمون.
    ولا يصح الأسر قبل إثخان العدو لقوله تعالى {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}
    وهو ما التزم به النبي صلى الله عليه وسلم. ودوام الآية يوضح حكم الأسير في الإسلام وهو أن يطلق سراحه بالمن عليه أو مقابل فدية عندما تنتهي الحرب {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}
    وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة. وقوله تعالى {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} يبين ما آلت إليه الحرب. وتقديم المعمول على العامل في قوله تعالى {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ} يفيد الأهمية والمعرفية، وهو ما يفيد بأن الذين تم قتلهم هم رؤوس القوم وقادتهم. وبعد أن أُثخن القوم بمقتل سراتهم تم أسر أكثرية المقاتلين.
    وكان من نتائج الحرب انتهاء الحقبة التي كان لبني قريظة سيادة على أرضهم وديارهم، ولا شك أن هؤلاء فقدوا منعتهم وسيادتهم على أرضهم، وأصبحت أموالهم غنيمة. وهو ما أشار إليه قوله تعالى في الآية السابقة {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} وهذه سنة الله تعالى في الأقوام المفسدة. قال الله تعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
    وبعد أن وضعت الحرب أوزارها لم يعد يملك الأسرى أموالا ليفتدوا أنفسهم وذويهم، لذا لم يبق سوى خيار واحد وهو اطلاق سراحهم منا.
    الروايات الواردة
    في مقابل البيان القرآني نجد روايات السيرة تسرد أحداثا مخالفة للنص القرآني الواضح ومتعارضة فيما بينها، حيث تذكر تلك الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتاد الأسرى من بني قريظة إلى المدينة وأسكنهم في أحد البيوت، وفي اليوم التالي اقتادهم إلى سوق المدينة وخندق لهم وقتلهم أفواجا. حيث قُتل كل من قدر على حمل السلاح من الرجال، وقيل قُتل كل ذكر بالغ، وقيل قُتل المقاتلة فقط بينما سُبي الذراري والنساء.
    لن تجد رقما للمقتولين في الصحيحين لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل حكم سعد بقتل المقاتلة، ولا بد من التنويه أنه لم يذكر في الصحيحين تنفيذ القتل
    وفي غير الصحيحين ورد أن النبي قتل من أنبت منهم، ويقصد بالإنبات ظهور شعر العانة. ومعروف أنه ليس كل من أنبت مقاتل، فهذه الرواية لا تقصر القتل على المقاتلين فقط بل بغيرهم أيضا. ومن المسلَّمات أن قتل غير المقاتل ليس مشروعا. وراوي هذا الحديث (من أنبت منهم) واحد ممن أسلم من بني قريظة. ولا يمكن التسليم لروايات قرظيين حتى لو أسلموا، لأن نزع القومية لا بد أن يؤثر في مثل هذه الرواية.
    ومن يستقرئ روايات القرظيين بخصوص غزوة بني قريظة يجد عناصر الرواية اليهودية متواجدة فيها. وهي التعرض للإبادة والخيانة وبطولة

Комментарии • 1