درس مميز وممتع أداء الأمانة من صفات المؤمنين للشيخ د.عثمان الخميس

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 6 сен 2024
  • درس مميز وممتع أداء الأمانة من صفات المؤمنين للشيخ د.عثمان الخميس
    من الآيات الجامعة للأحكام ما جاء في قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا} (النساء:58)، وقد وصف القرطبي هذه الآية، بأنها "من أمهات الأحكام، تضمنّت جميع الدين والشرع".
    هذه الآية الكريمة جاءت عقب آيات سبقتها تتحدث عن أحوال الكفار والمنافقين، كقوله تعالى: {ويكتمون ما آتاهم الله من فضله} (النساء:37)، وقوله سبحانه: {والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} (النساء:38)، وتتحدث أيضاً عن بعض من صفات أهل الكتاب، كما في قوله سبحانه: {يحرفون الكلم عن مواضعه} (النساء:46)، وقوله عز وجل: {يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} (النساء:54)، وكل ذلك يشتمل على خيانة أمانة الدين، والعلم، والحق، والنعمة، فبعد أن بين سبحانه شيئاً من صفات هؤلاء وأولئك، عطف على ذلك مخاطباً عباده المؤمنين بأداء الأمانة، والحكم بالعدل.
    هذا ما نحا إليه الرازي وتابعه ابن عاشور في بيان مناسبة الآية لما سبقها من آيات. وقد ذكر أبو حيان وجهاً آخر للمناسبة بين الآية وما سبقها، وهو أن الله سبحانه لما ذكر وَعْد المؤمنين العاملين الصالحين، وذلك في قوله سبحانه: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا} (النساء:57)، نبه سبحانه بعدُ على هذين الأمرين الشريفين: أداء الأمانة، والحكم بالعدل.
    ومهما يكن الأمر، فإن الآية الكريمة أمرت بأمرين رئيسين: أحدهما: أداء الأمانة. وثانيهما: الحكم بالعدل. فأما بالنسبة لأداء الأمانة، فالذي اتجه إليه أغلب المفسرين هنا، أن الخطاب في الآية عامٌّ، يشمل جميع الناس، وأن المقصود بـ (الأمانة) مفهومها العام، الذي يشمل جميع الأمانات، وليس مفهومها الخاص، فهي تشمل الأمانة في العبادات، والأمانة في المعاملات، والأمانة الخاصة، والأمانة العامة، والأمانة مع المسلم ومع غير المسلم، ومع الصديق والعدو، ومع الكبير والصغير، ومع الغني والفقير.
    يقول القرطبي بهذا الصدد: والآية "عامة في جميع الناس، فهي تتناول الولاة فيما إليهم من الأمانات في قسمة الأموال، ورد الظلامات، والعدل في الحكومات...وتتناول مَن دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك، كالرجل يحكم في نازلة ما، والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى".
    ونحو هذا ما قرره الرازي من أن "معاملة الإنسان إما أن تكون مع ربه، أو مع سائر العباد، أو مع نفسه، ولا بد من رعاية الأمانة في جميع هذه الأقسام الثلاثة"، ثم شرع يفصل في معنى الأمانة في كل قسم من هذه الأقسام.
    ويؤكد ابن عاشور هذا العموم والشمول، فيقول: "والخطاب لكل من يصلح لتلقي هذا الخطاب، والعمل به من كل مؤتمن على شيء".
    وممن قال إن (الأمانة) في الآية عامة جمع من الصحابة، منهم: البراء بن عازب ، و ابن مسعود ، و ابن عباس ، و أبي بن كعب، قالوا: الأمانة في كل شيء: في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع. ورُوي في هذا المعنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة.
    وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة...)، وذكر منهن (أداء الأمانة)، فقيل: يا رسول الله! وما أداء الأمانة، قال: (الغسل من الجنابة، إن الله لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها)، قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده جيد. وهذا يدل على أن المقصود من أداء الأمانة ليس معناها الخاص، بل معناها العام.
    وإذا كان أكثر المفسرين قد ذهب إلى أن مفهوم الأمانة في الآية عام يشمل أمانة الدين والدنيا، فإن الطبري اختار أن الخطاب في الآية لولاة الأمور فحسب، قال بعد ذكره للأقوال التي قيلت في الآية: "وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك عندي، قول من قال: هو خطاب من الله ولاة أمور المسلمين بأداء الأمانة إلى من ولوا أمره". ثم دلل على اختياره بالآية التالية لهذه الآية. غير أنه لم ينف جواز كون الآية عامة في أمانة الدين والدنيا.
    ولا شك أن حمل الخطاب في الآية على العموم أولى، من حملها على ولاة الأمور فحسب؛ لأن الأصل في خطاب القرآن أن يكون عاماً، ولا يُخص إلا بدليل معتبر، يُخرج العموم عن دلالته. كما أن الحمل على العموم أقرب إلى قصد الشرع من وضع التكليف؛ وأيضاً فإن مجيء لفظ (الأمانة) بصيغة الجمع {الأمانات}، يدل على تعدد أنواعها، وتعدد القائمين بحفظها .
    ويتحصل على ضوء ما تقدم، أن المقصود بـ {الأمانات} في الآية العهود التي عُهد بها إلى الإنسان وأُمر بالوفاء بها، وهي عهود يتعهد بالتزامها، فتصير أمانات في ذمته.
    ومن الآيات ذات العلاقة بموضوع أداء الأمانة، قوله سبحانه: {ولا تخونوا أماناتكم} (الأنفال:27)، وقوله تعالى: {فليؤد الذي اؤتمن أمانته} (البقرة:283)، وقوله عز وجل: {إن الله لا يحب كل خوان} (الحج:38).

