من خلال التأمل فيما يطرحه د عبدالجبار الرفاعي يتضح بشكل واضح انه بالضد تماماً من اي فهم سياسي للاسلام رغم كل الشواهد والنصوص التي تأخذ بأعناقنا لهذا الفهم.. وهو يدعم موقفه هذا باستشهاده دائماً بداعش والقاعدة باعتبارهما من نتاجات الفهم السياسي للاسلام .. وحينما تجد من يرفض الفهم السياسي للاسلام، فان هذا يعني حكماً انه من دعاة علمنة الحكم باعتبارها البديل الذي لابديل عنه.. وهنا بودي ان اذكّر الاستاذ الرفاعي وأمثاله ممن يسوقون نفس الاطروحة ويعزفون على نفس الوتر، اذكرهم بجرائم الانظمة العلمانية التي حكمت ولازالت تحكم.. اذكرهم بجريمة القاء اميركا العلمانية لقنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي وازهاقها مئات الاف الأرواح من المدنيين.. اذكرهم بقتل سبعين مليون من البشر في حربين عالميتين تسببت بهما طموحات علمانية الغرب في الهيمنة والسيطرة.. اذكرهم بجرائم فرنسا في الجزائر حيث تناقص عدد سكان الجزائر من عشرة ملايين في 1830 حتى بلغ مليونين أو اكثر في 1865..اذكرهم بجرائم الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي، حيث بلغ عدد ضحايا حكم ستالين وحده عشرين مليون أو اكثر.. اذكرهم بضحايا الحكم الشيوعي في الصين حيث بلغ العدد بالملايين ايام ماوتسي تونغ وحده، وقال البعض ان العدد وصل الى مائة مليون متضرر.. اذكرهم بضحايا الحكم الشيوعي في كمبوتشيا الديمقراطية(حكم الخمير الحمر) حيث قارب العدد مليوني ضحية خلال اربع سنوات فقط من حكمهم الذي امتد من (1974- 1979)..اذكرهم بضحايا ماتسمى بالمكارثية في أميركا، حيث قاد السناتور الاميركي وليم مكارثي حملات تصفية جسدية بحق شيوعيي اميركا حتى قضى عليهم تقريباً عن بكرة ابيهم.. اذكرهم بجرائم الغرب العلماني في دول اميركا اللاتينية، في كوبا ونيكاراغوا وتشيلي وفنزويلا وغيرها.. اذكرهم بجرائم الغرب العلماني في بلادنا حيث احتلوا بلداننا ولازالوا،ونهبوا ثرواتنا ولازالوا، ودنسوا مقدساتنا ولازالوا، واغتصبوا فلسطين من سكانها ووهبوها بغير حق لليهود ..اذكرهم بجرائم الابادة الجماعية التي ترتكب اليوم في غزة الصابرة حيث يقف قادة الغرب العلماني الى جانب الصهاينة ويمدونهم بالسلاح وبالرجال وبالخبرات، ويغطون جرائمهم في المحافل الدولية ويمنعون ادانتهم ليستمروا في جريمتهم ووحشيتهم.. اذكرهم بكافة أشكال الحرب الناعمة التي يقودها الغرب العلماني لتفكيك مجتمعاتنا من الداخل وتشويه ثقافتنا، وتخريب منظومتنا الاخلاقية، واحتلال عقولنا .. وقد تعودنا ان نسمع من دعاة علمنة الحكم في بلداننا ان هذه الجرائم لاتمثل العلمانية، وان هؤلاء قد خرجوا على مبادئ العلمانية….. الخ.. وهنا يحق لنا ان نسألهم: لو اردنا قبول قولكم هذا، فلماذا لاتقبلون قولنا ان داعش والقاعدة وبوكو حرام والنصرة وأشباهها لاتمثل الاسلام !!! .. لماذا باؤكم تجر وباؤنا لاتجر ياسادة ؟..أفتونا مأجورين..
