توحيد اللّه وتفريج الكربات - الشّيخ أحمد السيّد
HTML-код
- Опубликовано: 2 фев 2025
- "من دعاء الكرب كما في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر، كان يقول: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السَّماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم».
والعلاقة بين الحديث وبين تفريج الكروب واضحة، أنه لما كان سبب الكروب ما علمه المؤمن من انحرافه في طاعةٍ أو رغبةٍ أو رهبة أو غيرها من العبوديات لغير الله تعالى، أو ثمة مخالفة لأمر الرب تعالى، أو الغفلة أو النسيان أو غلبة شيء من آفات النفس ومقتضياتها وعوارضها البشرية وضَعْفها والتي لا يخلو منها أحد ـ لما كان الأمر كذلك؛ كان العلاج والشفاء في الخروج من التأله لغير الله، وإفراد الله تعالى بالألوهية، فالإله هو المحبوب المطاع المرجوّ المَخُوف، وليس المراد مجرد الإقرار بوجود الله فقط؛ فإن هذا لا يكفي.
فالدواء الموصوف في الحديث هو خلوص القلب من حب ومن إرادة ما سوى الله سبحانه وتعالى؛ فيتوجه بحبه وإرادته لله عز وجل وحده، كما يتوجه بطاعته وتعظيمه لله وحده، والتخلص من أن ينظر قلبك إلى غيره، أو أن يتعلق بسواه، أو أن يقصد غيره، أو أن يهتم بأمر غيره، أو أن يسعى لغيره، كما يعني التخلص من الكِبْر والعُجْب والافتخار والبغي وغيره من منغصات العبودية المنافية لها؛ فكل هذا يَقدح في كمال التوحيد وفي تجريده لله تعالى، ولذا فهي سبب المنغصات لحياة الإنسان؛ وفي هذا قال تعالى: ﴿لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا﴾ [الإسراء:22] فالخذلان والذم وما يتبعهما من المنغصات تصيبُ العبد بقدر ما التفت لغير ربه تعالى.
لذلك كان إخلاص وتجريد كمال التوحيد لرب العالمين سبحانه وتعالى هو سبب تفريج الكَرب لأنه علاج مباشر للسبب المنغص."
• موقع ناصحون.