الخلاف في حكم إتيان المرأة في دبرها

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 20 окт 2024

Комментарии • 227

  • @IbnSalamaAlAthari
    @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +8

    في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
    ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад +1

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر:
      ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر:
      ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار.
      ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى.
      ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده.
      ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه.
      ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ.
      ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق.
      ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين).
      ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
      ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر.
      ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ.
      ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين.
      ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع.
      ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة.
      ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس.
      ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية.
      ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد.
      ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات.
      ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر.
      ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
      ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر:
      ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف.
      ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع.
      ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء.
      ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله.
      ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
      ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر.
      ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها.
      ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس.
      ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين.
      ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء.
      ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين.
      ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء.
      ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء.
      ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة.
      ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب.
      ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة.
      ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية.
      ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر.
      ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين..
      فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @Alim-wf1ib
    @Alim-wf1ib 8 месяцев назад +3

    هذا هو القول الفصل في هذه المسألة جزاك الله خيرا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  8 месяцев назад +1

      ءامين و إياكم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @ismirandahayet3789
    @ismirandahayet3789 3 года назад +8

    باراك الله فيك وانشالله تكون من ميزان حسناتكم وجزاكم الله خير الجزاء على كل ماتقدمونه لنستفيد منكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +4

      ءامين و إياكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @IbnSalamaAlAthari
    @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

    في الرابط أهم مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره ليعم النفع:
    ruclips.net/video/QXhyRQMHmGc/видео.htmlfeature=shared

  • @ahmedhasabou7129
    @ahmedhasabou7129 3 месяца назад +1

    ماشاء الله على التاصيل العلمى
    لا يوجد شيئ فى الدنيا اللذ من العلم و طلب العلم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. صدقت. وتجد الذين لا يعلمون هذه المعايير الشرعية ينبهرون بكل دجال يمثل عليهم الورع الكاذب فيسيرون وراءه بل ووراء كل ناعق وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

  • @Fares_777_
    @Fares_777_ Год назад +7

    هذا الكلام هو عين العقل والمنطق

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @IbnSalamaAlAthari
    @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +2

    الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر:
    ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر:
    ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار.
    ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى.
    ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده.
    ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه.
    ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ.
    ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق.
    ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين).
    ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
    ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر.
    ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ.
    ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين.
    ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع.
    ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة.
    ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس.
    ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية.
    ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد.
    ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات.
    ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر.
    ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
    ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر:
    ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف.
    ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع.
    ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء.
    ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله.
    ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية.
    ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر.
    ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها.
    ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس.
    ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين.
    ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء.
    ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين.
    ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء.
    ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء.
    ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة.
    ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب.
    ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة.
    ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية.
    ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر.
    ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين..
    فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
    بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
    و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
    كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @sfghsfyh1218
    @sfghsfyh1218 Год назад +5

    ماشاءالله عليك
    تتكلم بعلم مجرد من الأهواء

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +3

      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. حفظكم الله و رعاكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @مبخوتالسالمي-ص4ه
    @مبخوتالسالمي-ص4ه 10 дней назад +1

    بارك الله فيك... فصلت الامور والخلاصة الصح..

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 дней назад +1

      ءامين وإياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 дней назад +1

      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 дней назад +1

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @ALi--DZ
    @ALi--DZ Год назад +6

    شرح جميل ميسر.. جزاكم الله خيرا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +2

      ءامين و إياكم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @drismejdoubi9493
    @drismejdoubi9493 2 года назад +7

    أمين يارب العالمين وإياكم يارب وجميع المسلمين يارب جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين أسألكم الدعاء جزاكم الله خيرا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم، و ثبتنا الله و إياكم على منهاج النبوة و حفظنا و إياكم من شياطين الإنس و الجن.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @IbnSalamaAlAthari
    @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +10

    الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
    أولا، السنة:
    السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
    أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
    ثانيا، الأثر:
    الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
    أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
    و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
    فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
    فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
    "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
    و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
    و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
    فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
    و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
    فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
    و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
    "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
    رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
    و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
    «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
    فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
    «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
    رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
    و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
    فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
    "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
    رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
    جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
    و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
    كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @برينتو-ل7خ
    @برينتو-ل7خ 10 месяцев назад +1

