شرح مبنى الخانقاة | خانقاه فرج ابن برقوق و بيبرس الجاشنكير | حواديت الدكتوره

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 6 сен 2024
  • الخانقاه بالإنجليزية Khanqah أو الخانقاه ، جمعها خوانق ، لفظة فارسية تعني البيت وهي بناء ديني أقيم ، على نظام الصحن الذي يحيطه إيوان واحد أو أكثر فبعضها تضم بابا ً واحداً وبعضها أربع ، وهي بلا مئذنة وبلا منبر وتضم مسجدا لا تقام فيه صلاة الجمعة ، ويلحق أحياناً به ضريح أو مدرسة أو سبيل ، تُدرس في مدرسة الخانقاه العلوم الدينية على المذاهب الأربعة ، قامت الخانقاه أحياناً ، بدور أوسع من المدرسة في نشر الوعي الديني الموجه.
    يعود تاريخ الخانقاه في مطلع القرن الثاني الهجري حسب بعض الروايات التي تقول إن أول خانقاه أقيمت بمدينة الرملة بفلسطين ، إلا أن هذه الرّواية لم تُؤكد ، وأغلب الظن أنها وجدت في القرن الخامس الهجري وكان أول من أسسها السلاجقة ونالت إهتماما ً خاصا ً في العهد الأيوبي واستمرت تُؤدي دورها في العهد المملوكي ،وما أن حل القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي حتى اَفل نجمها وبدأت تتراجع .
    يُعتقد أن أقدم مثال للخانقاه ما يزال قائماً في مصر على مخطط المدرسة هو خانقاه الجاشنكير التي تأسست عام 606هـ / 1307 م ويليها خانقاه الفرافرة بحلب التي عُرفت بالرباط الناصري والتي تأسست عام 635هـ / 1337 م في العهد الأيوبي ، ولا شك أن هناك أسباباً سياسية وأخرى دينية وراء ظهور الخانقاه وتطورها ، وهذه الأسباب مجتمعة تخدم ترسيخ أركان الدولة وشّد أزرها في الجهاد ضد الإفرنج الصليبيين الذين احتلوا الأرض المقدسة ، فلسطين ، القدس ، وبلاد الشام الأخرى وهددوا مصر والعالم الإسلامي منذ نهاية القرن الحادي عشر .
    شغلت الخانقاه أول الأمر دوراً سكنه كانت قائمة في سوريه ومصر ثم اختصت بمبان شُيدت خصيصاً لها تتوفر فيها شروط معينة كوجود قاعات للدرس وأخرى للنوم والإقامة ولأغراض أخرى . تغير اسم الخانقاه في العهد العثماني ليصبح " التكية " كما تغيرت الوظيفة الأساسية التي أقيمت من أجلها فجُعلت لطائفة أطلق عليها أسم الدراويش التي أدخلت بدعا ً لم تكن مألوفة سابقاً ولا تمت للإسلام بصلة على حد تعبير البعض ، خُصت التكايا بالعهد العثماني بأوقاف كثيرة مما جعل الكثير من الناس يدخلون في هذه التكايا والتمتع بما تقدمه الأوقاف من أكل ولباس وخيرات أخرى. وهي في هذا شابهت الرهبانيات التي كانت منتشرة في أوروبا ، وربما تسربت تلك الأساليب إلى الدولة العثمانية عن طريق جنوب أوروبا التي إحتلها العثمانيون لينشروها بدورهم في سائر البلاد العثمانية .
    كان للخانقاوات وظيفة اجتماعية إضافة إلى الوظيفة الدينية والعلمية فهي وإن رَعَت الراغبين في التثقف بالدين الذي كانوا في غالبيتهم من الفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل حيث قدمت لهم الزاد الفكري بمفهوم العصر الذي نشأت فيه وقدمت لهم إلى جانب ذلك الغداء والكساء والمأوى ، وقد ضمت تلك الخانقاوات جميع أصناف الناس والمحتاجين الذين أقبلوا عليها للتفقه بالدين ، كما ضمت أيضاً كثيراً من صغار التجار والفعلة الذين رأوا في اللجوء إلى الخانقاوات الراحة الفكرية والنفسية والجسدية إضافة إلى إبعاد شبح العرى والجوع عنهم وبذلك ساهمت هذه الخوانق في تخفيف وطأة الجوع عن المحتاجين وفي هذا خدمة للسلطان الذي قد يخطر في باله أن يتفاخر بأنه لا يوجد جائع أو محتاج في سلطنته .
