الشيخ الألباني يبيّن الشدّة في ردود ربيع المدخلي على سيد قطب
HTML-код
- Опубликовано: 27 ноя 2024
- السائل : كأنه سيد قطب في كتبه يكفر المجتمعات لأنهم لا يؤمنون بالحاكمية ولا يفرق أيضا بين الكفر الأصغر والأكبر ولا يهمه البدع التي حول القبور ودعاء غير الله وغيرها فقط إنما يدندن حول الحاكمية وبعضهم يلتمس له عذرا فما هو عذره؟
الشيخ : والله يا أستاذ نرى أننا ننشغل بالأحياء دون الأموات خير لنا، هذا أولا ثانيا أنا قلت لأخينا الدكتور ربيع سيد قطب رجل ليس بعالم وهو من الكتاب المصريين الذين لم ينشؤوا على العلم والعلم الصحيح ولكن كان عنده فيما يبدو قلم سيال وربما ينضاف إلى ذلك أنه كان عنده ككثير من الشباب اليوم عندهم عواطف إسلامية جامحة لكنهم كما قيل " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " فكتبه كما بين الدكتور جزاه الله خيرا مشحونة بالأخطاء العلمية منها العقدية ومنها الفقهية فنحن حينما نقول أن ننشغل بالأحياء دون الأموات يكفينا أعني ما ننصب العداء بيننا وبين شخص ما وإنما بيننا وبين دعوته هذا بعد ما مات بصورة خاصة يعني وانتقل إلى عفو الله عز وجل إن شاء الله ورحمته هذا من جهة وقلت للدكتور ولا أزال أنا على هذا وأظن أن أكثر إخواننا من طلاب العلم ومشايخنا على هذا وهو أن الحق في طبيعة أمره ثقيل على عامة الناس إلا من شاء الله عز وجل (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فإذا ضم إلى الدعوة وثقلها على الناس كما ذكرنا القسوة والشدة اجتمع قسوتان وشدتان ويكون ذلك مدعاة لتنفير الناس عن دعوة الحق بينما المقصود من الدعوة استجلابهم إليها وما منا من أحد من طلاب العلم إلا وهو يذكر آيات في القرآن الكريم وأحاديث كثيرة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام التي تحض على الرفق واللين والآيات معروفة ولسنا بحاجة إلى تذكيرها من مثل الآية التي أمر الله عز وجل فيها موسى عليه السلام وأخاه هارون حينما قال (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )).
وما أعتقد أن أحدًا ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وحسابه عند الله يُعلن هذه الكلمة، ما منا من أحدٍ يتصوَّر أنه مهما كان منحرفًا في دعوته وبخاصة إذا لم يكن قد استعمل القسوة والشدة بين من يدعوهم إلى دعوته مهما كانت منحرفة عن الحق، لا يبلغ شأنُه ذرة مما كان عليه فرعون هذا الذي أُرسل إليه موسى وهارون.
ومع ذلك فإذا كان الله عزَّ وجلَّ أمر هذين الرسولَين الكريمَين أو النبيَّين المصطَفَين بأن يُلينا القول مع أطغى رجل على وجه الأرض حيث قال (( فقال أنا ربكم الأعلى ))، ومع ذلك قال (( فقولا له )) إلخ.
فأنا أعتقد أن سيد قطب ما يبلغ شأنه شأن فرعون إطلاقًا، فالرد عليه يُراد به أتباعه الآن لأنه هو ذهب بعُجره وبُجره كما يقال، إذا كان المقصود إذن الأحياء، فأنا سأقول في الأحياء ما قلتُ في هذا الذي مات بأن هؤلاء لا يبلغ شرهم شر فرعون الذي ادعى النبوة.
لذلك ما ينبغي أن نجمعَ قسوتَين إحداهما لا بد منهما وهي دعوة الحق التي تفرِّق بين الحق والباطل، وتفرِّق بين المرء وأخيه، ولذلك كان من أسماء القرآن الكريم الفرقان، وكان من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام الفارِق لأنه أولًا فرَّق بين الحق والباطل، بين التوحيد والشرك، بل وفرَّق بين الرجل وابنه، بين الابن وأبيه وهكذا.
هكذا طبيعة دعوة الحق، فحسبُنا نحن إذن أن ندعو الناس إلى هذه الدعوة كما قال تعالى (( بالحكمة والموعظة الحسَنة ))، ومما يَحسُن ذِكره هنا هو من باب التذكير وليس من باب التعليم لأن هذا وذاك مما ذكرناه لا يخفى على الإنسان، ولذلك فنحن إنما نتمثل بقول ربنا عزَّ وجلَّ في القرآن (( وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))، حينما جاء ذلك اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم سلام اليهودي الكافر الحاقد السام عليك يا رسول الله، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال ( وعليك ) لكن السيدة عائشة التي كانت وراء الحجاب انتفضت وانشقت شقتَين، أخذتها حميَّة الإسلام على نبي الإسلام حيث قالت " وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القرَدة والخنازير "، فلما خرج اليهودي أنكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عائشة، وقال لها ( يا عائشة وهنا الشاهد ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه )، فبينتْ عذرَها وهذا عذر كل من يتحمس في الدعوة ويستعمل شيء من الشدة، قالت " يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ " قال عليه الصلاة والسلام ( ألم تسمعي ما قلتُ؟ قال السام، قلت وعليك ) انتهى الأمر، فبلاش هذه الشدة لأن الشدة لا تأتي بخير.
ولذلك الواقع نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العلمي لكننا ننصحُه أن يستعمل الرفقَ مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا علمَ عنده.
ونحن قلنا للدكتور سيد قطب ليس بعالِم، بل ربما لا يُحشر في طلبة العلم ككثير من الكُتاب وبخاصة المصريين يعني يكتبون ويظنُّون أنهم ممن يُحسنون صنعًا هذا رأيي.
السائل : الشيخ ربيع في الزيارة السابقة تكلمنا عن كتاب " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " وقلتَ لي أن فيه شدة، فأنا طالبتُك بالدليل، ووعدتَني في مرة أخرى عند أخينا أبو كامل، أيضًا طالبتُك بالدليل قلت لي لا يحضرني الآن، فأريد أن أرى الشدة في كتبه حتى أنصحه.
الشيخ : طيب، وأنت ما قرأت كتبَه؟
السائل : قرأتُ كتبه لكن لم أجد الشدة.
الشيخ : سبحان الله!
السائل : نعم، أعطنا البرهان على شدته في كتابه " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب "
الشيخ : أنا ما كنت أظن أنك بحاجة إلى مثل هذا الدليل.
السائل : أتثبت.
الشيخ : التثبُّت لمن لم يدرس، أما وأنتَ درستَ الكتاب من أوله إلى آ خره، ودرستَ كتبَه الأخرى ما وجدتَ شيئًا من الشدة؟
السائل : ما وجدت، حينما كتبتم له تزكية وأنتم موافِقون عليه، ثم قسَّمتُم المعارضين له إلى قسمَين قسم عالِم، وقسم ثم في الأخير قلتم هذا الثاني أيضًا يعني كلام قاسي جدًّا أكثر مما قاله.
الشيخ : الثاني إيش؟
السائل :الثاني الذي هو عن هوى أو عن كذا، فقلتم هذا يجب أن يقصم ويجب أن كذا وكذا وكذا فوجدت هذا فيه شدة أكثر!