حقائق عن الجن د طارق محمد شحرور

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 31 дек 2024

Комментарии •

  • @ahmedalsafi392
    @ahmedalsafi392 2 года назад +5

    تحياتي لك دكتور
    عندي يقين أن الملائكة عليهم السلام مسخرين لحمايتنا وحماية أطفالنا وأعيننا وأفئدتنا ليلاً نهاراً بأمر الله عز وجل.

  • @khalidsentissi9906
    @khalidsentissi9906 Год назад +15

    رحم الله مُعلمنا وأبانا الروحي د.محمد شحرور وبارك الله فيك

  • @hatemsaid5716
    @hatemsaid5716 2 года назад +2

    يسلم عليك الدكتور صهيب السقار

  • @khadouja-douja
    @khadouja-douja 2 года назад +1

    شكرا جزيلا لك وأرجو أن تتقدم بشرح الآية التالية تحيرني كلما قرأتها يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)

  • @saadsaadsaleh3809
    @saadsaadsaleh3809 Год назад +1

    هنالك شرح رائع للاستاذ فاضل السامرائي يوضح به لغويا الفرق بين القاسطون والمقسطين

  • @أبوسلطان-د5ه
    @أبوسلطان-د5ه 3 месяца назад

    ذكي جداااا يادكتور طارق في تناول موضوعاتك .. اسعدك الله في الدارين ولا استغرب تلك النبته الطيبة من ذلك الرجل المحبوب والدك الذي ندعو له دائما بالرحمة والفردوس الأعلى

  • @samirabenlhamra8973
    @samirabenlhamra8973 2 года назад +1

    ما ذكر كذلك فقط في سورة الجن عبارة " طرائق قددا " و "الو "

  • @MashaAmro
    @MashaAmro 9 месяцев назад

    من خلف مامات بارك الله فيك ....ورحم الله والدك محمد شحرور

  • @Waheeda753
    @Waheeda753 9 месяцев назад

    😢😢الله يرحم محمد شحرور ويبارك فيك

  • @fatmamansour1996
    @fatmamansour1996 2 года назад +1

    نفسي مستوي الصوت يعلي عن كده...كل مره اسمغ نص الفيديو واطلع منه

  • @moeadel75
    @moeadel75 2 года назад +2

    دكتور يا ريت رأيك في ڤولديمور، وعودة هاري بوتر.

  • @helayahia
    @helayahia Год назад

    ياشيخ عشت حالات كثيرة وملموسة من هذا الموضوع

  • @Oppo-ir7uu
    @Oppo-ir7uu Год назад +2

    احييكم والله يرحم والدك المفكر الكبير

  • @tarekmohadil4960
    @tarekmohadil4960 2 года назад +1

    الصوت واطي كتير يا دكتور ياريت نعلي الصوت

  • @ابواحمد-ط7ص2س
    @ابواحمد-ط7ص2س 3 месяца назад

    الله يرحم والدك❤

  • @thomasdierks3149
    @thomasdierks3149 2 года назад +3

    القاسط هو الذي ياخذ حقه وحق غيره وحتى حق الطبيعه اما المقسط هو الذي ياخذ حقه فقط ولايتجاوز ع الطبيعه من حيث النظافة في كل الاماكن والحفاظ ع الممتلكات العامه مثل الطرق والاشجار وغيرهاا شكرااا دكتور طارق

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @FirstLast_1
    @FirstLast_1 Год назад

    سلام
    تحياتي دكتور
    رحم الله الوالد العزيز
    تحياتي ا لا شحرور
    كل عام و انتم بخير

  • @ibrahimakane8315
    @ibrahimakane8315 2 года назад

    هاك مايمنع الإنسان رؤية الحقيقة بوضوح، التّعصب، البيئة، الفرق، الهوى، الكبر، الكُتب الّذي تعوّد قراءته، النظرة الدُونيّة لبعض النّاس، المعصية، إنّ الحقيقة نور ونور الله لايُهدى للعاصي

  • @bouchprof2940
    @bouchprof2940 2 года назад +21

    أقسط وقسط لهما نفس الجذر لكنهما متضادان تماما.فالمقسط هو العادل في سلوكه ومعاملاته أما القاسط فعكس ذلك.وقد أنار عقولنا وفكرنا الدكتور الجليل محمد شحرور رحمه الله.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +2

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +2

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @nooraljanaby9622
    @nooraljanaby9622 2 года назад +2

    ربي يزيدك علما

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @رباجعليآية
    @رباجعليآية 2 года назад +2

    شكرا جزيييلا على هده الحلقة كنت بحاجة لها كتيرا .
    من فضلك ياريت تعمل حلقة عن الرؤية من الله في المنام وتفسير الاحلام و هل مازلت موجودة وإدا كان زمن تفسير الأحلام خلص مع سيدنا يوسف مثل مايقول بعض العلماء لماذا لانزال نرى رؤى وأحلام وأحيانا تتحقق

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @wasimblal5656
    @wasimblal5656 2 года назад +9

    الله يكتر من أمثالك أستاذ طارق قليلون من يتكلمون بمنطق وهدوء مثلك بدون شتائم للأفكار الأخرى أنتظر كل فيديو جديد لك بفارغ الصبر شكرا لك

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @mouticommerce9955
      @mouticommerce9955 2 года назад

      @@mawaddah6923 اتق الله انت وصفحاتك الطويلة المموهة كيف لا وجود للجن والشيطان ولا وجود للسحر فسر لنا قول الله: وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون . الله قال خلقت الجن والانس خلقت خلقت خلقت…… . الا تكفيك هذه الاية وبلا فلسفة واضحة للعموم والمثقفين ههه

  • @mahdisaad4637
    @mahdisaad4637 Год назад

    الله يرحم ابوك د محمد شحرور

  • @ikramam2132
    @ikramam2132 Год назад

    السلام عليك و كل الشكر لك و التقدير يا دكتور طارق أردت استشارتك بخصوص أمر ما إذا امكن

  • @MrBouayadis
    @MrBouayadis Год назад

    القاسطون من قسط ..، لعله من أفعال الأضداد فيأخذ حسب السياق.
    شكرا لك دكتور

  • @rahafalhasaki4673
    @rahafalhasaki4673 2 года назад +2

    بارك الله بعلمك
    موضوع مهم لطرحه

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @salemelmasri6232
    @salemelmasri6232 2 года назад +1

    ادعوا الأخوه الكرام للاستماع إلى الأستاذ فارس المنير. سلسلة الصلاه. مجتهد وعنده افكار المرحوم
    بإذن الله الدكتور محمد شحرور.

