أوَّلاً: وجزاكم الله مثله، وباركَ فيكم، وأكرمكم. ثانياً: الاسم يجوز - إن شاء الله -، وسأنقل لكم منشوراً لى فى هذا كنتُ قد كتبتُه على صفحتى فى الفيسبوك؛ لعلَّ فيه نفعاً. هل يجوز التَّسمية بـ " عبد النَّبىِّ وعبد الرَّسول "؟. سألنى كثيرون عن حكم التَّسمية بـ " عبد النَّبىِّ وعبد الرَّسول "، وهذه مسألةٌ خلافيَّةٌ بين العلماء، فمنهم مَن أجاز، ومنهم مَن منع، وما أرجِّحه أنا وأختاره أنَّه يجوز التَّسمية بهذا، ومن الأدلَّة التى ذكرها العلماء على أنَّه يجوز ما يأتى: أوَّلاً: هناك فرقٌ بين استعمال العبادة التى هى لله وحده والعبوديَّة بمعنى الرِّقِّ أو الخدمة مثلاً، وفى اللغة عبدٌ بمعنى خادمٍ، كما كانوا يقولون: عبد فلانٍ أى: خادمه، وفى السُّنن الكبرى للبيهقىِّ ( برقم 13737 ) أنَّ عليَّاً - رضى الله عنه - قال للمرأة: " هو عبدكِ إن شئتِ بعتِه، وإن شئتِ وهبتِه، وإن شئتِ أعتقتِه وتزوَّجتِه " فهنا عبدكِ أى: خادمكِ. ثانياً: دلَّ على جواز إضافة العبوديَّة - التى هى غير العبادة - للعباد قوله - تعالى -: " وأنكحوا الأيامى منكم والصَّالحين من عبادكم وإمائكم " ( الآية 32 من سورة النُّور )، فهنا قال - تعالى -: " عبادكم " فهل " عبادكم" أى يعبدونهم؟، من المؤكَّد: لا. ثالثاً: النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو الذى لا ينطق عن الهوى قال: " أنا ابن عبد المطَّلب " ( صحيح البخارىّ برقم 2864، وصحيح مسلمٍ برقم 1776 )، فلو كان هذا خطأً لَما استخدمه النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولاستبدله بلفظٍ آخر، فإن قال قائلٌ: النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتحدَّث بلفظ الخبر عن اسم جدِّه، وهناك فرقٌ بين الخبر والإنشاء، فسنقول: ونحن أيضاً نُخبر عن أسمائنا، فنقول: الاسم فلانٌ بن فلانٍ، فلِمَ الإنكار على اسم الأبِ؟. رابعاً: قال النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لرجلٍ: ما اسمكَ؟ قال: عبد شرٍّ، فقال له النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " بلْ أنتَ عبد خيرٍ ". ( معرفة الصّحابة لأبى نعيمٍ برقم ج2/ 881، ومعرفة الصَّحابة لابن مندَه ص 418، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج15/ 343، والإصابة لابن حجرٍ ج2/ 158 )، فدلَّ هذا على أنَّه ليس كلُّ إضافة عبدٍ إلى غير الله حراماً، وإنَّما لا بدَّ من اعتبار السِّياق والدّلالة اللُّغويَّة. خامساً: فى نهاية المحتاج ( ج8/ 148 ) ذكر الإمام الرَّملى أنّهم قالوا: يحرم ذلك، وقال بعد كلامِه: والأوجَه جوازُه، ولا سيّما عند إرادة النِّسبة له - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وقد قال أبو بكر الدّمياطىّ فى إعانة الطَّالبين ( ج2/ 383 ): وما ذُكرَ من التَّحريم هو معتمد ابن حجرٍ، أمَّا معتمد الرَّملىُّ فهو الجواز، وقريبٌ من هذا عند البجيرمىّ فى حاشيته على شرح المنهج ( ج4/ 302)، وكذلك فى " حاشيتا قليوبى وعميرة ( ج4/ 257 )، وكذلك الكشميرىّ فى العرفِ الشَّذى شرح سنن التِّرمذىِّ ( ج4/ 264)، وهؤلاء علماء أئمَّةٌ فى مذاهبهم، وهذا ما أفتَتْ به دار الإفتاء المصريَّة فى موقعها الإلكترونىِّ بتاريخ 18 سبتمبر 2016م. فالمسألة خلافيَّةٌ، والأصل عدم الإنكار فيها، فالأمر واسعٌ، وبخاصَّةٍ أنَّ من يسمُّون اليوم بهذه الأسماء لا يقصدون العبادة - من المؤكد - وإنَّما يقصدون شرف الانتساب بالخدمة والعبوديَّة فقطْ. كتبَه/ محمَّد عبد النَّبىِّ.
استغفر الله ربي العظيم الله يهدي قلبك كيف عبدالنبي
جزاك الله خيرا
شكرا كتير دكتور بارك الله فيك
اتمنى ان تطرق لدرس الحال والنعت
الشُّكر لله، بارك الله فيكم، وأكرمكم، سأفعل ذلك - إن شاء الله-، وأشكر لكم الاهتمام كثيراً، نفع الله بنا وبكم.
شكرا كتير دكتور بارك الله فيك
الشُّكر لله، وفيكم باركَ الله، وأكرمكم، ونفع بنا وبكم دائماً.
ما لا يحتاج إلى تأويل، أولى مما يحتاج الى تأويل.
