أشكرك كاني طامع بحلقة تتناول امثلة في اوجه الاختلاف ما بين القرآن والكتب السماوية الأخرى والتي تقدم ادلة علمية على صحة نسبة القرآن للسماء. شكرا أخي عصام
يقول الله عز وجل " يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات" انما يخشى الله من عبادة العلماء" فكيف نفصل بين العلم والخلق والايمان كما ذكره عصام القيسي" ....نقصد عماء الدين لا غيرهم
العنصرية و الحداثة(9) تبارت تيارات كثيرة و تخاصمت رؤى متضاربة كل يريد الاستئثار برصيد الحداثة حتى لفظت أنفاسها تحت تأثير الخصومات فوصلت في بيت المنشا الى المازق الذى وقعت فيه ، و احد اسباب هذا المازق هو عامل ايجابي بحد ذاته و هو التفاؤل المبالغ بالثورة العلمية و الصناعية التي ازدهرت اولا في اوربا ثم انتقلت الى امريكا و ذروة تيار الحداثة الذي اجتاح الغرب هو تيار العقل النقدي الذي تمثل بفكر كانط ثم راح هذا التيار يتهاوى تحت الضربات التي وجهت الى فيزياء نيوتن و صعود تيارات تنظر بعين الريبة الى العقل و منجزاته و تضعضعت فكرة السببية و هزل جسم العقل و شحب بريقه و ظهرت اتجاهات جديدة منها التيارات الحيوية على اختلافها ( نيتشة ، فىويد ، برغسون الخ ) ، منها ما تأثر بالرياضيات التي ازدهرت في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و لمح بوانكاريه نسبية لامست او كانت مقدمة لنسبية اينشتاين و حلت فوض و سادت فترة ضياع في مجتمع العلماء و عادت المؤسسات العلمية تتساءل من جديد فظهر بلانك و ظهر اينشتاين و انهارت حتمية العلم الذي هو جوهر الحداثة ، فالعقل وقف في منتصف الطريق ينظر من جديد و يريد مراجعة نفسه و العلم راح يتعرف على حقائق جديدة ، فراح يراجع مسلماته و هو الذي كان يعتقد بعد ثورة نيوتن في العلم بحتمية القوانين و ثورة كانط في الفكر ليست اكثر من امتداد للثورة العلمية و اعتقدت الحداثة انها وصلت الى تخوم المعرفة و ان الطبيعة استسلمت و اعترفت باسرارها و موجة التفاؤل هذه بددتها و كذبتها الايام و انبثق عالم جديد يختلف عن العالم الذي ساد في الغرب و راحت التيارات تظهر و تتلاشى و تعاقبت الاكتشافات العلمية و كذلك نعاقبت التيارات الفكرية حتى تفككت المنظومات الفكرية و عمت فوضى من نوع جديد بسبب الانغجار المعرفى الذي ظهر على اكثر من صعيد هذه المرة ، و لا يمكن اختصار مسيرة الحداثة لانها معقدة و لان مفاهيم كثيرة و مناهج عدة تضافرت و تخاصمت في مختلف فروع العلم و المعرفة ، فانتشرت التيارات النقدية و كثرت الاتجاهات في كل مجالات العلوم و المعرفة ، كل ذلك ترافق مع تضعضع الثقة بالثوابت سواء العلمية منها او الفكرية الامر الذي ادى الى ازدهار تناحرت و تضاربت فيه التيارات و الاتجاهات و استحدثت مناهج جديدة خرجت من رحم مناهج قديمة ، زالت الثقة و حلت بدل اليقين و الحتمية و موضوعية القوانين العلمية ، حلت نزعة كانت موجودة فقويت و هي نزعة اللاادرية خاصة بين العلماء و حل كذلك مبدا الاحتمال و تراجعت الثقة و برزت نزعة عدمية الى جانب اللاادرية قتفكك الانسان و تناثر بين العلوم و اصبح كل اتجاه و كل تيار و كل منهج يمسك الحقيقة من طرف ما او من جهة ما ، حتى باتت اللوحة الواحدة لوحات و كل لوحة ترسم مشهدا مغايرا عن المشهد الاخر ، سادت فوضى جديدة و فوضى من نوع جديد ، حيث المعارف تتكاثر و تتخاصم و لا تعرف طريقها الى وحدة نسبية او الى وحدة مطلقة ، فالمبدا الواحد تشظى و تلاشى و تناثر و اجزاء المشهد الواحد تتنافر و تقاوم و تستعصي على كل محاولة لجمع جزء الى جزء اخر ، اختفى الانسجام و فقدت الطريق معالمها و كأن الارض اصبحت فضاء و كان السماء تحتضن النجوم و كل نجم يضيء بلون مغاير للون الاخر، ما يجمع الجميع يفرقهم و ما يفرق ببنهم يتباعد باستمرار، تماما كما ينباعد الضؤ الاحمر في الفضاء و كأنه يتوسع دون معدل هذه المرة و المعادلة الحقيقية هي تلك التي لا تولد من جديد حتى تتفكك من جديد .. تابع 12/06/22
العنصرية و الحداثة(11). ظهرت استرتيجية جديدة استراتيجة ما بعد الحداثة و هذه الاسترتيجية اسمها التفكيكة ، عدمية لا عقلانية ، لا تؤمن بشيء و تتكلم عن كل شيء ، نمقت عبارات موهوبة و لكنها خاوية ، و كما يردد بعض انصارها فما بعد فعل التفكيك ينتج اشياء جديدة ، التفكيكي لا يعرف ماذا يريد ان يقول ينتظر النهاية ليموت قرب قبرها ، يتسلل عبر الكلمات و يجيد صياغة الأسئلة و لا يجيب لان الجواب هو ذاته السؤال يعبث بمهارة بشكل باهر ، بعد ان اختنقت الحداثة برعت ما بعد الحداثة في بيع الاوهام الجميلة و اعطت الانسان كل ما لا يريده ، فهو لا يريد الحقيقة و هو يفضل اللهو و اللعب و لا يريد ان يتحمل مسؤولية نفسه و لا يقفز و يسوح يغادر و لا يعود ، لكن للحداثة شق علمي و شق فكري ، الشق العلمي هي الاكتشافات العلمية الحديثة برمزها الاول كوبرنيك و رموزها من بعد كوبرنيك كبلر غالبليو نيوتن بلانك اينشتاين شرودنجر و هايزنبرع بور و فيمان