قصيدة: الذُّروةُ العُليَا

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 17 окт 2024
  • تاقَتْ إليكِ شِغَافُ القَلبِ والمُقَلُ
    وَأرهَقَتنِي جَوَىً فِي حَملِهَا ثِقَلُ
    أستَذكِرُ المَعشَرَ القَاضِينَ فِيكِ وَمَنْ
    قَد حُمِّلُوا مِن ذُرَاكِ المَجدَ فَاحتَمَلُوا
    أهلُ الحُروبِ فَمَا قَرَّتْ رَوَاحِلُهُم
    وَلَا ارتَوَىٰ مِنهُمُ أهلٌ وَلَا نُزُلُ
    أهلُ المَوَاقِعِ لا يَنْوُونَ مَوقِعَةً
    إلَّا حَدَتهُمْ إلَيهَا البِيضُ وَالأسَلُ
    تُحِيطُ أفعَالُهُم أقوَالَهُم ثِقَةً
    بِهِمْ، وَلَولَا قَبُولُ الله مَا فَعَلُوا
    حَازُوا الدَّهَاءَ وَحَازُوا الكَيدَ عَن سَلَفٍ
    وَالحَربُ يُحمَدُ فِيهَا الكَيدُ وَالحِيَلُ
    وَالحَربُ لَوْ قَذَفَتْ يَومَ الرَّدَىٰ شَرَرَاً
    لَمْ يَستَوِيْ تَحتَهُ الرِّعدِيدُ وَالبَطَلُ
    مَا كَانَ بِالشَّامِ مِن هَولٍ وَمَهلَكَةٍ
    أدهَىٰ وَأعظَمُ مِنْ أنْ يُسمَعَ العَذَلُ
    الرُّومُ جَائتْ إلَينَا وَهِيَ قَائِلَةٌ
    الدِّينُ بِاللِّينِ وَالإسلامُ مُعتَدِلُ
    وأخرَجُوا مِن دُعَاةِ الدِّينِ دَاعِيَةً
    يُشَابُ فِي مَا يَقُولُ السُّمُّ وَالعَسَلُ
    بِتنَا فُرَادَىٰ فَلَمْ نَأبَهْ لِمَا جَمَعُوا
    وَالفَردُ يَفعَلُ مَا لَا تَفعَلُ الدُّوَلُ
    صُلنَا عَليهِم فَلَاقَوا شَرَّ مَلحَمَةٍ
    مِنَّا، وَأعتَىٰ عَدُوٍّ يَلتَقِي الرَّجُلُ
    مَا إنْ أقَامُوا لنَا ضِرغَامَةً عَجِلَاً
    إلَّا وَقَامَ لَهُ ضِرغَامَةٌ عَجِلُ
    فَلَوْ تَرَانَا إذِ البِيضُ الرِّقَاقُ بَدَتْ
    وَضَّاءَةً، وَسِتَارُ اللَّيلِ مُنسَدِلُ
    رَأيتَ مِنَّا الأسُودَ الغِيلَ زَائِرَةً
    أمسَتْ وَلَيسَ لَهُمْ فِي زَأرِهَا قِبَلُ
    كَأنَّهُ يَومُ بَدرٍ عَادَ يُخبِرنَا
    أنَّ الكَرَامَةَ لا يَأتِي بِهَا الكَسَلُ
    الحَمدُ لِلّٰهِ حِينَ اختَارَنَا ولَهُ
    عَن كُلِّ مَن لَم يَذُد عَن دِينِهِ بَدَلُ
    إنَّا لَقَومٌ إذَا مَا اللهُ قَالَ لنَا:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} نَمتَثِلُ
    وَذَاكَ مِن مِنَّةِ المَولَىٰ وَرَحمَتِهِ
    أنْ قَد هَدَانَا وَجُلُّ النَّاسِ مُنخَذِلُ
    سُبحَانَ رَبِّكَ رَبِّ النَّاسِ ليسَ لَهُ
    فِي الأرضِ أو فِي السَّمَا نِدٌّ وَلا مَثَلُ
    قَضَىٰ لنَا الذُروَةَ العُليَا لِنَسمُوَهَا
    كمَا تَسَامَىٰ إلَيهَا المَعشَرُ الأُوَلُ

Комментарии • 2