  • @hassanmohammed5826
    @hassanmohammed5826 Год назад

    الوحي لا ينقطع الذي انقع الانبياء

  • @hussjadjadhuss557
    @hussjadjadhuss557 2 года назад +1

    انقطع اتصال الملائكة منذ خلق ادم ... و الوحي كان يقوم به الروح .. جبريل ..

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع..

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله أعلم.

    • @drtarekshahrour5175
      @drtarekshahrour5175  2 года назад +1

      غير صحيح كان هناك ملائكة رسل قبل سيدنا نوح

  • @عمرعامر-ع2س
    @عمرعامر-ع2س 2 года назад +1

    شكرا مسبقا، أستاذ، على موضوع السحر و العين

  • @ابوبرهيمبرهيم
    @ابوبرهيمبرهيم Год назад

    السلام عليكم الله يحفضك طفل كثير مشاكل وعناد قرانا عليه قران ونطق جني والدكم عتدا علي وجاب القصه وقرنا عليه فتر الحمد الله شفي

  • @lubnasaud890
    @lubnasaud890 2 года назад +2

    الزكاة في القران هل مقصورة على زكاة المال؟!! ام هي جزء من الزكاة؟

    • @brahimcharif9535
      @brahimcharif9535 2 года назад +2

      زكاة المال هي فقط جزء من الزكاة التي معناها أكبر و أشمل

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع..

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @samia2473
    @samia2473 2 года назад +6

    الف الف شكر استاذ
    انا بانتظار رأيك فيما يخص العين لانني حقا لا أؤمن بها و لا بتلبس الجن و لا بالسحر و الف شكر لك سيدي الكريم🇩🇿🇩🇿

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +4

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @samia2473
      @samia2473 2 года назад

      @@mawaddah6923 بارك الله فيك

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      @@samia2473
      وفيكِ بارك الله وحفظك.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      @@samia2473
      أختي الفاضلة لا صحة للمرويات المنسوبة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام في العين، ولا توجد آية في كتاب الله تنص عليها
      وليس للعين أي تأثير على اﻷشياء و إنما هي آلة خلقها الله سبحانه و تعالى لنقل الصور إلى الدماغ و ما يتناقله الناس من قصص اﻹصابة بالعين غالبها ليست بصحيحة و ما صح منها فهو بسبب ضعف التوكل عند بعض الناس و خوفهم الشديد من تأثير العين المزعوم فيتأثرون و يضطربون بمجرد سماعهم كلمة او تعرضهم لنظرة من اﻵخرين فالخلل إذا فيهم و ليس من العين.
      فالواجب على المسلم أن ينتق اﻷلفاظ اللطيفة حينما يرى ما يعجبه من أخيه و يدعو له بالبركة لتطمئن نفسه و تسكن، كما أن على صاحب النعمة أن يثق بالله تعالى ويعلم بأن الله هو الذي بيده النفع و الضر فلا يخاف و ﻻ يتشاءم مما يسمعه من كلمات سيئة سواء من حاسد أو مازح . والذين ينشرون القصص الكاذبة و يستشهدون لها باﻵيات القرآنية و اﻷحاديث النبوية إنما يشيعون الخوف في المجتمع فيصبح قابلا للتأثر بما يسمى بالعين خطأ و ليس للعين دخل فيه و إنما هو نتيجة للخوف منها .
      لقد تقاطع اﻷرحام بسبب الخوف من العين و غابت عبادة التحدث بنعمة الله بل إن البعض ليظهر البؤس و التشكي حتى ﻻ يصاب بالعين.

  • @fouadkassem1095
    @fouadkassem1095 2 года назад +1

    بارك الله بكم وجزاكم كل خير ورحم الله والديك

  • @fatema3942
    @fatema3942 2 года назад +3

    استاذ طارق انا شاهدت فيديو لاخ يدعى ابوزيد من الجزائر تحدث عن الجن بشكل مفصل ووبتفكرعميق والنتيجة انه نفى وجود الجن وانا ارى رايه اكتر راي صائب بموضوع الجن وشكرا

    • @46433
      @46433 2 года назад

      وسوره الجن في القران ما محلها من الوجود

    • @fatema3942
      @fatema3942 2 года назад +1

      @@46433 الجن هي صفه في الانسان والناس كلهم .وتوجد سورتين الانسان والناس هل هذا يعني ان الانسان غير الناس وتوجد سورة المؤمنون ووالمؤمنون هم من الناس وسورة الانبياء ايضا هم من الناس وهذا الكتاب هو تفصيل لكل شي والتفصيل هو في سور عديدة ومختلفة لكي نرتل القران ونتدبر ونتفكر فكل شي مترابط ومتواصل الخلق كلهم متواصلون ومترابط والانسان لايستطيع الانفصال عن الخلق من السماء والارض ولايستطيع الانفصال عن نفسه او الانفصال عن بقية الناس وكتاب الله في ترتيبه لايختلف عن خلق الله يوجد ايات مشتركة في سور كثيرة واتصال بين السور والحديث عن كتاب الله لاينتهي

    • @46433
      @46433 2 года назад

      @@fatema3942 قوله تعالى: والجان خلقناه من قبل من نار السموم وقوله تعالى:فكان ابليس من الجن ولما امر الله الملايكه وابليس السجود لادم قال ابليس في قوله تعالى:انا خير منه خلقتني من نار

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @amal.mohamed4953
    @amal.mohamed4953 2 года назад

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

  • @mohammadbairgdar5301
    @mohammadbairgdar5301 2 года назад

    تحياتي دكتور ..
    رحم الله والدك والدنا جميعاً
    جاء في مقاييس اللغة :
    ويقال منه أقْسَطَ يُقْسِط‏.
    ‏ قال الله تعالى‏:
    ‏ ‏{‏إنَّ اللهَ يُحبُّ المُقْسِطِين‏}‏ ‏[‏المائدة 42، الحجرات 9، الممتحنة8‏]‏‏.
    ‏ والقَسْط بفتح القاف‏:
    ‏ الجَور‏.
    ‏ والقُسوط‏:
    ‏ العُدول عن الحق‏.
    ‏ يقال قَسَطَ، إذا جار، يَقْسِطُ قَسْطاً‏.
    ‏ والقَسَط‏:
    ‏ اعوجاجٌ في الرِّجلين، وهو خلاف الفَحَج‏.