و غيرهم و اختصر الشق البيولوجي داروين بينما اختصر الشق النفسي فرويد وواطسون والشق الفكري بدا مع لوك ديكارت ، سبينوزا و هيوم و كانط روسو و فولتير و هيغل وماركس و نيتشه و برغسون و جايمس و مل و هوايتهد و راسل و غيرهم ، هذا التصنيف سطحي و بسيط و لكنه مفيد ، فالحداثة مناهج و تيارات و مذاهب و هي في ابعادها متباعدة و احيانا متضاربة ، بنسل الواحد من الاخر و بناقض الواحد الاخر و احيانا يكمله و احيانا يلغيه ، كما حصل مع ماركس و هبغل او كما حصل بين هوايتهد و راسل من التقاء و افتراق و حصل ما يشبه هذا بين ديكارت و سبينوزا فسبينوزا كما يقول سارتر امتداد منطقي لديكارت و تجاوز له في نفس الوقت ، قدمت الحداثة تصورات كلها تاثرت برؤية كوبرنيك الذي غير مشهد السماء فالغى كلمتين من قاموس لبشرية شروق الشمس و غروبها او الشرق والغرب و ثبت مركزية الشمس و جعل الارض تدور حولها و هذا ما فعله و كرره معظم مفكري و علماء الحداثة ، ابتدعوا مراكز جديدة بدل المراكز القديمة ، قلبت و بدلت الحداثة فحولت الثانوي الى جوهري ، فنادى كانط بثورة كوبرنيكية في ميدان العقل و اصبح العقل هو الذي يدور الاشياء و قلب ماركس الديلكتيك على راس هيغل و اما لينين فنقد المثالية في كتابه المادية و النقدية التجريبية : المثالية لا منطقية لا تدحض ، تكرر نفس الشيء الذي تكرر مع كوبرنيك لكن بطرق مختلفة فها هو نيتشة يعكس المركز و يقلب القيم و يقرر ان الاخلاق ليس ما اتى به المسيح بل الاخلاق هي ما اتى به هو نفسه و هذه الاخلاق هي اخلاق القوة بدل اخلاق المسيح المنحلة ، فرويد تابع نفس الطريق و هو الذي قال ان نرجسية الانسان اصيبت بعطب بالغ عندما الغى كوبرنيك مركزية الارض لصالح مركزية الشمس و كذلك حصل الامر ذاته مع داروين الذي اثبت في كتابه اصل الانواع ان الانسان و القردة العليا ذات اصول مشتركة و انحدروا من جد واحد مشترك و يبدو ان هذه النرجسية اصابها فرويد هو الاخر بجروح بليغة لا تشفى ، عندما الغى العقل واعطى الغريزة و اللاوعي مكان الصدارة ، فعكس جوهر الانسان و جرده من عقله ، فعقل الانسان قشرة تعوم على بحر اللاوعي ، فوضع اللاوعي بدل العقل في الواجهة و ركل العقل الى ا المؤخرة و الخلف ، فالعقل يتأثر و لا يؤثر و و يفكر و لا يفعل ، يمرض و لا يداوي ، فالدواء هو في رواسب الطفولة و في جذور الغريزة و حتى الحضارة حتى تزدهر فيجب ان يقمع الانسان غراءزه و شهواته و أهواءه و ان يمارس القمع حتى تظهر قشرة العقل من تحت المحيط حيث يغفو و يتربص اللاوعي فالحضارة تقمع انطلاقة و صدق اللاوعي ، تحرمه من ميراثه و تدفنه بعيدا عن تربته و بعيدا عن اعماقه ، تخلخل بنيان الحداثة و تهاوى ثم راحت تتجمع ركام البقايا و تنتعش على سطح اللايقين قرب ضفاف العدم و تبارى العدميون في بعث العبث و ظهر عدميون لا عقلانيون بدل عدميون عقليون، نفوا السببية و قالوا بسببية رخوة و مجدوا الخبرة و باركوا جراءة التلاشي على الاندثار ، انتهت رحلة الحداثة في ما بعد الحداثة و تناثرت ما بعد الحداثة في غيب الأسئلة، وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار العظيم و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث عما وقعى قبل الانغجار العظيم المروع 12/06/22
العنصرية و الحداثة(12). وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار الكبير و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث هما حدث قبل هذا الانفجار المروع العظبم ووقفت ايضا الحداثة بحيرة امام البيولوجيا الجزيءية التي فتحب ابوابا جديدة : كيف اخلق نفسي مرة اخرى من جديد او كبف استنسخ شريطي المخباء في خبايا المادة الوراثية (ADN) ، عوالم البيولوجيا المتعددة تقابلها عوالم الاكوان المتعددة، عادت الحداثة من رحلتها الطويلة خالية الوفاض ، قطعت في مسبرتها الطريق التي اوصلتها الى هنا حيث البداية الجديدة ، وصلت الى عالم جديد لا يقول شياء و لا يسير الى شيء و لا الى حلول ، فقط يوجد حل واحد هو الهجرة من جديد ، هجرة جديدة في الكون الشاسع و الذي لا بزال يتوسع و لا يزال شاسعا ، انتهت الرحلة الى رحلة اخرى ، ما قدمته الحداثة انطوى و انقضى ، الطريق لا تختفي و تبدا من جديد و السغر يبدا من جديد ، هل كانت الاسطورة منذ البداية هي الحل الوحيد و هل ماتت الاسطورة ام بجب ان تعيش من جديد ، الحداثة طرحت كل الاسئلة و الاسطورة اجابت عليها منذ البداية ، لا يوجد الا جواب واحد نهائي، اجوبة الحداثة الكثيرة هي ذاتها ألاسئلة الكثيرة ، جيش طويل من العلماء و المفكرين انهزموا امام سؤال واحد: من اين ؟ و الى اين ؟ 13/06/22