احسنت
تحياتي لك استاذي الكريم
بارك الله فيك
جميل.. كل الشكر لك
اول تعليق ...شكرا كتير لك استاذنا ياريت تشرح لنا المشتقات مع التفاصيل مع آيات قرآنية و كيفيه اخراج المعمول منها جزاك الله خيراً 🌺🌺
الشُّكر لله، حفظكم الله، وجزاكم خيراً، سأفعل ذلك - إن شاء الله -، وأشكر لكم الاهتمام كثيراً، نفع الله بنا وبكم.
الرجال معا تشبه الرحلة غدًا
إن ولديها كريمات
طيب لو قلت أتفق معك تعرب ايه
شكرا
سلام عليكم
أولا جزاك الله على هذا الدرس القيم ...
ملحوظة فقط ...هل يوجد اسم عبد النبي ...أليس النبي عبد لله ...هذا الاسم لا يجوز ...أنت عبد لله✔ وليس للنبي ..❌.
أوَّلاً: وجزاكم الله مثله، وباركَ فيكم، وأكرمكم.
ثانياً: الاسم يجوز - إن شاء الله -، وسأنقل لكم منشوراً لى فى هذا كنتُ قد كتبتُه على صفحتى فى الفيسبوك؛ لعلَّ فيه نفعاً.
هل يجوز التَّسمية بـ " عبد النَّبىِّ وعبد الرَّسول "؟.
سألنى كثيرون عن حكم التَّسمية بـ " عبد النَّبىِّ وعبد الرَّسول "، وهذه مسألةٌ خلافيَّةٌ بين العلماء، فمنهم مَن أجاز، ومنهم مَن منع، وما أرجِّحه أنا وأختاره أنَّه يجوز التَّسمية بهذا، ومن الأدلَّة التى ذكرها العلماء على أنَّه يجوز ما يأتى:
أوَّلاً: هناك فرقٌ بين استعمال العبادة التى هى لله وحده والعبوديَّة بمعنى الرِّقِّ أو الخدمة مثلاً، وفى اللغة عبدٌ بمعنى خادمٍ، كما كانوا يقولون: عبد فلانٍ أى: خادمه، وفى السُّنن الكبرى للبيهقىِّ ( برقم 13737 ) أنَّ عليَّاً - رضى الله عنه - قال للمرأة: " هو عبدكِ إن شئتِ بعتِه، وإن شئتِ وهبتِه، وإن شئتِ أعتقتِه وتزوَّجتِه " فهنا عبدكِ أى: خادمكِ.
ثانياً: دلَّ على جواز إضافة العبوديَّة - التى هى غير العبادة - للعباد قوله - تعالى -: " وأنكحوا الأيامى منكم والصَّالحين من عبادكم وإمائكم " ( الآية 32 من سورة النُّور )، فهنا قال - تعالى -: " عبادكم " فهل " عبادكم" أى يعبدونهم؟، من المؤكَّد: لا.
ثالثاً: النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو الذى لا ينطق عن الهوى قال: " أنا ابن عبد المطَّلب " ( صحيح البخارىّ برقم 2864، وصحيح مسلمٍ برقم 1776 )، فلو كان هذا خطأً لَما استخدمه النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولاستبدله بلفظٍ آخر، فإن قال قائلٌ: النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتحدَّث بلفظ الخبر عن اسم جدِّه، وهناك فرقٌ بين الخبر والإنشاء، فسنقول: ونحن أيضاً نُخبر عن أسمائنا، فنقول: الاسم فلانٌ بن فلانٍ، فلِمَ الإنكار على اسم الأبِ؟.
رابعاً: قال النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لرجلٍ: ما اسمكَ؟ قال: عبد شرٍّ، فقال له النَّبىُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: " بلْ أنتَ عبد خيرٍ ". ( معرفة الصّحابة لأبى نعيمٍ برقم ج2/ 881، ومعرفة الصَّحابة لابن مندَه ص 418، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج15/ 343، والإصابة لابن حجرٍ ج2/ 158 )، فدلَّ هذا على أنَّه ليس كلُّ إضافة عبدٍ إلى غير الله حراماً، وإنَّما لا بدَّ من اعتبار السِّياق والدّلالة اللُّغويَّة.
خامساً: فى نهاية المحتاج ( ج8/ 148 ) ذكر الإمام الرَّملى أنّهم قالوا: يحرم ذلك، وقال بعد كلامِه: والأوجَه جوازُه، ولا سيّما عند إرادة النِّسبة له - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وقد قال أبو بكر الدّمياطىّ فى إعانة الطَّالبين ( ج2/ 383 ): وما ذُكرَ من التَّحريم هو معتمد ابن حجرٍ، أمَّا معتمد الرَّملىُّ فهو الجواز، وقريبٌ من هذا عند البجيرمىّ فى حاشيته على شرح المنهج ( ج4/ 302)، وكذلك فى " حاشيتا قليوبى وعميرة ( ج4/ 257 )، وكذلك الكشميرىّ فى العرفِ الشَّذى شرح سنن التِّرمذىِّ ( ج4/ 264)، وهؤلاء علماء أئمَّةٌ فى مذاهبهم، وهذا ما أفتَتْ به دار الإفتاء المصريَّة فى موقعها الإلكترونىِّ بتاريخ 18 سبتمبر 2016م.
فالمسألة خلافيَّةٌ، والأصل عدم الإنكار فيها، فالأمر واسعٌ، وبخاصَّةٍ أنَّ من يسمُّون اليوم بهذه الأسماء لا يقصدون العبادة - من المؤكد - وإنَّما يقصدون شرف الانتساب بالخدمة والعبوديَّة فقطْ.
كتبَه/ محمَّد عبد النَّبىِّ.