يمكن اعتبار بأن الفلسفة العربية المعاصرة هي وليدة عدة مقاربات علمية وتنظيرات فكرية كبري ومأسسة منطقيا وفكريا فمنذ ظهورها علي يد الكندي وابن سينا وابن رشد في زمن العصور الوسطي وماقبلها فإنها قد صنعت منظومة فكرية ومعرفية وابستمولوجية توافقت مع اشكالات زمانها وحددت في نفس السياق الأطر النظرية والعلمية والبراغماتية التي كانت تسير ميكانيزمات مجتمعاتهم ،الا انها قد تناولت عدة مواضيع كانت مطروحة في زمانهم كعلم الطبيعيات والإلاهيات وضرورة تحديد مجال اشتغال الناسوت ومجال اشتغال اللاهوت خصوصا فيما يتعلق بتنظيرات ابن رشد في هذا المجال المعرفي. الا ٱن تأثر الفلسفة العربية المعاصرة بالتنظيرات العلمية والفكرية التي ظهرت منذ عصر النهضة الاوروبية الي اليوم كانت واضحة في كتابات المفكرين والفلاسفة العرب المعاصرين فلقد تأثرت الفلسفة العربية المعاصرة بالانتاجات الكتابية والابداعية التي أسسها الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت فيما يتعلق بمشروعه الفلسفي الذي يتأسس حول مفهوم العقلانية وضرورة تطبيقاتها في المجال العلمي والعملي وخصوصا تركيزه علي كون ان العقل الفلسفي يجب ان يكون لديه منطلق منهجي في التعامل مع المعلومات المتوفرة لفيه ويجب ان يكون منطلقه منهجيا في ابداعه وصنعه للمعارف، فليس الفاءدة في تراكم المعلومات المتوفرة لديه دون ان يكون لديه منهج حسن قويم يحسن التعامل مع هاته المعلومات وهو الذي (ديكارت) أسس لمفهوم البعد النقدي في المعرفة كما ذكر ذلك الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط في كتابه نقد العقل العملي ونقد العقل المحض اي أن قد كان لكانط مشروعا نقديا يتمثل في كون العقل البشري المحض يجب ان يتعامل ببعد نقدي علمي مع النظريات الفلسفية والمعرفية والاجتماعية وغيرها ان توفر لديه تكوين علمي واكاديمي اصيل ومأسس معرفيا كأن يكون الطالب متخرجا من جامعة السوربون بباريس او جامعة اكسفورد او كمبرفج ببريطانيا لكون هاته الجامعات تمكن الطالب من تكوين علمي واكاديمي علمي ومنهجي ونقدي تخوله كي ينقد النظريات العلمية والمعرفية والفلسفية الكبري وأن يكون مساهما في خلق النظريات المعرفيةوالتي تسعي بدورها لخلق تطبيقات عملية علي ارض الواقع وذلك من خلال استعمال مناهج علمية متقدمة واستعمال مقاربات علمية متطورة وأكاديمية..
جان بول سارتر (1980-1905).(17). السادية (كما المازوشية ) وجهان لعملة واحدة: عدم نضج و نكوص طفولي الى الوراء ؛ طبعا هناك ايضا خلل او اختلالات أخرى ). الطفل لا يزال يعيش في الرجل البالغ و هو عندما يعود الى ماضي طفولته ،يعود ليلعب و يتذكر هذا النكوص ،لم يعد يجد ألعابه القديمة،ضاعت منه ،تحول اللعب من لعب اطفال و من لعب بريء الى لعب رجال بالغين ، نضجت العاب الاطفال لكن الكبار لم ينضجوا ، العدوانية و الاذى و الاكراه و الإهانة و حب التملك ، كلها سلوكيات اطفال كان لها ما يبررها عند الطفل ، غير مبررة عند الكبار ، تبدلت الادوات و تغيرت المواضيع و المواقع ، اصبح الجسد هو اللعبة الباقية لهؤلاء الكبار و جسم الاخر هو موصوع الانتشاء ،الطفل الصغير عاد إلى الحياة من جديد و عاد لينتقم من رفاقه مع من لعب في ايام الطفولة ،عاد ليعوض العابه التي لم يقدر على ممارستها على شكل انتقام هذه المرة ، الماضي لم بمض و الحاضر حضر بكل كثافته و بكل وجوده انها اللحظة المناسبة ليعود طفلا من جديد يوم كان العالم كله ملكه و عندما كان يتصرف على هذا الاساس،لم بعد العالم ملكه و اصبح هذا الاخر الذي يلبس جسده امامه و ما عليه الا ان يملكه كما كان يملك كل شيء بوم كان طفلا و التملك يحصل بتملك الأشياء حوله في عهد اللعب البريء و أتى عهد اللعب الجدي او لعب الكبار ، انه الانتقام ، نكوص الى الوراء و عدم نضج فالطفل ظل يلعب بالخفاء في زوايا الرجل ، حتى استيقظ الشعور و عاد حيا قويا ،فظهر الطفل من جديد مشوها هذه المرة مولودا جديدا ،الطفل لم يعد طفلا ،الكبير ولد من جديد ولد متاخرا في عالم الكبار ، ماتت براءة الاطفال و اللعبة صارت حطام الذكربات ،استعاد الرجل الطفل بعدما ماتت فيه البراءة على شكل رجل كبير ، البالغ هنا غبر بريء و البريء هناك غير ناضج ، الكبير لم بنضج و هو غير بريء ، السادي ارادة عمياء و لا تعرف كيف تعيش، يقول سارتر السادية وجدان انفعالي و جفاف و عناد حريص، كلمات سارتر لا تعني شياء ولا توضح شياء ، يتحدث عن التملك لا يوجد هنا تملك ،السادي يبعثر و يعبث بجسم الاخر المستسلم امامه و لا يريد كما يقول سارتر سلبه حريته ، يربد ابادة جسده تماما كما يحطم الطفل لعبته ،يبحث السادي عن لذة تفوق اللذة ، لذة مضاعفة ، لذة فوق اللذة ،لذة مريضة و ليس صحيحا ابدا ما يقوله سارتر عن صورة الحرية المحطمة المستعبدة ،السادي لا يتعامل مع الحرية ببساطة لانه لا يعرفها، موضوعه الجسد و غايته لذة منحرفة، ادواته مادية و هو لا يريد اقرارا بشيء او الاعتراف ، هو يريد اذلاله دون سبب او هدف و هو لا يحاور فريسته و هو لا يناقش شخصا هو يتعامل مع شيء اسمه جسد يغرس ادواته في اللحم و يبتهج للألم و هو لا يدع لهذا الجسد فرصة الاختيار لانه ليس هدفه الحرية حرية فريسته هو لا يصادر حرية الاخر هو يدمر جسده دون هدف حقيقي هدفه لذة مشوهة ،الحرية حوار و اعتراف و هنا لا يوجد حوار و لا يوجد اعتراف بارادة الاخر و الحربة تحترم الوجود و الاختلاف لان اهدافها نبيلة (سارتر يرى ان الإحترام هنا بلا معنى !!) ، و السادي لا اهداف نبيلة عنده و الاحتكاك عنده ادوات و اعضاء و جسم ملقى امامه بلا ارادة بلا قرار بلا اختيار و كل هذه العناصر اللازمة للتفاعل مع حرية الاخر غائبة و هي مرفوضة من السادي،فهو لا يؤمن بالحرية ، يؤمن بالعنف وسيلة الى استحضار اللذة التي خانت نفسها كلذة و صارت عند السادي ألم و صراخ، سارتر يختزل و يختصر و يشوه في سببل الوصول الى فكرة مسبقة وضعها نصب عينيه و هي فكرة ركيكة فقيرة غير مقنعة و لا تؤدي الى مكان ،فكرة مجانية تذهب كما يذهب الكلام المجاني عندما يكون هدفه الكلام نفسه ، يتطاير كلامه في الهواء و لا يصل الى شيء، ينتهي سارتر الى اقرار ان السادية اخفاق الشهوة و الشهوة اخفاق السادية و بصرف النظر عما يطلق عليه (شيء-اداة) و لكن الاهم ما ذكره دليلا على اخغاق السادية،ان الحرية العالية او المتعالية للفريسة هي ما يسعى السادي الى امتلاكه و يبرر اخفاق السادبة هنا ان السادي كلما اصر على معادلة الغير كاداة افلتت منه هذه الحرية،اما ان هذا السادي غبي و اما ان سارتر غبي ؟ و نحن ستختار هنا السادي كغبي ،فاذا كان هدفه امتلاك الحرية العالية فهو كمن يريد الاستجمام او الاستحمام على شاطىء البحر فيذهب الى الصحراء و هو كمن يريد ان يعوم في ماء البحر فيدفن نفسه في الرمل بدل الغطس في الماء ، السادي يتعامل مع ما هو مرئي امامه و يحاور بأدواته و بيديه و في كل مرة بقوم بعمل شيء ضد فريسته ينتظر اثاره المباشرة على جسد المسكين، السادي يتعامل مع المادة و هو هنا الجسد و لا يتعامل مع افكار هذا الجسد المطروح و الممتد امامه و هو في النهاية لا يستطيع ان يسلبه او بستولي على شيء معنوي لن تفرط به الفريسة فهو يتجاوز الجسد و لانه ملكها وحدها و لانه لا يموت و لا يستسلم الا بموت الجسم و كل اقرار و كل اعتراف من الفريسة، ليس الا كناية عن رمز للخضوع المؤقت و العابر و هو ليس مطلب السادي، السادي لا يريد ان يصل الى الحرية العالية لفريسته و لا يريد ان يسلبه اياها ، السادي يريد ان يتلذذ بعذاب فريسته، يريد ان يتالم هذا الجسد المرمي امامه و الخاضع له ، هو لا يعنيه منه إلا اعتراف جسده ، لا بهمه منه روحه ،اللذة عنده لا تتأمل في المجرد ، اللذة عنده امامه لذة مادية مقلوبة ، تريد ان تلتذ باخضاع الجسد و تريد ان تلمس هذا الجسد و ان تراه مهزوما و ان يستسلم امام العنف المادي و امام الالم المضني الذى يمارسه السادي على فريسته ،فريسته ليست له ، فريسته ليست ملكه و هو واع و هو بعرف ذلك و السادي لا يهمه حربة فريسته و لا بهمه شخصها ، يهمه اذلال الجسد في سببل لذة لا تجد طريقها الصحيح الى الإشباع العادى او الطببعي و هو ليس عنده قبم عليا و لا يتعامل و لا يعترف بالوجود المعنوي للشخص ، فهو لا يابه لشيء اسمه كرامة ، حتى يفكر في حرية الاخريين، الحرية بضاعة او سلعة كاسدة فغرضه ليس هنا و انشغلاته لا ترتقي و لا ترتفع عن مستوى الجسد الذى يستلقي أمامه و طلبه هو اذلال جسد بصرف اانظر عن حريته لان الحرية لا تستثير عنده لذة و لا نشوة و اللذة ليست عنده اصلا شهوة ، اللذة عنده عكس اللذة نفسها، اللذة عنده اسمها ااحقيقي الكراهية الازدراء الاستباحة الفهر العنف الإذلال، اللذة عنده عكس اللذة ، مرارة سخط تجاهل، السادي لا لذة و لا شهوة عنده حتى يتهمها سارتر بالاخفاق ، عنده جسد يريد ان يعمل او يصنع منه جثة ، جثة حية تصرخ تتكلم تتاوه تستسلم تابع 29/09/21