Комментарии • 4

  • @Ahmedsami99
    @Ahmedsami99 Месяц назад +3

    حفظ الله الشيخ عثمان ❤❤❤

  • @el_malo_en_el_futbol6606
    @el_malo_en_el_futbol6606 29 дней назад

    الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله الله محمد رسول موسى ابراهيم الله الله الله الله الله 😭😭😭

  • @omarmizory6749
    @omarmizory6749 Месяц назад +1

    بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل

  • @user-hl7fl5ue5i
    @user-hl7fl5ue5i Месяц назад +1

    احسن الظن في الناس وكأن كل الخير فيهم، واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس.🤲🧕يارب قد دقت الدنيا بنا وانت ارحم الراحمين نداء من فلسطين من وسط الحرب والموت والجوع والدمار والم ارجو من كل إنسان ان يقرأ ندائي بتأمل وان يضع نفسه في نفس الالم. الى من يحب فعل الخير ويحب الصدقة هذا الطريقه الوحيده الذي يمكن ان يصل صوتي لكم ان شاءالله وارجو منكم المسامحة على الازعاج تحيه طيبه الى كل مسلم من أم فلسطينية من غزة وقال النبي صل الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقه)
    '''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''' '''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''''🤲
    انا عندي اربع طفال ونحن فى ظل حرب الاباده والتهجير والتجويع والالم والجراح والحرمان لقد استشهدوا في هذا الحرب اسرتي وانا الان وحيدة بلا اب واليوم ارسل ندائي هذا من بين الركام والدمار لكم يا إخوتي انا اعيش في ظل ظروف صعبة و حصار ظالم وحرب عمياء ولقد دمرت مدينتي التي اعيش فيها و دمر بيتي الذي يؤوي احلام اطفالي واليوم لقد وجدت نفسي اعيش فوق ركام بيتي في خيمه لا تتجاوز عدت امتار انا واطفالي الاربعه هذا امر صعب جداً لا يتحمله إنسان واعيش ظروف صعبه جداً بدون طعام وماء و طحين بسبب الحصار ونشرب الماء الملوث بسبب قلت الاموال وخوف اطفالي من الحرب والان اطلب يد العون والمساعدة لكي اعيد بسمة الحياة الي اطفالي وانا في امس الحاجه الي المساهمه لكي اعيد بناء بيتي الذي هدم 00970592511969 كتبت لكم هذي الكلمات القصيرة التي لا تعبر الى القليل من الالم والجراح الذي نعيشه فى غزة واكتب لكم كلماتي هذه والدموع لا تفارق عيني من الالم وقسوة الحياة ارجو منكم ان تكونو مناصرين إلى قضيتي في جميع انحاء العالم وقبح الظلم الذي نعيشه في كل يوم بل كل دقيقه ونحن نفقد الاحبه كل يوم. ولا تنسو صعوبة الحياة في خيمة صغيرة لا تتعدى بعض الامتار كان الله لنا معين من حم الصيف والبرد الشتاء فى الخيمة واليوم كل احلامي ان اشرب نقطة ماء باردة ونظيفه في الصيف وطعام اطفالي. الحمدلله على كل حال هذا امر الله. ملاحظه يوجد عندي طفل مريض في العين وهوا ممنوع بوصف الطبيب من الحراره العاليه و اشعة الشمس فكيف يكون في خيمة شديدة الحرارة لذلك ارجو منكم ان تكونو لي عون في صيانة بيتي
    والحمدلله حمد الشاكرين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    نَظَرتُ إلى الحَياةِ فَلم أجِدهَا سوى حُلمٍ يَمُرُّ ولا يعودُ
    ♡♡♡♕♕♡♕♕♕♕♡♡♡»»»»»»»»» ♡♡♡♡♡♡♕♡♕♕♕♡««««««»«%%•♡♡♡♡♡♡♕♕♕♕♡♡♡**♡♡♡♡∆∆∆∆∆§§§§§¶¶¶¶¶¶££££££🎉🎉🎉😢😢🎉