  • @nournagy6261
    @nournagy6261 2 года назад +1

    أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ
    السلام عليكم هل لك أن تشرح لي لماذا إضاف الله المرأة بالمراة على الرغم أن ارتكاب الجريمة للحر أو الشخص المأمور تكفي لأن تكون المرأة ضمنها؟!

    • @drtarekshahrour5175
      @drtarekshahrour5175  2 года назад +3

      لا اعلم سؤال مهم جدا

    • @nournagy6261
      @nournagy6261 2 года назад

      @@drtarekshahrour5175 اتمنى لو تبحث عنه، شكرا للرد

    • @ojllk1446
      @ojllk1446 2 года назад +2

      ​@@nournagy6261 nour nagy
      8 hours ago
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ
      السلام عليكم هل لك أن تشرح لي لماذا إضاف الله المرأة بالمراة على الرغم أن ارتكاب الجريمة للحر أو الشخص المأمور تكفي لأن تكون المرأة ضمنها؟!
      ========================================
      يا nour nagy
      لماذا إضاف الله المرأة بالمراة على الرغم أن ارتكاب الجريمة للحر أو الشخص المأمور تكفي لأن تكون المرأة ضمنها؟!
      الرد على سؤالك هذا
      برأي المتواضع . للتوضيح بان الانثى او المرأة متساوية مع الرجل ايضا ولا احد فيهم مميز عند الله وكذلك مع العبد والحر والقانون يشمل الجميع اليس بزمننا هذا ما ينفذ من احكام لا يفرق بين ذكر وانثى ؟؟؟؟ لو لا حظتي في ثالث كلمة بقوله يا ايها الذين ((امنوا)) وكلمة(( امنوا)) تشمل كل من امن والله هنا يضع كل من امن بمرتبة واحدة كي لا احد منهم يجعل نفسه افضل واحسن من الاخر بغض النظر ما جنسه وانت ست العارفين نحن العرب مجتمعنا ذكوري ودائما الذكور يفضلون انفسهم عن الاناث فلذلك الله ذكر الانثى ايضا
      تحياتي لك وللدكتور طارق والرب يباركم جميع

    • @nournagy6261
      @nournagy6261 2 года назад

      @@ojllk1446 شكرا لاهتمامك
      لكن اليست هذه الاية موجهه لكافة المؤمنين بغض النظر عن الزمن الذي قيلت فيه، او القومية الموجهه إليها ؟!، ربما هناك سبب اكبر قد يجعلنا فهمها نستنتج سبب وجوب شرط وجود امرأتان للشهادة ؟!..
      على اي حال شكرا لردك واهتمامك
      جزاك الله خير 🙏🏼

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      @@drtarekshahrour5175
      كم أنت راق أستاذ طارق.
      حفظك الله وبارك فيك، ورحم أبويك.

  • @gaberabouelreash9224
    @gaberabouelreash9224 Год назад +6

    الله يرحم والدك ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

  • @abdulmonemabdulsamad8458
    @abdulmonemabdulsamad8458 Год назад

    الله يفتح عليك ويرحم والديك وينور لك دربك

  • @الدقمالهويدي
    @الدقمالهويدي 2 года назад +1

    موضوع مهم فعلا..اتعب الناس وبسبب جهلنا صدقنا بعض الأقاويل..لا توجد ايه ان احدا رأي او تعامل مع الجن غير سليمان بنص قرآني سخر بعضهم الله له...لاموسي ولا عيسي ولا محمد ولا غيرهم عليهم السلام لم يتعاملوا او تحدثوا او شاهدوا جن..وسلطان شياطين الجن هو الوسوسه للنفس فقط كإلهامات..وليس لمس مادي او غيره..فأغلب الناس بسبب هذا المفهوم الخاطئ دخلوا بحاله نفسيه وبدأوا يطرقوا باب العرافين والرقايين بجهل..ولا يعلموا ان المسأله نفسيه بسبب مفهوم خاطئ ان الجن يستطيعون لمسنا او الدخول لأجسادنا او التحكم بنا بالماديات..فهذا كله موروث خاطئ...اشكرك دكتور...سلااام

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع..

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله أعلم.

  • @hakimlanab8532
    @hakimlanab8532 2 года назад +1

    شكرا ألك على الشرح .هل من كتب كان المغفور له بصدد نشرها ولم تنشر بعد ؟

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @اميزنالغامدي-غ8و
      @اميزنالغامدي-غ8و 2 года назад

      @@mawaddah6923
      ومامعنى
      رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا؟؟
      لو سمحت وتفضلت

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      @@اميزنالغامدي-غ8و
      حفظ الله يزن وأمه وبارك فيهما،
      رجال الجن الذين يعوذ بهم رجال الإنس هم الكهنة سدنة المعابد لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار بكلام مسجوع يبعث فيهم الرهبة والإمتثال لأوامرهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @اميزنالغامدي-غ8و
      @اميزنالغامدي-غ8و 2 года назад

      @@mawaddah6923
      شكرا جزاك الله خير

  • @razkderch7647
    @razkderch7647 2 года назад

    المرجو استعمال اللغة العربية كما كان الوالد محمد شحرور رحمه الله .

