الملوك و الفراعنة المصريون القدماء
HTML-код
- Опубликовано: 9 фев 2025
- يُسْتَخَدمُ لَقُبُ «فِرْعون» للإِشارةِ إلى حُكامِ مِصْرَ القَديمَةِ الَّذينَ حَكَموا بَعْدَ توْحيدِ مِصرَ العليا والسفلى على يَدِ المَلكِ نارمر (مينا) خِلالَ فَترةِ الأُسَرِ المُبكِّرة حوالي 3100 قَبلَ الميلادِ. وَمعْ ذلكَ، فإنَّ اللَّقَبَ المُحددْ «فِرعون» لمْ يُستخدمْ لمُخاطبةِ مُلوكِ مِصرَ مِنْ قِبَلِ مُعاصريهمْ حتَّى حَكَمَ مرنبتاح مِن الأسرةِ التاسعةِ عشر حوالي 1200 قبلَ الميلادِ. بِجانبِ لقبِ فِرعون للحكامِ اللاحقينَ، كانَ هُناكَ لقَب ملَكي مِصري قديم استَخْدَمهُ المُلوكُ المَصريونَ وَظلَّ ثابتًا نسبيًا خِلالَ مَسارِ التاريخِ المِصْري القديمِ.
كانتْ مِصر (أو جزء منها) يَحكُمها الفراعنةُ باستمرارٍ لِما يَقْرُبُ مِنْ 2500 عامٍ، حتَّى تمَّ غَزوها مِنْ قِبلِ مملكةِ كوش في أواخرِ القرْنِ الثامِنِ قَبلَ الميلادِ، والتي تبنَّى حُكامها اللَّقَبَ الفِرعوني التَّقليدي. بَعدَ الغزو الكوشي، مرَّتْ مِصر بِفترةٍ أُخرى مِنْ الحُكْم المُستقل قَبْلَ أَنْ تَغزوها الإمبراطورية الأخمينية، الَّتي اتخَذَ حُكامها أيضًا لَقَبَ «فرعون». كانَ نختنبو الثاني هُو آخرُ فَراعِنةِ مصرَ قبلَ أنْ يَغزو الأَخْمينيونَ مِصرَ للمَرةِ الثانيةِ.
يَنقسمُ التاريخُ المِصْري القَديمُ إلى عَصرينِ شامِلينِ وهُما: عَصرُ ما قبلِ التاريخِ والعصرُ التاريخي الثاني.
في عَصرِ ما قبلَ التاريخِ بَدَأَ استقرارُ الإنسانِ المِصري الأولِ في وادي النِّيل (حوالي 6000 ق.م) حيث عرف الزراعة واستأنس الحيوانات واستقر في مجتمعات صغيرة متعاونة، فتقدمت حضارته وظهرت في مصر دولتان، الدلتا والصعيد ما لبثا أن اتحدتا سنة 3100 ق.م. تحت سلطة مركزية يرأسها الفرعون وكان ذلك بفضل (مينا) موحد القطرين.
وَفِي العَصْرِ التاريخي الثاني عُرفتِ الكِتابَةُ وَتَبلْورتْ مَظاهِرُ الدِّينِ والفَنِ، وينْقَسِمُ هذا العَصْرُ التَاريخي إلى 30 أُسْرةٍ مَلَكِيةٍ وَثَلاثِ دُوَلٍ، نَعِمتْ مِصْرُ خِلاَلها بِحُكومِةٍ مِرْكَزِيةٍ قَوِيةٍ كَما مَرَّتْ بِفَتَراتِ اضْمِحْلالٍ وَتَفَككٍ يُمْكِنُ تَلْخيصُها كَما يَلي:
العَصْرُ القَديم: وَيشْمِلُ الأُسْرَتينِ الأُولى وَالثانِيةِ وَهُوَ عَصْرُ إقْرارِ الوِحْدَةِ السِياسِيةِ وَإرْساءِ أُسُسِ الحَضارَةِ المِصْرِيةِ.
المملكة القديمة: وتشمل الأسر من 3-6 (حوالي 2690 - 2180 ق.م) وهو عصر الأمن الداخلي الكامل، حيث وصلت مصر إلى قمة مجدها في علوم الطب والفلك والهندسة وهو عصر بناء الأهرامات. تبع الدولة القديمة عصر اضمحلال شمل الأسر من 7- 10 (حوالي 2180 - 2060 ق.م)، فسادت الفوضى وعمّ الاضطراب وانحدر الفن بينما أزدهر الأدب، وتمكن أمراء طيبة أن يوحدوا البلاد ثانية وينهضوا بها.
المملكة الوسطى: وتشمل الأسر من 11- 14 (حوالي 2060 - 1710 ق.م) اهتم الملوك بالسياسة الخارجية، وسيطروا على النوبة السفلى ونفذوا مشروعات ري ضخمة. تبع هذه الدولة عصر الإضمحلال الثاني ويشمل الأسرات 15-17 (حوالي 1710 - 1560 ق.م) حيث وقعت فيه مصر تحت احتلال الهكسوس، الي أن تمكن أمراء طيبة من تحرير وطنهم بفضل مخلصين مثل الملك سقنن رع وابنيه كامس ثم أحمس الذين يعتبرون مؤسسي الدولة الحديثة.
المملكة الحديثة أو عصر الإمبراطورية: تشمل الأسرات من 18-20 (حوالي 1580 - 1085 ق.م) وخلالها مدت مصر سيادتها من شمال سوريا وبلاد النهرين إلى الشلال الرابع في السودان، وكانت طيبة (تسمى اليوم الأقصر) عاصمة لهذه الإمبراطورية وهناك شُيدت أعظم المعابد وأروع المقابر. تبع ذلك عصر الإضمحلال الثالث ويشمل الأسر 21- 25 (حوالي 1085 - 663 ق.م) حكم فيها البلاد ملوك من أصل ليبي منهم شيشنق ويوكوريس وآخرون من أصل نوبي أشهرهم يعنخى. كما غزاها الأشوريون فثار المصريون وحرروا البلاد من سيطرتهم بقيادة إبسماتيك الأول الذي أسس الأسرة 26 (حوالي 663 - 529 ق.م) وأرجع لمصر قوتها وبدأ عصر النهضة، ثم استولى الفرس على البلاد ونجحت بعض الشخصيات القوية في طردهم، ولكنهم عادوا طوال الأسرات 27-30. وانتهى تاريخ الفراعنة حين غزا الإسكندر الأكبر مصر وطرد الفرس 332ق.م. وبعد ذلك حكمها الفراعنة اليونانيون من الأسرة البطلمية. انتهى حكم هذه الأسرة عندما أصبحت مصر مقاطعة رومانية مستقلة عام 30 قبل الميلاد.