    والسؤال الذي يبرز إلى الذهن هو من أين كانت تنفق تلك الخانقاوات ؟ لقد كانت هناك أوقاف كثيرة من أراضٍ ودور وأشجار أوقفها ذَوو اليسار من أجل بنائها والإنفاق عليها ودفع مرتبات شيوخها والإنفاق على روادها من التلاميذ والمحتاجين وعمل الإضاءة والتدفئة الخ .
    خانقاه فرج بن برقوق
    مدرسة و خانقاه الناصر فرج بن برقوق بدأ في بنائها الملك الناصر فرج بن برقوق، سنة 801هـ-1398/1399م، وانتهى منها سنة 813هـ-1410/1411م، وهي بناء ضخم نفذ على أن يخدم أغراضاً هامة متعددة، حيث يضم مدرسة، وجامع فسيح الأرجاء، وتربة لآل برقوق، وخانقاه فخمة. استغرق بناؤها حوالي اثنتي عشرة سنة. وبلغ من اهتمام الناصر فرج بها أنه جعل ما حولها مدينة أخرى عامرة بأسواقها وخاناتها وحماماتها ولكنه مات قبل أن يدرك كل غايته. يقع البناء حالياً بحي العباسية بين شارع صلاح سالم وطريق النصر تشغل الواجهة الرئيسية للمدرسة الضلع الغربي للمدرسة ويبلغ طولها 8.85 من المتر وينقسم إلى قسمين الأول يبلغ طوله 5.70 من المتر والثاني يبلغ 2.15 من المتر ويبرز الأول عن الثاني بمقدار 7 أمتار. ويتكون القسم الأول من جدار الإيوان الغربي وواجهة مجموعة السبيل والكتاب، وتتكون واجهة الإيوان الغربي من خمس حنيات مستطيلة يعلوها ثلاثة صفوف من الدلايات ويشغل كل حنية نافذتان: إحداهما سفلية مستطيلة الشكل ومملوءة بمصبعات حديدية ويعلوها عتب فوقه عقد عاتق مكون من صنجات معشقة أما العلوية فمكونة من نافذة قنديلية مملوءة بزخارف جصية معشقة، بزجاج ملون ، ويتوج الواجهة كلها شرافات على شكل ورقة نباتية.
    في طرفي هذه المجموعة البحري والقبلي سبيلان يعلوهما مكتبان أنيقان لتحفيظ الأبناء اليتامى القرآن. ومما يزيد الواجهة الغربية جمالاً مئذنتان تقوم إحداهما على يمين المكتب البحري والأخرى على يسار المكتب القبلي. أما الواجهة الشرقية فتتكون من قبتين شامختين متماثلتين رسماً وحجماً تعلو المحراب. وقد حلّيت أسطح القباب بنقوش بارزة متعرجة على شكل دالات نقشت في الحجر. وقد دفن بالقبة البحرية الملك الظاهر برقوق (ت 801هـ) وأولاده ومنهم المنصور عبد العزيز (ت 809هـ). وفي القبة القبلية ابنة الناصر فرج (ت 887هـ) وخوند حريز (ت 811هـ). وللسلطان فرج بن برقوق زاوية تقع على رأس تقاطع شارع تحت الربع بقصبة رضوان، بناها جمال الدين يوسف الاستادار بأمر السلطان سنة 811هـ (1408) وقد لحق بهذه الزاوية سبيل جميل.
    #حواديت_الدكتوره #فاتن_صلاح #الخانقاه #الخنقاوات #خانقاه_فرج_بن_برقوق #خانقاه_بيبرس_الجاشنكير #faten_salah #khankah #khankahmuhammadi

Комментарии • 35