    رائع طريقة شرح رائعة بحياد دون تحيز مصداقية هيك المؤمن صاحب الأمانة العلمية بكون أوحييك و أحلى اشتراك و لايك و متابعة لجميع فيديوهاتك أستاذ محمد

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  10 месяцев назад +1

      حفظكم الله ورعاكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @extra222love
    @extra222love 4 месяца назад +4

    ده كلام سليم وموزون وعلمي 👌🏼

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад

      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ومع ذلك تجد كثيرين لا يفهمونه أو يمثلون أنهم لا يفهمون لتستمر الفتاوى التي تعجبهم وتوافق أهواءهم.

  • @hassanbamik2850
    @hassanbamik2850 Год назад +7

    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    و الصلاة و السلام على رسول الله
    و بعد اقول

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +3

      و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @lhoussainamhaouch3726
    @lhoussainamhaouch3726 2 года назад +5

    جزاكم الله خيرا صفحتكم ومنشوراتكم مصباح ينير السبيل لكل الناس الطيبين الطاهرين احبكم فى الله حسين بن محمد أستاذ بمكناس من المغرب

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم، أخي الحبيب. أحبكم الذي أحببتموني فيه. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +1

      الإشعارات الأثرية:
      chat.whatsapp.com/HlvuwmSe45s8zPldUqncrA

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @مرادعبدالحميدالمصري
    @مرادعبدالحميدالمصري 3 года назад +9

    تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجمعنا دائما وابدا علي طاعته

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +5

      ءامين، و إياكم، أخي الحبيب.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @FaridMsad
    @FaridMsad Год назад +6

    جزاك الله خيرا هذا قول الحق وليس العواطف

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +1

      ءامين و إياكم. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. جزى الله خيرا من نشره ليعم النفع.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +2

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      الذين بتبعون العواطف أصابوا الأمة بالبلادة العلمية فعلا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      وهو للمنصفين فقط لا لأصحاب الأهواء طبعا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      وفق الله الجميع

  • @andycan7802
    @andycan7802 Год назад +4

    جزاك الله خيرا اخي على هذا وجيز

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +3

      ءامين و إياكم. حفظكم الله و رعاكم و نفع بكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +1

      الإشعارات الأثرية:
      chat.whatsapp.com/HlvuwmSe45s8zPldUqncrA

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @الاستاذعبدالله-ك7ك
    @الاستاذعبدالله-ك7ك 3 года назад +10

    جزاك الله يا شيخ ونفع الله بك وثبتك اهم شئ الاَمانة العلمية وخصوصا اذا كان في الشرع بارك الله فيك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +4

      ءامين، و إياكم، أخي الحبيب.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @دبلالالأنصاري
    @دبلالالأنصاري 3 месяца назад +1

    افضل تأصيل علمي في المسأله واستعراض رأي العلماء

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @hamouddz5451
    @hamouddz5451 Год назад +5

    فتح الله عليك شيخنا الكريم ونسأل الله أن ينفعنا بعلمك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +3

      ءامين و إياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +3

      الإشعارات الأثرية:
      chat.whatsapp.com/HlvuwmSe45s8zPldUqncrA

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

  • @قناةكريمواحدبس
    @قناةكريمواحدبس Год назад +5

    كام انت عظيم يارب

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @Gamel-1234
    @Gamel-1234 3 года назад +6

    بارك الله فيك 🇸🇾🇸🇾

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +2

      ءامين و إياكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @aymanalsoose3472
    @aymanalsoose3472 Год назад +5

    جزاك الله يا شيخ ونفعنا
    الله بك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +2

      ءامين و إياكم، أخي الكريم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @mahamatmansouraminefadil3836
    @mahamatmansouraminefadil3836 Год назад +9

    هذا جميل . الأمر موسع

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @Bmbm-g4k
    @Bmbm-g4k 4 месяца назад

    جزاك الله هير لانك بينت الحكم الصحيح

  • @IbnSalamaAlAthari
    @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

    أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
    من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
    قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
    "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
    [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
    و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
    فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
    جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
    انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
    الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
    و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
    كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @abdollahmola3028
    @abdollahmola3028 2 года назад +4

    بارك الله فيكم على التوضيح

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم، أخي الكريم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @أبوأدمالعباد-د5ب
    @أبوأدمالعباد-د5ب 8 месяцев назад

    متعكم الله بصحة و العافية والسداد والتوفيق

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  8 месяцев назад

      ءامين و إياكم أخي الكريم 🌹

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @أسرارالنحل
    @أسرارالنحل Год назад +7

    بارك الله فيك يا شيخ ، لقد أزلت حملا ثقيلا على أكتاف المسلمين ووسعت عليهم وسع الله لك في دنياك وآخرتك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Год назад +2

      ءامين و إياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад +1

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @يومياتشهندةفيالبيت-ض1د

    ماشاء الله تبارك الله

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +2

      جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @DrNAGEH
    @DrNAGEH 3 месяца назад

    جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك فيكم ورضي عنكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад

      ءامين وإياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @غتع-ك6د
    @غتع-ك6د Месяц назад +1

    اجيبوني حفظكم الله نفسي تراودني ليل نهار أن استمتع بجماع الدبر ولو مره واحده هل في ذلك حرج بعد أخذ الاحتياطات بخصوص النضافه.....

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  Месяц назад +2

      أعد مشاهدة المقطع.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад +1

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @ssaamm4444
    @ssaamm4444 2 месяца назад +4

    انا على مذهب ابن عمر رضي الله عنهما و أرى انه مباح و الله اعلم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 месяца назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 месяца назад +1

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @محمدشلابي-ص5ق
    @محمدشلابي-ص5ق 2 года назад +4

    جزاكم الله خيرا شيخنا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم، أخانا الكريم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @حمدانبنعيساباعباد
    @حمدانبنعيساباعباد 5 месяцев назад +1

    اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤❤❤

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад +1

      اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  26 дней назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @idididisuus7782
    @idididisuus7782 3 года назад +29

    قال الشافعي ماصح عن النبي في تحليله ولا تحريمه شيى والقياس انه حلال

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @يومياتأمملكوريماس
    @يومياتأمملكوريماس 3 года назад +14

    بالتوفيق اخي الكريم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +4

      ءامين، و إياكم، أختنا الفاضلة.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @kadamabrouk-kv7bd
    @kadamabrouk-kv7bd 3 месяца назад +1

    مختصر يا شيخ هو حرام او حلال وهل هي من كبائر محرمات ممكن الرد ياشيخ وبارك الله فيك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      أعيدوا مشاهدة المقطع والتعليق المثبت.

  • @صالحالحطيبي-ر7ق
    @صالحالحطيبي-ر7ق 8 месяцев назад +1

    جزاك الله خيرا

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  8 месяцев назад

      ءامين و إياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @mohmad_shoman
    @mohmad_shoman 2 года назад +5

    احسنت

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      أحسن الله إليك.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @kadabouguern4509
    @kadabouguern4509 Год назад +5

    Ok

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @AliAhamed-wx8tu
    @AliAhamed-wx8tu 8 месяцев назад +1

    احبك ياالله أحبك يا الله أحبك يا الله أحبك يا الله أحبك يا الله أحبك يا الله أحبك يا الله وحب حبيبي ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @yaserali1519
    @yaserali1519 24 дня назад

    فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  24 дня назад

      ارجع فشاهد فإنك لم تشاهد.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  24 дня назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  24 дня назад +1

      تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا.
      قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح]
      فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة.
      رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه محمد بن سلامة الأثري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  24 дня назад

      إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم."
      وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19]
      وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132]
      فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام".
      وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال:
      "الأنبياء دينهم واحد."
      فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب.
      وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري]
      فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي:
      ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم.
      ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا.
      قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157]
      و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160]
      و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى.
      قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67]
      أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره.
      قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85]
      فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67]
      فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم."
      وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا.
      ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84]
      فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52]
      و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام).
      وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123]
      و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام).
      فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة.
      وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  24 дня назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @marym7693
    @marym7693 6 месяцев назад +1

