1. إن من أهم معالم التجديد في زماننا، وإلى زمن الخلافة الخاتمة، وحدةَ الطريق بدل تعدد الطرائق. وهذا يعني أن يعود التديّن إلى صورة تشبه تلك التي كان عليها التابعون. أما في زمن المهدي عليه السلام، فسيعود التدين إلى قريب مما كان عليه الصحابة المرضيون؛ لأن صورة الختام مطابقة لصورة البدء. ولاحظ معنا أن المرحلة الزمانية تحكم على نمط التديّن، ولو في تفاصيل التفاصيل، بسبب الاختلاف الدقيق الحاصل بين المرحلتين الزمانيتين المتجاورتين. ومن علم هذا الذي نقول، وعلم أوجه تنزيله على مختلف الأزمنة، فإنه سيعلم سرّ التجديد كله؛ وربما سيعلم بعضا من حكمة ذلك، إن شاء الله له ذلك. 2. لهذا، فمن أسس تجديدنا اليوم، تثبيت مرتبة الإسلام وتصحيحها؛ لتكون منطلقا عاما للأمة كلها. وهذا يقتضي تخليصها من شوائب البدع العملية التي أصابت كثيرا من الطرائق الصوفية، ومن البدع العلمية (العقائد) التي أصابت عموم الأمة، ومنها الطرائق أيضا. 3. ومن أسس تجديد الإسلام، تجديد الفقه؛ حتى يصير مناسبا لعصرنا وما بعده. أما الفقه الكلاسيكي، فينبغي أن يُفكّ عن قواعد المذاهب ليعود إلى الوحي الكشفيّ مباشرة. ولقد قلنا بالانفكاك عن قواعد المذاهب، لأنها قواعد فكرية تأتي في المرتبة الثانية من الوحي؛ إذاً فهي لا تليق بالتدين في زمن الخلافة الخاتمة، كما لن تليق بالذي قبله بما أنه مقدمة له. وأما الوحي الكشفي، فإنه سيقترب من زمن النبوة في المرتبة إلى أقصى حد. 4. وإذا تحقق بناء الفقه على الوحي الكشفي، فإن المذاهب ستنمحي لتحل محلها الشريعة في صورتها الخاتمة. وهذا يعني أن الأمر مع هذا الصنف من الفقه سيكون أوسع وأشمل، بحيث سيناسب جميع سكان الأرض في جميع الأماكن منها. وفقهاء عصرنا، ما زالوا بعيدين عن هذا التصور؛ بل إن بعضهم صار أكثر تمسكا بالمذاهب، ظنا منه أنه متمسك بالدين نفسه. ولو علموا أنهم متمسكون بصورة له، مناسبة لأزمنة مخصوصة، لهان الأمر عليهم؛ ولكن التقليد المستمر عبر القرون، لن يكون من السهل تجاوزه، من عقول جامدة ومقلدة. 5. وإن عدنا إلى التصوف، الذي ليس إلا طريق التزكية وثمارها، فإننا سنجد الأمر منوطا بعلمه، أكثر مما هو منوط بالطرائق في صورها العتيقة. ونعني من هذا، أن الشيخ ينبغي أن يكون من علماء التزكية، ليكون مؤهلا للتربية. وبخلاف ما يظن الظانّون، فإن هذا العلم ليس كسبيا؛ وإنما هو ناتج عن تجربة شخصية، يكون العالم قد قطع فيها الطريق. وهذا القطع، إما أن يكون جزئيا، إذا لم يتجاوز السالك مرتبة الإيمان، وإما أن يكون كليّا، إذا بلغ نهاية الإحسان. وتبقى الوراثة النبوية فوق هذا الطور كله، لتشرف على عملية التدين كلها. 6. ونفهم مما سبق أن الشيوخ يمكن أن يتعددوا في البلد الواحد وفي الزمن الواحد، إن كانوا من أهل الإيمان أو أهل الإحسان؛ وأما في مرتبة الوراثة، فيندر تعددهم. وهذا يجعل الأدنى من الشيوخ معايشا لنظيره، أو لمن هو قريب منه؛ مع ضرورة التعاون بينهم في التفاصيل، لتكون خدمتهم عائدة على الدين كله، وعلى الأمة جمعاء. أما إن عرفوا الوارث الكامل في زمانهم، فعليهم أن يجعلوه إماما، يرجعون إليه فيما استعصى عليهم من أمور التربية والإسلاك؛ وبهذا الترتيب وحده، تظهر الوحدة العضوية للأمة. لذلك فإن التمسك بالطرائق كما عُرفت في الأزمنة الماضية، سيكون عملا في الاتجاه العكسي؛ وبالتالي سيكون ضارا لا نافعا. ونحن عندما حكمنا بانتهاء زمن الطرائق، فإننا لم نقل بذلك اعتباطا؛ وإنما عن علم صحيح!... 7. مع هذا النمط من التصوف، يمكن للمرء في مرتبة الإيمان خصوصا، أن يصحب أكثر من شيخ في الزمن ذاته؛ ولن يضره ذلك. أما بدءا من مرتبة الإحسان، فإن الصحبة تُقصر على واحد يكون واصلا. وتعديد الشيوخ هنا يضر، لأن التوجه القلبي الذي هو شرط تحصيل التوحيد الخاص، لا بد أن يكون إلى واحد. وهذا التفصيل في الصحبة، يجعل التربية سهلة على من يريد أن يتزكى؛ بعكس ما كان يروج في أزمنة الطرائق من غير تفصيل، والذي كان يشترط للتربية لزوم شيخ واحد، من دون أن يعلم السالك سبب ذلك؛ ومن دون أن يكون ضامنا لموافقة العلم فيه. 8. لا بد للتصوف الأصيل النقي، الخادم للدين وللأمة، أن يكون منفصلا عن توجيه الحكام وذوي النفوذ السياسي والمالي؛ وإلا فإننا سنعود إلى الحال المَرَضية التي نحن -بإذن الله- في آخر مراحلها. ومن لم يحقق شرط الانفصال هذا، فإنه لن يصلح لتربية غيره. نقول هذا صراحة، ليصير معيارا يعرف به الناس الصادق والكاذب من الشيوخ. وهو لا يحتاج إلا إلى الملاحظة، وإلى قليل من العقل... بخلاف ما يُروِّج له المغرضون!... 9. وهذا الصنف من الشيوخ، ينبغي أن يكون لهم رأي في السياسة، عليهم أن يُظهروه؛ حتى يُجنِّبوا تلاميذهم الآفات التي تدخل عليهم منها ومن مختلف أنظمة الحكم. وهذا الجانب قد كان مهملا بالكلية في أزمنة الطرائق، لدى متأخري أهلها على الخصوص. ونظن أننا قد اختصرنا لك اختصارا، ما يتعلق بالتصوف الجامع الذي بدأ في زماننا، وسيستمر حتى مع قيام الخلافة الخاتمة تحت إمامة المهدي. فلا ينبغي أن يُهمَل هذا الذي تكلمنا به، وهو يدل على نمط التديّن المخصوص بهذه الأزمنة؛ بل إن علمه وإشاعته، سيكونان من أكبر أعمال هذه المرحلة. ونعني من هذا أن جزاء هذا العمل، سيكون موازيا لخدمة التابعين لدينهم، ولنشره في الأصقاع!... فمن أراد أن يغنم، فهذه فرصته!... والله ورسوله أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ☆ الإجابة للعارف بالله الشيخ سيدي عبد الغني العمري الحسني حفظه الله ورعاه، بموقع العمرية المبارك ☆
من افضل المجددين و التنويريين الذي شاهدتهم هو المفكر الاسلامي الشيخ حسن فرحان المالكي و العلامه عدنان ابراهيم و المفكر الاسلامي محمد شحرور والشيخ محمد عبدالله نصر
1. إن من أهم معالم التجديد في زماننا، وإلى زمن الخلافة الخاتمة، وحدةَ الطريق بدل تعدد الطرائق. وهذا يعني أن يعود التديّن إلى صورة تشبه تلك التي كان عليها التابعون. أما في زمن المهدي عليه السلام، فسيعود التدين إلى قريب مما كان عليه الصحابة المرضيون؛ لأن صورة الختام مطابقة لصورة البدء. ولاحظ معنا أن المرحلة الزمانية تحكم على نمط التديّن، ولو في تفاصيل التفاصيل، بسبب الاختلاف الدقيق الحاصل بين المرحلتين الزمانيتين المتجاورتين. ومن علم هذا الذي نقول، وعلم أوجه تنزيله على مختلف الأزمنة، فإنه سيعلم سرّ التجديد كله؛ وربما سيعلم بعضا من حكمة ذلك، إن شاء الله له ذلك.