  • @sofiasofia275
    @sofiasofia275 Год назад +5

    بارك الله لك وفيك وزادك وإيانا من العلم و المعرفة ما لم تعلم يكفي أننا اهتدينا هديا جميلا من خلال متابعة منهج والدك الدكتور الراحل النابغة محمد شحرور رائد فكر التنوير كتب الله له ولك أجر كل من استنار فكره وعقله بجميل صنيعكما إن شاء الله تحياتي دكتور طارق❤

  • @abdall.abdall.
    @abdall.abdall. 2 года назад +1

    رحمت الله على د محمد شحرور ووالدينا. .والمسلمين استاذي . الجن. او الشيطان .والشيطان لايملك سوى الوسوسه فقط.. وذكر الله والعمل الصالح هما مايصرفون الشياطين...والحمد لله .. ان شياطين الجن.والإنس .يوحون الى اوليائهم زخرف القول غرورا. ووساوس الشياطين لايصرفها سوى الذكر. الا بذكر الله تطمإن القلوب ... ان علم النفس وعلم الطاقه ...وعلم الكيمياء الحيوية للبشر .. هما مايفسران بعظا من الضواهر الغير اعتياديه تحدث مع الإنسان من وقت لآخر . من تصورات تلبس الجن .والأوهام الكثيره . وهناك مليايين الامثل على ذالك .وشكرا

  • @rashasalehu8659
    @rashasalehu8659 2 года назад

    الله يوفقك ويرحم والدك حضرتك ذكرت ان الوحي انقطع عننا طيب ما دلالة هذة الاية
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ اَنۡ يُّكَلِّمَهُ اللّٰهُ اِلَّا وَحۡيًا اَوۡ مِنۡ وَّرَآىٴِ حِجَابٍ اَوۡ يُرۡسِلَ رَسُوۡلًا فَيُوۡحِىَ بِاِذۡنِهٖ مَا يَشَآءُ‌ؕ اِنَّهٗ عَلِىٌّ حَكِيۡمٌ

  • @hamdallah3lahal
    @hamdallah3lahal Год назад

    شكرا❤

  • @loubnaouchen1434
    @loubnaouchen1434 2 года назад +8

    استاد طارق رحم الله والدك الدكتور العملاق المتواضع المثقف السابق لزمان:
    محمد شحرور لقد اخرجنا من دوامة سوداء

  • @noureddineelallaouy4831
    @noureddineelallaouy4831 Год назад

    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128😂

  • @Wassafathasnaaalmaghribia
    @Wassafathasnaaalmaghribia 10 месяцев назад

    بارك الله فيك

  • @alidehini2398
    @alidehini2398 2 года назад +2

    سلام عليكم.اخي . وابن استاذنا الله يرحمه 🌹❤️ .. :كيف عرفت الدكتور شحرور رحمه الله ..
    الحمدلله و كفى ..
    منذصغري و انا اتساءل .حول التصرفات في المجتمع و علاقتها بالخطباء و الوحي و البداية و النهاية و المجلدات ... الخ
    و كنت افتح التلفاز في المنزل و اشاهد كل المنتديات و الحصص و اتابع كل تفاصيل الضيوف الذين ينتقدون ما كنا نعيشه و يحللون التحولات في تلك الحقبة .(التسعينات ).. المهم .فوقعت عيني ذات مرة في احدى الحصص لااذكرها و لكن تركت وقعا خاصا في عقلي . كان فيها الدكتورمحمد اركون رحمه الله و هو ينتقد في المجتمع و السلوك و فهم المرادفات ..و التاريخ و الابستملوجيا ..الخ
    لم افهم منه الا جزءا من الكلام و لا يزال عالقا في ذهني .الى الان .وهو حين قال . اننا لم نفهم من القران .. المفردات و النسق و السياق و طريقة نزول الوحي ..
    رحمه الله الدكتور محمد اركون .. كما كان يتطرق الى العلمانية بمفهوم لم اقراه في الجامعة و لا الثانوية . فتوقف عقلي عن الادراك . و بدأ البحث .. حتى صادفت احدا من زملاىي . كان متمكنا و لم اتفق معه في عدة مساءل و لكن .اعطاني قاموسا للمصطلحات .لابن منظور . اشكره على ذلك القاموس .اخذت منه القسط الوفير من المعلومات .فتغيرت الامور و لازالت الدنيا على حالها الى ان ظهرت الانترنت بقوة . و صار لنا متاحا اعادة بعض البرامج في اليوتيوب .. فانصرفت الى تلك البرامج التلفزية .. و اعدت تلك الحصة حول العولمة و مرادفات القران . فوقعت عيني على برنامج في مصر يضعون الدكتور شحرور على الفضاء مباشرة .. و هو يفصل و يحدد و يرتتب فزاد النور في عقلي .. و بقيت اتابع الاثنين معا الى. ان اكتفيت .. حتى بلغني وفاتهما. رحمهما الله ..
    تحيةخالصة لاهلهما 🌹🌹🌹
    محمد اركون كان له حظ كبير من الهدى و اللع اعلم بسببه عرفت تفكير الدكتور شحرور .
    كنت اشاهده في الفضائيات و لكني لم اكن احب الاستماع الى الفلسفة .. كنت اظنه يهذي ..في الحقيقة .ولكن مع البحث و الملاحظة ..تاكدت ان الرجل تعب ايضا .لما بلغه من العلم .
    و قد فهمت انذاك .. اننا اخطانا في تقدير مواقف الرجال ..
    رحمهم الله ..جميعا 🌹 هذا جزء من قصتي حول معرفة الدكتورشحرور. احسبه صادقا و الله تعالى اعلم . و ادعوا له بالرحمة و جنة الفردوس واللهم اجمعنا معهم .في جنة الخلد .
    تحياتي و احترامي لكل المتتبعين. . 🌹🌹🌹 تحية خالصة .اليكم .من الجزائر استاذ علي

  • @mahmoudbekai1789
    @mahmoudbekai1789 Год назад

    نتمنى على الاستاذ طارق ان يشرح لنا ما كتب اباه محمد شحرور عن الصلاه كم ركعه وكم وقت لان محمد هدايه يقول لا يوجد الا صلاتان الفجر والعشاء لذلك نرجوا التوضيح

  • @بونايفالشمري
    @بونايفالشمري 2 года назад +1

    جزاك الله خير يا دكتورنا العزيز

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @phoenixsight2159
    @phoenixsight2159 Год назад

    أراك تسلك درب والدك وكلاكما تفسران القرآن مع أنكما لا تفرقان بين الفاعل والمفعول.