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(90). في معرض حديثه عن سؤ النية يذكر سارتر موضوع القلق وكيف اننا نحن القلق و نحن نفر منه و يستنتج وجود العدم و الوجود في وحدة نفس الشعور ، نحن لا نفر من القلق ، القلق مادته الزمان ، هو يحضر كما بحضر الزمان , يقتحم تخومنا و حصوننا ، نقاومه بشعور القلق ، و القلق هو السلاح الابيض الاخير في مواجهة تدفق و جريان اازمن في جهاز الوجود ، نحن لا نعاني و نفر في وحدة نفس الشعور ، الزمان هو الذي يجتاح شعورنا و يحتله و شعورنا ينبهنا الى خطر ما تحمله لنا الايام ، هنا الشعور بالقلق شعور بوجوده ووجود القلق في الخارج يدخل الينا عبر بوابة الزمن ، مادة القلق ، و لا يوجد وحدة الوجود و عدم الوجود في نفس الشعور ، وجود الشعور شعوره بالقلق و الشعور هنا علة كبفية وجوده ، الفرار هنا انحسار امواج الزمان و تلاشي مادة القلق ، الفرار وجه الصراع و ليس الصراع ، القلق قلق من جسم المستقبل و مادته الزمان ، هو يجتاحنا من الخارج و يندحر الى الخارج و لا يوجد هنا انفصام و لا ازدواجية ، هو ليس شعورا بالقلق و هروبا منه في وحدة نفس الشعور... 30/11/21
جان بول سارتر( 1980-1905)(30). في سؤ النية حسب سارتر الانسان في وجوده ينكر ذاته او يحجب الحقيقة عن نفسه و يقول ايضا سارتر : سؤ النية موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده ؛ و سؤ النية اذا وجدت فهي تجاوز و هي اخفاء ، تجاوز لواقع يكذب الانسان فيما يريد ان يرى نفسه عليه و واقع يسلبه حرية القرار عندما لا يتناسب الواقع مع حقيقة ما تراه نفسه و سؤ النية هي اذا وجدت ليست انكارا للذات و لا حجبا للحقيقة و لا هي موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده ، هي محاولة اعادة تشكيل جديدة و محاولة ابعاد حقيقة مزعجة لانها لا ترضي الانسان و هذا التجاوز و هذا الإخفاء ليس حجبا للحقيقة بل اعادة تشكيل لها و هي ليست موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده لان لا اعتقاد في سؤ النية فالانسان هنا يعرف ما يريد و هو عندما يخفي شيءا فلانه يعرفه و ليس لانه يجهله ، ذاته التي ينكرها لا ينكرها ، يجري عقدا جديدا معها ، هذا العقد عقد حر يتعهد بموجبه الطرفان على مواجهة الواقع بالطريقة ااتي تلاءم الذات في علاقتها مع نفسها و علاقاتها مع الاخر ، عقد يتم بموجبه اخراج ما يزعج نشاط الذات لكي تستمر و بهذا اامعنى هي نشاط ايجابي و علاج جانبي لا يؤذي و بدون اضرار جانبية ، هو عقد كعقد البستاني يتعهد بموجبه بازالة الاعشاب الزائدة في الحديقة ، سارتر يريد ان يجرد الانسان من كل محاولات ترميم الهيكل من جديد ، يريده عاريا و الحقيقة احيانا في تجاوز حقبقة و بما ان في الانسان بعدا اخر و علوا فالمرئي لا يعود ينغع حتى اصبح عبئا و حتى اصبحت الحواجز كامنة و بالتالي فسلوك سؤ النية ليس انكارا بل اعترافا و ليس كما بقول سارتر هروبا بل مواجهة احيانا سلبية و احيانا ايجابية ، الالتغاف ليس هروبا بل مواجهة جانبية و الا لاختار الانسان حقيقته في الموت برضى و تسليم و طيب خاطر كما تود ان تعلمنا ان نغعل سؤ النية و لكن الانسان رفض و يرفض الموت و عندما أرفض ان اموت لا اخفي الموت و لا اخادع نفسي بل اتجاوزه و اخفيه هنا و اتجاهله كي اعبر الى ما يتخطاه ، سؤ النية نوع من انواع الحتمية و هي خطا نابع من فكرة الوجود في ذاته و هي فكرة ضبابية و انا عندما اصوب حريتي لا الغيها لان مواعيدي من شاني و الذات حوار لا يمليه عليها القدر و لا حتى الوجود لان الوجود عاجز و عندما اعجز و ما هو في ذاته لا يغري الذات ، الانسان يعالج الحرية كما الفنان بعالج التمثال و كما يقول هيغل التمثال الاعمى ينظر بكل جسمه كذلك الوجود فى ذاته لا يصمت و لا هو اخرس كما يريد له سارتر ان يكون هو كما هو بل يتكلم عندما اريد و من خلالي ... 05/10/21
جان بول سارتر( 1980-1905)(38). الذي يتمعن بنصوص سارتر خاصة في الوجود و العدم ، يلاحظ فيه التكرار ، و التكرار عنده انواع ، تكرار يكرر نفسه ، و تكرار يكرر نفسه بصيغ اخرى و تكرار يستعمل مفردات غير التي استعملها سابقا و للتكرار فوائد و مضار ، من فوائده تركيز و تاكيد الفكرة باشكال مختلفة و من مضار هذا التكرار إضاعة وقت القارئ المهتم ، و من البنى الفكرية ااتي يعتمد عليها جزء منها مأخوذ من جدل هيجل و لكنه جدل مبتور فمثلا ياخذ منه فكرة الشيء الذي يحمل في داخله نقيضه ، و يحذف النتائج ااتي يستتبعها و يقررها هيجل ، فجدل سارتر غير مركب افقي لا يطبق منطق هيجل بكامله ، يوظف بعضه و يلفظ البعض الاخر ، يجتزء منه ما يخدم قضيته و طروحاته، ففي عرف هيجل الدولة هي الحرية في حين ان الحرية عند سارتر فردية و مطلقة ، هي انفصال الوعي و هي عدمها الخاص الذي يوجد فيه ما من اجل ذاته، ببنما الحرية عند هيجل لا توجد الا تحت غطاء القانون و ان الحرية لم توجد دفعة واحدة بل عبر مراحل وهي هدف مسيرة تاريخية طويلة ، فبدأت هذه الحرية بشخص واحد حر في الشرق القديم و تطورت الى حرية فئة حتى وصلت في العصور الحديثة الى حرية كل انسان بما هو انسان ، اما جدلية سارتر فهو يكتبها في كتابه الوجود و العدم و هو يتكلم عن النظرة ، فماذا يقول ، دعونا نسمع سارتر ما يقول او دعونا نقراء ما كتب سارتر ، كتب سارتر : تابع 12/10/21
جان بول سارتر ( الوجود و العدم ) مارتن هايدغر ( الوجود و الزمان )(80). العدم عند هايدغر هو جوف هاوية بلا نهاية من العدم ، و (الوجود-هناك )ياتي من جوف هاوية بلا نهاية من العدم و يذهب الى الموت هاوية اخرى للعدم و وجود الوجود-هناك هو ركض نحو الموت الى العدم ، من العدم ياتي كل موجود من حيث هو موجود و هو يتفادى الاقرار ان العدم موجود لانها عبارة متناقضة فيستعيض عنها بعبارة العدم يتعادم و هو نوع من التعالي عند هايدغر فالتعالي عنده هو تعال الوجود-هناك على العالم و تعال العالم على الوجود-هناك و تعال العدم او ما يطلق عليه : العدم يتعادم ! و النتيجة قبول منطق اللامعقول و قبول عبارة ان اللامعقول يعكس وجود العدم او يتعبير اخر لسارتر العدم ينعدم و العدم لا ينعدم و النتيجة، اذا وجدت ، فان للعدم تعبير اخر هو عن اللامعقول في الوجود ، فالعدم كما عند هايدغر عند سارتر ، شكل من أشكال الوجود، العدم هو ما يخفيه الوجود داخل الوجود او حسب سارتر العدم قايم داخل الوجود كانه (دودة) او كانه (بركة صغيرة ) و هذه التعابير لسارتر و هو يقول ايضا الانسان يحمل العدم داخل ذاته و بكل المعاني ، العدم هو اللامعقول في الوجود و هكذا نصطدم في نهاية المطاف بجدار اللامعقول الذي هو التبرير الوحيد للعدم و اللامعقول هو تصور ذهني او منطقي داخل الذهن و ليس هو داخل الوجود كما يقول سارتر و هو بالتالي غير موجود في الوجود و يزيد سارتر (ما هو انساني على التحديد في الانسان قوامه العدم ) و هذا ينطبق عليه نقد هواينهد لديكارت حول الجسم او المادة و ما اسماه هوايتهد : مغالطة التعين الموضوع في غير مكانه او بلغة اخرى تجريد سهل و سريع ... تابع 24/11/21
جان بول سارتر(1980-1905)(34). علاقة الحاضر بالماضي و المستقبل ليست علاقة انفصال و عدم كما يقول سارتر ، بل علاقة اتصال و لكنها علاقة خاصة ، علاقة نوع و علاقة شكل ، نوع الاتصال علاقة نوعية ، علاقة شكل (ماضي ) و علاقة شكل غياب( المستقبل ) و الانسان يصير و لا ينعدم، يولد ينمو يعمل و يموت ، و الموت ليس نهاية او كما يقول سارتر وجود محض للغير الى الابد ، الموت ليس فناء و ليس عدما ، الموت غياب عكس ما يقول سارتر تماما ، نقول غاب بيار عن العالم او غيبه الموت ، لكن اثره يبقى و مادة جسده لا تفنى تتبدل تتحول تبقى باشكال اخرى و هذا معنى الغياب في الموت، الإنسان عندما يموت لا يصبح عدما و هو لم بات الى العالم بالعدم او من العدم، الإنسان يتحول و لا بنتهي ببقى اثره و تبقى ذكراه ، فقط يغيب عن العالم، و النسيان لا يعني انه اصبح عدما يعني انه انتقل و يعني انه هناك و هناك معناها ان له ابعادا و بصبح له ابعاد اخرى غير ابعاد الحاضر، بصبح غيابه ماضي و حاضر و مستقبل في نفس الوقت، شيء او بعد كبعد السرمدية المطلق و التاريخ هو أحد اشكال الماضي و قد نحول الى مطلق سرمدي و علاقته بالزمن او بما بعد الزمن و ليس علاقة بالعدم و افكار سارتر في معظمها تاملية اكثر منها واقعية ، تعتمد على مقدمات كلامية و ادواته الفكرية اسمية ، و الكلمات عنده لها دور رئيس في انتاج المعنى و هذه الكلمات لها خبرتها في ايجاد الحلول من تداعياتها و تدفقها و تداخلها و تشابكها ، فالماهية عنده بعد الوجود لكن ماهية الانسان نوعية توجد مع او قبل وجود الانسان لانها ماهية الانسان ، المثالية تقول بوجود الماهية قبل الوجود لا بعد ااوجود كما يقول سارتر ، و ماهية الانسان التي هي الحرية بعد وجود الانسان تهدم بنيان سارتر الفكري لانه في هذه الحالة تصبح الحرية فعل اقرب الى العشوائية منه الى الوعي الذي ميزه سارتر و اصطلح عليه بالوجو لذته في مقابل الوجود الذي تسبقه ماهيته اي الوجود في ذاته ، ماهية الانسان نوعية تماما كالوعي قبل وجوده ، تماما كما ماهية النبات او الحيوان ، الفرق ان ماهية الانسان نوعية خاصة و ماهية الاشياء الأخرى عامة و هذه ااماهية تتصمن الوعي و تتضمن الارادة الحرة و تتضمن الحرية جوهر و ماهية الانسان قبل وجوده لان الحرية بعد وجوده فعل عشوائي دون ماهية و دون جوهر ، ماهية الانسان قبل وجوده : الحرية ؛ و ليست الحرية ماهية الانسان بعد وجوده ، طريقة وجود الانسان ماهيته و ماهيته حريته و ليس العكس كما يقول سارتر اي ، ان حريته قبل ماهيته ؛ و هذا تناقض و تخبط لان الحرية هي ماهية الانسان و ليست فعلا محضا في الزمان بعد وجود الإنسان او انها لكي توجد و تعمل عليها ان تفرز عدمها الخاص، وجود الانسان كنوع : حريته ؛ و حريته ماهيته و الماهية و الوجود انبثاق واحد ووجود الواحد يتضمن وجود الاخر... 09_10-21
