مرثية الشيخ سليمان النعيم | للشاعر عبدالله الحمد السناني وبصوت البروفيسور طارق الحبيب
HTML-код
- Опубликовано: 8 ноя 2024
- مرثية الشيخ سليمان النعيم | للشاعر عبدالله الحمد السناني ت 1409هـ سجلت بصوت البروفيسور طارق الحبيب ويقول فيها:
مرثية بالشيخ سليمان بن عبدالله النعيم رحمه الله المتوفى في يوم الخميس 17 / 2 / 1406هـ
آلَ النُّعَيْم مضَى القضاءُ كما جرى
بفقيدكم حسبُ الرِّضا أن يُؤْجَرا
وَدَّعتُ فيه مَع الأحِبَّةِ عابداً
حَقُّ الزمانِ بمثلِه أن يُعْذَرا
جَمَعَتْ جَنَازَتُه قُلوبا بَرَّةً
لِلَّهِ يومُ وفَاتِهِ كَمْ أََثَّرا
خَلَعَ الحياةَ بِخيرِها وشقائها
فوقَ السَّرِيرِ مُهَلِّلاً مُتَصَبِّرا
وَمَضَى للَذَّةِ عَيشِه مُتَعَزَّلا
أَلِفَ المساجدَ قلبُه وتَخَيَّرا
صَحِبَ الحَيَاةَ بِزُهْدِهِ مُتَوَرِّعاً
مُنْذُ الصِّبَا لِمَعَادِهِ مُسْتَحْضِرا
في بيتِهِ في العُمر سَرْحَةُ عَابِرٍ
عَرَفَ الحَقِيقةَ فاستقامَ وشمَّرا
سَلَفِيُ رُوْحٍ بَرَّةٌ أخلاقُهُ
يَبْدو على قَسَمَاتِهِ ما أضْمَرا
يَلِجُ المَجَامِع لِلضَّرورةِ ذاكرا
ويقومُ عنْها صامِتاً مُسْتَغْفِرا
وكأنَّما وُهِبَ الصَّلاحَ جِبِلَّةً
هل يَمْلِكُ المَجْبُولُ أنْ يَتَنَكَّرا
جَازَ المَفَازَةَ مُفْرداً مُتَخَفِّفاً
ورفيقُه القُرآنُ مِن دونِ الوَرى
مَسْرَاهُ في دربِ الثَّباتِ يُغِذُهُ
وكأنمَّا اتَّخَذَ التألُّه مَهْجَرَا
ما كان في الإِسلامِ رَهْبَانِيَّةٌ
لكنَّ فيه العابدَ المُتَبَصِّرا
طُوْبَى لِمَنْ كانَ النبيُّ مِثالَهُ
مُتَسَنِّنَا وَمُعَلِّمَا وَمُذكِّرا
ولقدْ ألِفْتُ الموتَ في أمثالِهِ
وَفَقَدتُهم واعتدتُ أن أََتَذَكَّرا
أحْبَبْتُهم مُنْذُ الطُّفولةِ والصِّبا
ولَدَى الكُهُولَةِ صارَ وَجْدِي أكْبَرا
فَقْدُ الرِّجَالِ الصَّالحينَ خَسارةٌ
فَهُمُ المعالِمُ في الطريقِ لمنْ سَرى
وحياتُهم لِلْمُقْتَدينَ سكِينَةٌ
فإِذَا مَضَوْا وَجَم المكانُ وأقْفَرَا
تَتَضَاعَفُ الحَسَراتُ فِيْمَنْ رَكبُه
عَن شَأْوِ ركبِهمِ المُجَلِّيْ قّصَّرا
غَالَبْتُ دَمعي والفِراقُ مرَارةٌ
لا لَوْمَ للمَحزونِ أن يَستَعْبِرَا
ناجيتُ فيهِ اللهَ يغفرُ ذنْبَه
لمَّا وقفتُ بقبره مُسْتَمْطِرَا
عَزَّيْتُ كلاَّ بِالعَزاءِ لآلِهِ
أَكْرِمْ بِمَنْ قَبِلَ المُصَابَ إذَا عَرا
إِني لأرجُو أن يكونَ فقيدُكُم
فِيْمَنْ تَغَمَّدَهُ الكَرِيمُ وطَهَّرا
وَسَألتُه حُسْنَ الخِلاَفَةِ فِيْكُمُ
فَتُحَققونَ لهُ الرجاءَ وأكْثَرا
والموتُ في هذِى الحياةِ بِدايَةٌ
ونِهَايَةُ لِبِدايَةٍ مَا أََقْصَرَا
نَأْسَى على الموتى ونحنُ وراءَهم
نَطويْ على جِسْرِ الحَيَاةِ المَعْبَرَا
نَسْهُوْ ونَلْهُوْ بِالحُطَامِ تَهَافُتاً
ومَتى استَهَامَ القلبُ لن يَتَبَصَّرا
لو زارَ زائرُنا المقابرَ واعياَ
لأعادَ تَقْيِيْمَ الأمورِ وقَدَّرا
جُثَثٌ تَمُورُ ثِيَابُها أكْفَانُها
فوقَ التُّرابِ وأُخْتُها تَحتَ الثَّرى
تَنْساقُ للأملِ الخَدُوعِ كأنما
أخذتْ بِتَمْديدِ الأقامةِ مَحْضَرا
نَطْويْ عقود العمرِ نحوَ نهايةٍ
فيود مضنى السيرِ لو ما عُمِّرا
لا فرقَ في شَيْخُوخَةٍ وشَبِيْبَةٍ
منْ قالَ إِنَّ الشيخَ أَوْهَى مَكْسِرا
وَيزيدُنا طَمَعُ النفوسِ نِكايَةً
فِينا فَنَطلُبُ عندَهُ المُتَعَذِّرا
مَرضٌ تكالِيفُ الحَيَاةِ فلا أَري
إِلاّ الزَهَادةَ للنَّقاهَةِ أَيْسَرا
فالعابِدُونَ على حَلاوَةِ صبْرِهِمْ
كانُوا بمَفْهومِ السَّعادَةِ أَجْدَرَا
مَنَّيْتُ نفسي أن تكونَ بَشَارَةً
رُؤْيا الذيْ عادَ الفَقِيْدَ مُبَشِّرا
يَا ربِّ ضَيفُك في خَمِيْسِكَ وافدٌ
فاجعل قِراهُ لديكَ عيْشا أنْضَرا
هذىْ مَحَاسِنُ راحلٍ مُتَبَتِّلٍ
أَمَرَ الحديثُ بحقِّهِ أنْ تُذْكَرا
إن كنتُ في قيدِ الحياةِ بَخَسْتُه
فلعلَّ ذِكريْ أنْ يَصِيرَ مُكَفِّرا
دَيْنٌ على الفيحاء قمت بِعِبْئِه
فَبِدَمْعِهِمْ أَبَّنْتُ نَجْما غَوَّرَا
وَقَصَدتُ واسترجَعْتُ : إِنّيَ عائِدٌ
باللهِ منْ لغوِ الكلامِ مُحَوَّرا