اول من تحدث عن علم الكلام الجديد هو احد العلماء المسلمين الهنود قبل اكثر من قرن ونصف.. والدكتور الرفاعي وغيره اخذوا هذا المصطلح وكل له مذهبه في هذا المجال، وهم كلهم يريدون ازاحة علم الكلام الذي بين ايدينا ويسمونه علم الكلام القديم.. كان من الممكن ان يقولوا ان هذه جملة مسائل يمكن مناقشتها ويمكن اضافتها لمسائل علم الكلام الذي بين ايدينا.. الدكتور الرفاعي مع الاسف يحاول اختزال الاهداف الكبرى للاسلام في ثلاثة اهداف فقط وهي الروحية والاخلاقية والجمالية.. بمعنى هو يرفض كما هو واضح اي فهم رسالي للاسلام، واي فهم سياسي للاسلام.. وهو بالتالي يمثل خط الفهم الكنسي للدين اذا صحت تسميته.. طبعاً هو من حقه ان يقول مايشاء لكن ليس من حقه ان يقول ان هذا هو الاسلام وغيره لاعلاقة له بالاسلام.. لان الذين يقولون بان الاسلام رسالة للحياة هم من القمم العلمائية الاسلامية.. الاسلام يااستاذ ليس مجرد كلام وبيع حكي، بل هو رؤية للكون وللحياة وللانسان.. واكثر الذين يرفضون هذا الفهم انما هم يريدون تبرير هروبهم من مسؤولية المواجهة مع الطواغيت والمستكبرين التي وردت النصوص صريحة وقطعية بوجوبها.. يقول الحديث الشريف: سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قال كلمة حق بوجه سلطان جائر فقتله.. هذا هو الاسلام يادكتور.. هو رسالة لتغيير واقع فاسد، ورسالة لمواجهة واقع فاسد وحضارة فاسدة وقيم منحرفة، ومن دون هذا الفهم يتحول كل كلامنا الى مجرد ترف فكري وثقافي ليس الا.. انتم تهربون من كل مايدعو الامة الى الانتفاضة بوجه طواغيت العصر، وترون ان التضحيات في هذا المجال لامعنى لها ولاضرورة لها.. ولو كان جنابك على الحق في تعريفك للدين فكيف تفسر لنا ماصنعه الحسين في كربلاء وهو سيد شباب اهل الجنة.. وهل من منتفع من تعريفك للدين غير الحكام المستهترين لانك بتعريفك هذا تكون قد منعت الناس من التفكير بمواجهتهم والثورة على ظلمهم وتجبرهم.. الحديث طويل وكل قراءة عميقة وواعية للتاريخ تقول انك من دعاة تجريد الاسلام من رسالته في تغيير الواقع الفاسد وتحكيم شريعة الله في حياة الامة ..
المباح يادكتورنا ليس حكماً انشائياً تأسيسياً كبقية الاحكام بل هو وصف شرعي لكل الافعال والمسائل التخييرية.. هذه كل القضية وبالتالي هي لاتحتاج لكل هذا النقد وكل هذا التهويل الذي هو في الواقع في غير محله..
واضح ان الرجل متأثر جداً بما حاول ولايزال يحاول الغرب تسويقه من فهم فردي للدين لاجل سلخه عن الحياة العامة وعزله عن ادارة الشأن العام.. الاسلام رغم كل ماجرت عليه من مصائب ومحاولات للتشويه حافظ على شموخه وبقي متألقاً في خط سير الحضارة البشرية ورحل كل اولئك الذين حاولوا النيل من عظمته او الاساءة لجدارته..
هذا المفكر يطعن في علماء ومفكرين مسلمين من أمثال سيد قطب رحمه الله ويشيد بمفكرين حداثيين معروفين بمناوءتهم لدين الإسلام بلغة متعالمة يتلاعبون فيها بالمصطلحات والمفاهيم، من أمثال أركون وشحرور ومن على شاكلتهم مثل عبد الجواد ياسين الذي يشيد به إبراهيم عيسى المعروف. وعبد الجواد ياسين يقول إن القرآن نص ثابت جوهره هو الأخلاق لا يساير في أحكامه الواقع الاجتماعي المتغير. "فمن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله".