العنصرية و الحداثة (8) لا يؤمن العلم بالغيب لانه يكرر نفسه ، فالمادة طاقة و الطاقة مادة و الرياضبات كما يقول بعض المناطقة الوضعيين لا تاتي بجديد لانها لا تقول شياء جديدا و بصرف النظر عن صحة او خطاء هذه الفكرة فالغيب يتجاوز العلم لان موضوع الغيب اذا صح تعبير موضوع الغيب، هو ما بعد العلم او ما هو وراء العلم او ما هو وراء الظواهر و الغيب نمط من انماط التفكير بختلف تماما عن تفكير المنهج العلمي الحديث لان له الياته الخاصة التي تتخطى اليات العلم و لا تتماشى معه و الغيب هو عكس العلم و كلمة عكس هنا لا تتماشيء مع التعبير الحقبقي ، فلا علاقة بين آليات الغيب و اليات العلم الحديث و منهجه ، الغيب لا يبرر نفسه بينما العلم يفسر نفسه و غيره و يدافع عن نفسه فهو يتوخى الإقناع و يستميل اليه الاخر بالبرهان و الدليل ، و يعتمد عليهما ، بينما الغيب لا يستعين باحد و يعتمد فقط على نفسه و قلما يطلب المساعدة ، يكتفي بنفسه ، فالغيب يؤمن إيمانا مطلقا و الغيب كناية عن ثقة مطلقة لا تعطي اهمية لاليات و عمل العلم و الغيب يؤمن بالخلود رغم انه ام ير انسانا عاد الى الحياة بعد الموت ، بينما العلم لا بتعاطى مع هذه الظاهرة لانها لا تتكرر ، الغيب لا بعطي اهمية للظواهر التي تتكرر امامه ، يذهب الى ابعد من الظواهر ، بعيش خلف الظواهر ووراءها ، الغيب راسخ عميق نهائي ثابت دائم يقيني لا يتزعزع يدوم و لا يزول ، لا برهان على الغيب و الغيب لا يقدم البراهين ، حجته بلا برهان برهانه ان الحل الآخر لا يوفر حلا بديلا عن الحل الذى يقترحه الغيب ، دلبله عجز الاخر و دليله على عجز الاخر ان الغيب يقدم نفسه بلا دليل و يقدم حلا و الاخر بقدم دليلا و لا يقدم حلا و ليس هناك دليل يقدمه بدل الغيب ، الغيب يقف وراء الدليل و دليله ايضا انه لا يقدم الدليل و الجهة المناقضة او بتعبير ادق المقابلة لما يطرحه الغيب تبقى انه يبقى بلا دليل ضده ، هو يشبه الوعد و هو غير مجبر و لا مضطر بحكم الياته لتبرير تصرفاته او بتعبير ادق للاعتذار ، صيغة الغيب الاصرار و حتى عدم التراجع عن مزاعمه ، الفيب يشبه الموهبة و هو اكثر من موهبة و هو يشبه الحدس و هو اكثر من حدس ، هو ما وراء المنطق و هو ما وراء الادلة و البراهين ، يشبه الحدس و يختلف عنه ، يشبه الموهية و بختلف عنها ، الاخر يقوم على منطق تقديم الدليل و لا دليل او برهان يملكه لنفي اقتراحات الغيب لان الغيب فوق الدليل و فوق البرهان و لا برهان يطرحه ليبرهن على صحة طرحه ، انطفأت انوار الحداثة فجاءة في وطن و منشا الحداثة، و خفت و خمد صوت العقل و تحول في بلد المشا الى سلطة و سلعة و قام من ينقد العقلانية ، فكفرت مدرسة فرانكفوت بالعقل و نادت بالانوار المظلمة ، ما عدا هابرمس الذي ركز على ان الحداثة لم تكتمل بعد و انها مستمرة و انها ستستمر و هابرمس في ذلك يمثل تيار في الماركسية لا يقبل بان الشيوعية فشلت في الاتحاد السوفياتي و ان الذي فشل هو احدى محاولات بناء الشيوعية .. تابع 12/06/22
العنصرية و الحداثة(10). قتلت الحداثة الحقيقة بحثا و درسا و تمحيصا و معظم تيارات ما يسمى الحداثة تيارات و مذاهب و رؤى غير مسؤولة تتخبط ، تقدم حلول وهمية تطفوا على السطح و تتناولها الاقلام على الورق و هي في النهاية ردود فعل سلبية على غياب الحقيقة التي ماتت و ردود فعل سلبية على انهيار القيم الاخلاقية و الدينية و حركات احتجاجية لفظية و هذه الردود السلبية هي ردود ايضا ضد الحروب المدمرة التي اجتاحت اوربا و دمرتها اخلاقيا و معنويا و هي بالمحصلة النهايءة حروب عنصرية و اهدافها خارج شعارتها المعلنة ، حروب عنصرية بين دول عنصرية على المغانم و المكاسب و حروب على الهبمنة و في سبيل استعباد الاخريين، الامر الذي بدد تفاؤل الحداثة و صد اندفاعها و جعلها يتيمة لقيطة تتنقل من مكان الى مكان تستجدي التبني دون جدوى فكان ان تخلى عنها اهلها انفسهم بعد ان فقدوا الثقة بكل ما تقول و ما تفعل ، فباتت مشردة تستجدي كل عابر سبيل بلا استقرار و لا قرار و ظهر ما بعد النيوية و ظهر ما بعد الحداثة و كلها تيارات قامت على جثة الوجودية و المنطقية و التحليلة و هذه النبارات ازدهرت فترة ثم اختفت كما ظهرت لتغادر المكان لغيرها و غيرها ترك المكان و هكذا انهارت كل القيم الثقافية و المعنوية و الروحية و لم يصمد الا بقايا التقنيات و الطريق الطويلة التي قطعتها ما يسمى الحداثة و بعدها ما اطلق عليه ما بعد الحداثة اصطدمت هذه الطريق بالواقع الخاوي الا من التبجحات و الشعارات و الادعاءات و اختفت رويدا رويدا و لم يبق منها الا جثتها و احتار الناس اين المكان الانسب لدفنها و احتار الناس في تحديد الزمان الانسب ، جثة عارية فقدت رونقها و بريقها و جاذبيتها و فقدت اهميتها فتبارى الناس في ذمها بعد مدح طال اكثر من قرن ، فالديموقراطية في بلاد الديموقراطية في مازق حقيقي و حقوق الانسان شعار شكلي و الحرية باتت سجنا كبيرا يستوعب اكبر عدد ممكن من الناس و معهم المجتمع تحولوا الى اشياء تطفوا على السطح و تغوص تحت الأزمات المتلاحقة و تحولت الحياة الى سلعة و لا مشترك ثقافي او معنوي ، يدور الجميع في شرنقة منظومة يسيطر عليها الاعلام و شركاته و لم تعد توجد في المجتمع غاية او مثال او نموذج يحتذى ، و هدف الجميع واحد و هو سلب اكبر قدر من الكتسبات الممكنة و المتاحة و سلب ما يستطيع سلبه قبل فوات الاوان و قبل زوال الفرصة ، تشيءت الحياة و صارت ضرورة ضرورية و الحرية عادت ادعاء و غرق الناس في بحيرة مغلقة ، استسلم الجميع ، ماتت القيم و الفرح غادر النفوس ، دورة اقتصادية لا اختيار فيها تدور و يدور الناس فبها ، انتصر في النهاية حجر سبينوزا ، هو حر فقط في الهواء و فقط قبل ان يسقط على الارض .. 12/06/22