جان بول سارتر(1980-1905)(19). انا مذنب تجاه الغير في وجودي نفسه، هو هنا لا يفهم معنى الذنب و كعادة سارتر يختزل و يجتزا و يختصر و لا يرى من الشىء إلا الزاوية التي تخدم وجهة نظره على حساب الواقع و على حساب ذكائه، لم يشعر ادم بالذنب كما يذكر سارتر في الكتاب المقدس(و ادركا انهما كانا عاريين ) ، لانه تعرى ادرك نتيجة ذنبه في عريه ، فهو عندما عصى ربه كما تقول الادبان السماوية ظهرت سواته ، فالذنب هنا مخالفة اوامر آلله، و فكرة الله هنا فكرة فيها التزام و فيها تسليم و فبها ايمان و فيها ابعاد اخرى ، هي ليست سلطة بمعنى اعطاء الأوامر حتى تنفذ ، الأمر اعمق من ذلك بكثير ، الامر يعني ان الإنسان يسير على طريق ، هذا الطريق ليس له فيه اختيار و الذي اختار طريق ادم هو من اوجده و هو المرجع و الخلاص و هو المرتجى و لا سببل الى لقاء نفسه بدونه ، اما عن الكراهية فحدث و لا حرج، حيث الكراهية عند شخص مثل سارتر تعادل عالم لا يوجد فيه الغير ، هذه الاستنتاجات التي يقفز البها سارتر تدعو للعجب العجاب!! فلا يمكن لعقل راجح ان يتبنى هكذا افكار و هكذا مقولات متخبطة ، لا ضؤ فيها و لا رجاء ، فهو هنا يخبط خبط عشواء ، يرد الكراهية الى عدم الاعتراف بالجميل تجاه الشخص الذي اسدى خدمة خالية من الغرض و الكراهية رد فعل على حرية الغير و ضد هذا الشخص لانه مارس حريته التامة و استعمل من اسدى له الخدمة كاداة ، اي الجميل برتد كراهية و لا اعرف من اين اتى سارتر بهذه الافكار البهلوانية و لا اعرف لماذا لم تسد له سيمون دى بوفوار بنصيحة ان يحذف ما كتبه خدمة له و خدمة لسمعته العقلية فيعترف لها بالجميل و لا يكرهها ( او لا يعترف بالجميل و يكرهها !!) ، كلام سارتر هنا غير جدي و كلام غير مسؤول و هو كلام خارج المجتمع و خارج التاريخ، فحتى هذا الذي يطلق علبه سارتر اسم ما هو من اجل ذاته او لذاته ليس جزيرة معزولة دون روابط دون قيم دون ضرورات دون واجبات دون مشاعر و هو هنا يتصرف كما يطلق عليه سارتر فعلا و ليس قولا : لا شيء(ما هو لذاته )... تابع 01/10/21
جان بول سارتر(1980-1805)( الكرسي ليست ماهية النجار كما يقول سارتر ، النجار هو ماهية الكرسي (50). ماهية الانسان هي انه يتكون و ينضج قبل وجوده ، لا يمكن ان يتكون بعد ان يوجد و الا لما وجد او لكان ببساطة شياء ما، و الماهية هنا تترك لانسان يختار على اساس انه دائما هو هو و لا يتعارض هذا مع تحول الانسان مع الوقت و مع الزمان ، لانه كما تقول اليونان القديمة التغير يتضمن الثبات و الا لما حدث تغير ابدا ، الإنسان لا شيء يفصله عن نفسه لان ماهيته اكتملت قبل ان يوجد، بعد وجوده يحضر في العالم بماهيته ، ماهبته هنا دينامية و ليست تحجرا او تقوقعا و لا ثباتا دائما و لا هي حدود حادة تحدها و الحرية مجال الانسان حتى يسمح للماهية بالنمو و الانتشار ، الخيارات تنشأ من داخل الارادة و الاطار هو المساحة التي بتحرك عليها الانسان ، الإنسان يتحاور مع ماهيته لا تلغيه و لا يلغيها، الاساس يظل قائما كاحتياط جاهز حتى لو لم تمتد اليه يد الانسان ، الحرية خيار الانسان وجود و ماهية ، لا يوجد الانسان دون ماهية ، الوجود انبثاق ، هذا الانبثاق ظهور و تاكيد من اللحظة الاولى، عناصر الارادة لا تقوم بوجود حادث عرضي ، الارادة اكتملت و اختارت ، بدون الاكتمال و الاختيار يبقى شيء يشبه رمل في الصحراء ، تفاعل لا يوجد ، يموت لا يظهر ، معادلة : الوجود يسبق الماهية ، مثل معادلة مات قبل ان يوجد و مات ثم قام و عاش ، الماهية هنا ليست فقط بنية و امكانات مفتوحة و مشرعة على ابواب الفعل و الحرية ، الماهية امكانات في سبيلها الى التحقق عكس القول اامعاكس ان الامكانات هي الماهبة ، الماهية توجد و تصبح ماهية نفسها ، تغنى و تزيد ثراء مع امكاناتها ، الماهية هنا اكتمال الفعل و الامكانات في كل مرة ، و الفعل و الامكانات هما ما توفره بنية الماهية لتصبح و تصير ، الإنسان ليس شياء و لا لا شياء كما يقول سارتر ، الإنسان ليس شياء حوله النجار الى كرسي ، الكرسي ليست ماهية النجار كما يقول سارتر ، النجار ماهية الكرسي... تابع 27/10/21
جان بول سارتر( 1980-1905).(20). هذا الذي اسمه ( ما هو من اجل ذاته او ما هو لذاته) او ( ما هو ليس هو و هو ليس ما هو ) ، نتاج قيم و نتاج علاقات إجتماعية نتاج تفاعل و نتاج تبادل نتاج خبرة و نتاج تجارب نتاج ثقافة و ايضا نتاج تاربخ في النهاية، و هذه الكراهية عند سارتر التي هي كراهية و رفض لوجود الغير تمتد و تتسع لتشمل الوجود العام لتصبح رفضا لمبدا الوجود ذاته ، هذه المبالغات لا تخدم شياء و هي غير قايمة على منطق سليم و لا حتي على حس سليم و لا على خبرة صحية او تجارب معتبرة و بالتالي فهي تندرج تحت اطار الثرثرة و اراء هي في نهاية المطاف غير مسؤولة و لا معتبرة و تفتقر للدقة و للملاحظة الثاقبة ، و في نهاية كلامه عن الكراهية يقرر سارتر ان الكراهية موقف يمثل الاخفاق، و لا يوجد هنا اخفاق و نعود لنذكر و لنقول، فسلم القيم مفقود هنا ، و قواعد الاخلاق التي تبناها الناس كمرشد و هاد لسلوكهم و التي تعطي المعنى للشعور الذي اسمه الكراهية مفقودة هنا ايضا عند سارتر ، الكراهية تجد مبررها في طبيعة الفعل ذاته ، فالاذى المقصود ، و الكذب المتعمد ، و الخيانة الموصوفة ، كان عنه مسؤولا، كل هذه المواقف و كل هذه السلوكيات هي التي تحدد ما هي الكراهية و ليست هي ابدا الرد على الحرية التامة التي توظف نفسها في خدمة الغير او الاخر دون غرض او غاية ... تابع 01/10/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ )(98). قد يقول قائل ان الضجة المفتعلة حول سارتر و هذه الشهرة التي شاعت بسبب اهتمامه بالشأن العام و بسبب كتابته للمسرح و رواج مسرحياته و الذى لاقى نجاحا و كذلك بسبب كتاباته الادبية في مجال الرواية (دروب الحرية ، الغثيان ) و في مجال القصة مثل ( الجدار و الابواب المغلقة الخ ) و غير ذلك من الاعمال الادبية عن جان جانية و عن بودلير و ايضا عن مالارمية الخ ، على الرغم من ان كتابه الادبي الضخم ابله العائلة : Idiot de la famille لم يلاق نجاحا و لا اهتماما كباقي كناباته مثل كتابه الصغير ( الكلمات ) ، لكن نحن هنا امام نفس الظاهرة ، فشهرته الفكرية كما شهرته الادبية مبالغ فبها فاهم اعماله رواية الغثيان كناية عن منشور فلسفي و مع ذلك لا تخلو من الرتابة و حوادثها حوادث عادية و لا يوجد فيها ابداع نسبي لغوي كالذي نجده في الوجود و العدم و هي اضافة الى ذلك اقل جودة من رواية الغريب لكامي رغم ان الاخر لم يبدع تماما في رواية الغريب ، و شهرته شهرة مبالغ فيها و هي شهرة مضخمة ، فمسرحه مثلا ليس اجود من مسرح بيكيت العدمي او مسرح يونسكو العبثي و مسرح مرسيل الملتزم و لا اعتقد من ناحية الابداع في المسرح انه تفوق على بيكيت او على يونسكو او حتى على مسرح مرسيل و هؤلاء اشتهروا لكن شهرتهم لا تقارن بشهرة سارتر و على الرغم من ان جمبع هؤلاء ليسوا بعيدين عن الخط العام الذي سارت عليه الثقافة الغربية الليبرالية ، المهم ان هناك اوساط شجعت و ان هناك وساءل ساهمت في تعويم هذه الظاهرة الفريدة ظاهرة سارتر و في تعبيد الطريق امامها و انا عندما قراءت كتاب( الكلمات /les Mots ) وقعت بالصدفة، بعد وقت قصير او طويل في اسفل غلاف كتاب الكلمات على كلمة تقول ان هذا الكتاب طبع و نشر بواسطة شركة توتال !! و الغريب ، ما علاقة سارتر بشركة توتال حتى تروج له كتبه و توتال شركة تهتم بالتنقيب عن اانفط ، فما علاقة سارتر بالنفط ؟ و منذ متى سارتر يتعاطى بتسويق و تجارة النفط ؟! و توتال واحدة من اكبر شركات التنقيب عن النفط في العالم و هذا مثل واحد ظاهر ، و الذي يؤكد ما اقول و يدعم هذا الراي ما كتبه في الوجود و العدم عن الحرب ، فبدل ان يدعو الى نبذ الحرب و التمرد علبها و الى عدم الانخراط و المشاركة فيها و ان يدعو الى عدم التطوع في الجيش لشن الحروب كوسيلة لمحاربة الحرب !! نراه يمجد الحرب !! و يدعوا الناس الى العكس تماما الى الانخراط فيها و كانها حرب كل فرد يشارك فيها و كانها حربه هو ، كلما شارك في الحرب ؟! و يبرر دعوته هذه بكلام سخيف ركيك متهافت و يتبنى كلمة لجيل رومان ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة !!) و يزيد سارتر عليه ( انا مسؤول عن الحرب كانني تنا الذي اعلنها بلا ذنب او تانيب !!! ) ، و هو هنا لا يختلف كثيرا عن أيديولوجيا النازية و واضح أيضا هنا ان النازية هي التي تتكلم، تغيرت الاسماء و الجوهر واحد ، فهو لا يحصر الحرب في حرب عادلة ضد الظلم و العدوان ... تابع 03/12/21
