الجزء (63) الشرح الكبير على بلوغ المرام: طريقة مسلم لإعلال حديث ابن أبي ليلى عن حذيفة في باب الآنية

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 22 дек 2024
  • -تقدم لنا تخريج حديث حذيفة في الآنية من طريق ابن عكيم، وهو الصحيح.
    -وكذلك الطريق الثاني من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة، وأنه معلول كما أعله الإمام مسلم
    -واليوم نبين طريقة الإمام مسلم في إعلال هذا الحديث من طريق ابن أبي ليلى
    -قال الإمام مسلم في «صحيحه»: (حدثنا سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، سمعته يذكره، عن أبي فروة، أنه سمع عبد الله بن عكيم، قال: كنا مع حذيفة بالمدائن، فاستسقى حذيفة، فجاءه دهقان بشراب في إناء من فضة، فرماه به، وقال: إني أخبركم أني قد أمرته أن لا يسقيني فيه، فإن رسول الله قال: «لا تشربوا في إناء الذهب والفضة، ولا تلبسوا الديباج والحرير، فإنه لهم في الدنيا وهو لكم في الآخرة يوم القيامة».
    وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي فروة الجهني، قال: سمعت عبد الله بن عكيم، يقول: كنا عند حذيفة بالمدائن فذكر نحوه، ولم يذكر في الحديث: «يوم القيامة».
    -وحدثني عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان، حدثنا ابن أبي نجيح أولا، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة.
    -ثم حدثنا يزيد، سمعه من ابن أبي ليلى، عن حذيفة.
    -ثم حدثنا أبو فروة، قال: سمعت ابن عكيم.
    -فظننت أن ابن أبي ليلى إنما سمعه من ابن عكيم، قال: كنا مع حذيفة بالمدائن، فذكر نحوه، ولم يقل: «يوم القيامة».
    -وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن الحكم، أنه سمع عبد الرحمن يعني ابن أبي ليلى، قال: شهدت حذيفة استسقى بالمدائن، فأتاه إنسان بإناء من فضة، فذكره بمعنى حديث: ابن عكيم عن حذيفة.
    -وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع.
    -ح وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر.
    -ح وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي.
    -ح وحدثني عبد الرحمن بن بشر، حدثنا بهز؛ كلهم: عن شعبة، بمثل حديث معاذ وإسناده، ولم يذكر أحد منهم في الحديث: «شهدت حذيفة»؛ غير: معاذ وحده، إنما قالوا: «إن حذيفة استسقى».
    -وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن منصور.
    -ح وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون؛ كلاهما: عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة، عن النبي ؛ بمعنى حديث من ذكرنا).
    -انتهى كلام الإمام مسلم
    -فهذا إعلال من الإمام مسلم لهذه اللفظة: «يوم القيامة»، فلا حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم لقول هذه اللفظة، فأنه قال في الحديث: «هو لكم في الآخرة»، فالآخرة هي يوم القيامة
    -ففي هذا الطريق، يعل رواية ابن أبي ليلى، حيث قال: عن يزيد عن ابن أبي ليلى عن حذيفة، وطريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن حذيفة بالعنعنة، ليعل الحديث بالإرسال، فإن ابن أبي ليلى لم يسمعه من حذيفة، فالصحيح عن ابن أبي ليلى بالعنعنة والأنأنة، وأما لفظ «كنا مع حذيفة»، و«خرجنا مع حذيفة»، هذه الألفاظ لا تصح من طرييق ابن أبي ليلى
    -ولذلك ذكر مسلم طريق أبي فروة عن ابن عكيم أنه سمع حذيفة، وأنها الصحيحة.
    -وهنا تفرد معاذ بلفظة: «شهدت»، فإن ابن أبي ليلى لم يشهد الواقعة وإنما يرويه بالعنعنة
    -فشذ معاذ بقوله: «شهدت حذيفة»، وخالف الجماعة يروونه بالعنعنة والأنأنة، ومنهم: وكيع وهو حافظ ثقة، ومحمد بن جعفر غندر ثقة ثبت وهو أوثق الناس في شعبة، وابن أبي عدي.
    -فهكذا أعل مسلم هذا الحديث
    -والآن تخريج طريق ابن أبي ليلى:
    1)فرواه أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا سيف سمعت مجاهد حدثني ابن أبي ليلى : «أنهم كانوا عند حذيفة... فذكر الحديث». فزاد «الذهب»، و«الأكل في صحافها»
    -أخرجه البخاري، والبيهقي، والبغوي، وغيرهم، وإسناده معلول فإنه مرسل، ولم يشهد ابن أبي ليلى الواقعة، وقد أخطأ فيه سيف المكي مع أنه ثقة ثبت.
    -فزيادة الذهب شاذة لا تصح
    -وزيادة: فلا تأكلوا في صحافها، شاذة لا تصح
    -ولا يصح إلا الشرب في آنية الفضة
    -والحديث بجملته مرسل لا يصح من طريق ابن أبي ليلى، والحديث الصحيح من طريق ابن عكيم لم ييذكر الذهب ولا الأكل، وإنما النهي في الشرب من آنية الفضة
    -أخرجه البخاري، والبيهقي، والبغوي، وغيرهم، وإسناده معلول فإنه مرسل، ولم يشهد ابن أبي ليلى الواقعة، وقد أخطأ فيه سيف المكي مع أنه ثقة ثبت،
    2) ورواه عبد الله نمير والمعافى بن عمران؛ كلاهما: عن سيف المكي، دون التصريح بشهود الواقعة مع حذيفة:
    -قال سيف سمعت مجاهدا يحدث عن ابن أبي ليلى عن حذيفة... فذكر الحديث، هكذا بالعنعنة، وزاد سيف: «ولا تأكلوا في صحافها»، و«الذهب»
    -فهذان الثقتان ابن نمير والمعافى يرويانه بالعنعنة، وأما زيادة الأكل فهي شاذة لمخالفتها لواية ابن عكيم
    -وسيف ذكر الذهب أيضا وهي شاذة
    -أخرجه مسلم وأعله، كما تقدم، والنسائي
    3)ورواه ابن أبي عدي عن ابن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال خرجنا مع حذيفة... الحديث، ولم يذكر الأكل
    -أخرجه البخاري، وأحمد، وهنا فيه: «خرجنا»، ولم يقصد خروجه هو وإنما خروج قومه
    4) ورواه عثمان بن عمر عن ابن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال خرجنا مع حذيفة... الحديث
    -أخرجه الدارمي، والخطيب في «تاريخ بغداد»
    5)وأخرجه مسلم، والبزار، عن ابن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن حذيفة، فعنعنه
    -ومسلم يعل هذه الرواية
    -وتوبع ابن أبي عدي عليه، تابعه يزيد بن زريع وأبو إسحاق الضرير؛ كلاهما عن عبد الله بن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى أن حذيفة... الحديث، هكذا بالأنأنة
    -أخرجه النسائي، والطحاوي
    -وهذه الروايات ترجح أن ابن أبي ليلى لم يشهد الحادثة
    6)ورواه منصور بن المعتمر، وحماد بن أبي سليمان، وأبو بشر جعفر بن إياس، ومسلم الأعور ؛ جميعهم: عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن ... نهانا عن الفضة والذهب.
    -وهذا النهي ليس في الشرب ولا الأكل، وكل هذا من الاضطراب
    -ورووه بالأنأنة
    -فالقول قول الجماعة بأنه مرسل

Комментарии •