أم سلمة قدوة الفضائل والولاء

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 30 май 2024
  • َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)
    أم سلمة: قدوة الفضائل والولاء
    من هوان الدنيا على الله سبحانه أن هناك أناسا فاشلون او عصاة او جهلة يتم تركيز الضوء عليهم وتصديرهم على انهم رموزٌ وقدواتٌ وقادةٌ، وربما يُجعَلون في عداد المقدسات. يقابلهم أناس عظماء رغم فضلهم وعلو منزلتهم فهم مظلومون مغفلون عنهم، قليلا ما يُعترف بفضلهم، ولعلها احدى وسائل الشيطان انه في قبال الصادقين المخلصين يصطنع للناس نماذج وهمية تشغلهم عن معرفة الحق وعن مسيرة التكامل.
    ومن النساء اللاتي لم ينصفهن التاريخ السيدة أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم
    أمراة مؤمنة متواضعة، أم سلمة أفضل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) بعد السيدة خديجة بنص الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (وأفضلهن خديجة بنت خويلد ثم أم سلمة ثم ميمونة بنت الحارث).
    إن الذين يكونون قريبين من القادة الإلهيين ولنسميهم الحاشية والخواص، تأثيرهم خطير على وعي الناس وسلوكهم، لذا حسابهم يختلف كما قال الله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ) (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)
    لذا كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يفضلها لصفاتها الفاضلة وعقلها الراجح ومواقفها العظيمة منها في عهد النبي ص:
    1. ثقتها بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه واله وسلم وطاعتها:
    تقول «أم سلمة»: «حدثني أبو سلمة أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «ما من عبد أصابته مصيبة ففزع إلى ما أمره الله به من قول (إنا لله وإنا إليه راجعون)، اللهم أجرني في مصيبتي وعوضني خيرا منها، إلا آجره الله في مصيبته وكان حقا أن يعوضه الله خيرا منها، فلما هلك أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يطل الزمان حتى تزوجها النبي.
    أما طاعتها لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم: فلم تخالف كتاب الله، حيث أمرهن (...وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...) رغم انها كانت شديدة الحرص على نصرة امير المؤمنين عليه السلام ومع ذلك لم تخالف التكليف الشرعي ولم تتصرف بعاطفة.
    2. نصرتها للنبي صلى الله عليه واله وسلم ومواساتها له، بعد صلح الحديبية أمر النبي ص أصْحابِهِ: قُومُوا فانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا... فَلَمّا لَمْ يَقُمْ منهمْ أحَدٌ. فدَخَلَ على أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَها ما لَقِيَ مِنَ النّاسِ، فَقالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أتُحِبُّ ذلكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، ففعل النبي، فَلَمّا رَأَوْا ذلكَ قامُوا، فَنَحَرُوا، وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حتّى كادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا.
    أما بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فإنها كانت واعية صلبة في ولائها لأهل البيت عليهم السلام لم تحسدهم لما خصهم الله به، ولم تختلق ما ليس لها بل تواضعت واعتبرت نفسها بخدمتهم
    ووقفت مع الحق ومن ذلك:
    1. تأييدها للزهراء عليه السلام: حينما ردوا على بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وانكروا حقها واغصبوا ارضها، قالت ام سلمة لهم:
    أ لمثل فاطمة بنت رسول الله يقال هذا، وهي الحوراء بين الإنس، والأُنس للنفس، رُبيت في حجور الأنبياء، وتداولتها أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير منشأ، وربيت خير مربى؟! أتزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه ولم يُعلمها؟! وقد قال الله له: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) إلى اخر كلامها لذا منعوا عنها عطاءها تلك السنة.
    2. أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر ولم تؤثر السكوت، فالتزمت امر القرآن (وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) إذ كانت تجهر بفضل أمير المؤمنين وتصحح ما أختلقه المنافقون وتنشر ما كتمه الحاسدون. بلغها أَنَّ مَوْلًى لَهَا يَتَنَقَّصُ الإمام علي ( عليه السَّلام ) فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ.. وذكرت له من فضائل الإمام ما جعله يتوب الى الله تعالى.
    3. نصرتها كانت بوعي والتزام دون الخروج عن امر الله. لما حاولت احدى زوجات النبي ان تحرِضها للخروج ضد خليفة الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) قابلتها بالرفض ونصحتها وامرتها ونهتها وذكّرتها كلام الله ورسوله وروي انها لم تكلمها بعد ذلك حتى ماتت، وبعد أن يئست من إرجاعها، أرسلت ابنها ليكون جندياً في جيش أمير المؤمنين وأرسلت معه كتابا تقول: (ولولا ما نهانا الله عنه من الخروج وأمرنا به من لزوم البيت لم أدع الخروج إليك والنصرة لك ولكني باعثة نحوك ابني عدل نفسي عمر بن أبي سلمة...). وقد شهد عمر حروب الإمام أمير المؤمنين كلها وأبلى بلاءً حسنا
    بالمقابل فقد تبوّأت أم سلمة منزلة كبيرة عند أهل البيت (ع) روى عن الإمام الصادق (ع): إن علياً (ع) حين سار إلى الكوفة استودع أم سلمة كتبه والوصية فلما رجع الحسن (ع) دفعتها إليه. كما استأمنها الحسين (ع) الكتب والوصية عندما سار إلى العراق فلما رجع علي بن الحسين دفعتها إليه.
    لقد كانت امينة مخلصة صادقة وفيه للنبي واله فلها حق علينا ان نعرف الناس فضلها كما انها حجة على جميع المسلمين لان الجميع يُقر بجلالة قدرها، فموقفها من ال البيت عليهم السلام موقف يجب ان يأخذ به كل مسلم وكل من يدعي انه يجل زوجات النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
    رضوان الله تعالى عليها وعلى جميع أنصار الحق الى يوم القيامة.

Комментарии •