القاضي الحكيم والإخوة الأربعة أبناء شيخ القبيلة وكيف حل لهم لغز الصناديق!!؟

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 10 июл 2024
  • قصة القاضي الحكيم الذكي والإخوة الأربعة والصناديق،قصة فيها الذكاء والعبرة وجمال الحديث
    الإخوة والأخوات الأعزاء
    السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
    فيُحكى أن شيخ قبيلة من القبائل العربية تقدم به السِن وله أربعة أبناء،فلما أحس بدنو أجله فكر في تقسيم ممتلكاته على أبنائه بطريقة لا يُظلَمُ فيها أحد،فأمر خادماً له بإحضار أربعة صناديق خفية دون أن يعلم أبناءه بذلك،وكذلك كان..فقام الرجل العجوز ليلاً وتسلل من فراشه دون أن يشعر به أحد،ووضع بداخل تلك الصناديق أشياءً،ثم كتب على كل منها إسم واحد من أبنائه،وفي الصباح دعاهم جميعاً إلى مجلسه وأخذ يوصيهم فقال:
    يا أبنائي إن الدنيا فانية زائلة،وإنني قد قسمتُ بينكم قسمة عادلة،وقسمتي موجودة في هذه الصناديق،فإذا رحلتُ عنكم إلى دار البقاء فافتحوها،وليرضى كل منكم بما أتاه من ميراث،وإن إختلفتم في شيء فارجعوا إلى فلان،وسمى لهم رجلاً مشهوراً بالحكمة من قضاة زمانه،واختتم وصيته بأن سأل الله بالهداية والسداد ونور البصيرة.
    وما هي إلا أياماً معدوداتٍ حتى توفي الشيخ،فاجتمع الأبناء الأربعة بعد دفن أبيهم وأخذ العزاء،قال كبيرهم:
    هيا بنا نفتح الصناديق المغلقة،وليرضَ كلٌ منا بقسمته،فلما فتحوها ورأوا ما بها،إستغربوا وتعجبوا مما وجدوا،فقد وجد كبيرهم:
    السيف وخاتم الرئاسة والراية،والأخ الثاني وجد الرمل والحجارة،أما الثالث فقد وجد العظام،ووجد الرابع الذهب والفضة.
    هنا بدأ الخلاف في قسمة الميراث،فبعدما تأكدوا مما رأوا،فرح الصغير وانزعج الآخرون،فاختلفوا فيما بينهم على قسمة حَسِبوها غير عادلة،لكنهم سرعان ما تذكروا وصية أبيهم التي أرشدتهم إلى إستشارة الحكيم في حال إختلفوا في أمر القسمة،فاتفقوا على زيارة القاضي الذي كان بعيداً عن قبيلتهم،وأعدوا الزاد للسفر نحو منطقه القاضي الحكيم.
    وأثناء سفرهم،حدث في طريقهم مواقف غريبة وعجيبة زادت من كم الأسئلة التي سيطرحونها بين يدي الحكيم،كان خروجهم من ديارهم مباشرة بعد صلاة الصبح،وعندما قطعوا ربع المسافة،إعترض طريقهم ثعبان صغير فتقدم إليه الأخ الصغير ليضربه فأخطأه،ففتح الثعبان فمهُ حتى كاد يسد الطريق من شدة ثورته،ففروا منه جميعهم،فنجوا بجلدتهم.
    فلما مضى الربع الثاني:وجدوا جملاً في أرض جرداء قاحلة،وكان الجمل سميناً،لا يظهر عليه الجفاف وندرة العشب،واستمروا في طريقهم لمسافة قصيرة،فإذا بهم أمام جمل هزيل في روضة خضراء،يانعة،فتعجبوا من نحافته والعشب الأخضر في كل مكان.
    ومضوا في طريقهم فلم يبقى من المسافة إلا القليل،وجدوا طائراً يطير حول سِدرتين،والسِدْر هو نوع من شجر النبق،وكلما وقع على إحداهما:إخضرت،ويبست الأخرى،وإذا وقف على اليابسة إخضرت ويبست الأخرى.
    فأدهشهم هذا المشهد،واستمروا في طريقهم وهم في حيرة تامة من هذا الأمر، وصلوا الديرة التي يسكنها القاضي فسألوا عن منزله،فأرشدهم الناس إليه.
