دلائل الخيرات - قراءة الجماعة الجزولية الملازمة لضريح الإمام الجزولي بمراكش - سماع مراكش أكتوبر2023

تلاوة من أحزاب من دلائل الخيرات في الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم للإمام سيدي امحمد بنسليمان الجزولي للجماعة الجزولية لدلائل الخيرات برآسة المقدم الفقيه عبد الرحمان الصوايكي.
سماع مراكش الدورة الثانية عشرة من 19 إلى 22 أكتوبر2023.
حاضر المدن العتيقة و مستقبلها بالمغرب.
من تنظيم جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب و صيانته.
ختام ندوة شرقيٌ مراكش -الأحد 22 أكتوبر 2023
سمي هذا المجلس شرقيٌ مراكش ونعني به ذلك الجانب الشرقي المذكور في كتب التاريخ والذي قصده الأولياء منذ القرون الأولى للحاضرة ونزلوا به وعمروه بزواياهم وبمحترفات مريديهم من الصناع الحرفيين وعامة الشعب.و يحده شمالا باب الخميس و جنوبا باب الدباغ من سور مراكش.و يحل ضريح الإمام الجزولي بالمدينة داخل السور محل واسطة العقد من أضرحة السادة سبعة رجال.
كيف طبعت هذا النسيج الحضري العتيق، المعاهد الدينية العتيقة وبصمته مؤسسات الصلاح بحضورها الروحي؟ ومؤسسات الصلاح هنا نعني بها الزوايا والرُبُط والأضرحة بمحاذاة المساجد العتيقة والمدارس العتيقة كذلك.
فكيف يؤثر هذا الشرق الروحي المعنوي في مجمل أرجاء المدينة بل وكيف فاض على جميع هذه الأرجاء قرنا بعد قرن وعلًم بعلامته كل حَيً حي في المدينة ؟
كتب المؤرخ و المؤلف في الدراسات الصوفية بالمغرب السيد أحمد التوفيق في محاضرة بعنوان : التراث الروحي دعامة للسياحة بمراكش
«...أما الجزولي فقد اقترن اسمه بالتعبئة لتحرير المواقع التي احتلها الإبيريون من أرض المغرب في القرن الخامس عشر في وقت ضعف فيه عسكر الدولة، كما اقترن اسمه بتجديد جذوة إيمان المغاربة بكتابة دلائل الخيرات؛
أما تلميذه التباع فقد اقترن اسمه بتربية عدد من مجددي طريق التزكية في المدن والبوادي على منهاج شيخه الجزولي، وحيث إن حرفته وهو العالم حرفة يدوية هي تصنيع الحرير فقد كان قدوة للصناع الذين انخرطوا في الطوائف الجزولية على نطاق واسع في طرق التصوف وما كان لذلك على صعيد بناء الشخصية الاجتماعية للمدينة التي معظم أهلها من أصحاب الحرف من جهة وما كان لهؤلاء الصناع من ملكات فنية في توافق مع أنفاسهم الروحية من جهة أخرى؛
أما الغزواني [تلميذ تلميذ الجزولي] فقد اقترن اسمه باستصلاح الأراضي للفلاحة واستنباط مياه العيون لأجل ذلك، اشتغل بهذا النشاط في شمال المغرب حتى تعرضت أملاكه لغصب بعض الحكام، فانتقل إلى مراكش، ولا عجب في أن يستمر بعض المنتسبين إليه في فلح الأرض على نطاق واسع، لاسيما وأن الزوايا تنفق محاصيلها على إطعام الطعام ولاسيما في أعوام القحط والمجاعات. وعلى الجملة فالذي ينبغي أن يعرفه الجميع هو أن هؤلاء الأولياء المبجلين لم يكونوا من البطالين كما لم يكونوا من الأدعياء المتزعمين.» إنتهى.
تعتبر هذه القراءة المؤداة من قبل الجماعة الجزولية بمراكش ، أقرب قراءة معمول بها منذ عهد الإمام بحيث تتعهد النسخة المسماة بالنسخة السهلية في تلاوتها بضريح الإمام الجزولي. أعدها للنشر مقدم و رئيس الرابطة الوطنية للطريقة الجزولية بالمغرب الفقيه عبد الرحيم الصوايكي و هي من أحسن النسخ طبعة و خطا و شكلا و تصحيحا، موافقة النسخة التي نسخها الشيخ السهلي و أتبتها الشيخ الجزولي قبيل وفاته رحمه الله بسنتين.
يجتمع الفقراء أهل دلائل الخيرات لتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم و كتاب دلائل الخيرات بكامله بضريح الإمام الجزولي حي سيدي بن سليمان بمراكش العتيقة كل يوم خميس بعد صلاة العصر.و يختم بتلاوة الدعاء الناصري و قصيدة المنفرجة للإمام إبن النحوي. و قبل حلول شهر رمضان يجتمع عادة جماعات أهل الدليل و جماعات المادحين و المسمعين الملازمين لأضرحة الصالحين بمراكش والجماعة اليوسوفية وجماعة الإمام إبن العريف و الزوايا الصوفية و المتعلقين بالصلاة على النبي كل يوم أحد بضريح من الأضرحة السبعة و يحيى حفل مهيب يحضره المئات من الرجال و النساء لسماع تلاوة كتاب دلائل الخيرات من أوله إلى آخره بين صلاة العصر و المغرب و يليه إلى غاية صلاة العشاء مجلس المديح و السماع تحت إشراف المادح الشيخ محمد عزالدين كبير المسمعين بالضريح العباسي وأحد سدناته. و يعد هذا الأخير من كبار المسمعين بالمغرب حاليا، يتفنن في استحضار أشعار المديح و كلام القوم العالي النفس على الطريقة المغربية الأندلسية اللتي صانتها الزوايا و الطرق الصوفية بالمغرب منذ قرون خلت.