2. لهذا، فمن أسس تجديدنا اليوم، تثبيت مرتبة الإسلام وتصحيحها؛ لتكون منطلقا عاما للأمة كلها. وهذا يقتضي تخليصها من شوائب البدع العملية التي أصابت كثيرا من الطرائق الصوفية، ومن البدع العلمية (العقائد) التي أصابت عموم الأمة، ومنها الطرائق أيضا.
3. ومن أسس تجديد الإسلام، تجديد الفقه؛ حتى يصير مناسبا لعصرنا وما بعده. أما الفقه الكلاسيكي، فينبغي أن يُفكّ عن قواعد المذاهب ليعود إلى الوحي الكشفيّ مباشرة. ولقد قلنا بالانفكاك عن قواعد المذاهب، لأنها قواعد فكرية تأتي في المرتبة الثانية من الوحي؛ إذاً فهي لا تليق بالتدين في زمن الخلافة الخاتمة، كما لن تليق بالذي قبله بما أنه مقدمة له. وأما الوحي الكشفي، فإنه سيقترب من زمن النبوة في المرتبة إلى أقصى حد.
4. وإذا تحقق بناء الفقه على الوحي الكشفي، فإن المذاهب ستنمحي لتحل محلها الشريعة في صورتها الخاتمة. وهذا يعني أن الأمر مع هذا الصنف من الفقه سيكون أوسع وأشمل، بحيث سيناسب جميع سكان الأرض في جميع الأماكن منها. وفقهاء عصرنا، ما زالوا بعيدين عن هذا التصور؛ بل إن بعضهم صار أكثر تمسكا بالمذاهب، ظنا منه أنه متمسك بالدين نفسه. ولو علموا أنهم متمسكون بصورة له، مناسبة لأزمنة مخصوصة، لهان الأمر عليهم؛ ولكن التقليد المستمر عبر القرون، لن يكون من السهل تجاوزه، من عقول جامدة ومقلدة.
5. وإن عدنا إلى التصوف، الذي ليس إلا طريق التزكية وثمارها، فإننا سنجد الأمر منوطا بعلمه، أكثر مما هو منوط بالطرائق في صورها العتيقة. ونعني من هذا، أن الشيخ ينبغي أن يكون من علماء التزكية، ليكون مؤهلا للتربية. وبخلاف ما يظن الظانّون، فإن هذا العلم ليس كسبيا؛ وإنما هو ناتج عن تجربة شخصية، يكون العالم قد قطع فيها الطريق. وهذا القطع، إما أن يكون جزئيا، إذا لم يتجاوز السالك مرتبة الإيمان، وإما أن يكون كليّا، إذا بلغ نهاية الإحسان. وتبقى الوراثة النبوية فوق هذا الطور كله، لتشرف على عملية التدين كلها.