مع احترامي للدكتور عبد الجبار لكنه دان دائما يضرب أمثلة على التعصب على التيارات الإسلامية السنية ويتجاهل تماما التيارات والجماعات الشيعية التي ارتكبت جرائم وفظاعة في العراق وسوريا لا تقل فظاعة عن داعش
افرح عندما أرى متنورين عراقين اللهم احفظ هذا البلد واجعله آمنا
في انتظار المحاضرة الثالثة 😍😍😍
مشروع رائع
نتمني تستمروا في استضافه تنويريين مبدعين
كل الشكر ❤
أروع فيلسوف في العالم العربي ❤❤❤❤
من خلال التأمل فيما يطرحه د عبدالجبار الرفاعي يتضح بشكل واضح انه بالضد تماماً من اي فهم سياسي للاسلام رغم كل الشواهد والنصوص التي تأخذ بأعناقنا لهذا الفهم.. وهو يدعم موقفه هذا باستشهاده دائماً بداعش والقاعدة باعتبارهما من نتاجات الفهم السياسي للاسلام .. وحينما تجد من يرفض الفهم السياسي للاسلام، فان هذا يعني حكماً انه من دعاة علمنة الحكم باعتبارها البديل الذي لابديل عنه.. وهنا بودي ان اذكّر الاستاذ الرفاعي وأمثاله ممن يسوقون نفس الاطروحة ويعزفون على نفس الوتر، اذكرهم بجرائم الانظمة العلمانية التي حكمت ولازالت تحكم.. اذكرهم بجريمة القاء اميركا العلمانية لقنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي وازهاقها مئات الاف الأرواح من المدنيين.. اذكرهم بقتل سبعين مليون من البشر في حربين عالميتين تسببت بهما طموحات علمانية الغرب في الهيمنة والسيطرة.. اذكرهم بجرائم فرنسا في الجزائر حيث تناقص عدد سكان الجزائر من عشرة ملايين في 1830 حتى بلغ مليونين أو اكثر في 1865..اذكرهم بجرائم الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي، حيث بلغ عدد ضحايا حكم ستالين وحده عشرين مليون أو اكثر.. اذكرهم بضحايا الحكم الشيوعي في الصين حيث بلغ العدد بالملايين ايام ماوتسي تونغ وحده، وقال البعض ان العدد وصل الى مائة مليون متضرر.. اذكرهم بضحايا الحكم الشيوعي في كمبوتشيا الديمقراطية(حكم الخمير الحمر) حيث قارب العدد مليوني ضحية خلال اربع سنوات فقط من حكمهم الذي امتد من (1974- 1979)..اذكرهم بضحايا ماتسمى بالمكارثية في أميركا، حيث قاد السناتور الاميركي وليم مكارثي حملات تصفية جسدية بحق شيوعيي اميركا حتى قضى عليهم تقريباً عن بكرة ابيهم.. اذكرهم بجرائم الغرب العلماني في دول اميركا اللاتينية، في كوبا ونيكاراغوا وتشيلي وفنزويلا وغيرها.. اذكرهم بجرائم الغرب العلماني في بلادنا حيث احتلوا بلداننا ولازالوا،ونهبوا ثرواتنا ولازالوا، ودنسوا مقدساتنا ولازالوا، واغتصبوا فلسطين من سكانها ووهبوها بغير حق لليهود ..اذكرهم بجرائم الابادة الجماعية التي ترتكب اليوم في غزة الصابرة حيث يقف قادة الغرب العلماني الى جانب الصهاينة ويمدونهم بالسلاح وبالرجال وبالخبرات، ويغطون جرائمهم في المحافل الدولية ويمنعون ادانتهم ليستمروا في جريمتهم ووحشيتهم.. اذكرهم بكافة أشكال الحرب الناعمة التي يقودها الغرب العلماني لتفكيك مجتمعاتنا من الداخل وتشويه ثقافتنا، وتخريب منظومتنا الاخلاقية، واحتلال عقولنا .. وقد تعودنا ان نسمع من دعاة علمنة الحكم في بلداننا ان هذه الجرائم لاتمثل العلمانية، وان هؤلاء قد خرجوا على مبادئ العلمانية….. الخ.. وهنا يحق لنا ان نسألهم: لو اردنا قبول قولكم هذا، فلماذا لاتقبلون قولنا ان داعش والقاعدة وبوكو حرام والنصرة وأشباهها لاتمثل الاسلام !!! .. لماذا باؤكم تجر وباؤنا لاتجر ياسادة ؟..أفتونا مأجورين..