العنصرية و الحداثة(11). ظهرت استرتيجية جديدة استراتيجة ما بعد الحداثة و هذه الاسترتيجية اسمها التفكيكة ، عدمية لا عقلانية ، لا تؤمن بشيء و تتكلم عن كل شيء ، نمقت عبارات موهوبة و لكنها خاوية ، و كما يردد بعض انصارها فما بعد فعل التفكيك ينتج اشياء جديدة ، التفكيكي لا يعرف ماذا يريد ان يقول ينتظر النهاية ليموت قرب قبرها ، يتسلل عبر الكلمات و يجيد صياغة الأسئلة و لا يجيب لان الجواب هو ذاته السؤال يعبث بمهارة بشكل باهر ، بعد ان اختنقت الحداثة برعت ما بعد الحداثة في بيع الاوهام الجميلة و اعطت الانسان كل ما لا يريده ، فهو لا يريد الحقيقة و هو يفضل اللهو و اللعب و لا يريد ان يتحمل مسؤولية نفسه و لا يقفز و يسوح يغادر و لا يعود ، لكن للحداثة شق علمي و شق فكري ، الشق العلمي هي الاكتشافات العلمية الحديثة برمزها الاول كوبرنيك و رموزها من بعد كوبرنيك كبلر غالبليو نيوتن بلانك اينشتاين شرودنجر و هايزنبرع بور و فيمان و غيرهم و اختصر الشق البيولوجي داروين بينما اختصر الشق النفسي فرويد وواطسون والشق الفكري بدا مع لوك ديكارت ، سبينوزا و هيوم و كانط روسو و فولتير و هيغل وماركس و نيتشه و برغسون و جايمس و مل و هوايتهد و راسل و غيرهم ، هذا التصنيف سطحي و بسيط و لكنه مفيد ، فالحداثة مناهج و تيارات و مذاهب و هي في ابعادها متباعدة و احيانا متضاربة ، بنسل الواحد من الاخر و بناقض الواحد الاخر و احيانا يكمله و احيانا يلغيه ، كما حصل مع ماركس و هبغل او كما حصل بين هوايتهد و راسل من التقاء و افتراق و حصل ما يشبه هذا بين ديكارت و سبينوزا فسبينوزا كما يقول سارتر امتداد منطقي لديكارت و تجاوز له في نفس الوقت ، قدمت الحداثة تصورات كلها تاثرت برؤية كوبرنيك الذي غير مشهد السماء فالغى كلمتين من قاموس لبشرية شروق الشمس و غروبها او الشرق والغرب و ثبت مركزية الشمس و جعل الارض تدور حولها و هذا ما فعله و كرره معظم مفكري و علماء الحداثة ، ابتدعوا مراكز جديدة بدل المراكز القديمة ، قلبت و بدلت الحداثة فحولت الثانوي الى جوهري ، فنادى كانط بثورة كوبرنيكية في ميدان العقل و اصبح العقل هو الذي يدور الاشياء و قلب ماركس الديلكتيك على راس هيغل و اما لينين فنقد المثالية في كتابه المادية و النقدية التجريبية : المثالية لا منطقية لا تدحض ، تكرر نفس الشيء الذي تكرر مع كوبرنيك لكن بطرق مختلفة فها هو نيتشة يعكس المركز و يقلب القيم و يقرر ان الاخلاق ليس ما اتى به المسيح بل الاخلاق هي ما اتى به هو نفسه و هذه الاخلاق هي اخلاق القوة بدل اخلاق المسيح المنحلة ، فرويد تابع نفس الطريق و هو الذي قال ان نرجسية الانسان اصيبت بعطب بالغ عندما الغى كوبرنيك مركزية الارض لصالح مركزية الشمس و كذلك حصل الامر ذاته مع داروين الذي اثبت في كتابه اصل الانواع ان الانسان و القردة العليا ذات اصول مشتركة و انحدروا من جد واحد مشترك و يبدو ان هذه النرجسية اصابها فرويد هو الاخر بجروح بليغة لا تشفى ، عندما الغى العقل واعطى الغريزة و اللاوعي مكان الصدارة ، فعكس جوهر الانسان و جرده من عقله ، فعقل الانسان قشرة تعوم على بحر اللاوعي ، فوضع اللاوعي بدل العقل في الواجهة و ركل العقل الى ا المؤخرة و الخلف ، فالعقل يتأثر و لا يؤثر و و يفكر و لا يفعل ، يمرض و لا يداوي ، فالدواء هو في رواسب الطفولة و في جذور الغريزة و حتى الحضارة حتى تزدهر فيجب ان يقمع الانسان غراءزه و شهواته و أهواءه و ان يمارس القمع حتى تظهر قشرة العقل من تحت المحيط حيث يغفو و يتربص اللاوعي فالحضارة تقمع انطلاقة و صدق اللاوعي ، تحرمه من ميراثه و تدفنه بعيدا عن تربته و بعيدا عن اعماقه ، تخلخل بنيان الحداثة و تهاوى ثم راحت تتجمع ركام البقايا و تنتعش على سطح اللايقين قرب ضفاف العدم و تبارى العدميون في بعث العبث و ظهر عدميون لا عقلانيون بدل عدميون عقليون، نفوا السببية و قالوا بسببية رخوة و مجدوا الخبرة و باركوا جراءة التلاشي على الاندثار ، انتهت رحلة الحداثة في ما بعد الحداثة و تناثرت ما بعد الحداثة في غيب الأسئلة، وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار العظيم و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث عما وقعى قبل الانغجار العظيم المروع 12/06/22
أشكرك
كاني طامع بحلقة تتناول امثلة في اوجه الاختلاف ما بين القرآن والكتب السماوية الأخرى والتي تقدم ادلة علمية على صحة نسبة القرآن للسماء.
