تاريخنا يعتمد على الأساطير مثلاً: أسطورة عبد الله بن سبأ التي اخترعها سيف بن عمر، فقد نسفها ابن حجر العسقلاني بقوله: "لا يصحّ إسنادها" ، بينما امتلأت كتب الجرح والتعديل بالتحذير من سيف بن عمر ومن أكاذيبه، حيث قال أبو نُعيْم الأصفهاني: "متَّهمٌ في دينه، مرميٌّ بالزندقة، ساقطُ الحديث، لا شيء" ، وقال الذهبي: "متروك باتفاق" ، وقال ابن حِبّان: "يروي الموضوعات عن الأثبات" ، وقال ابن أبي حاتم: "متروكُ الحديثِ، يشبهُ حديثُهُ حديثَ الواقديّ" ، وقال النَّسائيّ والدّارَقُطنيّ: "ضعيف" ، وقال ابن العجَمي: "كان سيفٌ يضع الحديث، وقد اتُّهم بالزندقة" . لكنّ أراجيف هذا الكذّاب المرميّ بالزندقة غدتْ أساسًا لكتابة تاريخ صدر الإسلام، من أجل تلميع صورة الأمويين، وتشويه صورة العلويّين
السّلام عليكم، وبعد .. فإنّ من صفات الباحث أن يتجنّب إصدار أحكاما مطلقة و ابتدائية ، شأنه في ذلك شأن العامّة ، و هو ما وقعت في فخّه إذ تقول " تاريخنا الإسلامي يقوم على الأساطير " ، و قد شهد المنصفون من غير المسلمين برصانة المنهج التّاريخي عند المؤرخين المسلمين ، و رُسوخ قواعده في التّقصي و البحث و التحرّي ، و لك أن ترجع في ذلك إلى شهادة الباحث النصراني " أسد رستم" الذي ألّف كتابا يُشيد فيه بمنهج المحدِّثين المسلمين في البحث و النّقد التاريخي ، تحت عنوان " مُصطلح التّاريخ" متأثرا في ذلك بمنهج علماء الحديث المسلمين ، الذين وضعوا علم المصطلح في الحديث... هذا من جهة ، و من جهة ثانية : كيف يمكن القول أنّ شخصية " عبد الله بن سبأ" شخصية أسطورية وقد ضجّت بها كتب الفِرق و الطبقات و الأدب و الأنساب، و كتب التاريخ..، كما أشار إلى ذلك الباحث "محمّد أمحزون " من خلال كتابه تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة" و نُقل عن "ابن تيمية" رحمه الله في مجموع الفتاوى قوله :"إنّ مبدأ الرّفضِ إنّما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ " و "ابن حجر" رحمه الله نفسه الذي استشهدت بقوله قال :" عبد الله بن سبأ من غُلاة الزنادقة.." في كتابه " التّقريب " أمّا سيف بن عمر التّميمي ، فقد نقلت أقوال المحدّثين عنه ، و شهاداتهم التي تقدح فيه من جانب علم الحديث، بينما أغفلت أقوالهم في مروياته التّاريخية ، فهاهو الذّهبي رحمه الله يصفه فيقول: "كان اخبّاريا عارفاً" و أنصفه ابن حجر العسقلاني رحمه الله، فقال عنه: " ضعيف في الحديث، عُمدة في التّاريخ " و إذا أردنا أن نترك الروايات التّاريخية ل "سيف بن عمرو" فيتعيّن علينا أن نُسقط 269 رواية تاريخية وردت نقلا عنه في تاريخ الطّبري ، منها 73رواية عن أخبار الفتنة ...، ولك أن تتصور !!
أستادنا بوبيدي قمة ماشاء الله فهو موسوعة الله يعطيك الصحة أستادنا
أجاد الأستاذ وأفاد وكفى ووفى جزاه الله خيرا وبارك الله فيه.
أستاذ قدير و صاحب أخلاق عالية،متمكن من مجاله بإبداع وتفاني ...كل التقدير والإحترام له.
