الجزء (1) اعتقاد السلف في توحيد الأسماء والصفات: المقدمة - للمحدّث العلامة فوزي الأثري حفظه الله
HTML-код
- Опубликовано: 22 дек 2024
- -وهذه الدروس في معرفة توحيد الأسماء والصفات، وكيف المسلم يعرف اعتقاد السلف في هذا الباب
-وهذا التوحيد أمره مهم لكل مسلم
-ولا ريب في عظم وفضل وكبر شرف العلم بأسماء الله وصفاته الواردة في كتابه وسنة رسوله
-وفهمها فهما صحيحا سليما بعيدا عن تحريفات المحرفين وتأويلات الجاهلين
-إذ أن شرف العلم تابع لشرف معلومه، وما من ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله سبحانه وتعالى، رب العالمين، وقيوم السمـٰوات والأرضين الملك الحق المبين الموصوف بالكمال كله المنزه عن كل عيب ونقص وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله
-قال تعالى: {ذالكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب* فاطر السماوات والأرض}، إلى قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
-هذا العلم كان عند سلف الأمة أعظم وأشرف العلوم، لتعلقه بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
-والسلف وضعوا قواعد لمعرفة هذه الأسماء والصفات لله تعالى.
-وأسماء الله وصفاته: توقيفية، فلا تثبت اسما لله تعالى ولا صفة إلا بدليل من الكتاب والسنة.
-وبضبط هذه القواعد في الأسماء والصفات، فتنضبط مع الشرع ولا تقع في التحريف في أسماء الله وصفاته، فتنجوا من تعطيل الجهمية الذين عطلوا الأسماء والصفات، والمعتزلة أثبتوا الأسماء وعطلوا الصفات، ومنهم من يثبت الأسماء ويعطل بعض الصفات ويثبت بعضها وهؤلاء هم أهل التحريف.
-وهؤلاء المبتدعة كثر قديما وحديثا ولهم وجدود قديما وحديثا، ولهم كتب ومؤلفات، ويدرسون ولهم قنوات وإذاعات، فكيف المسلم يعرف هؤلاء، ويعرف أباطيلهم، بضبط قواعد السلف الصالح.
-فالسلف بينوا هذا الأمر، وبينوا أمر هذه الفرق الضالة في توحيد الأسماء والصفات وغيره.
-وقد أعرض كثير من المسلمين عن تعلم الدين، وتعلم التوحيد، لذلك وقعوا في ضلالات، ولعدم أخذهم دينهم على قواعد السلف.
-ولم يأخذوا العلم من الكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعون وتابع التابعين، وهم القرون المفضلة التي مدحها النبي صلى الله عليه وسلم
-فتركوا منهج السلف فوقعوا في ضلالات، في الأصول، وحتى في الفروع
-وفي الحقيقة هذا العلم للمسلمين: أهم من اموالهم واعمالهم اليومية، وأهم من العلوم الدنيوية، وأهم من أولادهم وأزواجهم، فهو أهم شيء على وجه الأرض، لأنه لو ترك هذا العلم هلكوا
-ما فائدة الدراسات الدنيوية من هندسة وغير ذلك، والاهتمام بالأموال، والأولاد، وغير ذلك؛ إذا لم يتعلموا التوحيد، فيدك الله هذه البلاد، ويرتفع الأمن، وتنزل عليهم العقوبات، فما فائدة الأموال حينها والأعمال وغير ذلك، وحروب ونهب، وانظر حولك من البلدان.
-ولكن إذا تعلموا التوحيد، توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، فينزل الله تعالى الأمن في البلد، وتجد البركة في المال والأعمال والأولاد والأهل والبلدان.
-فالناس اعرضوا عن تعلم التوحيد، توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات
-قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
-فلم يرسل رسول إلا بالتوحيد، فمن أجاب عمهم الله بالأمن والأمان ومتعهم الله بكل خير، ومن أعرض وعاند دمرهم الله وأهلكهم
-فإذا أعرض الناس عن التوحيد ذهب عنهم الأمن والآمان وذهبت الأرزاق والدراسات وغير ذلك.
-وإذا كان غالب البلد معرضين عن التوحيد فيرتفع عنهم الأمن والآمان.
-وبتعليمك التوحيد للناس ونشره ينتشر الأمن ويحفظهم الله من الحروب ومن الكفار ومن أهل البدع، وأنت تستفيد بذلك وترى السعادة في الدنيا والآخرة، وترى الأمن والآمان.
-ومن هذا التوحيد: توحيد الأسماء والصفات
-لذلك من عرف الله تعالى: عرف ما سواه، ومن جهل ربه: فهو لما سواه أجهل
-إذا الناس يريدون الأمن والآمان في البلدان فعليهم أن ينشطوا في تعميم التوحيد في البلد، فإذا عم التوحيد في البلد فلا يستطيع أحد عليهم من الكفار ولا أهل البدع، ولا من جهات الأرض ولا الجو ولا البحر، كما حفظ الله المدينة مع الكفار والمنافقين وأهل الكتاب وقد اجتمعوا عليهم
-ولهذا فإن العناية في ضبط هذا العلم مهم للغاية، لعدم الوقوع في الخطأ فيه، ولهذا كان الصحابة ومن تبعهم على كلمة واحدة.
-وهذا نقله أهل الحديث أهل الأثر وضبطوا آثار الصحابة في هذا العلم، فعليك به.
-وترى كتبا مكتوب عليها الأسماء والصفات، وفيها من التحريف والتعطيل والبدع، وتجد كتاب مكتوب عليه التوحيد وهو مليء بالشرك والبدع، فلا بد من التعلم على يد أهل الحديث والأثر.
-وترى جامعات تعلم الناس البدع وتحرف في أسماء الله وصفاته.
-فطريق السلف هو المأمون في هذا العلم، فيعظمون النصوص ولا يتجاوزونها، ويقفون عندها، وكلامهم قليل ودون تكلف، كثير البركة، ومع ذلك ففيه الصواب والحق.
-فهم بحق الأئمة العدول والشهود الأثبات ولا يزال بحمد الله في كل زمان بقايا منهم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
-الرد على عبدالمجيد الزنداني الذي يفسر القرآن بكلام الروس وعلماء روسيا، وهذا تفسير فاسد، وترك تفسير الصحابة والسلف.
-ونجد كثير من الناس يقولون احترنا في كذا وكذا، ونريد معرفة الحق والعلم الصحيح، نقول ارجعوا لعلم الصحابة والقرون الفاضلة فسيذهب عنكم الحيرة، وتعرفون الصواب، وكما قال النبي: «إنما العلم بالتعلم» من حديث ابي الدرداء بإسناد صحيح في «السنن الكبرى» للبيهقي
-موعظة في الصبر على السنة حتى الموت، وبعد ذلك في الجنة تتمتع المتعة الكاملة.
-قال شيخ الإسلام ابن تيمية [الفتاوى]: «من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد وهو معلوم بالبطلان بالاضطرار من دين الإسلام»
-وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في [الفتاوى]: «من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا».