جعفر بن أبي طالب: أن تدور حياتك حول الدين | معايشة الأنبياء والصالحين 40 🔵

ما أحلاها وما أطيبها مجالس العلم الحقيقي؛ العلم الذي يُصلح الأحوال ويشرح الصدور وينير الأبصار ويجيب عن الأسئلة ويستخرج من بواطن النفوس خير مافيها. لاسيما في هذا العصر الذي يعيش الإنسان فيه لأجل نفسه ويتمركز حول ذاته، وتضيق صدور الناس إلا عن شؤون معاشهم وأهلهم، وتضمرعن الجموع حاسة حمل الأمانة لإقامة الدين والأمة.
فما أحوجنا لمثل تلك المجالس الرحمانية التي يعقدها ورثة النبوة الحقيقين - لا المزيفين - الذي أخذوا عن النبوة نورها ومنطقها وصبغتها .. والذين يقتبسون من هداياتها الاشتباك مع الواقع المعقد وحسن القراءة الواقعية والتاريخية والتطورية للأحداث والوقائع.
في هذا المقطع يتناول الأستاذ العالم حازم صلاح أبو إسماعيل نخبة مختارةً من قصص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما تناول العشرة المبشرين بالجنة في الحلقات الماضية، كما يمسك بطرف الخيط الناظم لحياتهم كلها. ويفتتح بقصة سيدنا الصحابي الشهيد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
- تكمن أهمية دراسة سير الصحابة رضوان الله عليهم في فهم كيف يُربي الإسلام شخصية تكاملية تستطيع السلوك إلى رب العالمين فرديًا وجماعيًا، وكيف يفجر الطاقات الإيمانية التي تنهمر كالسيل لتملأ كل شُعَـب الإيمان، وكيف يصنع الاتزان بين الدنيا والآخرة، ويخلق جيلًا ينصرالإسلام ويهزم أعداءه في الدنيا، ويصل يوم القيامة إلى رضوان الله، بل وأحيانا يحجز موقعه في الجنّة وهو مازال في الدنيا.
قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}
- في هذه الحلقات يتأمل الأستاذ الشيخ حازم أبو إسماعيل قصصهم ومواقفهم بأسلوبٍ شيق بسيط، ويركز على المعاني التربوية التي صنعتهم، وعلى الطريقة التي ينحت بها الإسلام الشخصية الإنسانية لنستنفع مما نسمع بشكل عملي في حياتنا وبين أهلنا ومجتمعنا.
( تجدون السلسلة بشكل مرئي على اليوتيوب، وبشكل مسموع على الساوند كلاود)