زيارة القبايل لزاوية الهامل - 1985 - الاستقبال

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 13 сен 2024
  • إخواننا القبائل، أو إخوان بن عبد الرحمن، بهذه التسمية عرفناهم ولم نعرف تسمية أخرى لهم مما يُتداول الآن... أهل محبة وصدق، ونجدة، حين نادى الشيخ الطريقة الرحمانية ابن الحداد بالجهاد لبى نداءه أكثر من عشرة آلاف مقاتل في يومين... عمروا جبال زواوة بالزوايا حتى صارت تسمى جبال النور من كثرتها، فيها تعلم شيوخنا وعن شيوخها أخذوا، ثم ولعلهم استجابوا لتوجيه الشيخ ابن الحداد، فارتبطت قلوبهم بزاوية الهامل، وصارت لهم زيارة سنوية إليها، يفدون إليها بالآلاف، من كل الفئات العمرية، ومن كل طبقات المجتمع، لا رائد لهم في ذلك إلا الإسلام، ومحبة الله ورسوله ﷺ وأوليائه، ولا مكان للعرقيات ولا الحزبيات في تلك الوفود، يردون بلا إله إلا الله وبها يصدرون، يستقبلهم شيخ الزاوية في مشارف الزاوية، عادة في الضحى، ويدخلونها ذاكرين، وبعد الاستقبال والتوطين، يُلقي فيهم خطاب وعظ وإرشاد، ويترجم ذلك لهم أحد شيوخهم، وبعد الغداء تجدهم جماعات جماعات في حلق ذكر وإنشاد، وبعد العشاء وصلاة العشاء، تعقد حلقة ضخمة لورد الطريقة الرحمانية في المسجد فتسمع كلمة التوحيد تصدر من ألفٍ على قلب رجل واحد تهتزّ لها القلوب وتقشعر منها جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين... وبعد صلاة الصبح يعودون إلى ديارهم فلا تطلع الشمس إلا وقد انصرفوا كلهم... وقد خدموا أهل القرآن فغمرتهم من بركات القرآن ورجاله ما ينير لهم طرقهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله ... وما زالوا على عهدهم الأول لم تثنهم فرنسا ولا الشيوعية ولا الحروب عن صدقهم ومحبتهم.. يزورون الزاوية كأسلافهم ويستقبلهم شيخها سيدي المأمون حفظه الله كأسلافه...
    وكل محبة في الله تبقى * على الحالين من فرج وضيق
    وكل محبة فيما سواه * فكالحلفاء في لهب الحريق
    قد يقول قائل حديث لا تشد الرحال، وجوابه إنما تشد هنا إلى الرجال، وكذلك صرتم تفعلون. ويكرر آخر أسطوانة الذكر الجماعي، وجوابه لكلٍ فهمه للنصوص، وأيضا هكذا عدتم تذكرون في تجمعاتكم الحزبية وحتى في جنائزكم، فدعوا الخلق للخالق...
    المرفقات
    ١/ لحظة استقبالهم في 1985 من طرف والدي سيدي الخليل، نائبا عن عمه الشيخ حسن، ودخولهم معا إلى الزاوية وعلى يمينه الشيخ علي إسماعيل شيخ زاوية بوعاصم بتيزي وزو رحمهم الله...
    ٢/ لحظة إنشاد للشيخ حنفه وهو من أعيان القبايل وخزان ذاكرتهم رحمه الله، وهو يقول: يا لخوان زوروا اشياخكم مادام ما زالهم حيين... ويرى الوالد مقابلا له.
    كتبه فؤاد القاسمي

Комментарии •