    ولكن ماذا تقول في رأي المالكي عندما حلل هذا الأمر؟

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @حسنمحمد-غ7ط2ق
    @حسنمحمد-غ7ط2ق Год назад +2

    ❤❤❤❤❤❤❤

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @garougarou159
    @garougarou159 2 года назад +23

    السلام عليكم يا شيخ.. احترامي و تقديري لشخصك الكريم و لما تقدمه من علم. لست طالب علم شرعي، و إنما أنا رجل عامي. كنت قرأت للشيخ عمرو عبد المنعم سليم بحثا في هذا الباب، يبيح فيه إتيان الزوجة في دبرها، و قد أوضح أن كل الأحاديث الواردة في هذا الباب لا تصح.
    السؤال: بي ميل شديد إلى ممارسة هذا الفعل مع زوجتي، و لكنني حائر و متردد و متأرجح بين القول بالاباحة و القول بالحرمة. فبم تنصحني جزاك الله خيرا؟

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +6

      و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ليس عندي في المسألة إلا ما قلته في المقطع، و لو كان لي فيها كلام غير ذلك لذكرته فيه.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم.

    • @ابويحيي-ز8ك
      @ابويحيي-ز8ك Год назад +2

      مكروه وليس محرم

    • @hamouddz5451
      @hamouddz5451 Год назад +2

      بارك الله فيك اخي الكريم ممكن رابط هذا المقال للشيخ عمرو عبد المنعم سليم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @abofaisalalharbie8862
    @abofaisalalharbie8862 3 месяца назад +1

    الله يجزاك خير ياشيخ
    والله مافهمت شيء
    هو حلال ام حرام
    ام مختلف عليه وهذا مايبدو لي
    والا انا للان مافهمت شيء
    كل المحبه ياشيخ ❤❤

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      ءامين و إياكم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      أعد المشاهدة بتدبر حتى تفهم إن شاء الله.

  • @حمدانبنعيساباعباد
    @حمدانبنعيساباعباد 5 месяцев назад

    بس اخي فيه ايه نزلت

  • @tree561
    @tree561 3 года назад +35

    ثانيا ..بارك الله فيك..... ان تفسير كلمة حرث بالارض وان الفرج هو موضع الولد ويجب الامناء فيه وهو رأى المحرم ..فيه قول لان امناء الرجل على جسد زوجته او بين يديها لا شىء فيه ولا حرمه فيه ..فكيف يستقيم هذا وانه بتفسيرهم للحرث بموضع الولد لكان حراما الامناء فى غير الفرج

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +6

      أحسنت. و هذا ما رد به كثير من السلف على القائلين بهذه الشبهة فعلا. قالوا لهم كيف تستدلون بما تعترفون ببطلان الاستدلال به فقهيا؟!

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +7

      فضلا .. انشروا معنا المقطع على اوسع نطاق لتعم الفائدة. نفع الله بنا و بكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +5

      ءامين، و إياكم، أخي الحبيب.

    • @garougarou159
      @garougarou159 2 года назад +3

      @@IbnSalamaAlAthari السلام عليكم يا شيخ.. احترامي و تقديري لشخصك الكريم و لما تقدمه من علم. لست طالب علم شرعي، و إنما أنا رجل عامي. كنت قرأت للشيخ عمرو عبد المنعم سليم بحثا في هذا الباب، يبيح فيه إتيان الزوجة في دبرها، و قد أوضح أن كل الأحاديث الواردة في هذا الباب لا تصح.
      السؤال: بي ميل شديد إلى ممارسة هذا الفعل مع زوجتي، و لكنني حائر و متردد و متأرجح بين القول بالاباحة و القول بالحرمة. فبم تنصحني جزاك الله خيرا؟

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      @@garougarou159 و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ءامين و إياكم. ليس عندي في هذه المسألة غير ما ذكرته في المقطع.