6. ونفهم مما سبق أن الشيوخ يمكن أن يتعددوا في البلد الواحد وفي الزمن الواحد، إن كانوا من أهل الإيمان أو أهل الإحسان؛ وأما في مرتبة الوراثة، فيندر تعددهم. وهذا يجعل الأدنى من الشيوخ معايشا لنظيره، أو لمن هو قريب منه؛ مع ضرورة التعاون بينهم في التفاصيل، لتكون خدمتهم عائدة على الدين كله، وعلى الأمة جمعاء. أما إن عرفوا الوارث الكامل في زمانهم، فعليهم أن يجعلوه إماما، يرجعون إليه فيما استعصى عليهم من أمور التربية والإسلاك؛ وبهذا الترتيب وحده، تظهر الوحدة العضوية للأمة. لذلك فإن التمسك بالطرائق كما عُرفت في الأزمنة الماضية، سيكون عملا في الاتجاه العكسي؛ وبالتالي سيكون ضارا لا نافعا. ونحن عندما حكمنا بانتهاء زمن الطرائق، فإننا لم نقل بذلك اعتباطا؛ وإنما عن علم صحيح!...
7. مع هذا النمط من التصوف، يمكن للمرء في مرتبة الإيمان خصوصا، أن يصحب أكثر من شيخ في الزمن ذاته؛ ولن يضره ذلك. أما بدءا من مرتبة الإحسان، فإن الصحبة تُقصر على واحد يكون واصلا. وتعديد الشيوخ هنا يضر، لأن التوجه القلبي الذي هو شرط تحصيل التوحيد الخاص، لا بد أن يكون إلى واحد. وهذا التفصيل في الصحبة، يجعل التربية سهلة على من يريد أن يتزكى؛ بعكس ما كان يروج في أزمنة الطرائق من غير تفصيل، والذي كان يشترط للتربية لزوم شيخ واحد، من دون أن يعلم السالك سبب ذلك؛ ومن دون أن يكون ضامنا لموافقة العلم فيه.
8. لا بد للتصوف الأصيل النقي، الخادم للدين وللأمة، أن يكون منفصلا عن توجيه الحكام وذوي النفوذ السياسي والمالي؛ وإلا فإننا سنعود إلى الحال المَرَضية التي نحن -بإذن الله- في آخر مراحلها. ومن لم يحقق شرط الانفصال هذا، فإنه لن يصلح لتربية غيره. نقول هذا صراحة، ليصير معيارا يعرف به الناس الصادق والكاذب من الشيوخ. وهو لا يحتاج إلا إلى الملاحظة، وإلى قليل من العقل... بخلاف ما يُروِّج له المغرضون!...
9. وهذا الصنف من الشيوخ، ينبغي أن يكون لهم رأي في السياسة، عليهم أن يُظهروه؛ حتى يُجنِّبوا تلاميذهم الآفات التي تدخل عليهم منها ومن مختلف أنظمة الحكم. وهذا الجانب قد كان مهملا بالكلية في أزمنة الطرائق، لدى متأخري أهلها على الخصوص. ونظن أننا قد اختصرنا لك اختصارا، ما يتعلق بالتصوف الجامع الذي بدأ في زماننا، وسيستمر حتى مع قيام الخلافة الخاتمة تحت إمامة المهدي. فلا ينبغي أن يُهمَل هذا الذي تكلمنا به، وهو يدل على نمط التديّن المخصوص بهذه الأزمنة؛ بل إن علمه وإشاعته، سيكونان من أكبر أعمال هذه المرحلة. ونعني من هذا أن جزاء هذا العمل، سيكون موازيا لخدمة التابعين لدينهم، ولنشره في الأصقاع!... فمن أراد أن يغنم، فهذه فرصته!...
والله ورسوله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
☆ الإجابة للعارف بالله الشيخ سيدي عبد الغني العمري الحسني حفظه الله ورعاه، بموقع العمرية المبارك ☆
من افضل المجددين و التنويريين الذي شاهدتهم هو المفكر الاسلامي الشيخ حسن فرحان المالكي و العلامه عدنان ابراهيم و المفكر الاسلامي محمد شحرور والشيخ محمد عبدالله نصر
تحوير للدين كان للدكتور ان يشرح نظريته بعيدا عن اسقاطها على الدين مباشرة
مشاعر جميلة ونوايا حسنة , ولكن لايوجد سرد منطقي او برهاني يمكن به حجاج الآخرين
اللغة منزل الوجود و الله أنا كتبت الكلام ده من زمان
هذا الشخص يهلوس. كلامه هلوسة