  • @aannm10
    @aannm10 2 года назад

    شكرا دكتور طارق الشحرور

  • @latifabelamkadem9071
    @latifabelamkadem9071 2 года назад +3

    السلام عليكم جزيل الشكر من المغرب رحمة الله على دكتورنا الكريم

  • @عطرالوردعطرالورد-ه3ذ
    @عطرالوردعطرالورد-ه3ذ 6 месяцев назад

    الله ينور طريقك ياريت تكمل مسيرة الولد محمد شحرور رحمه الله

  • @mustaphanouira3686
    @mustaphanouira3686 2 года назад

    اخي طارق ساحكي لك قصتي عندما كنت صغيرا سمعة جارتي تتكلم بصوة رجل وكان رجل يقرا القران ويكلم الجن هده حقيقة اقسم لك بالله عليها

  • @alkassemcell997
    @alkassemcell997 Год назад

    الله يرحم محمد شحرور

  • @ahmedalsafi392
    @ahmedalsafi392 2 года назад

    له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
    وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُوْنَ“.
    صدق الله العظيم
    أتمنى منك أن تعلق على هاتين الآيتين الكريمتين وهل تدخلان تحت انقطاع الاتصال مع العوالم الأخرى أم أن الأمر مختلف هنا ؟
    وشكراً لك دكتور على مجهودك

  • @MohamedIbrahim-iv6kp
    @MohamedIbrahim-iv6kp 2 года назад +1

    شكراً على مجهودك يا دكتور ولكن ما الذي يمنع وجود اتصال مع الجن بعد النبي محمد علي الأقل بصورة فردية وليست لإبلاغ رسالة؟

    • @ahmedizraqi8263
      @ahmedizraqi8263 2 года назад

      ومتى كان الجن يوصلون رسائل ، ومتى كان في اتصال مع الجن ؟

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @hasanshekhani7010
    @hasanshekhani7010 2 года назад

    شكراً دكتور طارق ، تحياتي

  • @24basma
    @24basma 2 года назад +1

    تحية طيبة مباركة .شكرا على هاد الموضوع .بس في حادثة انا شوفتها بعيني في شخص بعرفو كويس وقريب جدا مني .كان يفيق الصبح يلاقي حنة بأيديه وعلى الفراش والعريب في الأمر فيها ريحة وانا شفتها كيف يا دكتور نقر نفهم هاد الشي .سبحانك اللهم وشكرا

  • @bensalalhbrahim3799
    @bensalalhbrahim3799 2 года назад +1

    الأستاذ شحرور قال لم يعد هناك اتصل بين الجن والانسان ما عد ممكن. لكن الواقع يثبت ان هناك أشخاص يستخدمون هذا يستطيع أن يعرف من سرق وبشكل عجيب

  • @moutazothman212
    @moutazothman212 2 года назад +5

    ربي يوفقك ،،ويرحم والدكم الدكتور محمد شحرور

  • @ahmedachour2245
    @ahmedachour2245 2 года назад +1

    شكرا لك أستاذ لأنني كنت دائما في حيرة من هذا الآمر و كنت أطرح سؤال هل من المعقول أن الله سبحانه جعل معنا مخلوقات خفيةو قوية و ذكية اكثر منا و تستطيع أن تضرنا دون ان نراها؟؟؟

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @samia2473
    @samia2473 2 года назад

    تحياتي لك استاذ من الجزائر

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @hgfcjhgdgufff
    @hgfcjhgdgufff Год назад +2

    الف رحمه علا روحك .د.شحرور .. اعظم من فسر القران

  • @capricornenumide2532
    @capricornenumide2532 2 года назад +2

    شكرا أستاذنا، بليز شو معني خلق كون في ٦ ايام و شكرا؟ تحياتي من الجزائر .

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @Ibtehal87
      @Ibtehal87 2 года назад +3

      تحياتي لك
      على حسب الذي فهمته من الدكتور محمد شحرور وغيره من الدكاتره والمتحدثين في هذا الموضوع ان ٦ ايام لاتعني الأيام العاديه بالفهم الإنساني بل الزمن عند ربنا مختلف وهذا لم يتم فهمه بشكل كافي حتى الأن والدليل آية ٤٧ من سورة الحج (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) وشرح الدكتور محمد سابقاً عن الفرق بين عام وسنه وشهر اي يعني ان ربما ال٦ ايام هذه هي ألاف السنين .

  • @smailkerbadou3525
    @smailkerbadou3525 Год назад

    السلام اخي طارق.انا من متبعي اباك محمد شحرور رحمه الله.شكرا على هذه الحلقة اضن ان القاصط بالآلاف ليست كما المقصد.. القاصط في جهنم اما المقصد هوا ياخذ حقه فقط اما القاصط ياخذ حقه وحق الآخرين كما اضن

  • @ahmedalzbaidiy
    @ahmedalzbaidiy 2 года назад

    دكتور ياليت تؤلف لنا كتاب تفسير التنزيل الحكيم تفسير معاصر لانني بحاجة ماسة لهذا الكتاب لانني لاافهم التنزيل الحكيم وصعب الفهم بالنسبة لي وشكرا لحضرتكم

    • @drtarekshahrour5175
      @drtarekshahrour5175  2 года назад

      في كتب والدي وكتابين لي يمكنك البداية بهم

    • @ahmedalzbaidiy
      @ahmedalzbaidiy 2 года назад

      @@drtarekshahrour5175 وما اسماء الكتب انت ووالدك رحمه الله ثروة فكرية الله يحفظك ☺️

  • @MohdAli-by2oi
    @MohdAli-by2oi 2 года назад

    جزاكم الله خير الجزاء وأورثنا وإياكم جنة النعيم

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @narena5423
    @narena5423 2 года назад +3

    حفظك الله.. ورحم الله العبقري محمد شحرور

  • @MariaMaria-rg3vl
    @MariaMaria-rg3vl Год назад

    شكرا والف شكر ❤❤❤ اتلونا بقصص سكون الجن العاشق والجن المؤمن وهذه الخزعبلات الله يحميك وينصرك شكرا الحمد لله انني وجتكم الله يرحم الوالد ويجعل مثواه الجنة❤

  • @hussjadjadhuss557
    @hussjadjadhuss557 2 года назад +1

    الاتصال وحي .. وليس تلبس ..