شكرا أخي عصام
اهلا استاذ عصام
دائما مبدع
كل التقدير والاحترام
يقول الله عز وجل " يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات"
انما يخشى الله من عبادة العلماء"
فكيف نفصل بين العلم والخلق والايمان كما ذكره عصام القيسي" ....نقصد عماء الدين لا غيرهم
العنصرية و الحداثة(9)
تبارت تيارات كثيرة و تخاصمت رؤى متضاربة كل يريد الاستئثار برصيد الحداثة حتى لفظت أنفاسها تحت تأثير الخصومات فوصلت في بيت المنشا الى المازق الذى وقعت فيه ، و احد اسباب هذا المازق هو عامل ايجابي بحد ذاته و هو التفاؤل المبالغ بالثورة العلمية و الصناعية التي ازدهرت اولا في اوربا ثم انتقلت الى امريكا و ذروة تيار الحداثة الذي اجتاح الغرب هو تيار العقل النقدي الذي تمثل بفكر كانط ثم راح هذا التيار يتهاوى تحت الضربات التي وجهت الى فيزياء نيوتن و صعود تيارات تنظر بعين الريبة الى العقل و منجزاته و تضعضعت فكرة السببية و هزل جسم العقل و شحب بريقه و ظهرت اتجاهات جديدة منها التيارات الحيوية على اختلافها ( نيتشة ، فىويد ، برغسون الخ ) ، منها ما تأثر بالرياضيات التي ازدهرت في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و لمح بوانكاريه نسبية لامست او كانت مقدمة لنسبية اينشتاين و حلت فوض و سادت فترة ضياع في مجتمع العلماء و عادت المؤسسات العلمية تتساءل من جديد فظهر بلانك و ظهر اينشتاين و انهارت حتمية العلم الذي هو جوهر الحداثة ، فالعقل وقف في منتصف الطريق ينظر من جديد و يريد مراجعة نفسه و العلم راح يتعرف على حقائق جديدة ، فراح يراجع مسلماته و هو الذي كان يعتقد بعد ثورة نيوتن في العلم بحتمية القوانين و ثورة كانط في الفكر ليست اكثر من امتداد للثورة العلمية و اعتقدت الحداثة انها وصلت الى تخوم المعرفة و ان الطبيعة استسلمت و اعترفت باسرارها و موجة التفاؤل هذه بددتها و كذبتها الايام و انبثق عالم جديد يختلف عن العالم الذي ساد في الغرب و راحت التيارات تظهر و تتلاشى و تعاقبت الاكتشافات العلمية و كذلك نعاقبت التيارات الفكرية حتى تفككت المنظومات الفكرية و عمت فوضى من نوع جديد بسبب الانغجار المعرفى الذي ظهر على اكثر من صعيد هذه المرة ، و لا يمكن اختصار مسيرة الحداثة لانها معقدة و لان مفاهيم كثيرة و مناهج عدة تضافرت و تخاصمت في مختلف فروع العلم و المعرفة ، فانتشرت التيارات النقدية و كثرت الاتجاهات في كل مجالات العلوم و المعرفة ، كل ذلك ترافق مع تضعضع الثقة بالثوابت سواء العلمية منها او الفكرية الامر الذي ادى الى ازدهار تناحرت و تضاربت فيه التيارات و الاتجاهات و استحدثت مناهج جديدة خرجت من رحم مناهج قديمة ، زالت الثقة و حلت بدل اليقين و الحتمية و موضوعية القوانين العلمية ، حلت نزعة كانت موجودة فقويت و هي نزعة اللاادرية خاصة بين العلماء و حل كذلك مبدا الاحتمال و تراجعت الثقة و برزت نزعة عدمية الى جانب اللاادرية قتفكك الانسان و تناثر بين العلوم و اصبح كل اتجاه و كل تيار و كل منهج يمسك الحقيقة من طرف ما او من جهة ما ، حتى باتت اللوحة الواحدة لوحات و كل لوحة ترسم مشهدا مغايرا عن المشهد الاخر ، سادت فوضى جديدة و فوضى من نوع جديد ، حيث المعارف تتكاثر و تتخاصم و لا تعرف طريقها الى وحدة نسبية او الى وحدة مطلقة ، فالمبدا الواحد تشظى و تلاشى و تناثر و اجزاء المشهد الواحد تتنافر و تقاوم و تستعصي على كل محاولة لجمع جزء الى جزء اخر ، اختفى الانسجام و فقدت الطريق معالمها و كأن الارض اصبحت فضاء و كان السماء تحتضن النجوم و كل نجم يضيء بلون مغاير للون الاخر، ما يجمع الجميع يفرقهم و ما يفرق ببنهم يتباعد باستمرار، تماما كما ينباعد الضؤ الاحمر في الفضاء و كأنه يتوسع دون معدل هذه المرة و المعادلة الحقيقية هي تلك التي لا تولد من جديد حتى تتفكك من جديد ..
تابع
12/06/22
لم يزد المفكرون العرب على مسخ أفكار الغرب لا أقل ولا أكثر .
العنصرية و الحداثة(11).
