مثل هذه المقطوعة الموسيقية تؤكد لك كمستمع أن الآلة الموسيقية تغدو قادرة على الكلام والتعبير على يدي عازف ماهر كسامي الشوا ومحمد العقاد والقصبجي وأضرابهم . في حين تتحول على يدي عازف غير ماهر ، ويعتبر ( الموسيقا ) مجرد لحن مرافق للكلمة وليس معبراً عنها ؛ وليس ذلك بغريب فالشوّا وأمثاله عاشوا في زمن آخر كان يعد الموسيقا وسيلة لتحقيق الذات وتأكيد الهوية لا وسيلة لجني المال وتحقيق الثراء الفاحش كما يفعل معظم المشتغلين بالفن هذه الأيام .
حين يستمع المرء إلى سامي الشوا وفرقته، وينعم بما تبثه موسيقاه في النفس من رغبة في التحليق إلى السموات العُلا، يظن أن هذه الموسيقا تبث من قاعة أوبرا في دولة أوروبية لا من قاهرة الربع الأول من القرن العشرين، ويردد في نفسه بحسرة : أهكذا كنّا قبل مئة عام : شعبا متحضراً يخصص جزءاً من وقته لسماع الموسيقا والغناء، ويسعد بجو الرفاهية الذي تخلقه هذه الموسيقا، ثم مالبثنا أن تخلفنا وابتُلينا بالاستبداد والفن الاستهلاكي، ولم يبق في حياتنا ما يساعدنا على التحليق، بل إن الذي بقي فيها لا يشعرنا إلا بالتقزُّم والوضاعة، وبأننا شعب لم يبق في حياته فسحة لما هو جميل وسامٍ، ولم يبق فيها أي قيم جمالية أو مثل عليا تُشعرنا بأننا أحياء يرزقون لا حيوانات تدرج على الأرض وليس لها همّ سوى الأكل والشرب والمأوى .
Magnifique Merci pour ce beau cadeau que vous nous faites...
Very nice!
مثل هذه المقطوعة الموسيقية تؤكد لك كمستمع أن الآلة الموسيقية تغدو قادرة على الكلام والتعبير على يدي عازف ماهر كسامي الشوا ومحمد العقاد والقصبجي وأضرابهم . في حين تتحول على يدي عازف غير ماهر ، ويعتبر ( الموسيقا ) مجرد لحن مرافق للكلمة وليس معبراً عنها ؛ وليس ذلك بغريب فالشوّا وأمثاله عاشوا في زمن آخر كان يعد الموسيقا وسيلة لتحقيق الذات وتأكيد الهوية لا وسيلة لجني المال وتحقيق الثراء الفاحش كما يفعل معظم المشتغلين بالفن هذه الأيام .
حين يستمع المرء إلى سامي الشوا وفرقته، وينعم بما تبثه موسيقاه في النفس من رغبة في التحليق إلى السموات العُلا، يظن أن هذه الموسيقا تبث من قاعة أوبرا في دولة أوروبية لا من قاهرة الربع الأول من القرن العشرين، ويردد في نفسه بحسرة : أهكذا كنّا قبل مئة عام : شعبا متحضراً يخصص جزءاً من وقته لسماع الموسيقا والغناء، ويسعد بجو الرفاهية الذي تخلقه هذه الموسيقا، ثم مالبثنا أن تخلفنا وابتُلينا بالاستبداد والفن الاستهلاكي، ولم يبق في حياتنا ما يساعدنا على التحليق، بل إن الذي بقي فيها لا يشعرنا إلا بالتقزُّم والوضاعة، وبأننا شعب لم يبق في حياته فسحة لما هو جميل وسامٍ، ولم يبق فيها أي قيم جمالية أو مثل عليا تُشعرنا بأننا أحياء يرزقون لا حيوانات تدرج على الأرض وليس لها همّ سوى الأكل والشرب والمأوى .
صدقت