  • @ilyasmbs5684
    @ilyasmbs5684 2 года назад

    تحياتي الأخ طارق بارك الله فيك ورحم والدك رحمة واسعة أعتقد أن القاسط من يأخذ قسطه وقسط غيره أما المقسط الذي يكتفي بقسطه فطبيعي أن يحبه الله ويجعل القاسط حطب جهنم وشكرا

  • @MrSamds
    @MrSamds Год назад

    شكرا دكتور، ما الذي يمنع ان يكون الجن هو اشارة الى كائنات فضائية تسكن الارض ؟

  • @ammaralhajjaj8431
    @ammaralhajjaj8431 Год назад

    كيف مافي الان وحي !!!!

  • @johnnysmithdziri
    @johnnysmithdziri 2 года назад +2

    بارك الله فيك أخي العزيز الله انورك و الله يرحم الدكتور محمد شحرور

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @karimaboudjadi5986
    @karimaboudjadi5986 2 года назад +3

    جزاك الله الجنة

  • @mohammadmahmoud3428
    @mohammadmahmoud3428 Год назад

    ما هو الدليل من القران على انقطاع الوحي بشكل كامل؟؟
    هل الفيض الالهي محصور في وقت زمني معين؟؟

    • @ahmedbrkat1120
      @ahmedbrkat1120 8 месяцев назад

      لان الوحي للانبياء فقط ومثبوت في القرآن ان سيدنا محمد هو آخر الانبياء

  • @tareqkarim2926
    @tareqkarim2926 2 года назад

    تحياتي دكتور، اتمنى عليك ان تستدل بالايات الدالة على الافكار التي تذكرها، وان لا تستطرد بالشرح والتفسير دون الاستناد على الدليل القرآني.
    شكرا لك ورحم الله مفكرنا الكبير د محمد شحرور.

  • @Mr99478
    @Mr99478 Год назад

    اما كلمة القاسطون ( كانوا لجهنم حطبا ) فرق كبير بينها وبين المقسطين ولايوجد تشابهه مقسط معطي كل شيء حقه بالتفصيل ( قاسط هو من يأجج الامور مثل الحطب تحت النار مايهدأ ولا يرتاح ( وإمراته حمالة الحطب ) مقابله المسلم الذي سلم المسلمون من يده ولسانه

  • @adelsharif329
    @adelsharif329 2 года назад +2

    Salam Dr Tarek,
    This is very important topic and your content is very insightful even though you barely scratched the surface.
    That said,
    I listed to the audiobook of “People of the lie” by Dr M Scott Peck.
    He is a psychiatrist.
    He talked about the link between certain human sickness to evil spirts.
    Could you explain his finding on the many cases he mentioned in the book?
    Thank you with respect.
    Adel

    • @drtarekshahrour5175
      @drtarekshahrour5175  2 года назад

      Many thanks for your comments and interest. I think this cannot be true.

  • @ojllk1446
    @ojllk1446 2 года назад

    تحياتي لك يادكتور طارق والرب يباركك ويبارك افراد اسرتك
    في الثواني الاولى 0:41
    قلت بانك تومن بوجود الملائكة والجن وبالاخص لانهم مذكورين بالمصحف اسالتي لك يادكتور طارق
    من الذي خلق الملائكة والجن ؟؟؟
    ما هو المعترف عليه كمفهومنا البشري ما موصفات الملائكة وما موصفات الجن يعني ما الشئ الذي يجعلهم يختلفوا عن بعضهم؟؟؟
    هل الله يخلق الشر ؟؟؟
    على فكرى موضوعك اكثر من رائع ولكن قلي ما رأيك بالجن الذين سمعوا قرانا عجبا وامنوا بالقران هل ممكن تحدثني عنهم ما اخبرك المصحف عنهم؟؟؟

  • @sultanwahbeh4722
    @sultanwahbeh4722 2 года назад

    طيب عادي يكون فس سورة الجن ما مذكوره بالسور الاخرى مثلا شوف سورة الرحمن ( مدهامتان ، افنان، ثقلان، مرجان ، اللؤلؤ) وسورة غافر ( المبطلون ) وسورة الحجر( المقتسمين، عضين) فشو جبت جديد حضرتك

  • @magdyelfayoumi9288
    @magdyelfayoumi9288 2 года назад +3

    احسنت دكتورنا العزيز وجزاك الله كل الخير ..

  • @شاكرالبعوه
    @شاكرالبعوه 2 года назад

    الحمد لله الذي جلكم سبب لتوير الناس عن ما كان غايب
    وثانيا انا في نضري ان الجن هم جزا منا والفرق بين انس وجن ان فيه ناس ناريين وناس انس هادئين والندا يا معشر الجن والانس المعشر واحد وليس اثنين ونريد ان نتدبر اكثر ونوصل لحقيقه

  • @FatihaElhendi-h4o
    @FatihaElhendi-h4o 8 месяцев назад

    🙏🙏🙏🙏🙏

  • @mawaddah6923
    @mawaddah6923 2 года назад +1

    تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
    الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
    وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
    أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
    و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
    و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
    و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
    فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
    (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
    والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
    ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
    و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
    " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
    و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
    " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
    و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
    و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
    و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
    و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
    و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
    قال تعالى :
    ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
    و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
    قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
    يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

  • @tareqkarim2926
    @tareqkarim2926 2 года назад

    السلام عليكم، كيف يمكن التواصل مع د طارق بقصد مناقشته بما ربما يكون اكتشاف قرآني.
    ولكم التحية.

