الراوي // الحلقة 65 // معضلة الشر !!

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 19 окт 2024
  • بسم الله
    و هذه حلقة جديدة تناقش هذه المعضلة بتساؤلاتها ! وللأسف لم يكن الإخراج كالمطلوب إذ واجهتنا مشكلة عويصة في الصوت ما جعل الفيديو هكذا .. بداية من الحلقة القادمة إن شاء الله سنستهل سلسلة علماء المسلمين الذين برعوا في المجالات العلمية ... دعواتكم .. اترككم مع الحلقة
    مشكلة مستعصية ألهبتْ فكر الإنسان منذ فجر الإنسانية، ورمته بين أنياب الصراع، تعتصره الهواجس، وتُحطِّمه الشكوك والظنون، وهو حائر حائر، لا يجد لنفسه دليلاً ولا مرشدًا.
    وكان مما زاد الأمر تعقيدًا أمام الإنسان في القديم، أن المعتقدات التي اعتقدها لم تستطع أن تجد حلاًّ لمشكلته هذه ومن هنا بدأ ورود الأسئلة إلى ذهنه هل الخير غاية ؟ وإن كان كذلك فلم ينتصر الشر عليه أحياناً؟ وهل الإنسان هو أصل كل شر وفساد يحصل ؟.
    ! حلقة جديدة مع الراوي .
    ......................................
    كانت هناك عقيدة ترى أن الإنسان عبدٌ لقوى مسيطرة هي قوى الشر، وأن الخير يقف عاجزًا أمام طغيانها لا قبل له بمُواجهتِها، فلا سبيل له إلا الاستسلام لها أو ترضيتها ، فإن استخلص من براثنها شيئًا فإلى حين؛ إذ لا تلبث أن تستعيده وتلتهمه؛ ومن هنا لجأ الإنسان القديم إلى عبادة آلهة الشر استرضاءً لها وخوفًا من نقمتِها.
    وعقيدة أخرى رأى فيها أن الوجود ما هو إلا حرب سجال، وصراع دائم بين الخير والشر، إن كسب الخير حينًا، خسر أحيانًا، وهي معركة لا تَنتهي ولا تحقِّق شيئًا، .
    وعقيدة ثالثة - وجدت عند المجوس، ترى أن الخير والشر عنصران مُتكاملان متلازمان، كالليل والنهار، ، لا تكتمل الحياة بدونهما؛ فالخير يَنقصُه الشر فيأتي خير أكمل، ليَنقص من جديد، وهكذا صراعات وتخبُّطات.
    ثم جاء الإسلام وغمر بنورِه سماء البشرية فأضاء جوانبها وأشاع فيها الأمان، نظر الإسلام إلى الإنسان نظرة موضوعية، نظر إلى نفسه بوصفها مستودعَ قُوى الكون الذي يعيش في أرجائه،.
    فالمؤمن في الإسلام - الذي يُطيع ربه - يكون ربانيًّا،ثم ربط القرآن بين النفس الإنسانية، وآفاق الكون نفسه، فهما قرينان في أكثر من موضع،:
    ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 20، 21].
    ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ [فصلت: 53].
    ومن هنا رفض الإسلام كل العقائد اللادينية وسفَّهها، وأثبت زيفها وضلالها؛ فليس هناك شرٌّ محض، ولا خير محض، وإنما نفس الإنسان تُولد صالحة مؤمنة، فإن ضلَّت فهي ضالة كافرة.
    ولعل ذلك أيضًا من الأسباب الجوهرية التي من أجلها لم يأت في دستورنا الرباني هذه المواضع ، إلا كان ذكر الخير سابقًا على ذكْر الشر، كما تسبق الحسنات السيئات، وكما يسبق الثواب العقاب.
    وهذا لعمري منهج ثابت في كلام الله خالق العباد وواهب الحياة.
    فنظرة فاحِصة إلى آيات القرآن الكريم - في السور القصار أو الطوال على السواء - نرى أن ربنا - تجلَّت حكمته وعظمت مشيئته - كثيرا إن لم يكن دائما يقدم الخير على الشر:
    ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [
    ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾ [ [4 - 10].
    ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14].
    فالخير دائما متقدِّم على الشرِّ، والتبشير سابق على التنفير، والثواب قبل العقاب وذلك كله منهج ثابت يتفق مع طبيعة الإسلام:
    ونظرة الإسلام إلى الإنسان أنه خير بطبعه وجبلَّتِه عليه،
    ، والشرُّ عنصرٌ طارئ عليه، دخيل على حياته وأفعاله، لم يُخلق به؛ :.
    وقصة آدم عليه السلام - وهي قصة الخلق أجمعين - نجد فيها أن آدم خُلق خيرًا، وعاش في جنة الله عيشةً راغدةً، يَنعم بخيراتها ولذائذها لولا أن الشيطان تصدى له ولزوجه فأغواهما، ﴿ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 36، 38].
    وهذه الأدوار كلها هي ما أجملتها آيات سورة التِّين: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾ [التين: 4 - 6].
    إذًا فالخير - من نظر الإسلام - هو أصل الإنسان، وفطرته التي فطر عليها، إلا أنه ضعيف حينًا، متردِّد حينًا آخر، يدور حوله الشيطان، يتوعده ويتهدَّده بالغَواية، فإن تبعه فقد تردى إلى أسفل سافلين، أما من استعصى عليه، فله أجر غير ممنون، ومِن ثَمَّ كان من الطبيعي أن تسبق الإشارةُ إلى الخير، الإشارة إلى الشر، والبُشرى بالجنة، الإنذار بالنار، لسبب مهمٍّ: إنَّ القرآن لو افترض أن الشر أصل الإنسان وفطرته التي فطر عليها، لكانت الدعوة إلى الدِّين من العبث؛
    إذ كيف ينسلخ الإنسان من طبيعة خُلق عليها؟.
    .

Комментарии • 8

  • @Elzeni199
    @Elzeni199 3 года назад +2

    أحسنت ،استمر

  • @saifsaad4390
    @saifsaad4390 3 года назад +2

    تطورت من ايام اول فيديو😺😺
    اللهم زد وبارك

    • @alrawy9376
      @alrawy9376  3 года назад

      حبيب ياعم سيف .. ربنا يتقبل 💛💛🙃

  • @amanymahmoud1614
    @amanymahmoud1614 3 года назад

    هدانا الله وإياكم لكل خير وأعنا على طاعته وعلى الخلافة التى ترضيه💚💚💚

  • @Obykandeel
    @Obykandeel 3 года назад

    رائع كعادتك❤️

  • @Obykandeel
    @Obykandeel 3 года назад

    بالتوفيق أخي الحبيب❤️

  • @amanymahmoud1614
    @amanymahmoud1614 3 года назад

    🌷🌷🌷

  • @amanymahmoud1614
    @amanymahmoud1614 3 года назад

    💚💚