نحتاج أن نؤسس الدعوة الإسلامية من جديد | حازم صلاح أبوإسماعيل 🔴
HTML-код
- Опубликовано: 8 фев 2025
- في حدثٍ تاريخي نادر من حوالي 9 سنوات، اجتمع (كل) من يُحسب على الدعوة الإسلامية في مصر، من الرموز والمشايخ الدعاة حفظهم الله مرتين في مؤتمرين كبيرين، وكان من ضمن المدعوين الأستاذ الفقيه حازم أبو إسماعيل - فرج الله كربته - وفي المرتين اللتين دعي فيهما، وجه لجمهور الدعاة وطلابهم ومحبيهم نفس الرسالة الصادمة قائلًا:
"نحن لسنا هنا لنُصلح الدعوة الإسلام .. فليس هناك دعوة إسلامية أصلًا .. ومانقوم به - كدعاة - لا يمكن أن يسمى دعوة إسلامية"
كان يقول ذلك، وبعض الشيوخ والدعاة الذين حضروا هذه المؤتمرات كانت تغلق لهم الشوارع في الدروس والخطب، ولكنه كان يرى أننا في حالة " خسارة" و"موات".
والسبب أن الأستاذ الشيخ كان يشير لمفهوم " الدعوة" في المنهاج النبوي كما فهمه وشرحه في برنامج أين الطريق | منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج النفوس والمجتمعات من الظلمات إلى النور.
فالدعوة بالمفهوم النبوي عملية " تحويلية" لإقامة النفوس والمجتمعات على مراد الله، وعملية " تصاعدية" تكسب أرضا وتتحرك بالمؤمنين بها في الواقع الاجتماعي ناحية التحقق يومًا بعد يوم.
بينما الدعوة الإسلامية في مفاهيم أكثر الدعاة والشيوخ - حفظهم الله - بل وعندعموم الناس: هي عملية " أفقية" لتزويد الناس ببعض مفردات الدين وحقائقه، التي تترتب نظريا أو تُطبق عمليًا وفق لمفهوم واجتهاد كل أحد بحسب ما يرى، فالبعض يركز على العقيدة والبعض تعجبه العبادات والبعض يتمركز حول الأخلاق. فتكون المحصلة امتلاء المسلمين بالـ"المفردات" الإيمانية، وليس " معرفة الطريق" الذي سماه الله الصراط المستقيم.
وكذلك الدعوة في مفهومنا وفي مفهوم أكثر الشيوخ والدعاة هي عملية " تكييفية"، أي للتكيف مع الواقع الصعب الذي هو في أحسن تقدير ليس من صنع ثقافة الإسلام ولا من آثاره. ومن ثم فالدعوة ليست "تحويلية"؛ بمعنى أنه ليس شرطًا إذا سار الإنسان في طريق الهداية أن يخضع لتغيرات حقيقة في حياته؛ سواء في شخصيته الإنسانية أو بنيته النفسية أو في إعادة صياغة علاقاته الاجتماعية، كما ليس شرطًا أن يتغير بزيادة عدد السالكين في طريق الله تحولًا في موازين القوى لتحقيق رسالة الله ومنهجه. وهذا معكوس دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
وبسبب هذين المعنيين؛ فقد كان يرى الأستاذ الشيخ أنه ليس هناك دعوة في مصر - بل في عموم العالم اليوم - ( إلا من رحم)، وكان يضرب لذلك مثالًا علميًا وعمليًا واضحًا؛ وهو في تحول انحياز المجتمع عن الله رغم زيادة عدد مايسمى بـ "الملتزمين"، فبعد أن كان العاصي يفعل المعصية وهو مستحي ويتمنى من الله الصالحين أن يدعوا له، صار الآن يفلسفها ويرفض النصح من الصالحين جحودًا واستكبارًا، وهذه في رأي الأستاذ الشيخ خسارةٌ في مبدأ " الانحياز إلى الله نفسه" أي خسارة لعقيدة الإسلام في الواقع، فالإسلام يخسر كل يوم أرض بهذه الطريقة، ويتحول من " الحالة الشعبية" التي لايمكن هزيمتها ولا استئصالها لأن الناس كلهم معنيون بها، إلى " حالة نخبوية" تخص مجموعة من الناس فقط، ولايتحمل بقية الملايين من الناس مسؤليتها ولا أمانتها.
وهذا معكوس دعوة النبي صلى الله عليه وسلم!