ظهرت استرتيجية جديدة استراتيجة ما بعد الحداثة و هذه الاسترتيجية اسمها التفكيكة ، عدمية لا عقلانية ، لا تؤمن بشيء و تتكلم عن كل شيء ، نمقت عبارات موهوبة و لكنها خاوية ، و كما يردد بعض انصارها فما بعد فعل التفكيك ينتج اشياء جديدة ، التفكيكي لا يعرف ماذا يريد ان يقول ينتظر النهاية ليموت قرب قبرها ، يتسلل عبر الكلمات و يجيد صياغة الأسئلة و لا يجيب لان الجواب هو ذاته السؤال يعبث بمهارة بشكل باهر ، بعد ان اختنقت الحداثة برعت ما بعد الحداثة في بيع الاوهام الجميلة و اعطت الانسان كل ما لا يريده ، فهو لا يريد الحقيقة و هو يفضل اللهو و اللعب و لا يريد ان يتحمل مسؤولية نفسه و لا يقفز و يسوح يغادر و لا يعود ، لكن للحداثة شق علمي و شق فكري ، الشق العلمي هي الاكتشافات العلمية الحديثة برمزها الاول كوبرنيك و رموزها من بعد كوبرنيك كبلر غالبليو نيوتن بلانك اينشتاين شرودنجر و هايزنبرع بور و فيمان و غيرهم و اختصر الشق البيولوجي داروين بينما اختصر الشق النفسي فرويد وواطسون والشق الفكري بدا مع لوك ديكارت ، سبينوزا و هيوم و كانط روسو و فولتير و هيغل وماركس و نيتشه و برغسون و جايمس و مل و هوايتهد و راسل و غيرهم ، هذا التصنيف سطحي و بسيط و لكنه مفيد ، فالحداثة مناهج و تيارات و مذاهب و هي في ابعادها متباعدة و احيانا متضاربة ، بنسل الواحد من الاخر و بناقض الواحد الاخر و احيانا يكمله و احيانا يلغيه ، كما حصل مع ماركس و هبغل او كما حصل بين هوايتهد و راسل من التقاء و افتراق و حصل ما يشبه هذا بين ديكارت و سبينوزا فسبينوزا كما يقول سارتر امتداد منطقي لديكارت و تجاوز له في نفس الوقت ، قدمت الحداثة تصورات كلها تاثرت برؤية كوبرنيك الذي غير مشهد السماء فالغى كلمتين من قاموس لبشرية شروق الشمس و غروبها او الشرق والغرب و ثبت مركزية الشمس و جعل الارض تدور حولها و هذا ما فعله و كرره معظم مفكري و علماء الحداثة ، ابتدعوا مراكز جديدة بدل المراكز القديمة ، قلبت و بدلت الحداثة فحولت الثانوي الى جوهري ، فنادى كانط بثورة كوبرنيكية في ميدان العقل و اصبح العقل هو الذي يدور الاشياء و قلب ماركس الديلكتيك على راس هيغل و اما لينين فنقد المثالية في كتابه المادية و النقدية التجريبية : المثالية لا منطقية لا تدحض ، تكرر نفس الشيء الذي تكرر مع كوبرنيك لكن بطرق مختلفة فها هو نيتشة يعكس المركز و يقلب القيم و يقرر ان الاخلاق ليس ما اتى به المسيح بل الاخلاق هي ما اتى به هو نفسه و هذه الاخلاق هي اخلاق القوة بدل اخلاق المسيح المنحلة ، فرويد تابع نفس الطريق و هو الذي قال ان نرجسية الانسان اصيبت بعطب بالغ عندما الغى كوبرنيك مركزية الارض لصالح مركزية الشمس و كذلك حصل الامر ذاته مع داروين الذي اثبت في كتابه اصل الانواع ان الانسان و القردة العليا ذات اصول مشتركة و انحدروا من جد واحد مشترك و يبدو ان هذه النرجسية اصابها فرويد هو الاخر بجروح بليغة لا تشفى ، عندما الغى العقل واعطى الغريزة و اللاوعي مكان الصدارة ، فعكس جوهر الانسان و جرده من عقله ، فعقل الانسان قشرة تعوم على بحر اللاوعي ، فوضع اللاوعي بدل العقل في الواجهة و ركل العقل الى ا المؤخرة و الخلف ، فالعقل يتأثر و لا يؤثر و و يفكر و لا يفعل ، يمرض و لا يداوي ، فالدواء هو في رواسب الطفولة و في جذور الغريزة و حتى الحضارة حتى تزدهر فيجب ان يقمع الانسان غراءزه و شهواته و أهواءه و ان يمارس القمع حتى تظهر قشرة العقل من تحت المحيط حيث يغفو و يتربص اللاوعي فالحضارة تقمع انطلاقة و صدق اللاوعي ، تحرمه من ميراثه و تدفنه بعيدا عن تربته و بعيدا عن اعماقه ، تخلخل بنيان الحداثة و تهاوى ثم راحت تتجمع ركام البقايا و تنتعش على سطح اللايقين قرب ضفاف العدم و تبارى العدميون في بعث العبث و ظهر عدميون لا عقلانيون بدل عدميون عقليون، نفوا السببية و قالوا بسببية رخوة و مجدوا الخبرة و باركوا جراءة التلاشي على الاندثار ، انتهت رحلة الحداثة في ما بعد الحداثة و تناثرت ما بعد الحداثة في غيب الأسئلة، وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار العظيم و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث عما وقعى قبل الانغجار العظيم المروع
12/06/22
العنصرية و الحداثة(12).
وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار الكبير و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث هما حدث قبل هذا الانفجار المروع العظبم ووقفت ايضا الحداثة بحيرة امام البيولوجيا الجزيءية التي فتحب ابوابا جديدة :
كيف اخلق نفسي مرة اخرى من جديد او كبف استنسخ شريطي المخباء في خبايا المادة الوراثية (ADN) ، عوالم البيولوجيا المتعددة تقابلها عوالم الاكوان المتعددة، عادت الحداثة من رحلتها الطويلة خالية الوفاض ، قطعت في مسبرتها الطريق التي اوصلتها الى هنا حيث البداية الجديدة ، وصلت الى عالم جديد لا يقول شياء و لا يسير الى شيء و لا الى حلول ، فقط يوجد حل واحد هو الهجرة من جديد ، هجرة جديدة في الكون الشاسع و الذي لا بزال يتوسع و لا يزال شاسعا ، انتهت الرحلة الى رحلة اخرى ، ما قدمته الحداثة انطوى و انقضى ، الطريق لا تختفي و تبدا من جديد و السغر يبدا من جديد ، هل كانت الاسطورة منذ البداية هي الحل الوحيد و هل ماتت الاسطورة ام بجب ان تعيش من جديد ، الحداثة طرحت كل الاسئلة و الاسطورة اجابت عليها منذ البداية ، لا يوجد الا جواب واحد نهائي، اجوبة الحداثة الكثيرة هي ذاتها ألاسئلة الكثيرة ، جيش طويل من العلماء و المفكرين انهزموا امام سؤال واحد:
من اين ؟ و الى اين ؟
13/06/22
العنصرية و الحداثة (8)