جان بول سارتر ( 1980-1905).(16). الفكرة الصحيحة هي غير الفكرة المثيرة ، العمق احيانا لا يغيد سارتر يعطله و يضعه فى مكان غير المكان الذي وصل اليه ، انه دائما هو و هو هناك و بعيد و يقترب ثم يختفي ثم يعود فجأة و يصعد على(الى) السطح من جديد ، يهوى أعدائه اكثر من اصدقائه،صادق حتى على حساب نفسه لكن صدقه احيانا ببعده عن الحقيقة ، هو في حالة نزاع و خصام مع الحقيقة و كأن الحقيقة تقول له انا حرة ابتعد عني او كانها تقول له يا عزيزي هذا انت وحدك ما تراه انا حرة ، يقترب احبانا من الواقع دون ان يمسه ،دائما هنا داذما هناك ، الحقائق عابرة قادمة ذاهبة،تنام في سرير سارتر لوحدها و هو يارق طوال الليل و يغفو في كل لحظة و لا ينام لحظة ، كانه يمشي باستمرار لا يتوقف و لا يعرف ما يريد ، يتحدث عن علاقة ما هو لذاته مع الغير ، كأن كلماته تحب الظهور و لا تخاف او تتراجع لكن يبدو ان تحاليل سارتر تخونه و هي لا تحسن الاخلاص له فما هو لذاته ليس شيئا واحدا و بالتالي ليس هو لا شياء لانه لا يتطابق في ذاته ، له وجه ثاني و له وجه اول ، بواسطة الغير هو شيء وسط الأشياء و هو لا شيء و عال على العالم بواسطته يوجد الاشياء ،له خارج و له طابعه و الغير يهبه وجودا في ذاته في وسط العالم و من الغير تنعدم الموضوعية و تنقسم الى قسمين او موضوعين تبعا للغير و تبعا لما من اجل ذاته و هذه العلاقة ما هو لذته مع الغير تبقى متارجحة تارة ناقصة تارة غائبة و احيانا تموت لتعود و تحيا فهي تعاني الرضوض من كل جانب ،هي وسط العالم، و تتجهز لتصبح في العالم و هي كذلك اعدام ما في ذاته و موضوع للغير شيء من اجل ذاته ، هذه الرضوض جعلت الاشياء هشة مرتبكة لا تعرف كيف تسير على الطريق تقوم و تقعد و هي ان اتجهت شمالا استدارت الى اليمين و العكس بالعكس و ان اتجهت شمالا وجدت نفسها على اليسار و اذا رحلت عادت ، فكر سارتر بحاجة لتنظيم الافعال و ترتيب اليات المرور ، التصخم عنده بعاني من الضمور و الضمور عنده متضخم ، و اذا حصل التباس او سؤ فهم فالخطا هو خطا سارتر نفسه ، اما لانه يخطا الهدف مثل قوله دراسة الحياة لا يمكن ان تجد الحياة، و هذا تحوير و اخراج للموضوع خارج عقر داره ، فالحياة تيار مركب و تركيب الحياة في مجموع اجزاء و اعضاء الحياة و الحياة بهذا المعنى كم لا يحصى و كيف نجده امامنا باستمرار ، و اما لانه لم يستطع ان يرتب افكاره بالطربقة الملائمة، كلماته نفضل السيلان اكثر من ااتوقف على محطات الحقيقة ، الحقيقة تاتي او لا تاتي ما يهم كلمات سارتر هي المرور الدائم سواء أقدمت بالحقيقة او لم تصطدم بها سيان عندها ، ثم من جهة اخرى فان نظرته يشوبها ضباب لانها لا تعيش و لا تتنفس الا في اجواء الافكار التي لا تعرف التعبير الا عن نفسها لا عن غيرها ، اشكال التعبير عنده لا تتعرف على نفسها الا بصعوبة و هو يلجأ احيانا كثيرة الى التعبير بالتصوير فالكلمات كالصور تسيل على الورق كما تسيل الالوان و الأشكال على قطعة ورق من ضباب ملون يقترب و يبتعد يظهر و يختفى ، تتشابك على هيئة خاصة و اسلوب التصوير بستدعي الرسم ايضا بالكلمات و الرسم كما التصوير يتطلب من العقل ان يقوم بوظائف اخرى ليست من مهامه و لا من عاداته ان يقوم بها ،من هنا الحلف القائم بين ما يظهر و ما لا يظهر، فادواته غير فابلة للاستعمال دائما، تهرب كما يهرب المطر من الغيوم و تتخفى كما ينام الظل وراء الشبح الضائع او هو الضؤ اذا انعكس على نفسه او وقع فجأة على ارض لا تنتظره ، حضوره غائب و غيابه حاضر ،الاشعة تتحول كتل و الكتلة تبتعد كما يختنق الهواء في الجو الخانق ؛ بقول سارتر الغير يوجد لي اولا و ادركه في جسمه بعد ذلك و جسم الغير تركيب ثانوي ثم بقول الجسم هو دايما هو الماضي ، و كلام سارتر عن وجود الغير يفتقر للدقة و الصواب ، الغير لا يوجد لى اولا ،بلقاءي به اجده و قبل ان اجده وجدت نغسي و اول ما ادركه من الغير وجوده مجردا في جسمه ،وجوده يدلني على جسمه ،دون جسمه لا ادركه اولا،عندما ألقاه ، جسمه هو وجوده ثم انه ليس كما يقول سارتر ان جسم الغير تركيب ثانوي اي على العكس جسم الغير اساسي اي كما ان وجودي اساسي له ،الجسم وجود و الوجود جسم لان الجسم عضو الوعي و الوعي طريق الجسم ،اللقاء هنا لقاء على طريق واحدة ،لقد وصل الاثنان الى نفس المكان و المسافة هنا واحدة لانها مسافة لكل جسم كما لكل وعي واحدة و الجسم ليس كما بقول سارتر دائما هو الماضي، الجسم ،و جسم الغير ، هو دائما الحاضر و هذا الحاضر له اسلوبه في الخيانة كما له اسلوبه في الوفاء و هو اسلوب خاص به هو ترقب و انتظار ،الجسم استعداد دائم،يخون صاحبه و يتخلى عنه عندما صاحبه ينام و اثناء اانهار يمسي بقربه لا يفارقه ياسف لاسفه و يفرح لفرحه ،ينهار فجأة اذا غاب عنه الحاضر،يختار الغيبوبة لانه مرئي و لانه مكشوف يستنجد بلا وعيه احيانا حتى يتخطى صعوبات لا يقوى على مواجهتها ،انه حاضر دائم و لا يعود حاضرا فقط عندما يسقط كجثة هامدة حينها ينتمي للمستقبل الذى لا مستقبل له و الجسم ليس الاداة التي هي انا كما يقول سارتر ،الجسم مرافق لي لا يفارقني هو شريكي الدائم يحتفل معي بكل مناسبة ، باخذ احيانا اجازة و بغيب فقط عندما تدعو الضرورة لذلك ،لا يذهب بعيدا يبقى قريبا يختار مسافاته بعناية ،يعلم عني اكثر مما اعلم عنه ، ما اعلمه عنه هو ما يفيدني بحكم اهتماماتي و عندما يموت يفارق الجسد جسمه يبدل اسمه الى اسم اخر هو جثة هامدة لا تنتظر و لا تنظر ... 28/09/21
جان بول سارتر ( 1980-1905) ( الوجود و العدم )(48). الشمول قائم لا طرف له و ليس له جهة و هو يناقض التجربة او باحسن الاحوال لا يعيرها اهمية ، التجربة تكرار لا يقدم الا نفسه و هي ليست معنية بالمعنى و ليست معنية بالغير ، الشمول هو الذي يبرهن على ان الاخر نداء موجود داخلي لاني موجود و لان وجودي يعنى اصلا وجود الاخر ، فانا لا يمكن ان اوجد داخل نفسي و الكوجيتو الديكارتي لا يبرهن على شيء لانه لا وجود للغير دون وجودي لأن وجودي يتضمن وجود غيري دون دليل و دون برهان و دون تجربة مني ، هنا التجربة تخرج عن شمول الانا و الغير و هي غير قادرة على تبرير نفسها ، تتقدم دون ان تتكلم و تتراجع عندما يتقدم حضور الانا الذي هو الغير و الغير الذي هو الانا و التخارج الذي ذكرها سارتر سواء المشروع بابعاده المثلثة ، او التاملي الثاني او الانشقاق للانعكاس او الثالث ، ليصل اخيرا الى التناقض و يتراجع امام زحف الشمول و لكنه يسلب من الشمول شموليته و يحافظ على التناقض و يقف هناك و لا يتقدم خطوة الى الامام ، الشمول هو الانا و هو الاخر بنفس الوقت و الشمول ايضا يشمل العالم و اذا اردنا يشمل ما هو خارج العالم و هذا بدوره يجعلنا نذهب الى ابعد ما هو انا و ابعد ما هو الاخر ، ابعد من هذا و ابعد من ذاك و هذا و ذاك يستوجبان ما هو ، و ما هو كما هو ، الانا و الغير نزوع و حضور الواحد كالاخر ، و هذا الاول في الثاني و الثاني في الاول ، هما نزوع ايضا نحو ما هو هو ، و هذا الهو هو ، اصل السؤال الذي طرحه سارتر و لم يجب عنه ، هذا السؤال الميتافبزيقي عن وجود الاخريين ، كلمة حول النظرة و نظرة الغير و الانا منظور اليه يقول سارتر، لا نستطيع ان ندرك و لا ان نتخيل في وقت واحد ، و كذلك الامر بالنسبة للادراك للعالم و لنظره نحونا ، لكن سارتر لم يتنبه جيدا هنا ايضا فالخيال ادراك مجرد و الادراك ادراك شيء او موضوع و ادراك الشىءجزء منه يدخل تحت نطاق الخبال ، الموضوع الفيزيائي مدرك بادراك مزدوج ، كخيال مجرد مثل تمثل المعادلات الرياضية و يدرك بنفس الوقت تحت نطاق عمل الخيال من حيث هو كموضوع ، فلا ادراك دون خيال بدون خيال لا ندرك الا الوان ... تابع الحرية هي الإسم الذي تطلقه الارادة على الفعل ، و الفعل هو الاسم الذي تطلقه الحرية على الارادة ... 26/10/21