المحاضرة قيمة ولكن سرعت
في الكلام التأني واجب ❤
بارك الله فيك دكتور
ماشاء الله مزيدا من التألق...أكثروا من نشر هذه المحاضرات التاريخية التي تخص المنطقة في العصر الوسيط
جزاك الله خيرا
جميل جدا مشكورين على هذا النشر الرائع
احسنتم
بارك الله فيكم وفي جهدكم جزاكم الله خيرا
بورك فيك دكتور
أستاذي🤍🤍🤍🤍
تاريخنا يعتمد على الأساطير
مثلاً: أسطورة عبد الله بن سبأ التي اخترعها سيف بن عمر،
فقد نسفها ابن حجر العسقلاني بقوله: "لا يصحّ إسنادها" ، بينما امتلأت كتب الجرح والتعديل بالتحذير من سيف بن عمر ومن أكاذيبه، حيث قال أبو نُعيْم الأصفهاني: "متَّهمٌ في دينه، مرميٌّ بالزندقة، ساقطُ الحديث، لا شيء" ، وقال الذهبي: "متروك باتفاق" ، وقال ابن حِبّان: "يروي الموضوعات عن الأثبات" ، وقال ابن أبي حاتم: "متروكُ الحديثِ، يشبهُ حديثُهُ حديثَ الواقديّ" ، وقال النَّسائيّ والدّارَقُطنيّ: "ضعيف" ، وقال ابن العجَمي: "كان سيفٌ يضع الحديث، وقد اتُّهم بالزندقة" .
لكنّ أراجيف هذا الكذّاب المرميّ بالزندقة غدتْ أساسًا لكتابة تاريخ صدر الإسلام، من أجل تلميع صورة الأمويين، وتشويه صورة العلويّين
السّلام عليكم، وبعد ..
فإنّ من صفات الباحث أن يتجنّب إصدار أحكاما مطلقة و ابتدائية ، شأنه في ذلك شأن العامّة ، و هو ما وقعت في فخّه إذ تقول " تاريخنا الإسلامي يقوم على الأساطير " ، و قد شهد المنصفون من غير المسلمين برصانة المنهج التّاريخي عند المؤرخين المسلمين ، و رُسوخ قواعده في التّقصي و البحث و التحرّي ، و لك أن ترجع في ذلك إلى شهادة الباحث النصراني " أسد رستم" الذي ألّف كتابا يُشيد فيه بمنهج المحدِّثين المسلمين في البحث و النّقد التاريخي ، تحت عنوان
" مُصطلح التّاريخ" متأثرا في ذلك بمنهج علماء الحديث المسلمين ، الذين وضعوا علم المصطلح في الحديث...
هذا من جهة ،
و من جهة ثانية : كيف يمكن القول أنّ شخصية " عبد الله بن سبأ" شخصية أسطورية وقد ضجّت بها كتب الفِرق و الطبقات و الأدب و الأنساب، و كتب التاريخ..، كما أشار إلى ذلك الباحث "محمّد أمحزون " من خلال كتابه
تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة"
و نُقل عن "ابن تيمية" رحمه الله في مجموع الفتاوى قوله :"إنّ مبدأ الرّفضِ إنّما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ "
و "ابن حجر" رحمه الله نفسه الذي استشهدت بقوله قال :" عبد الله بن سبأ من غُلاة الزنادقة.." في كتابه " التّقريب "
أمّا سيف بن عمر التّميمي ، فقد نقلت أقوال المحدّثين عنه ، و شهاداتهم التي تقدح فيه من جانب علم الحديث، بينما أغفلت أقوالهم في مروياته التّاريخية ، فهاهو الذّهبي رحمه الله يصفه فيقول:
"كان اخبّاريا عارفاً"
و أنصفه ابن حجر العسقلاني رحمه الله، فقال عنه:
" ضعيف في الحديث، عُمدة في التّاريخ "
و إذا أردنا أن نترك الروايات التّاريخية ل
"سيف بن عمرو" فيتعيّن علينا أن نُسقط 269 رواية تاريخية وردت نقلا عنه في تاريخ الطّبري ، منها 73رواية عن أخبار الفتنة ...، ولك أن تتصور !!
الاسطوغرافيا العربية الإسلامية تغلب عليها سِمات الوصف، والتسجيل، والموسوعية، والمدرسية ، والطابع الكرونولوجي أو الحوليّ، وحتى التسامي، والنرجسية