ما هو سر السعادة وباب الكمالات واعلاها خطبة الجمعة مسجد الصادقين الشيخ فائز المياحي

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 24 авг 2024
  • نظرة قرانية روائية الى نتائج الشكر
    وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ الشكر سر السعادة وباب الكمالات واعلاها
    خطبة الجمعة مسجد الصادقين الشيخ فائز المياحي
    الشكر سر السعادة وباب الكمالات واعلاها
    من القضايا التي صرح بها العقل والشرع شكر المنعم، فالعقلاء في كل الأمم وفي حاضرهم وماضيهم يعتبرون الشكر فضيلة
    وجاء القرآن الكريم ليؤكد على هذا الخلق للخالق والمخلوق
    قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
    الإمامُ زینُ العابدینَ علیه السلام: یقولُ اللَّهُ تباركَ وتعالی لِعبدٍ مِن عَبِیدِهِ یَومَ القِیامَةِ: أشَکَرتَ فُلاناً؟ فیقولُ: بَل شَکَرتُكَ یا ربِّ، فیقولُ: لَم تَشکُرْنی إذ لَم تَشکُرْهُ.
    ورغم هذا لكن من الناحية العملية قليل من يشكر المنعم والنعمة (َقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
    وقلة الشكر لسببين الأول عظمة النعم وكثرتها فوق حد الإحصاء فضلا عن شكرها
    الغفلة عن أن الشكر لفظي وعملي (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
    فيغفل عن الشكر العملي فما قيمة ان يشكر الإنسان جاره مثلا بالكلام ولكنه يؤذيه عمليا ؟َ!
    قَالَ أمير المؤمنين عليه السلام: أَقَلّ مَا يَلزَمُكُم لِلّهِ أَلّا تَستَعِينُوا بِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ
    من نتائج الشكر:
    1. دوام النعمة بل زيادتها: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ، وحذف متعلق الفعل يعني أزيدنكم ماذا ؟ لم تذكر الآية أي الأمر مفتوح ومطلق إلى ما شاء الله تبارك وتعالى.
    2. الشكر سبب لتخلص من الضنك النابع من حالة السخط وعدم الرضا، فالشاكرون في راحة نفسية ورضا لأنهم يتذوقون طعم النعمة وتنسيهم مرارة البلاء، بل البلاء عندهم نعمة تشكر، وهذا له فوائد صحية ونفسية وأخلاقية، وموجب لراحة البال وطول العمر
    فالإنسان الشاكر عندما يشكر يعني انه مستقر نفسيا، والراحة النفسية اهم عنصر في الراحة الجسدية، فالضغط والسكر وامراض أخرى كثيرة سببها الوضع النفسي، وقد ينتحر البعض لأنه لا يشعر بقيمة النعم ولا يرى إلا ما فقده، ولعل ما فقده أصلح له. وفعلا سجلت الدراسات النفسية أن التعبير عن شكرك يمكن أن يؤدي إلى تحسين شعورك العام بالراحة، وتوصلت أيضا إلى أن الأشخاص الممتنين أكثر قبولا وأكثر انفتاحا وأقل عصبية
    3. الشكر باب للتواضع والسماحة والتخلص من أفأت خطيرة منها التكبر والغرور والنرجسية والأنانية، لأن الإنسان حينما يشعر بفضل الله عليه وفضل الناس سوف يتواضع ويشعر بأنهم هم من أحسنوا اليه فيشكرهم (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ...) فالغني حينما يعطي الفقير يشكره الفقير، ولكن الغني احوج الى شكر الفقير. كَانَ الإمام زين العابدين عليه السلام: إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ یَقُولُ مَرْحَباً بِمَنْ یَحْمِلُ زَادِي إِلَى الْآخِرَةِ
    والطالب يشكر الأستاذ على ما يقدم ولكن الأستاذ بحاجة أيضا الى شكر الطالب حينما ينصت او حينما يحترمه او حينما يساعده على صقل مهاراته وتنشيط معلوماته وربما تصحيح أخطائه، والأبن يشكر الأب على الأقل كان سببا ماديا في وجوده أو من باب طاعة أمر الله بشكر الوالدين، والأب يشكر ولده، لاسيما حينما يجده بارا او انسانا صالحا يكون سببا للدعاء له وذكره بالخير، وهكذا الزوجين والقائد والجيش و الخ... ومن هنا فان الشكر يمثل أصرة اجتماعية قوية تربط بين مختلف شرائح المجتمع ولا فضل لأحد على أحد إلا لله وحده المنعم المطلق، فتكون سببا للحب والتألف وكسب القلوب...
    4. الشكر يوجب حب الله وحب أوليائه وحب الناس،
    لأن الإنسان الشاكر يشعر بالحاجة لله وحده، ويعمل لله شكرا فيحبه الله أكيدا، ويشعر بالغنى عن الناس، فلا يثقل عليهم، كما أن الشاكر إنسان إيجابي أريحي غير قنوط ولا عبوس ولا شكاي فهو حتى لو ردت عليه السلام يشعر بانها نعمة ولو عاش في وسط مسلم أو مسالم يشعر انها نعمه
    وأكثر من ذلك فالشاكر إنسان يسامح ويصفح ويكظم غيظه وهو إنسان معطاء ومحسن، لأن الإحسان هو شكر عملي وهذا ينمي رزقه ويزيد حب الناس له ويدفع عنه السوء والبلاء ويكون محبوبا في الأرض والسماء (الذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
    ٤. إن اعتياد شكر الله تعالى فيه ضمان من سوء العاقبة، فالإيمان نعمة وشكر الله عليها عمليا ولفظيا يجعل الله يحفظها بل يزيدها كما وعد سبحانه لئن شكرتم لأزيدنكم
    وبعكس الشكر فان الجحود والنكران يوجب الحرمان والخسارة في الدنيا والاخرة، وضرب الله قصة قوم سبأ عبرة لكل معتبر
    لقد كانت بلادهم من اكثر البلدان ازدهارا ونعميا واستقرارا ورفاهية يعيشون في جنة على الأرض لكنهم اغتروا بالنعمة وتركوا الشكر واستزلهم الشيطان
    ولو أنهم واصلوا الشكر لبقيت عليهم النعمة (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
    قال تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)
    في ساعات تحولت الجنات الى خراب وصحراء بسبب غرورهم ونسيان المنعم عليهم، وهذه القرية مثال على سنة إلهية وليس حدثا عابر فعلينا شكر الله قولا وفعلا وشكر اهل الخير والإحسان وشكر بعضنا عن كل خير وان نعفو ونصفح قربة لله وبذلك تدوم النعم وتعمر القلوب والبلاد.

Комментарии • 2