التأويل السياسي التعسفي للقرآن - 11 - كلمة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 9 фев 2025
  • التأويل السياسي التعسفي للقرآن - 11-
    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
    (عند سدرة المنتهى)
    نحن الشيعة اليوم اكثر من غيرنا بحاجة الى دراسة التراث الواصل الينا عن مذهب أهل البيت، والنظر اليه بصورة شاملة متكاملة ومعاصرة، والتعرف على العناصر الإيجابية الحية والمبادئ الإنسانية المهمة، الكامنة فيه، وتمييزها عن القشور والأطر الشخصية، والنظريات المثالية والخيالية والفرضيات الخرافية الأسطورية الدخيلة في مذهب أهل البيت، وكما هو معروف أن ليس كل ما وجد أو يوجد في التراث الشيعي ينتمي حقيقة لأهل البيت أو صادر عن أئمة الهدى، وذلك لوجود عشرات الحركات المغالية والمنحرفة كالسبئية والخطابية والمفضلة والنصيرية، والبشيرية والعليائية، وغيرها وغيرها، من الحركات والفرق التي ادعت الانتماء لأهل البيت وحاولت دس نفسها في صفوف الشيعة الحقيقيين، ومن هنا فان من الضروري دراسة مذهب أهل البيت وتاريخهم بدقة ومقارنته بالنظريات المختلفة، ومعرفة المذهب الحقيقي من الدخيل. ولا بد أن نعترف بصعوبة البحث في تراثهم بسبب وجود الروايات المتناقضة في كتب الحديث، وعدم جواز أخذ كل حديث أو كل فكرة ونظرية على انها مسلمة وصحيحة، الا بعد الاجتهاد في علم الدراية والرجال والتاريخ والكلام. واعتقد أن أول خطوة في أي بحث جاد لمعرفة مذهب أهل البيت، هو تحديد مفهوم (الامام) ودوره في الإسلام؟ هل هو لتطبيق الدين وقيادة الأمة الإسلامية بعد رسول الله (ص) الى يوم القيامة؟ أو أن دوره اكمال الدين؟ أو إدارة العالم والكون، حسب نظرية (الولاية التكوينية) المغالية؟ واذا كان الجواب هو الأول، أي ان دور الامام هو التنفيذ والقيادة، فان السؤال هو أين هم الأئمة اليوم؟
    واذا كان الجواب هو الثاني، أي اكمال الدين، فانه يتعارض مع ضرورة من ضرورات الدين وهي (ختم النبوة واكمال الدين)، حسب ما يقول الله تعالى في كتابه المجيد: " اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" و " ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما". الأحزاب ٤٠ وبالإضافة الى تعارض فكرة إكمال الأئمة للدين، مع القرآن الكريم، وضرورات الدين، فانها فكرة مثالية خيالية غير واقعية، حيث لم يقم الأئمة من أهل البيت بإضافة أي شيء الى الدين الإسلامي، وما نقل عنهم من روايات ضعيفة لا يمكن التثبت منها ولا تصديقها، وهم غير موجودين منذ أكثر من الف ومائتي عام، فهل احتاج المسلمون اليهم في حياتهم أو بعد رحيلهم الى (امام) يكمل الدين؟
    . ولسنا بحاجة، بعد نقض الدور الخيالي المثالي الأسطوري في اكمال الأئمة للدين، أن ننقض الدعوى المغالية الشركية التي تزعم قيام الأئمة بخلق العالم أو ادارته والرزق والحياة والموت، وما الى ذلك من أعمال الله تعالى. والتي تدخل قائلها في زمرة المشركين الكفرة. والعياذ بالله.
    علينا العودة الى القرآن الكريم والسنة النبوية والبحث عن الموقف من الدستور ونظام الحكم، هل يوجد أم لا؟
    ولا يمكن ان نصدق كتاب مثل بصائر الدرجات جمع في أواخر القرن الثالث الهجري، و الذي يحشد مئات الأحاديث عن الامامين الباقر والصادق حول تأويل القرآن بصورة سياسية تعسفية بلا دليل، وذلك لورود تلك الاحاديث من خلال الفرقة الامامية. وعدم روايتها بصورة مستقلة محايدة وعلمية، ومن المعروف ان الشيعة الاثني عشرية يرفضون الروايات التي يرويها عامة المسلمين او حتى الفرق الشيعية الأخرى كالكيسانية والزيدية والاسماعيلية والواقفية والفطحية، بدعوى انها صادرة لتأييد مذاهبهم، وليست بصورة محايدة ومعترف بها من المذهب الاثني عشري.
    عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سئلته عن قول الله تعالى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها )١( فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا أصلها وعلى فرعها والأئمة أغصانها وعلمنا ثمرها وشيعتنا ورقها يا أبا حمزة هل ترى فيها فضلا قال قلت لا والله لا أرى فيها قال فقال يا أبا حمزة والله ان المولود يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة منها.
    عن خيثمة الجعفي قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا خيثمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفا بذمتنا فقد وفا بذمة الله ومن وفى بعهدنا فقد وفا بعهد الله ومن خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده.
    عن سلام بن المستنير قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى شجرة طيبة قال ما يفتى الأئمة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام
    عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء قال النبي والأئمة هم الأصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها.
    عن سليمان قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى سدرة المنتهى )١( وقوله أصلها ثابت وفرعها في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله والله جذرها وعلى ذروها وفاطمة فرعها والأئمة أغصانها وشيعتهم أوراقها قال قلت جعلت فداك فما معنى المنتهى قال إليها والله انتهى الدين من لم يكن من الشجرة فليس بمؤمن وليس لنا شيعة.
    فقلت قوله تؤتى أكلها كل حين باذن ربها فقال ما يخرج إلى الناس من علم الإمام في كل حين يسئل عنه.

Комментарии • 1