مذهب وحدة الوجود pantheism

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 2 окт 2024
  • وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني، يقول بأن الرب والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الرب هو الوجود الحق ويعتبرونه صورة هذا العالم المخلوق. أما مجموع المظاهر المادية، فهي تعلن عن وجود الرب دون أن يكون لها وجود قائم بذاته. وآثار هذا المذهب وبعض أفكاره لا زالت موجودة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وفي أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم، والمذهب أيضا موجود في الفكر النصراني واليهودي. وقد تأثر المنادون بهذا الفكر بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا، من إغريقية ونصرانية وفارسية، ومنها المذهب المانوي والمذهب الرزرادشتي، وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين. إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين، من أبرزهم محي الدين ابن عربي، وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني، ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد برونو النصراني وسبينوزا اليهودي. ابن عربي هو محي الدين محمد بن عبد الله العربي، وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي. هو أحد مشاهير الصوفية وعرف بالشيخ الأكبر. ولد في مرسية سنة ٥٦٠ هجريا، وانتقل إلى أشبيلية حيث بدأ دراسته التقليدية بها، ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات. في سن مبكرة وبعد مرض ألم به، كان التحول الكبير في حياته. حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة، ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة وشمالي إفريقية، بصحبة عدد من شيوخ الصوفية. في الثلاثين من عمره، انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فاس، حيث كتب كتابه المسمى الإسراء إلى مقام الأسرى. ثم عاد إلى تونس، ثم سافر إلى القاهرة والقدس، ثم اتجه جنوباً إلى مكة حاجاً. ولزم البيت الحرام لعدد من السنين، وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل، وروح القدس، ثم بدأ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية. في السنين التالية، نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة، ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق. وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة، بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح، بل التكفير والزندقة. وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحِكَم، وأكمل كتابه الفتوحات المكية. توفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة ٦٣٨ هجريا، ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون. يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر، ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا للرب. فالخلق ظل للوجود الحق، فلا موجود إلا الرب، فهو الوجود الحق. فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق، ومن أقواله التي تدل على ذلك: سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها. وبناءً على هذا التصور، فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم، بل مجرد فيض وتجليّ. ومادام الأمر كذلك، فلا مجال للحديث عن علة أو غاية، وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة، ويخضع لحتمية وجبرية صارمة. وهذا العالم لا يوجد فيه عن خير وشر، ولا عن قضاء وقدر، ولا عن حرية أو إرادة. ومن ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب، بل الجميع في نعيم مقيم. والفرق بين الجنة والنار هو في المرتبة فقط، لا في النوع. وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده، فالعذاب عنده من العذوبة، والريح التي دمرت عاد هي من الراحة، لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة، وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة. وقد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود، قوله بالجبر ونفى الحساب، والثواب والعقاب، ووحدة الأديان ايضا. فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الرب ومن يعبد الأصنام كلهم سواء، لأنهم في الحقيقة ما عبدوا إلا الرب، إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق. فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي، يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء. وقد تابع ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له، مثل ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني. وأما ابن سبعين فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عربي في مذهب وحدة الوجود: قوله رب مالك وعبد هالك، وأنتم ذلك، والكثرة وهم. وهنا يؤكد ابن سبعين أن هذه الموجودات ليس لها وجود حقيقي، فوجودها وهم وليس ثمة فرق بين الخلق وبين الرب، فالموجودات هي الرب. أما التلمساني فلا يفرق بين الكائنات وخالقها، إنما الكائنات أجزاء منه، وأبعاض له بمنزلة أمواج البحر في البحر، وأجزاء البيت من البيت. فالوجود عند التلمساني واحد، وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق، بل كل المخلوقات إنما هي الرب ذاته. وقد وجد لهذا المذهب صدى في بلاد الغرب بعد أن انتقل إليها على يد برونو الإيطالي، ورَوّج له اسبينوزا اليهودي. برونو مفكر إيطالي، درس الفلسفة واللاهوت في أحد الأديرة الدينية، إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة فرمي بالزندقة، وفرّ من إيطاليا. تنقل طريداً في البلدان الأوروبية، وبعد عودته إلى إيطاليا وشي به إلى محاكم التفتيش، فحكم عليه بالموت حرقاً. باروخ سبينوزا هو فيلسوف هولندي يهودي، هاجر أبواه من البرتغال في فترة الاضطهاد الديني لليهود، ودرس الديانة اليهودية والفلسفة. ومن أقوال سبينوزا التي تؤكد على مذهبه في وحدة الوجود: ما في الوجود إلا الرب، فالرب هو الوجود الحق، ولا وجود معه يماثله، لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان. إن قوانين الطبيعة وأوامر الرب الخالدة شيء واحد بعينه، وإن كل الأشياء تنشأ من طبيعة الرب الخالدة. الرب هو القانون الذي تسير وفقه ظواهر الوجود جميعاً، بغير استثناء أو شذوذ. إن للكون عالماً واحداً وهو الطبيعة والرب في آن واحد، وليس في هذا العالم مكان لما فوق الطبيعة. لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلاسفة قدماء: مثل الفيلسوف اليوناني هيراقليطس.

Комментарии • 3

  • @qqpp1192
    @qqpp1192 5 месяцев назад +2

    كثير من عقائد البشر عجيييبة

  • @ahlamrida3512
    @ahlamrida3512 5 месяцев назад +1

    ❤❤❤❤

  • @bahloulbouchra7559
    @bahloulbouchra7559 5 месяцев назад +1

    ❤🎉❤