لا يؤمن العلم بالغيب لانه يكرر نفسه ، فالمادة طاقة و الطاقة مادة و الرياضبات كما يقول بعض المناطقة الوضعيين لا تاتي بجديد لانها لا تقول شياء جديدا و بصرف النظر عن صحة او خطاء هذه الفكرة فالغيب يتجاوز العلم لان موضوع الغيب اذا صح تعبير موضوع الغيب، هو ما بعد العلم او ما هو وراء العلم او ما هو وراء الظواهر و الغيب نمط من انماط التفكير بختلف تماما عن تفكير المنهج العلمي الحديث لان له الياته الخاصة التي تتخطى اليات العلم و لا تتماشى معه و الغيب هو عكس العلم و كلمة عكس هنا لا تتماشيء مع التعبير الحقبقي ، فلا علاقة بين آليات الغيب و اليات العلم الحديث و منهجه ، الغيب لا يبرر نفسه بينما العلم يفسر نفسه و غيره و يدافع عن نفسه فهو يتوخى الإقناع و يستميل اليه الاخر بالبرهان و الدليل ، و يعتمد عليهما ، بينما الغيب لا يستعين باحد و يعتمد فقط على نفسه و قلما يطلب المساعدة ، يكتفي بنفسه ، فالغيب يؤمن إيمانا مطلقا و الغيب كناية عن ثقة مطلقة لا تعطي اهمية لاليات و عمل العلم و الغيب يؤمن بالخلود رغم انه ام ير انسانا عاد الى الحياة بعد الموت ، بينما العلم لا بتعاطى مع هذه الظاهرة لانها لا تتكرر ، الغيب لا بعطي اهمية للظواهر التي تتكرر امامه ، يذهب الى ابعد من الظواهر ، بعيش خلف الظواهر ووراءها ، الغيب راسخ عميق نهائي ثابت دائم يقيني لا يتزعزع يدوم و لا يزول ، لا برهان على الغيب و الغيب لا يقدم البراهين ، حجته بلا برهان برهانه ان الحل الآخر لا يوفر حلا بديلا عن الحل الذى يقترحه الغيب ، دلبله عجز الاخر و دليله على عجز الاخر ان الغيب يقدم نفسه بلا دليل و يقدم حلا و الاخر بقدم دليلا و لا يقدم حلا و ليس هناك دليل يقدمه بدل الغيب ، الغيب يقف وراء الدليل و دليله ايضا انه لا يقدم الدليل و الجهة المناقضة او بتعبير ادق المقابلة لما يطرحه الغيب تبقى انه يبقى بلا دليل ضده ، هو يشبه الوعد و هو غير مجبر و لا مضطر بحكم الياته لتبرير تصرفاته او بتعبير ادق للاعتذار ، صيغة الغيب الاصرار و حتى عدم التراجع عن مزاعمه ، الفيب يشبه الموهبة و هو اكثر من موهبة و هو يشبه الحدس و هو اكثر من حدس ، هو ما وراء المنطق و هو ما وراء الادلة و البراهين ، يشبه الحدس و يختلف عنه ، يشبه الموهية و بختلف عنها ، الاخر يقوم على منطق تقديم الدليل و لا دليل او برهان يملكه لنفي اقتراحات الغيب لان الغيب فوق الدليل و فوق البرهان و لا برهان يطرحه ليبرهن على صحة طرحه ، انطفأت انوار الحداثة فجاءة في وطن و منشا الحداثة، و خفت و خمد صوت العقل و تحول في بلد المشا الى سلطة و سلعة و قام من ينقد العقلانية ، فكفرت مدرسة فرانكفوت بالعقل و نادت بالانوار المظلمة ، ما عدا هابرمس الذي ركز على ان الحداثة لم تكتمل بعد و انها مستمرة و انها ستستمر و هابرمس في ذلك يمثل تيار في الماركسية لا يقبل بان الشيوعية فشلت في الاتحاد السوفياتي و ان الذي فشل هو احدى محاولات بناء الشيوعية ..
تابع
12/06/22
العنصرية و الحداثة(10).
قتلت الحداثة الحقيقة بحثا و درسا و تمحيصا و معظم تيارات ما يسمى الحداثة تيارات و مذاهب و رؤى غير مسؤولة تتخبط ، تقدم حلول وهمية تطفوا على السطح و تتناولها الاقلام على الورق و هي في النهاية ردود فعل سلبية على غياب الحقيقة التي ماتت و ردود فعل سلبية على انهيار القيم الاخلاقية و الدينية و حركات احتجاجية لفظية و هذه الردود السلبية هي ردود ايضا ضد الحروب المدمرة التي اجتاحت اوربا و دمرتها اخلاقيا و معنويا و هي بالمحصلة النهايءة حروب عنصرية و اهدافها خارج شعارتها المعلنة ، حروب عنصرية بين دول عنصرية على المغانم و المكاسب و حروب على الهبمنة و في سبيل استعباد الاخريين، الامر الذي بدد تفاؤل الحداثة و صد اندفاعها و جعلها يتيمة لقيطة تتنقل من مكان الى مكان تستجدي التبني دون جدوى فكان ان تخلى عنها اهلها انفسهم بعد ان فقدوا الثقة بكل ما تقول و ما تفعل ، فباتت مشردة تستجدي كل عابر سبيل بلا استقرار و لا قرار و ظهر ما بعد النيوية و ظهر ما بعد الحداثة و كلها تيارات قامت على جثة الوجودية و المنطقية و التحليلة و هذه النبارات ازدهرت فترة ثم اختفت كما ظهرت لتغادر المكان لغيرها و غيرها ترك المكان و هكذا انهارت كل القيم الثقافية و المعنوية و الروحية و لم يصمد الا بقايا التقنيات و الطريق الطويلة التي قطعتها ما يسمى الحداثة و بعدها ما اطلق عليه ما بعد الحداثة اصطدمت هذه الطريق بالواقع الخاوي الا من التبجحات و الشعارات و الادعاءات و اختفت رويدا رويدا و لم يبق منها الا جثتها و احتار الناس اين المكان الانسب لدفنها و احتار الناس في تحديد الزمان الانسب ، جثة عارية فقدت رونقها و بريقها و جاذبيتها و فقدت اهميتها فتبارى الناس في ذمها بعد مدح طال اكثر من قرن ، فالديموقراطية في بلاد الديموقراطية في مازق حقيقي و حقوق الانسان شعار شكلي و الحرية باتت سجنا كبيرا يستوعب اكبر عدد ممكن من الناس و معهم المجتمع تحولوا الى اشياء تطفوا على السطح و تغوص تحت الأزمات المتلاحقة و تحولت الحياة الى سلعة و لا مشترك ثقافي او معنوي ، يدور الجميع في شرنقة منظومة يسيطر عليها الاعلام و شركاته و لم تعد توجد في المجتمع غاية او مثال او نموذج يحتذى ، و هدف الجميع واحد و هو سلب اكبر قدر من الكتسبات الممكنة و المتاحة و سلب ما يستطيع سلبه قبل فوات الاوان و قبل زوال الفرصة ، تشيءت الحياة و صارت ضرورة ضرورية و الحرية عادت ادعاء و غرق الناس في بحيرة مغلقة ، استسلم الجميع ، ماتت القيم و الفرح غادر النفوس ، دورة اقتصادية لا اختيار فيها تدور و يدور الناس فبها ، انتصر في النهاية حجر سبينوزا ، هو حر فقط في الهواء و فقط قبل ان يسقط على الارض ..