جان بول سارتر ( الوجود و العدم )(89) . العدم عند سارتر وهم رتيب و ثابت ، هو هنا ظل ، حركته تكرر نفسها باستمرار ، و يبقى هو هو من حيث هو اعدام ما في ذاته و من حيث هو سلب باطن ، الوجود عند سارتر ليس علة ذاته و هو المغامرة الفردية التي هي وجود الوجود او وجود ما هو في ذاته ، ببنما الحادث المطلق الذي ما هو لذاته يتوج المغامرة الفردية ، فروض انطولوجية تطلب توحيد معطياتها و بعد ان يسمي ما هو لذاته بلا شيء، يعرفه انه الوجود الذي هو ليس ما هو و الذي ليس هو ما هو ، يسال هل هناك مشترك في الواقع بين الوجود الذي هو كما هو (الوجود-في-ذانه ) و الوجود الذي هو ليس ما هو و الذي ليس هو ما هو (الوجود -لاجل- ذاته ) ، و كيف السبيل الى ردم الهوة في فكرة الوجود نفسها ، هما وجودان ليس الواحد الى جوار الاخر بل بالعكس و هنا يستعير من هوسرل فكرته من اللون و انه لا يوجد لون دون شكل ليقرر ان ما هو لذاته بدون ما هو في ذاته امر مجرد (و المجرد كما يقول هوايتهد خطر !) ، فكما لا يوجد لون دون شكل فلا وجود لما هو لذاته دون وجود-في-ذاته و يتساءل اي تعريف نعطيه لموجود من حيث انه في ذاته سيكون ما هو و من حيث هو لذاته سيكون ما ليس هو ؟ قبل اامضي في رفقة سارتر علينا ان نورد ما ذكره عن مبدا الطاقة و رده على الاشكلات التي يثيرها ، فيتفادى الموضوع بذكره ان ما هو لذاته ليس العدم بشكل عام بل سلب فردي ، نحن لا نعرف ما هو العدم و لا نعرف شياء عنه و على اغلب الظن سكل محض لا يتجزا و لا صفة له عامة او فردية كما يذكر هنا سارتر و اما ان ما لذاته هو كثقب وجود في حضن الوجود الكلي ، فهذا يذكرنا بدوهيم عالم الرياضيات الذي عارض اسمية عالم الرياضيات الشهير بوانكاريه ، فان هذه التهمة تلبس سارتر من قمة راسه الى اخمص قدميه ، فسارتر هنا يختبىء وراء جيش متحرك من الاصطلاحات او الاستعارات و هو يؤسس علوم اسمية في مجال الانطولوجيا ، و يترك كل اموره معلقة في فراغ او اتحاد لا يكتمل او كل لا يتم ، سارتر هنا اصطلاحي و اسمي في نفس الوقت ، فالوجود الذي يسعى الى بلوغ علة ذاته يتوقف فجاة و يقع في حيرة من امره ، فالوجود في ذاته حتى يؤسس ذاته يجب ان يحضر لذاته اي يصبح شعورا و هنا يتوقف مشروع سارتر الوجودي عند ما-في- ذاته ، اننا نسير مع سارتر ونقطع نصف حركة دائرة سبينوزا حول قطرها ، لنعود من حيث بدانا و نكتشف ان الدائرة زايفة ، فلا شعور دون الوجود في ذاته بواسطة علاقة باطنة و لكنه مجرد دون وجوده ، اتحاد الشعور و ما في ذاته من اجل تكوين شمول ، و الشعور الذي ليس شعورا بشيء سيكون عدما مطلقا و هو بنفس الوقت علة كيفية وجوده و الشعور مشروع تاسيس للذات اي بلوغ مرتبة الوجود في ذاته لذاته او في ذاته علة ذاته ، واضح في كل مرة تاثره بسبينوزا و اذا كان سبينوزا قد وصل بواسطة معادلة سارتر الى الاله فان سارتر بقرر فجأة: لكننا لا نستطيع ان نستخلص منه اكثر من هذا ، لا يكتفي سارتر بمصادرة افكار سبينوزا لكنه يفرغها من مضمونها لدرجة انه جعل حركة الوجود في ذاته مرضا و كأن الوجود هنا جسما حركته مرضه و ان ما لذاته يعاني الاخر مرضا اعمق اسمه الاعدام، ما هو لذاته لا شيء و خارج الوجود في ذاته لا شيء ، العالم عند سارتر محاصر في وجوده بلا شيء مزدوج ، بلا شيء في الخارج و بلا شيء في داخل الوجود كثقب او حشرة داخل فاكهة لكن سارتر فاته ان الفاكهة هنا هي الوجود و الحشرة طريقة تبدل الوجود و طريقة تحول الوجود و ليست الحشرة عدما ، هي و الفاكهة شيء واحد في تحول و تبدل ، وجود الحشرة زوال للوجود ( الفاكهة ) بمعنى التبدل و التحول او الغناء ، علاقة وجود و بقاء و علاقة تحول و فناء... 30/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(21). ماذا يريد سارتر من طرح الأسئلة على هيجل : اين هو السلب هنا كتركيب في الروح ؟ و الامر ذاته يتكرر مع هايدغر فيسأل سارتر هايدغر : اذا كان السلب هو التركيب الاولي للعلو فما هو التركبب الاولي للانية (DASEIN ) للعلو على العالم ؟ يريد سارتر ان يصل الى مبتغاه : العدم لا يوجد خارج العالم ، هو يريد ان يصل الى النتيجة التي وصل اليها ، و هو ان العدم هو الاسمنت الذى يحقق او بهب الوحدة بين نقطتين ووحدة المسافة التي لا تقبل الانفصال في مثاله الذى ضربه عن مفهوم المسافة و ان مفهوم المسافة يتضمن او يحوي لحظة سالبة ، النقطة A بعيدة عن النقطة B و المسافة بينهما هو الطول الذي يفصل النقطتين و عندما نحدد النقطة B هي الحدود ،هذا يعني ان الطول او المسافة لا تمتد الى ابعد من النقطة B ، السلب هنا تركيب ثانوي للشيء او للموضوع لكن دعونا نفحص هذا المثل الذى اعطاه سارتر عن المسافة بين A و ببن B، عندما يقول ان الطول سالب بالنسبة لبعد قريب و مطلق فهذا هنا لا يستوفي الشرط المطلوب حتى نطابق على هذه النتيجة وواضح هنا في مثله هذا انه متاثر ببرهان زينون المعروف ببرهان السهم و الذي اراد من خلاله ان ينفى وجود الحركة لكن مثل سارتر يختلف فى المضمون وواضح هنا من استنتاج او فرضية سارتر انه يتجاهل مفهوم أساسي هنا هو مغهوم الزمن و يلغي بعده من المسافة و هذا وحده كاف حتى لا نطيل الوقت في التفكير فيما يقوله سارتر وواضح ان ما يسميه هنا السلب اسمه مسلمة او فرض لان مفهوم الجشتالط هنا هو الذي يغذي هذه الفكرة عند سارتر و هو الذى اعتمد عليه هنا في مثاله عن المسافة و هذا المثل ضربه سارتر لا يمكن الاعتماد عليه لان الشكل هنا للادراك و ليس برهانا و الامر هنا ليس موضوعه الادراك بقدر ما هو موصوع ابعاد ، فالمسافة معروفة و و النقطة محسوبة و الطول قياس، النقطة هنا لا تحد الخط او القطعة او الجسم الا لاننا افترضنا ذلك ،فلو افترضنا ان النقطة B توجد على مسافة بلا نهاية لما جاز لسارتر ان يفترض الطول السالب هنا ، لانه يتحول الى نقطة افتراضية و عندما يتحدث عن شكلين مستلهما ما ذكره عن الجشتالط عند الألمان و عن ان شكلا يلغي الآخر او يهشمه فهنا الموضوع هو شكل و هناك الموضوع هو اساس، يجد سارتر نفس الكمية السالبة احيانا هي حدود و احيانا مسافة و في الحالتين لا يمكن التخلص من السلب ، الكمية السالبة هنا كمية اسمية او بالاسم و الدليل انه هو نفسه يقول ان العدم هو الاسمنت الذى يحقق او يهب الوحدة ببن نقطتين ووحدة المسافة التي لا تقبل الإنفصال ، الا اذا كان دور العدم في المعادلة الرياضية ما لا تتضمنه هذه اامعادلة و احيانا تقترح المعادلة الرياضية حلا اومخرجا لمازق لا وجود له في الواقع و هذا هو الذي حصل مع سارتر مع اللحظة السالبة التي اكتشفها في مفهوم المسافة لان السلب تركيب ثانوي كما يقول و اختزال المسافة الى قياس ، الطول لا يغطي او بمنع السلب كما يقول سارتر ، السلب تركيب غير معطى في عملية قياس الطول ، قياس الطول يفترض المسافة و يفترض نقطتين A و B تفصلان المسافة الى طول و الطول و المسافة شيء واحد و القياس هنا لا يجد سببه في السلب ، السلب مفهوم و ليس معطى و هو ضامر تماما كما ان الاسمنت لا يظهر في شكل البناء او في البنية ، البنية او البناء او المبنى او الهيكل يظهر عندما هو يختفي لانه فقد وظيفة الوجود و اختار عدم الظهور ... 01/09/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ ) (96). يقول سارتر ( ان الانسان يقتل نفسه او يموت لكي يعيش او يحيا آلله ) اي عكس ما تقوله المسيحية من ان آلله افتدى البشرية فمات المسيح على الصليب لكي يعيش الانسان ، و يقول كذلك ( ان الانسان في اعماقه رغبة في يكون الله !!) و يقول كذاك ( الحرية و النقص شيء واحد !!) و يقول ايضا (الوجود و العدم كالنور و الظل !!) ، المهم ، انا لا اعرف من اين اتت شهرة سارتر ؟! و دعوته الرئيسة ان الانسان حر ، دعوة معروف و قالها قبله اكثر الفلاسفة و معظم الناس تقول ذلك ، و الخليفة عمر بن الخطاب قالها منذ حوالي قرن و نصف القرن ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ ) و ليس الانسان بحاجة ليعرف ان الحرية تفرز عدمها الخاص و انها اتت الى الانسان من لاشيء ليعرف ما هي الحرية ، و انا اعتقد ان شهرة سارتر تعود لاسباب سياسية و أيديولوجية، فما اصطلح على تسميته بالعالم الحر كان في فترة سارتر بحاجة لبداءل جديدة تقاوم و تحارب بها الايديولوجيات الاشتراكية التي انتشرت و ازدهرت في تلك الفترة و لتعزز ايدولوجبا النظام الغربي الرسمي الحر ، فكان سارتر فرصة سانحة لنشر هذا الفكر و مناسبة لتعزيز هذا التوجه خاصة و ان هناك المعسكر الاشتراكي و الذي كان لا يزال في بداية صعوده قد اشتبك مع معسكر الغرب على جبهة الايديولوجيا و راح يشكل تهديدا مباشرا و ربما بات يمثل خطرا يجب درءه و محاصرته و محاربته على كل الصعد العسكرية الاقتصادية و طبعا الفكرية و الثقافية و المعروف ان الانظمة الغربية الليبرالية تعتمد في ايديولوجيتها على الحرية الفردية في الحياة الثقافية و على المبادرة الفردية في الاقتصاد، فكان من الطبيعي خلق و نشر تيارات تنادي بما تنادي به هذه الايدولوجيا الليبرالية و تشجيع التيارات الاخرى التي تتلاقى مع ايديولوجيا ما يسمى و يعرفف باديولوجيا الغرب ومن هنا انتشار و ذيوع شهرة سارتر ، و الدليل المباشر الحي و الملموس ، هو الصدام الذي حصل بين فوكو و سارتر بعدما اصدر فوكو في الستينات كتابه الكلمات و الاشياء و صرح ان سارتر يجب ان يذهب الى المتحف !! و رد عليه سارتر ردا ذكيا مباشرا يلخص الواقع برمته ، رد سارتر على فوكو فقال ( انت اخر سد في وجه ماركس!! ) ، اذن الامور واضحة و المعركة معركة ايديولوجيا ضد ايديولوجيا ، تابع 03/12/21