  • @نورالدينالعشي
    @نورالدينالعشي 4 месяца назад

    أريد عنوان الكتاب بارك الله فيك

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад

      الحديث في صحيح البخاري نفسه، وشرحه في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @alikasand8798
    @alikasand8798 3 месяца назад +3

    حرام و لايجوز

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      أعيدوا مشاهدة المقطع بتدبر بعيدا عن المشتتات.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @MohamedAmer-kc3dk
    @MohamedAmer-kc3dk 3 месяца назад

    يهني في الاخر حلال ولا حرام

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад

      راجع التعليق المثبت وصندوق الوصف.
      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @نورالدينالعشي
    @نورالدينالعشي 4 месяца назад +3

    كانت تدور في تفكيري كثيرا و لم أجد فتوى صحيحة في هذه المسألة الصعبة و لكن لما أفكر جيدا أقول الرجل له غريزة و شهوة قوية في المرأة و كيف يرى أي عضو من زوجته حلاله و محرم عليه اتيانه فهذا صعب جدا و لا أحد يقدر اجتنابه فأبقى في حيرة من أمري و الأخير أقول بيني و بين نفسي لا أظن أن الله عز و جل يشدد علينا أمر مثل هذا و الله أعلم

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад +1

      راجع التعليق المثبت والمقطع الكامل وركز في سرد الأدلة.

  • @tree561
    @tree561 3 года назад +71

    بارك الله فيك...كنت فى اطار البحث اود معرفه هل احاديث التحريم كانت قبل نزول اية(نساؤكم حرث لكم) وسالت السؤال كثيرا لاصحاب الاراء القائلة بالتحريم فلم يجب احد ...لان الايه ان كانت قد نزلت بعد الاحاديث فانها قد تكون نسختها كما تفضلتم ..كما هو الامر بالنسبة للخمر فتحريمها جاء بايه التحريم بعد نسخها لاية ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى......فضلا عن عدم اقتناعى بان سبب نزول ايه نساؤكم حرث لكم هو واقعة اليهود وان يولد الولد احولا ان اتى الرجل زوجته فى قبلها من دبرها ..فالعلاقة الجنسية قديمه قدم البشرية والاوضاع الجنسية متعددة جدا جدا فهل يعقل ان اليهود والعرب كانوا ياتون النساء بوضع واحد؟؟ فضلا عن ان معنى كلمه (أنى) فى الايه الكريمة تفيد قطعا المكان لان الزمان قد نهى الله عنه فى الاية السابقة لها (واعتزلوا النساء فى المحيض) ...اتقاء الشبهات احوط كما ذكرتم بارك الله فيكم ولكن الرأى المتشدد المخالف يقول باللعن والطرد من رحمة الله والكفر والعياذ بالله فهل هذا يعقل ؟ ان يكون الامر كذلك وليس له كفاره .؟ ولم يرد ان احدا من المسلمين طبق عليه حد اتيان زوجته من دبر ...بارك الله فيكم

    • @yasserabdelkhalek1280
      @yasserabdelkhalek1280 3 года назад +5

      بحث متميز غير متحيز

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +7

      أحسن الله إليكم، أخانا الحبيب. الأمانة العلمية تقتضي الصدق مع الناس في بيان الحق فعلا و هذا ما فعلناه.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +6

      @@yasserabdelkhalek1280 جزاكم الله خيرا و بارك فيكم، أخي الحبيب.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +4

      فضلا .. انشروا معنا المقطع على اوسع نطاق لتعم الفائدة. نفع الله بنا و بكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 года назад +6

      @@yasserabdelkhalek1280 فضلا .. انشروا معنا المقطع على اوسع نطاق لتعم الفائدة. نفع الله بنا و بكم.

  • @kalfiasalim4412
    @kalfiasalim4412 4 месяца назад +1

    يعني حلال ام حرام

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  4 месяца назад

      أعيدوا مشاهدة المقطع بتدبر.