  • @rorosws704
    @rorosws704 2 года назад +9

    السلام عليكم.. سؤال هل الصلاه ٣ اوقات.. حسب ماذكر في القرآن لكن الوالد الله يرحمه قال نقلت الصلاه بالتواتر وهي ٥ اوقات الان قسم يقول انها فقط ٣ اوقات. ما رايم

    • @الدقمالهويدي
      @الدقمالهويدي 2 года назад +9

      سلام...اذا انتي متبعه لكتاب الله..فالقران واضح ان الصلاة فرضين والثالثه تهجد نافله...فرضين فجر وعشاء..والليل نافله..ولا توجد ايه تقول مفرده كل صلاة او جمع ان هناك خمس صلوات او مفرده صلاة ظهر وصلاة عصر وووو...لايوجد..وغسل الصلاة بالقران..فلا تتبعي إلا ماأمرنا الله...سلاام

    • @Jawad.alshamal.14725
      @Jawad.alshamal.14725 2 года назад

      حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين

    • @rorosws704
      @rorosws704 2 года назад +1

      @@Jawad.alshamal.14725؟؟؟

    • @lubnasaud890
      @lubnasaud890 2 года назад +2

      د. محمد هداية تحدث بذلك

    • @الدقمالهويدي
      @الدقمالهويدي 2 года назад +1

      @@lubnasaud890 نعم الحمد لله انني اصلي صلاة ربي من سبع سنين...لاكن اتمني الدكتور هدايه ان يقول كيفية الصلاة..كيف يقيمها..

  • @chochofiad4474
    @chochofiad4474 9 месяцев назад

    خير ما انجب استاذنا محمد شحرور الله يرحمو...كم احبك يا محمد شحرور 😢😢

  • @thepueen-ln1xl
    @thepueen-ln1xl 2 месяца назад

    اذا مافي جن كيف بيعملو السحر واثارو جدا واضحه كلما اتوصل لفكرة عدم اقتناعي بالسحر أرئ حاله تجعلني اقف بصمت لا اجد توضيح

    • @drtarekshahrour5175
      @drtarekshahrour5175  2 месяца назад

      @@thepueen-ln1xl معظم حالات السحر المزعوم لها علاقة بالعقل الباطن

    • @thepueen-ln1xl
      @thepueen-ln1xl 2 месяца назад

      @@drtarekshahrour5175 نعم اتفق معك لكن امور واضحه جدا بتأثيرو ع الناس امور صارت امامي ومعي من احلام واضحه جدا ونتائج اوضح وهذا لمحيرني سيدي الفاظل🌷

  • @safwaalhkma4312
    @safwaalhkma4312 6 месяцев назад

    فعلا صدق من قال الذي خلف مامات ونعم الخلف لذاك السلف الصالح الله يرحم والدك عملاق الفكر الانساني

  • @halimafimi2185
    @halimafimi2185 2 года назад

    برافو عليك دكتور، أحسنت محتاجين لمثل هذه الفيديوهات التي تنير العقول

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад

      تحياتي للدكتور طارق المحترم إبن الحبيب محمد شحرور رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم.
      الذي أراه وأطمئن إليه أنه لاحقيقة ولا وجود للجن ولا للشيطان بالمعنى الشائع بين الناس.
      وكذلك لايوجد سحر يضر أو ينفع كأن يربط الرجل عن زوجته ويعطف الحبيب على محبه بالنفث في الخيوط والشعر واﻷظافر ، وإنما السحر هو الكذب والبهت والخديعة وتزييف الحقائق، أو ألعاب التخييل وخفة اليد.
      أنزل الله القرآن الكريم بلغة العرب و ينبغي أن يفهم ويفسر حسب ما تقتضيه لغة العرب في زمان نزوله .
      و قد ذكر الطبري في تفسيره عن محمد بن إسحاق أنه قال : أما العرب فيقولون : ما الجنّ إلا كل من اجتَنَّ فلم يُرَ ، و قال: فأبت العربُ في لغتها إلا أنّ " الجن " كل ما اجتنَّ. يقول: ما سمَّى الله الجن إلا أنهم اجتنُّوا فلم يُرَوا، وما سمّى بني آدم الإنس إلا أنهم ظهروا فلم يجتنوا. فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلم يُرَ فهو جنّ . انتهى كلامه، تفسير الآية ٣٤ من سورة البقرة.
      و بناء عليه فإن الإنس إسم وصفي لما يُرى بإنسان العين أي حدقة العين و الجان إسم وصفي لما يجتن ( يختفي ) عن الأنظار بشكل دائم أو مؤقت ، يقول الله تعالى : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " أي خلق الله جميع الخلق ما يرى و ما لا يرى لعبادته و تفسيرها في هذه الآية : " فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون " ؛ فما تبصرون هم الإنس ، و ما لا تبصرون هم الجن .
      و لا يوجد جنس من المخلوقات مستقل اسمه الجان و إنما هو اسم يطلق على بعض ما خلق الله من مخلوقات تغلب عليها صفة الاجتنان ( الاختفاء ) عن الأنظار أو لمن تلبس بهذه الصفة في زمن من الأزمان أو مكان من الأمكنة .
      فالملائكة يطلق عليهم بعض العرب إسم الجن ، (وجعلوا بينه و بين الجنة نسبا) يشير إلى قول بعض العرب: الملائكة بنات الله،
      (سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
      والجن صنف من البشر قبل آدم عليه السلام كانوا يسكنون الكهوف والمغارات فسمّوا جناً ومنهم إبليس اللعين الذي هلك بعد انقضاء أجله وبقي أتباعه من البشر ينفذون خططه وغواياته، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) وقد أخبر الله تعالى أنه خلقهم من نار السموم ولذلك كانوا يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ونار السموم ليست مادة خلقهم وإنما هي طبيعة سلوكهم ونمط حياتهم وممارساتهم كما قال تعالى:
      ( خُلق الإنسان من عجل) فالعجلة ليست مادة خلق الإنسان وإنما هي طبيعته وجبلّته .
      و الأفاعي و خشاش الأرض جن ،
      " فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا "
      و الكهنة سدنة المعابد جن لأنهم يكلمون الناس من وراء ستار ،
      " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا "
      و النفر الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد ذكرهم في سورة الجن ؛ سموا جنا لاختفائهم حين الاستماع و لأنهم من المنجمين الذين يراقبون الظواهر الكونية و يفسرونها و من طبيعتهم الإنعزال عن الناس في اماكن خاصة يمارسون فيها أعمالهم و يتضح ذلك من سياق الآيات ( و أنا لمسنا السماء ) أي طلبنا خبرها .
      و اليهود الذين جاؤوا يستطلعون أمر الاسلام و قابلوا رسول الله عليه الصلاة والسلام آخر الليل بخفية عن قريش قرب الحجون بمكة جن ،
      و قصتهم في صحيح مسلم -حديث رقم ( 450 ) - ، و الدليل على أنهم نفر من اليهود آية الأحقاف ( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ )
      و قصة صلب عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما الواردة في صحيح مسلم - حديث رقم 2545 - و فيها إلقاؤه في مقبرة اليهود و على مقربة من هذه المقبرة مسجد يسمى مسجد الجن و هو الموقع الذي اجتمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بالجن و منه يستفاد أن ذلك المكان من منازل اليهود الذين كانوا يمرّون بمكة للتجارة وغيرها و الله أعلم .
      و من الجن كذلك الكبراء و الطغاة الذين يحوطهم أتباعهم و يحجبونهم ( يجنونهم ) عن الناس فيستمتع كل منهم بالآخر فيستمتع الجن ( الطغاة ) بحماية الأتباع لهم و ائتمارهم بأمرهم في كل ما يأمرون به من ظلم و قتل و نهب للناس و يستمتع الإنس ( الأتباع ) بما يحصلون عليه من أموال و غيرها .
      قال تعالى :
      ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )
      و الجراثيم و الفيروسات التي تجري من ابن آدم مجرى الدم جن لأنها لا ترى و شياطين لأنها عتت عن أمر ربها ، فالشيطان كل عات متمرد، وعلى ذلك فقس.
      قال الطاهر بن عاشور : وأما زعم العرب في الجاهلية أن الرجل قد يتزوج جنية أو غولا فذلك من التكاذيب وتخيّلات بعضهم ، وربما عرض لبعض الناس خَبالٌ في العقل خاصٌ بذلك فتخيل ذلك وتحدّث به فراج عن كل أبْله . (التحرير والتنوير الآية 11 من سورة الشورى) . قلت: وقس على ذلك قصص الجن التي يرويها العوام،
      يتبع.