جان بول سارتر(1980-1905)(28). و كيف تظهر الحرية ؟ تظهر الحرية في الفعل لكن الفعل بلا هوية ، لا يملك قراره و كما ان اللاوعي لا يعرف نفسه، يجمع عناصره من الشتات لان العلاج في التحليل النفسي تعرف المريض على عقده او على عقدته كذلك الغعل في الحرية لا يعرف انه لا يعرف و الانسان حسب سارتر لا يعرف نفسه و احيانا يحجب عن نفسه حقيقة نفسه (سؤ النية ) لان الفعل هو عدم الحرية الخاص بها و التي تفرزه طبعا حسب سارتر و سارتر يظلم و يتهم و يتجنى على تلك المرأة التي ذهبت الى موعد لتقابل رجلا و ينعتها بسؤ النية او انها تخدع نفسها و دليله على ذلك يدها !! فيدها في يد الرجل الذي ضربت له موعدا لا توافق و لا تمانع اي لا تتجاوب لا سلبا و لا ايجابا مع يد الرجل و تترك يدها في يده تنام كانها شيء و هنا يقع سارتر في مغالطة ، فهي حرة و تتصرف بحرية و هي واعية و تعرف ما تريد و يدها في يد الرجل ليست شياء كما يقول سارتر بل هي تنتظر ، الإنتظار هنا هو الموقف ازا عروضات الرجل الذي يمسك يدها و الانتظار شيء و الشيء شيء اخر ، لا حرية دون فعل لكن هل الفعل هو حر واضح ، الفعل ليس حرا و السلب هنا لا يوجد كعدم كما يقول سارتر ، الإنتظار تعليق للحرية و الفعل يترقب هنا الحدث و يخطا سارتر اكثر من مرة عندما يقول لا يكون الانسان ما هو و هذه الجملة لا معنى لها هنا ، يكون الإنسان ما هو في موقف ما و المرأة لا تكذب هنا على نفسها كما اتهمها زورا بسؤ النية سارتر ، انها صادقة في موقفها و يدها ليست شياء ببد الرجل الفعل ينتظر قرارها و قرارها هو ما يتنظره الموقف ، و الموقف موقفها ، موفف الحرية لتفعل، فهي لا تكذب و لا تخدع نفسها ، الذي يكذب هنا هو سارتر و اذا كان اللاوعي بمعنى من المعاني هو الاخر ، فاللاوعي يخص صاحبه و لكنه ليس ملكه ، فالإنسان يتحرك بالحرية و لكنها ليست ملكه، الحرية هنا كالسلعة يتداولها الناس و اذا كان الإنسان واقعية و علو بنفس الوقت كما يقول سارتر ، فواقعية الحرية انها تخصني و علوها ليس ملكا لي، لا احققه الا على نحو من الواقعية و لينين يقول الوقائع عنيدة ... تابع 03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(22). العدم لا ينعدم العدم ينعدم و عندما ينعدم العدم لا يمكن ان يصل الى الوجود، لا يمكن ان يصل الا الى لا شيء ، اللاشيء هو نسيج يحمل العالم في حضنه ، الحرية ااتي تفرز عدمها الخاص هي تماما مثل النقاط الثابتة في حركة سهم زينون و بالتالي الحركة غير موجودة انها وهم في عرف تلميذ بارمنيدس ، لكن هل الحرية وهم ؟ يقول اينشتاين ان الماضي و المستقبل وهم لكن الانسان لا يوجد الا مع هذا الوهم ، و لا يستطيع الا ان يدركهما على شكل وهم . هل الحرية بهذا المعنى وهم؟ يجب تجنب هذه النتيجة ، لكن يبقى ان نفحص اثارها في الواقع حتى نتاكد من وجودها ، هناك اثران للحرية في الواقع تدلان عليها ،اذا استبعدنا الشعور مؤقتا، هما الفعل و الارادة ، الارادة تريد و هي عضو الفعل و الفعل عضو الارادة، الارادة تفعل و الفعل ارادة ، في هذه الحالة لا نجد للحرية وجهة و لا نعرف لها غاية او هدف، غير غاية و هدف الفعل المنبث فيها ، و بصرف النظر عن الارادة التي تدرك تحركها، هل الحرية اسم فقط كما قال عن الحرية عند ديكارت و ما الفرق بين الحرية-الاسم عند ديكارت و الحرية -التي تفرز عدمها الخاص عند سارتر، الفرق كبير ، الحرية عطية الله عند ديكارت بينما هي ضد الله حكما عند سارتر ، و لكن كل ادوات سارتر الفكرية في بحثه عن العدم تشبه ادوات اصحاب اللاهوت في اقرار وجود الله و البرهنة على وجوده و الفرق ايضا ان الله يبقى املا عندهم بينما الحرية عند سارتر قبل كتابة نقد العقل الجدلي ليست الا فعلا محضا في جوهر وجودها و هي كما تصيب تخيب و هذا الفعل غير مشروط الا بالحرية نفسها و هي مطلقة بلا حدود و لا تعرف الحواجز و اذا كان العدم ينكشف عند هايدغر بواسطة القلق لان مشكلة العدم ليست مشكلة ذهنية كما هي الحال عند هيجل ، الحرية عند سارتر تقلق بموضوع امكاناتها خاصة فيما يتعلق بالمستقبل ؛ الى اين يريد ان يذهب سارتر ؟ انه يسير على طريق تشبه الظل و هو عندما قال ان العدم ، و العدم ياتي الى العالم بالإنسان، مثل الظل للنور كانه يشبه حريته بالسراب في الصحراء او كانه يثبت ان الشبح موجود و يمكن البرهنة على وجود صاحبه ، الشبح غير صاحبه لان صاحبه لا يختفي و لا يظهر فجاة ، متجاوزا الواقع ، لقد بذل سارتر جهدا كبيرا لكي يثبت الحرية ، و لا احد ينكر الحرية و حتى انصار الحتمية أنفسهم لا ينكرون الحرية ، يعتذرون منها و الاعتذار اعتراف لكن المشكلة ان حرية سارتر خاوية ، هي ما هي و هي ليست بنفس الوقت ما هي ، و هي رغم ذلك تؤكد نفسها و تبرهن على وجودها في افرازات عدمها ، لا نشاهد عيونها و لا نسمع صوتها ، تجريي امامنا دون مسافة بيننا و بينها و تبتعد و هي قريبة، الحرية عند سارتر هي مسافة بلا حد و توجد دون مقياس، مقياسها عدمها و العدم كالعبد و هي السيد ، معادلة هيجل الشهيرة ، الحرية عند سارتر تبقى معادلة لا تنتج ارقاما و لا اعدادا ، معادلة النتيجة فيها مثل المقدمة ، معادلة تكرر نفسها كما يقول اصحاب المنطق الوضعي عن الرياضيات لا تنتج جديدا لانها لا توجد الا في الفعل( المحض ) و الفعل يصرف افعاله في كل الاوقات و لا يختار وقتا مفضلا ، كل الاوقات ملكه و هي لا تملك كل الاوقات .. 02/09/21
جان بول سارتر(1980-1905 )(23). الاعصار او الزلزال الذي يقتل كائنات حية هو تحطيم سواء ادركت ذلك او ام ادركه ، و سواء هناك علاقة بين الإنسان و العالم او هذه العلاقة غير موجودة ، تماما مثل اختفاء نجم بعد انفجاره ، فهو يزول من مكانه يصبح شياء اخر سواء عرفت انا ذلك او لم اعرف ، سواء اكتشفت انا ذلك او لم اكتشف ذلك ، صحيح ان وجود علاقة مع العالم يسمح لي بتقرير هذه الواقعة و لكن تقرير الواقعة بواسطة الإنسان لا يعني عدم حدوثها اذا غاب الإنسان عنها ، معرفتي بالشي لا يعني انني قررت وجوده و عدم معرفتي يعنى نفس الشيء ، اي ان هذا الشيء لا يوجد دوني او يختفي دوني و الامر ذاته مع الزلازل الذى قتل كائنات حية لان هذه الكائنات اختفت بفعل الزلزال سواء شهدت ذلك او لم اشهد على ذلك ، الجواب السلبي عندما يسأل الوجود ليس سلببا الا لان السائل يسال الوجود و لانه لا يملك غير اجوبة محددة بنعم او لا، الذي يجيب على السؤال عن الوجود و عن علاقة الانسان و العالم هو الانسان الذي لا يملك كل اجوبة الوجود ، الجواب بالنفي جواب الانسان و هو ممكن بحدود ما بملك من الاجوبة و لا يدل على واقعة يدل على سؤال و يدل على جواب ، السؤال هو سؤال الانسان و الجواب جواب الانسان ، الإنسان هنا يتكلم نيابة او بلسان الوجود عن اجوبة الوجود و كما يقول سارتر (لا ) هي تركيب للقضية ، لكن القصية هنا قضية من ؟ انها قضية من يسال و لا يملك جوابا واحدا و هنا( لا )تعني عدم امتلاك جواب واحد على سؤال واحد ، و الانتقال من ان النفي تركيب للقصية الى العدم تركيب للواقع هو تركيب مصطنع و دون اوانه و لا تفرضه ضرورة (لا ) ، و زيادة في الاستنتاج، فالواقع لم يحتمل هنا النفي كقضية ، برر جوابا غائبا لم يحن اوانه و بالتالي العدم تركيب للواقع قفزة لان الجواب هنا لفظي لم يختزن معناه و لا حتى خبره و الجواب ياتى افتراضيا و سارتر يؤمن هنا بالغيب و الغيب عنده لاشيء ، لكن لا شيء هنا تجريد للشيء و التجريد عزل ما هو غير منعزل كما استشهد سارتر بلابورت و اللاشيء اسقاط يسهل الحذف و لا يسهل المعرفة و لا يقرب من الحقيقة و هو اختزال للموقف للذهاب الى ابعد من السؤال نفسه و عندما يقول سارتر ان الإنسان يهدم المدن بالزلزال فان ما يقوله صحيح ظاهريا و على سبيل المجاز و الاستعارة و لكنه ليس ثحيحا ابدا اذا دققنا قليلا،فمعنى ذلك ان الانسان لو لم يبن اامدن لما هدم الزلزال المدينة و دمرها و معنى هذا الكلام ان الذى بنى هدم و هذا الكلام غير صحيح ابدا، يوجد خلط و تشويش و كذلك تزوير للواقع ، فعدم الامانة في استجواب الوقائع ميزة غير صحية و غير مفيدة و هي ايضا غير مسؤولة و تؤدي حتما الى بلبلة و عدم دقة و ابتعاد عن الحقيقة و تشويه للواقع لان الزلزال يمكن ان يهدم جبلا فيختفي من الوجود و الجبل لم يبنه انسان ، ستقول لي لكن لا معنى للهدم في هذه الحالة لانها خارج علاقة الانسان مع العالم و ان هناك علاقة علو بين الإنسان و الوجود فالجبل بدون الانسان لم يهدم بل تحول من شيء الى شيء اخر ..تابع 03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(27). فما هو العدم عند هايدغر ؟ الانية او Dasein تكتشف العدم كظاهرة و هذا هو القلق و هو لا يقول بوجود اللاوجود و لو وجودا مجردا، ان العدم عند هايدغر ليس بشيء و هو ينعدم و هو يستند الى العلو كشرط له و العدم وحده يمكن تجاوز الوجود و هكذا يصبح العدم كالشبح لانه يثر القلق ( القلق ادراك العدم ) بينما عند هيغل علاقة غير شرعية في حين العدم عند سارتر لص يخرج في الليل كظل للنور (العدم ظل النور ) و عندما يقرر سارتر الوجود و اللاوجود متكاملان في الواقع على نحو الظل و النور يخالف معادلته نفسها عن الوجود الذي ما ليس هو إياه و العنصر الجديد هنا اللاوجود ، الظل ليس عنصرا جديدا للوجود ، الظل هو وجود النور ، وجود تابع غير قائم بنفسه، الظل مجرد اثر مجرد ، لطخة على السطح او في زوايا المكان ، لا يستطيع شياء و لا هو اساس وجوده، لا يفعل بمفرده و لا يستمد وجوده من وجوده و لا يغير من المعادلة و لا يأتي من تلقاء نفسه و لا يذهب من تلقاء نفسه ، اامقارنة و المقاربة هنا خاطئة و هي مقاربة او مقارنة لفظية كلامية ، الظل و النور هنا هما مثل الجثة للجسم ، الظل موت النور ، و القول هنا لسارتر العدم لا ينعدم العدم ينعدم ، سارتر بسال و جوابه جاهز يقول لا يمكن تصور العدم خارج الوجود ( و لا يمكن تصور العدم داخل الوجود ) و لا ابتدأ من الوجود ، فمن اين العدم؟ و اين نعثر على الوجود الذي هو عدم ذاته ؟ في اي منطقة ؟ العدم ياتي الى العالم بواسطة الانسان و اذا كان الوجود لا ينتج الا الوجود ، فمن اين اتى العدم الى الإنسان؟ جواب سارتر حاضر من الحرية، الحرية شرط ظهور العدم و عند سارتر القلق هو حال وجود الحرية كشعور ( الشعور وجود من اجله يكون في وجوده الشعور بعدم وجوده ) بالوجود و هو ظهور الحرية في مواجهة الذات ، فالانسان ينفصل دائمآ عن ماضيه بعدم و بصيغة اخرى و صيغ سارتر كثيرة و متكررة ، الانسان عدم ذاته و الذي به ياتي العدم الى العالم، حتى الان نكون استوفينا حق سارتر، تركناه يتكلم بحرية عن الحرية التي تفرز عدمها الخاص في العالم و الحرية عند سارتر تشبه اللاوعي عند فرويد مع اختلافات كثيرة في المنهج و في التطبيق لكن احيانا المقارنة بين اشياء لا تتشابه كثيرا تساعدنا على فهم ما يتشابه في هذه المقارنة ، طبعا الحرية عند سارتر واعية و اللاوعي عند فرويد كما يدل اسمه عليه غير واع ، كيف يظهر اللاوعي عند فرويد ، يظهر مثلا في الحلم نافذة على العالم ...تابع 03_10_21
