حديقة الغروب |غازي القصيبي _القاء حارث محمد

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 5 сен 2024
  • خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
    أما سئمتَ ارتحالاً أيّها لساري؟
    أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
    إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
    أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
    يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
    والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ
    سوى ثُمالةِ أيامٍ.. تذكارِ
    بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
    قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
    ***
    ***
    أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
    عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
    أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
    وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
    منحتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها
    وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
    ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
    والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
    إنْ ساءلوكِ فقولي: كان iiيعشقني
    بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
    وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
    وكان يحمل في أضلاعهِ داري
    وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
    لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
    ***
    ***
    وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
    ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
    ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
    يهيمُ ما بين أغلالٍ. وأسوارِ
    هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
    رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
    الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
    والوردُ أطرقَ يبكي عهد iiآذارِ
    لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
    فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
    وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
    وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
    ***
    ***
    ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
    لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
    تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
    وعند شاطئكِ المسحورِ. أسماري
    إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
    ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
    وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
    وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
    ***
    ***
    يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
    وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
    وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
    علي.. ما خدشته كل أوزاري
    أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
    أيرتُجَى العفو إلاّ
    غازي القصيبي
    غازي عبد الرحمن القصيبي (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010) شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعودي، قضى في الأحساء سنوات عمره الأولى ثم انتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين
    ليدرس فيها مراحل التعليم، حصل على درجة البكالوريس من كلية الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا التي لم يكن يريد الدراسة بها، بل كان يريد دراسة القانون الدولي في جامعات أخرى من جامعات أمريكا، وبالفعل حصل على عدد من القبولات في جامعات عدة ولكن لمرض أخيه نبيل اضطر إلى الانتقال إلى جواره والدراسة في جنوب كاليفورنيا وبالتحديد في لوس أنجلوس ولم يجد التخصص المطلوب فيها فاضطر إلى دراسة العلاقات الدولية أما الدكتوراة ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه حياة في الإدارة.
    #أدب_عربي
    #حديقة_الغروب
    #غازي_القصيبي
    #متفرقات_في_البيان

Комментарии •