ماذا يحدث لنا بعد الموت؟ قراءة في مقالة الكاتب الراحل عبدالله الجار الله

الكاتب الكويتي الراحل عبدالله الجار الله، الذي ترك أثراً كبيراً بمقالاته وكلماته العميقة، كتب يوماً مقالة مؤثرة بعنوان:
*"عند موتي لن أقلق ولن أهتم بجسدي البالي"*
في هذه المقالة، تأمل الجار الله في لحظة موته وكيف سيكون حاله بعد رحيله، قائلاً:
"إخواني من المسلمين سيقومون باللازم، يجردونني من ملابسي، يغسلونني، يكفنونني، يخرجونني من بيتي، ويذهبون بي لمسكني الجديد (القبر). وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتي، بل سيلغي الكثير منهم أعماله ومواعيده لأجل دفني، وقد يكون الكثير منهم لم يفكر في نصيحتي يوماً من الأيام."
وأضاف الجار الله: "أشيائي سيتم التخلص منها: مفاتيحي، كتبي، حقيبتي، أحذيتي، ملابسي، وهكذا. وإن كان أهلي موفقين، فسوف يتصدقون بها لتنفعني."
وتابع قائلاً: "تأكدوا بأن الدنيا لن تحزن علي، ولن تتوقف حركة العالم. الاقتصاد سيستمر، ووظيفتي سيأتي غيري ليقوم بها، وأموالي ستذهب حلالاً للورثة بينما أنا الذي سأحاسب عليها: القليل والكثير، النقير والقطمير."
وأضاف الراحل عبدالله الجار الله بكل عمق: "وإن أول ما يسقط مني عند موتي هو: اسمي! لذلك عندما أموت سيقولون عني: أين الجثة؟ ولن ينادوني باسمي! وعندما يريدون الصلاة علي، سيقولون: احضروا الجنازة! ولن ينادوني باسمي! وعندما يشرعون بدفني، سيقولون قربوا الميت، ولن يذكروا اسمي!"
بهذه الكلمات المؤثرة، ترك لنا الجار الله نصاً يعيد النظر في معنى الحياة والموت، ويحثنا على التأمل في ما سنتركه وراءنا بعد رحيلنا.
رحم الله الكاتب عبدالله الجار الله وجعل كلماته نوراً يهدي القلوب إلى ما هو أبعد من الدنيا.