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(شهرة سارتر؟! )(99). يردد سارتر وراء جيل رومان حماقة رددها جيل رومان : ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة او ابرياء ) و هذه مقدمة من سارتر لتمجيد الحرب و ان من يشارك في الحرب و انه يجب اعتبار هذه الحرب حربه و كانه هو الذي أعلنها!! ، و ان يخوضها حتى النهاية !! و لا يقدم سارتر آي معبار اخلاقي ، كالحرب العادلة مثلا ضد الظلم و ضد الاحتلال و ضد السيطرة و الهبمنة او حرب بهدف الدفاع عن النفس وواضح هنا ان سارتر يقدم اوراق اعتماده للنظام الليبرالي الرأسمالي الغربي الذي تعود خوض الحروب و تعود الاحتلال و السيطرة و كلامه عن الحرية كلام فارغ و كلام للاستهلاك لا اكثر و لا اقل ، لان معيار الحرية الحقيقي هو هنا و ليس في المقاهي و لا على ارصفة الشوارع و هو هنا يتبنى بصراحة ايديولوجيا اسياده في النظام الرسمي على انه صديق و بمكن الاعتماد عليه ، و هذا يفسر لنا لماذا وقف مع إسرائيل و ضد القضية الفلسطينية فلم يقف مع الحرية ووقف ضد الحرية، المهم نعود من جديد الى سارتر ، يقول في الوجود و العدم ، ان الانسان يموت حتى بحيا آلله ، و يقول ايضا ان الانسان في اعماقه رغبة في ان يكون آلله، هذه المعادلة التي استوحاها من نظرته ااخاصة الى الوجود و من تصنيفه للوجود الى وجود في ذاته ، و وجود لذاته ،و وجود للغير ، و وجود ما في ذاته لذاته (آلله عند سارتر ) و لو صحت هذه المعادلة الهجبنة التي انتجها سارتر من راسه و هو هنا حسب تصنيف فرنسبس ببكون يشبه العنكبوت الذي يستخرج الافكار من داخل راسه عكس النمل الذي يجمع نتاجه من الخارج و النحل الذي يذهب بعيدا ليصطاد رحيق الزهرة المناسبة من الحقل المناسب و تحويل كل هذا الى عسل فيه شفاء للناس ، و هكذا يكون واقع سارتر كواقع العنكبوت يخرج خيوطه من بطنه و هذه الخيوط لا تنفع الا قليلا ، نترك بيكون و نعود الى سارتر، لو صح كلام سارتر و هو غير صحيح بتاتا ، لما خلق الانسان آلله!! ( لم يخلق آلله الانسان حسب فيورباخ ) حسب تاؤيل فيورباخ لهيغل و الذي قال فيه : الانسان خلق الله ، المهم و حتى نعود الى الواقع و نترك سارتر و فيوباخ قليلا ، الانسان اعترف بالله لانه عرف انه ليس الله و عرف ايضا اكثر من ذلك انه لا يمكن ان يكون بديلا لله و سارتر يريد هنا بواسطة الكلام فقط ان يعكس العالم فيضعه على راسه بدل ان يتركه واقفا على قدميه، فعجز الانسان امام العالم جعله يذهب الى ما ابعد من وجوده الى وجود لا يتضمن نهائية وجوده التي اختبرها في نفسه ، الى وجود لا نهاءي و الذي هو الله و سارتر هنا يقلب الصورة و هو بهذا يعكس العالم على راس الانسان فجعل من قدمه على الارض ملكا في السماء و من هو ملكا في السماء رغبة تجري على قدمين و تنتهي تحت التراب ، فهو جعل من قدم الانسان على الارض الهة في السماء و جعل السماء و نجومها اقداما تجري تحت الأرض و لم يقرأ قول الشاعر العظيم المتنبي : كل ما هو فوق التراب تراب . فتاريخ الانسان تاريخ عجزه و تاريخ عطشه في ان واحد و من يستعرض منظر القبور او المقابر التي تمتلىء بها الارض و يرى كيف الناس تستعرض مقابرها في مناسبة و في غير مناسبة ، يعرف ان الإنسان في ذلك إنما يعترف بعجزه و في نفس الوقت يعرف ان السماء اذا شيءنا ( من شاء ) تظل سماء و لا تموت و لا تعرف ابدا شكل المقابر فوق جسدها الشفاف و المطلق و الإنسان يعرف تماما رغبته ، وجدها على الارض و دفنها معه تحت التراب و هو كذلك يعرف ايضا ان لا علاج لعجزه و عطشه سوى اله ابدعه في السماء ... 03/12/21
( جان بول سارتر : الوجود و العدم ) ( مارتن هايدغر : الوجود و الزمان ) (79). تعريف ارسطو للانسان، حيوان ناطق تعريف ناقص حتى لا نقول تعريف خاطىء ، و حتى تعربف الانسان ، كاءن عاقل يبقى هو الاخر تعريف ناقص، اقرب تعريف للإنسان للحقيقة هو تعريف اللغة ذاتها كنسق عقلي ، باللغة يتواصل الانسان مع الانسان و مع العاام و الكتابة عند الانسان هنا لا تنفصل عن اللغة لان الحيوان يتواصل مع غيره و مع العالم بلغة بيولوجية غير مكتوبة ، الانسان يتواصل بلغة مجردة مكتوبة ، اما تعريف هايدغر للانسان فهو الموجود-هناك او الوجود-هناك (Dasein) او بلغة ارسطو (الحيوان-هناك ) لان الانسان عند ارسطو حيوان و حيوان هنا تعني كل كاءن حي ينمو سواء انسان او حيوان او نبات ، اما تعريف سارتر للانسان فهو كاءن قوامه العدم او بتعبير ادق كاءن حر ، نحن البشر ناكل الحيوانات تماما كما الحيوانات تاكل الحيوانات ، شرعية القتل اعطتها الاديان للانسان ، بدون اديان الانسان عندما ياكل الحيوان يتصرف كمجرم و قاتل ، لا فرق من هذه الناحية (الوجودية ) بينه و بين الحيوان ، هايدغر يفصل عالم الانسان عن عالم الحيوان دون مبرر وجودي من منهج فلسفته الوجودية ، فبدون دين يحلل قتل الحيوان ، قتل الحيوان جريمة ، و الاقتصار هنا على الوصف و التقرير دون الشرح و التفسير نقص منهجي و بالتالي ففصل ما يطلق عليه هايدغر (Dasein ) عن ما يسميه (المتواجدات ) فصل غير دقيق و غير مبرر من وجهة نظر هايدغر نفسه ، الوجود موجود و نقيض الوجود غير موجود و نقيض الوجود هو العدم و العدم غير موجود ، اذا رفضنا مبدا عدم التناقض و رفضنا مبدا الهوية يصبح عندنا نقيض الوجود موجود و هذا يعني ان اللامعقول معقول ، فالعدم موجود و الوجود موجود و بهذا بصبح تعربف العدم يساوي تعريف الوجود ، الوجود موجود و العدم موجود و في هذه الحالة يصبح الوجود غير موجود لأن العدم موجود ، فالوجود موجود و غير موجود و العدم موجود كالوجود، و اللامعقول كالمعقول ، فالابيض اسود و الاسود ابيض على الرغم ان الابيض هنا مضاد الاسود و ليس نقيضه و المثل الاقرب الى موضوعنا كأن نقول ان شحنة الإلكترون سلبية و ابجابية بنفس الوقت فالإلكترون موجب و سالب في ان واحد و المثل الذي يوضح لنا الصورة اكثر من المثل السابق هو و انا اكتب الان على الورق هذه الكلمات فانا حي و ميت بنفس الوقت ليس بالمعنى البيولوجي لكن بالمعنى الانطولوجي، اي موجود و غير موجود او انا الآن عدم يكتب على الورق و انا الان موجود اكتب نفس الكلمات على نفس الورق في ان معا و هايدغر لم يجب على سؤالين، ما تعريفه او ما هو العدم ؟ و اين يوجد العدم؟ و هذا السؤال فيه تناقض على الاقل منطقي فبدل اين يوجد العدم ؟ نسال اين هو العدم ؟ او ببساطة اين العدم ؟ و اجوبة هايدغر ( و سنعود الى اجوبة سارتر ) توحي انه يخلط ما بين الهاوية و العدم و لا يميز الفناء من العدم ! فالموت ليس عدما انه فناء و الفناء تحول شيء الى شيء ، ففناء هذا المبنى امامي لا يعني انه اصبح عدما و لكنه يعني انه تحول من مبنى قايم و يرتفع على الارض الى ركام او الى تراب او الى شيء اخر ، الفناء تحول و التحول لا يعدم الشيء بجعله شياء اخر و هذا الشيء ليس عدما بل شياء، فهيروشيما بعد سقوط القنبلة النووية عليها تحولت إلى ركام و لم تتحول الى عدم و اذا كان يقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية او الفناء ، فهو يقول الانسان او الوجود-هناك ياتي من العدم و يذهب الى هاوية العدم ، اذا كان بقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية و الفناء فهذا يوافقه عليه جميع الناس لكن الجمبع لا يطلقون على الفناء ( الموت ) اسم العدم لان الفناء اسمه الفناء و ليس اسمه العدم و العدم اسمه العدم و ليس اسمه الغناء ، اما بشان تعريف سارتر للعدم فهو بعتمد على السلبيات او ما يسميه ( negatites )... تابع 24/11/21