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      أما السحر فقد جاءت كلمة السحر في كلام العرب بمعنى التمويه و التخاييل ، و الصرف يقال ما سحرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه و تأتي بمعنى اﻹستمالة و كل من استمالك فقد سحرك و تأتي بمعنى الخديعة و سحره بمعنى خدعه . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه . و العضه عند العرب : شدة البهت و تمويه الكذب . ( هذا منقول بتصرف من تفسير القرطبي ) .
      و على هذا فالنوع الأول من السحر هو الكذب و البهت و استمالة الناس و خداعهم و صرفهم عن الحقائق و هو ما كان يتعاطاه شياطين اليهود ضد نبي الله سليمان عليه السلام للقيام بالثورات على ملكه ، ثم تبعهم يهود المدينة ضد الإسلام و نبيه عليه الصلاة والسلام و هو ما جاء ذكره في سورة البقرة، ولا صحة أن الملائكة يعلمون الناس السحر.
      و النوع الثاني هو التخييل و الخدع البصرية و الحركات البهلوانية التي يتعاطاها بعض الناس هواية أو تكسباً بها كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و لها محلات في أمريكا و أوربا تبيع أدواتها و هذا النوع هو الذي كان يتعاطاه سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام حينما رأوا المعجزة التي جاء بها .
      و النوع الثالث هو ما يتعاطاه الدجاجلة من النفث في الخيوط و الأظافر و الشعر و كتابة آيات القرآن الكريم و التعاويذ بالنجاسات و إيهام السذج و المغفلين بأنه يضر و ينفع كما في المقاطع المنتشرة على الشبكة، و هو لا يضر ولا ينفع ولكنه من الكذب و الخداع و أكل أموال الناس بالباطل و غالب من يتعاطاه هم الجهلة و المرضى النفسانيين و لا يأتي إليهم ويصدقهم إلاّ من كان مثلهم.
      والله تعالى أعلم.

    • @halimafimi2185
      @halimafimi2185 2 года назад

      @@mawaddah6923 توضيح رائع

    • @mawaddah6923
      @mawaddah6923 2 года назад +1

      @@halimafimi2185
      أنتِ الأروع والأجمل.
      شكرا لكِ.

  • @آيهاية-ز2ل
    @آيهاية-ز2ل Год назад

    لاغلطان انا عندي صديق من جن من طلولتي للان وياي ولاتكولي تتخيلين او مريضة نفسيا هوة علمني ع صلاة واشتريلة عضام ياكلهم ونسولف

  • @abdosh4875
    @abdosh4875 2 года назад

    شكرا الك دكتور طارق بارك الله بك
    دكتور المقسط هو من ياخد قسطه فقط ولا يعمل ازمات في المجتمع ؟ اي انه عادل ؟
    اما القاسطون اظن هو عكس المقسط يعمل تخرب وازمات ؟
    والله اعلم
    تحياتي الك دكتور ورحمة الله ع دكتورنا محمد شحرور ❤

  • @ikramam2132
    @ikramam2132 Год назад

    ما رأيك في موضوع طاعة الزوجة لزوجها التي يستخدمونها الذكور لإستعباد النساء و حجتهم هي الآية التالية ( فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) أي على الزوجة طاعة زوجها و الخضوع له

  • @aichalabgaa1658
    @aichalabgaa1658 Год назад

    لا يوجد تلبس لكن هناك مس حقيقي