    وعندما طرقوا الباب خرج إليهم شيخ كبير يبدو عليه البؤس والعجز وضعف البصر،فسألوه عن القاضي،فقال:إنه أخي الأكبر،وهو في تلك الدار،وأشار إلى منزلٍ مجاور،فذهبوا إليه وهم في دهشة،كيف سيقضي بيننا مَن هو شيخ هرم أكبر من أخيه الطاعن في السن؟!إننا نشك في أن تكون له القدرة على القضاء بيننا،فلما طرقوا الباب فإذا بإمرأة صاحبة حشمة وحياء تفتح الباب،فسألوها عن القاضي،فقالت:نعم،إنه هنا،أدخلوا إلى مجلس الضيوف حتى يأتيكم،فدخلوا البيت،وقدمت لهم الطعام والشراب (وهذا من كرم العرب وأبناء الأصول)،وعند إنتهائهم دخل القاضي فسلم عليهم،وكان رجلاً نشيطاً قليل الشيب،مكتمل القوة،وابتسامته تنير محياه.
    فقال الأخ الأكبر:أيها الحكيم:
    جئناك لمسألة واحدة،لكننا في طريقنا إليك،حدثت لنا أموراً أربعة أدهشتنا واحترنا في تفسيرها،فأصبحت مسائلنا خمسة بدل واحدة.
    فقال القاضي:هاتوا مسائلكم الأربعة التي حدثت في طريقكم،وبعدها قصوا علَي مسألتكم التي جئتم من أجلها،عساني أهتدي إلى حلها أو الحكم فيها.
    قال الأخ الأكبر:أما المسألة الأولى،عندما سرنا إليك وجدنا ثعباناً صغيرا،فلما هاجمه أخونا الأصغر فتح فاه أي فمه،فكاد يسد الطريق علينا،لولا أننا فررنا منه متسللين لما إستطعنا النجاة منه.
    قال القاضي:أما هذا الثعبان يا أبنائي فهو الشر،يبدأ صغيراً بحيث يستطيع كل شخص تجنبه،والإبتعاد عنه والتغلب عليه،ولكن إذا دخلت عالمه إستقوى وكَبُرواستفحل.
    ثم قال هاتوا المسألة الثانية:
    فقال أحدهم:
    المسألة الثانية:عندما إستأنفنا سيرنا،وجدنا في طريقنا جملين:الأول كان يرعى في أرض قاحلة لا نبات فيها ولا زرع،لكن في ظهره كان سميناً،وأما الثاني فكان يرعى في أرض خضراء يانعة وبها عشب كثير،لكن حالته هزيلة فعجبنا من حالتيها،فبما تفسر ذلك؟!
    قال القاضي:أما الجمل الأول وهو السمين القانع بما أتاه الله فينتفع بما في بديه،فارتاح في دنياه وظهر ذلك على حاله،وأما الثاني فهو الرجل الثري عنده خيرات كثيرة من المال والولد،لا يشكر ربه على ما أعطاه،فهو لا ينتفع بشيء من ذلك أبدا،ثم قال:هاتوا المسألة الثالثة.
    فقال أحدهم:ثم لما سرنا فوجدنا طائرا عنده سدرتان،إذا وقع على أحدهما إخضرت،والأخرى يبست،والسدرة هي شجرة،وهكذا دواليك.
    فقال القاضي:نعم يا أبنائي،ذاك الرجل المتزوج زوجتان،إذا ذهب إلى واحدة غضبت الأخرى،فإذا جاءها رضيت وغضبت الأخرى،وهكذا شأنه كله.
    ثم قال المتكلم منهما:والمسألة الرابعة:حينما دخلنا القرية سألنا عن منزلكم فأرشدنا أحدهم لمنزل أخيك الأصغر ،فوجدنا شيخاً هرماً،فلما سألنا عنكم،قال:إنه قريب،ولكن داره هناك،فلما جئنا إليكم،إزداد عجبنا حيث رأيناك ما شاء الله بصحة وعافية متعك الله بها،فما سرُ صحتك مع أنك أكبر منه،وهو أضعف منك بكثير.
    قال القاضي:أما ما وجدتموه من حال أخي الكبير،فإنه يرجع إلى أن عنده إمرأة سليطة اللسان،بذيئة المنطق،عسى الله أن يُفَرِجَ عنه ما هو فيه،وأما أنا فإنني والحمد لله على ذلك أعيشُ عيشة هنية،أسأل الله أن يحفظها عليَّ،فزوجتي صالحة،حيِيَه(أي صاحبة حياء واحتشام)وأمينة،فأنتم جئتُم وكنتُ نائماً،فلم توقظني،حتى جهزت القهوة وكل ما تحتاجونه،ثم أيقظتني،فجِئتُ إليكم،وأنا…
    باسم مسعود

Комментарии •