اول من تحدث عن علم الكلام الجديد هو احد العلماء المسلمين الهنود قبل اكثر من قرن ونصف.. والدكتور الرفاعي وغيره اخذوا هذا المصطلح وكل له مذهبه في هذا المجال، وهم كلهم يريدون ازاحة علم الكلام الذي بين ايدينا ويسمونه علم الكلام القديم.. كان من الممكن ان يقولوا ان هذه جملة مسائل يمكن مناقشتها ويمكن اضافتها لمسائل علم الكلام الذي بين ايدينا.. الدكتور الرفاعي مع الاسف يحاول اختزال الاهداف الكبرى للاسلام في ثلاثة اهداف فقط وهي الروحية والاخلاقية والجمالية.. بمعنى هو يرفض كما هو واضح اي فهم رسالي للاسلام، واي فهم سياسي للاسلام.. وهو بالتالي يمثل خط الفهم الكنسي للدين اذا صحت تسميته.. طبعاً هو من حقه ان يقول مايشاء لكن ليس من حقه ان يقول ان هذا هو الاسلام وغيره لاعلاقة له بالاسلام.. لان الذين يقولون بان الاسلام رسالة للحياة هم من القمم العلمائية الاسلامية.. الاسلام يااستاذ ليس مجرد كلام وبيع حكي، بل هو رؤية للكون وللحياة وللانسان.. واكثر الذين يرفضون هذا الفهم انما هم يريدون تبرير هروبهم من مسؤولية المواجهة مع الطواغيت والمستكبرين التي وردت النصوص صريحة وقطعية بوجوبها.. يقول الحديث الشريف: سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قال كلمة حق بوجه سلطان جائر فقتله.. هذا هو الاسلام يادكتور.. هو رسالة لتغيير واقع فاسد، ورسالة لمواجهة واقع فاسد وحضارة فاسدة وقيم منحرفة، ومن دون هذا الفهم يتحول كل كلامنا الى مجرد ترف فكري وثقافي ليس الا.. انتم تهربون من كل مايدعو الامة الى الانتفاضة بوجه طواغيت العصر، وترون ان التضحيات في هذا المجال لامعنى لها ولاضرورة لها.. ولو كان جنابك على الحق في تعريفك للدين فكيف تفسر لنا ماصنعه الحسين في كربلاء وهو سيد شباب اهل الجنة.. وهل من منتفع من تعريفك للدين غير الحكام المستهترين لانك بتعريفك هذا تكون قد منعت الناس من التفكير بمواجهتهم والثورة على ظلمهم وتجبرهم.. الحديث طويل وكل قراءة عميقة وواعية للتاريخ تقول انك من دعاة تجريد الاسلام من رسالته في تغيير الواقع الفاسد وتحكيم شريعة الله في حياة الامة ..
المباح يادكتورنا ليس حكماً انشائياً تأسيسياً كبقية الاحكام بل هو وصف شرعي لكل الافعال والمسائل التخييرية.. هذه كل القضية وبالتالي هي لاتحتاج لكل هذا النقد وكل هذا التهويل الذي هو في الواقع في غير محله..
بما فهمته. من حديث الدكتور الرفاعي ان كل اية قرانية لا تتوافق مع القيم الغربية الممثلة بميثاق. الامم المتحدة، إذا. الايات كلام الله يجب ان تنسخ ؟!!!
واضح ان الرجل متأثر جداً بما حاول ولايزال يحاول الغرب تسويقه من فهم فردي للدين لاجل سلخه عن الحياة العامة وعزله عن ادارة الشأن العام.. الاسلام رغم كل ماجرت عليه من مصائب ومحاولات للتشويه حافظ على شموخه وبقي متألقاً في خط سير الحضارة البشرية ورحل كل اولئك الذين حاولوا النيل من عظمته او الاساءة لجدارته..
هذا المفكر يطعن في علماء ومفكرين مسلمين من أمثال سيد قطب رحمه الله ويشيد بمفكرين حداثيين معروفين بمناوءتهم لدين الإسلام بلغة متعالمة يتلاعبون فيها بالمصطلحات والمفاهيم، من أمثال أركون وشحرور ومن على شاكلتهم مثل عبد الجواد ياسين الذي يشيد به إبراهيم عيسى المعروف. وعبد الجواد ياسين يقول إن القرآن نص ثابت جوهره هو الأخلاق لا يساير في أحكامه الواقع الاجتماعي المتغير. "فمن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله".
مع احترامي للدكتور عبد الجبار لكنه دان دائما يضرب أمثلة على التعصب على التيارات الإسلامية السنية ويتجاهل تماما التيارات والجماعات الشيعية التي ارتكبت جرائم وفظاعة في العراق وسوريا لا تقل فظاعة عن داعش