  • @ssaamm4444
    @ssaamm4444 2 месяца назад +3

    هل يعقل أن الآية الكريمة نزلت فقط من اجل ان تخبر الرجل أن من حقه ان يأتي يغير الوضعية و ياتي الزوجة من الخلف ولكن في فتحة الفرج ؟
    كل الناس كانت تفعل ذلك و الرجال قبل نزول الآية كانوا ينكحون زوجاتهم في الفرج بكل الوضعيات المعروفة من الامام او في الوضع الجانبي من اليمين او الييار او من الخلف ، فما فائدة نزول الآية لو انها كانت تقصد هذا الامر الذي كان الجميع يمارسه بشكل طبيعي من قبل الاسلام
    الشيئ الذي كان غير طبيعي و لم يكن الجميع يمارسه من قبل الاسلام هو اتيان المرة من دبرها و نكح الدبر ، و هنا جائت الآية لتحسم الخلاف و تقول بشكل واضح ان الأمر غير محرم
    نكاح الدبر إذا توفرت فيه شروط النظافة مثل غسل المستقيم عن طريق حقنة شرجية و عدم تناول المرأة للطعام قبل 8 إلى 10 ساعات قبل العلاقة ، فانه لا يؤدي إلى اي اذى لا للرجل و لا للمرأة

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 месяца назад

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 месяца назад

      الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر:
      أولا، السنة:
      السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة.
      أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما.
      ثانيا، الأثر:
      الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها.
      أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها.
      و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال.
      فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار.
      فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى:
      "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات]
      و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة.
      و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر.
      فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين.
      و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء.
      فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط.
      و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم:
      "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي."
      رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح.
      و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ:
      «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،»
      فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ:
      «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.»
      رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم.
      و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة.
      فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا:
      "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار."
      رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح.
      جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر.
      و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

  • @eshoudiahmad340
    @eshoudiahmad340 6 месяцев назад +1

    السلام عليكم ورحمة الله جزاكم الله خيرا يارب العالمين مافهمت من المقطع كله هو يجوز اتيان الزوجة من الدبر وفهمت يعني مكروه وليس حرام وفهمت يكون فيه تفاهم بين الزوجين لاضر ولا ضرار في دالك يعني يكون برضى الطرفين هدا ما فهمت وجزاكم الله خيرا وان كان حرام فنبهونا وجزاكم الله خيرا يارب العالمين

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @sfghsfyh1218
    @sfghsfyh1218 5 месяцев назад +1

    ذلحين ياشيخ ماسمعنا بك وانته غيرمشهورمثل العلماء اللذين يظهرون في القنوات
    لكن شهاده لله انك تناولت المساله افضل منهم بكثير
    عندمايتكلموتحس انهم حافظين مش فاهمين

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  5 месяцев назад +1

      أكرمكم الله. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وما توفيقي إلا بالله. ساهموا مشكورين في نشر المقطع ليعم النفع وينحسر التدليس.
      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
      مرحبا بكم في قناة محمد بن سلامة الأثري على يوتيوب:
      ruclips.net/user/IbnSalamaAlAthari

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  5 месяцев назад +1

      ruclips.net/video/UlsHoZhMkrU/видео.htmlfeature=shared

  • @khirwanimarwane2158
    @khirwanimarwane2158 3 месяца назад +2

    مافهمتش من الآخر فهمونا يجوز ولا يجوز ولا مكروه

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +2

      أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد.
      من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس.
      قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى:
      "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة."
      [أصول اعتقاد أهل السنة (135)]
      و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!!
      فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة.
      جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه.
      انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده.
      الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا.
      و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين.
      كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  3 месяца назад +1

      شاهدوا المقطع بتدبر وبعيدا عن المشتتات.

  • @قناةكريمواحدبس
    @قناةكريمواحدبس Год назад +4

    كام انت عظيم يارب

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад +1

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared

  • @abdwall3910
    @abdwall3910 2 года назад +3

    جزاكم الله خير

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  2 года назад +2

      ءامين و إياكم.

    • @IbnSalamaAlAthari
      @IbnSalamaAlAthari  6 месяцев назад

      في الرابط أجمل مقطع قد تشاهدونه في حياتكم، فساهموا في نشره لإسعاد الناس:
      ruclips.net/video/awMuT6KhYSg/видео.htmlfeature=shared