12/06/22
العنصرية و الحداثة(11).
ظهرت استرتيجية جديدة استراتيجة ما بعد الحداثة و هذه الاسترتيجية اسمها التفكيكة ، عدمية لا عقلانية ، لا تؤمن بشيء و تتكلم عن كل شيء ، نمقت عبارات موهوبة و لكنها خاوية ، و كما يردد بعض انصارها فما بعد فعل التفكيك ينتج اشياء جديدة ، التفكيكي لا يعرف ماذا يريد ان يقول ينتظر النهاية ليموت قرب قبرها ، يتسلل عبر الكلمات و يجيد صياغة الأسئلة و لا يجيب لان الجواب هو ذاته السؤال يعبث بمهارة بشكل باهر ، بعد ان اختنقت الحداثة برعت ما بعد الحداثة في بيع الاوهام الجميلة و اعطت الانسان كل ما لا يريده ، فهو لا يريد الحقيقة و هو يفضل اللهو و اللعب و لا يريد ان يتحمل مسؤولية نفسه و لا يقفز و يسوح يغادر و لا يعود ، لكن للحداثة شق علمي و شق فكري ، الشق العلمي هي الاكتشافات العلمية الحديثة برمزها الاول كوبرنيك و رموزها من بعد كوبرنيك كبلر غالبليو نيوتن بلانك اينشتاين شرودنجر و هايزنبرع بور و فيمان و غيرهم و اختصر الشق البيولوجي داروين بينما اختصر الشق النفسي فرويد وواطسون والشق الفكري بدا مع لوك ديكارت ، سبينوزا و هيوم و كانط روسو و فولتير و هيغل وماركس و نيتشه و برغسون و جايمس و مل و هوايتهد و راسل و غيرهم ، هذا التصنيف سطحي و بسيط و لكنه مفيد ، فالحداثة مناهج و تيارات و مذاهب و هي في ابعادها متباعدة و احيانا متضاربة ، بنسل الواحد من الاخر و بناقض الواحد الاخر و احيانا يكمله و احيانا يلغيه ، كما حصل مع ماركس و هبغل او كما حصل بين هوايتهد و راسل من التقاء و افتراق و حصل ما يشبه هذا بين ديكارت و سبينوزا فسبينوزا كما يقول سارتر امتداد منطقي لديكارت و تجاوز له في نفس الوقت ، قدمت الحداثة تصورات كلها تاثرت برؤية كوبرنيك الذي غير مشهد السماء فالغى كلمتين من قاموس لبشرية شروق الشمس و غروبها او الشرق والغرب و ثبت مركزية الشمس و جعل الارض تدور حولها و هذا ما فعله و كرره معظم مفكري و علماء الحداثة ، ابتدعوا مراكز جديدة بدل المراكز القديمة ، قلبت و بدلت الحداثة فحولت الثانوي الى جوهري ، فنادى كانط بثورة كوبرنيكية في ميدان العقل و اصبح العقل هو الذي يدور الاشياء و قلب ماركس الديلكتيك على راس هيغل و اما لينين فنقد المثالية في كتابه المادية و النقدية التجريبية : المثالية لا منطقية لا تدحض ، تكرر نفس الشيء الذي تكرر مع كوبرنيك لكن بطرق مختلفة فها هو نيتشة يعكس المركز و يقلب القيم و يقرر ان الاخلاق ليس ما اتى به المسيح بل الاخلاق هي ما اتى به هو نفسه و هذه الاخلاق هي اخلاق القوة بدل اخلاق المسيح المنحلة ، فرويد تابع نفس الطريق و هو الذي قال ان نرجسية الانسان اصيبت بعطب بالغ عندما الغى كوبرنيك مركزية الارض لصالح مركزية الشمس و كذلك حصل الامر ذاته مع داروين الذي اثبت في كتابه اصل الانواع ان الانسان و القردة العليا ذات اصول مشتركة و انحدروا من جد واحد مشترك و يبدو ان هذه النرجسية اصابها فرويد هو الاخر بجروح بليغة لا تشفى ، عندما الغى العقل واعطى الغريزة و اللاوعي مكان الصدارة ، فعكس جوهر الانسان و جرده من عقله ، فعقل الانسان قشرة تعوم على بحر اللاوعي ، فوضع اللاوعي بدل العقل في الواجهة و ركل العقل الى ا المؤخرة و الخلف ، فالعقل يتأثر و لا يؤثر و و يفكر و لا يفعل ، يمرض و لا يداوي ، فالدواء هو في رواسب الطفولة و في جذور الغريزة و حتى الحضارة حتى تزدهر فيجب ان يقمع الانسان غراءزه و شهواته و أهواءه و ان يمارس القمع حتى تظهر قشرة العقل من تحت المحيط حيث يغفو و يتربص اللاوعي فالحضارة تقمع انطلاقة و صدق اللاوعي ، تحرمه من ميراثه و تدفنه بعيدا عن تربته و بعيدا عن اعماقه ، تخلخل بنيان الحداثة و تهاوى ثم راحت تتجمع ركام البقايا و تنتعش على سطح اللايقين قرب ضفاف العدم و تبارى العدميون في بعث العبث و ظهر عدميون لا عقلانيون بدل عدميون عقليون، نفوا السببية و قالوا بسببية رخوة و مجدوا الخبرة و باركوا جراءة التلاشي على الاندثار ، انتهت رحلة الحداثة في ما بعد الحداثة و تناثرت ما بعد الحداثة في غيب الأسئلة، وقفت الحداثة عند نقطة الانفجار العظيم و ذهبت ما بعد بعد الحداثة تبحث عما وقعى قبل الانغجار العظيم المروع
12/06/22