جان بول سارتر( 1980-1905)(15). سؤال سارتر عن الحس الذي لا يعطينا احساسا ، سؤال سارتر هو الجواب ، و رغم انه ليس من عادة سارتر طرح هذا النوع من الأسئلة الزائفة الا انه هنا كمن يرمي بنفسه في حفرة ليصرخ بصوت قوي عالي النبرة كعادته ، يصرخ انقذوني فانا لم أسقط في الحفرة و دليله على ذلك يقول سارتر انكم تسمعون نداءي و صوت صراخي ، حس البصر معطل عند الاعمى و حس السمع معطل عند الاصم و اصل الخطأ الذي وقع فيه سارتر عن عمد او عن سهو نظرته المطلقة الى الأشياء، يتراجع الى اول الطريق دون خوف او وجل ولا حتى ندم فهو حر لا يندم ابدا و يبدأ من جديد من الصفر اذا دعت الحاجة لذلك و اذا راى ما يناسب العودة عاد الى اخر الطريق و استعاد فكرته كما هي ، قدرته على التكرار مذهلة و غير معروف هل هذه القدرة على التكرار عادة ايجابية او سلبية ، هذه النظرة المطلقة تسم طروحات سارتر و هي احيانا تاتي خارج سياقها و خارج علاقاتها ، حتى العلاقات عنده مطلقة و يحلو له احيانا كعادته ان يطلب اجوبة حيث الاجوبة اجوبة معطلة او اجوبة معلقة ، هذه النظرة الحديدية التي تحوم على مساحات منحنية او مقعرة لا تحترم اسطح اقليدس و لا هندسته ، خطوطه الحديدية هي اقرب الى هندسة ريمان ، هذه السكك الحديدية تجعله يسافر على قطار لا بتجه الى مكان يسير دائما لا يقصد مدينة و لا يتوقف على محطة ، فالحس كما يقول من حيث هو من اجلي لا يمكن ان يدرك هناك موضوعات العالم ،فشعوري في العالم لا في حسي الابصاري و اللمسي ، ان العاام مركب و من هنا هشاشته فانا جزء من العالم و انا لا يعني فقط أنا لان انا لا توجد دون انت و لا دون هو و الا لما كانت اصلا انا ، و هو هنا العالم و انا و العالم نوجد في مركب واحد يتصرف حسب خططه و حسب انماط يتعرف من خلالها على هذا المركب ، عندما يختفي الماء لا يعود البحر إسمه بحر و البحيرة الفارغة بحيرة بالاسم، يصبح اسمها حفرة او تصبح واديا على منحدر جبل او وسط سلسلة جبال ، التلة التي لا ترتفع عن سطح الارض ليست تلة ، مشكلة سارتر هنا في استدلاله انه يفكر بمعادلات مطلقة و بدل الأرقام و الاشارات يستعير الكلمات ، الكلمة ليست رقما مجردا و لا رمزا و الكلمة لها معنى و لها صوت و الحس الذى يفتش عنه سارتر حس بالاسم فالعين التي لا ترى ليست عينا او كفت عن ان تكون عينا و كما قال ارسطو قديما الذراع المقطوعة عن الجسم ذراع بالاسم اما استشهاده بقول اوغست كونت : ان العين لا بمكنها ان تبصر نفسها ؛ لكن العين ليست بحاجة كي تبصر نفسها ، هي ما هي لكي تبصر الاشياء حولها و العالم امامها ، هي وجدت لكي تبصر غيرها لا نفسها ، و لو ابصرت نفسها لماتت و لما وجدت ، هنا وجودها وجود لغيرها ، قامت حياتها على الاثرة و على الايثار و الا لما رات العالم ، و لو خيرت العين بين ان ترى نفسها او ترى غيرها لاختارت ان ترى غيرها و لنبذت راي كونت الركيك و هي احسنت عندما اختارت هذه الغاية التي اختارتها بجدارة .. 25/09/21
جان بول سارتر ( 1980-1905)(14). الكوجيتو يمثل ضمورا و تراجعا امام الوعي ، اولا لا يوجد انسان فرد واحد احد في العالم و هذا الفرد الواحد الاحد لو وجد لكان هو الله ذاته ، اذا تمادينا في استخلاص النتائج و العبر من الكوجيتو فلا هو برهانا و لا هو مقدمة او مسلمة لانه لا يصل الى شيء ،يصل الى شعار ان الانسان كفرد واحد يمكن ان يوجد دون وجود العالم و العالم يتضمن ايضا و حكما الغير و هنا يظهر فساد ما ذهب اليه الكوجيتو ثم ان الفرد الواحد الاحد الذي يفكر او الوعي المطلق القائم بذاته غير موجود تماما ، فلا وعي مطلق معزول لانه وعي يحاصر نفسه داخل قلعة تفترض انه لاشيء يوجد خارج هذا الوعي و الذي اسمه انا افكر و الاجدى لو كانت الصياغة رغم ان هذه الصياغة لا تمنع عنه صفة الفساد ، على الشكل التالي ، انا و افكر انا ، بدل انا افكر ، لا يوجد هنا لا من اجل ذاته و لا يوجد من اجل الغير ، يوجد منطقة مفلقة من الخلاء الفارغ تشبه ما هو في ذاته لكن بصورة مشوهة و غير تامة و هي قريبة من االه دون مزايا الكمال المطلق لأنك بنفس الوقت لا تجد الله ، الكوجيتو فكرة مجردة معلقة في الفراغ تحت سماء لا يوجد فيها قمر في الليل و لا شمس في النهار ، الكوجيتو يبقى افتراض وهمي يعاني من فقدان اليقين التام يهوى التماهي مع قضيته التي ابتكرها بصمت عند غياب معاني الأشياء الكاملة يتبرع سارتر للوجود بالمبررات و يزج في غيبوبته المعاني الواضحة على اساس هلامي مشوش ناعم خفي يؤسس سارتر علم الوجود اذا صح التعبير و هو في ذلك يبذل جهدا فكريا كبيرا لكن مجهوده ينحاز احيانا لنفسه و احيانا يتجاوز ما هو واضح يقيني عند الاخر ، احيانا يتصلب و احيانا يترك الباب مفتوحا بلا جواب يبحث عن معادلة تجمع ما هو من اجل ذاته و ما هو في ذاته و هو صرح اكثر من مرة استحالة هذه المعادلة الا انه يحاول ان يبحث عن مخرج بصيغة الشمول و الكل دون الوصول الى شيء واضح ، يقول لا يمكن ان اتاثر في وجودي بانبثاق او الغاء الغير كما لا يتأثر ما هو في ذاته من ظهور او زوال ما هو في ذاته اخر ، من جهة ، الوجود في ذاته وجود تام و هو ما هو كما هو وجود و لكنه ليس تاما كما هو لا وجود لان الوجود في ذاته في هذه الحالة وجود في ذاته بحضور الوجود في ذاته ، الشمول تام لكن الوجود كوجود لا يتضمن اللاوجود ، اللاوجود في ذاته لا ذات له و الوجود مجرد و الوجود علاقات وجود ، الغاء الغير غياب علاقة و قد تكون اصيلة الحضور و حضور الغير هو وجود و علاقة في الوجود و مع الوجود ، الغير لا يلغى و الغير لا يوجد (يخلق ) و الوجود في ذاته اختار الصدق و الصمت في حين ان ما هو موجود لاجل ذاته موجود تماما كما هو الوجود للغير موجود ، علاقات الوجود موجودة و الوجود قاءم كما هو وجود الغير لذلك الوجود في ذاته، الامر نفسه الوجود لاجل ذاته ، الوجود وجود و علافات الوجود. 25/09/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(87). و هل يمكن ان نساعد على حل هذه الإشكالية او هذه المعضلة التي افتعلها سارتر و لم يعثر او يجد لها جواب ؟ ربما لا نصل الى جواب كما لم يصل سارتر الى جواب !! و لكن نتيجة عدم حصولنا على جواب ستختلف عن نتيجة سارتر ، و قد نصل الى الجواب و هذا ما سنحاول الوصول اليه ، اما ان الظاهرة تاتي الى الوجود بواسطة ما هو لذاته فهناك فرق ببن الظاهرة و وجود الوجود ، ظاهرة الوجود تتعدى الظواهر و السؤال عن اصل الوجود ليس بغير معنى كما بقول سارتر ، في نظرية الانفجار الكبير سال الفيزيايون هذا السؤال ؟ و اعترفوا بعجزهم عن اعطاء جواب حاسم عن ماذا قبل الانفجار العظيم ؟ و هل كان هناك زمن قبل الانفجار العظيم ؟ عدم وجود جواب لا يبرر و لا بعني ان السؤال بلا معنى لان الذي بتكلم هنا هو العاجز او العجز عن ايجاد او اعطاء الجواب ، العجز امام شيء ما لا يعني ان هذا الشيء بلا معنى او خال من المعنى ، لكن سارتر في المقابل لا يمانع ان يسأل عن اصل ما هو لذاته ؟ و لانه حسب سارتر هو نفسه سؤال ؟ و هو نفسه لماذ ؟ و هو يعفي الانطولوجيا من الجواب و يحيله الى الميتافيزيقا لان ما هو لذاته حادث و الانطولوجيا تهتم بوصف تراكيب موجود و لكنه يورد بعض الملاحظات التي توفرها الانطولوجيا للميتافيزيقا و هي ان الوجود علة ذاته مستحيل لانه امر لم يتم و لانه تجاوز مستحيل في العلو بسبب الحركة المستوية للشعور و الامر الاخر الذي يورده من الانطولوجيا كمساعدة للميتافيزيقيا هو ان ما هو لذاته مشروع مستمر للتاسيس الذاتي من حيث هو وجود و اخفاق مستمر لهذا المشروع و الحضور للذات يمثل الانبثاق الاول لهذا المشروع و النامل عنده يمثل ازدواج المشروع و حتى نختصر الطريق فدر الامكان فان المحاولة الاخيرة للتاسيس الذاتي، تفضي الى الفصل الجذري بين الوجود و الشعور بالوجود او وجود الشعور ، و لكي يؤسس نفسه (ما هو في ذاته ) بجب ان يجعل نفسه شعورا اي فكرة علة ذاته تحمل في نفسها فكرة الحضور للذات، و الشعور تاسيس لما (هو في ذاته ) لذاته او في -ذاته -علة ذاته (المطلق هنا ) و بعقب سارتر هنا ، و لا شيء غير ذلك و بضيف ولا شيء يؤكد منذ البداية أن هناك يوجد معنى لمشروع وجود علة ذاته و حسب سارتر ما في ذاته بدل تاسيس نفسه بنفسه على شكل حضور للذات او لذاته اي شعورا ، يؤسس في المقابل ما هو لاجل ذاته و هنا تطرح الميتافيزيقيا فرضها عن الحادث المطلق (او انبثاق ما هو لذاته ) مع المغامرة الفردية (وجود ما هو في ذاته ) ، هنا يطرح سارتر الحركة من قبل ما هو في ذاته لتاسيس نفسه و يسال عن العلاقات بين الحركة بوصفها مرض الوجود !! و بين ما هو لذاته بوصفه مرضا اعمق يوغل حتى الاعدام!! يتحدث بعد ذلك عن الهوة بين ما في ذاته (الوجود الذي هو ما هو ) و ما هو لاجل ذاته ( الوجود الذي ليس هو ما هو و الذي هو ليس ما هو ) و يذكر انهما ليسا موجودين او موضوعين الواحد الى جوار الاخر ... تابع 29/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(24). لان الزلزال يمكن ان يهدم جبلا فيختفي من الوجود و الجبل لم يبنه انسان ، ستقول لي لكن لا معنى للهدم خارج علاقة الانسان مع العالم لان هناك علاقة علو ببن الانسان و الوجود فالجبل بدون الانسان لم يهدم بل تحول من شيء الى شيء اخر ، و هذا صحيح بالظاهر و للوهلة الاولى لكن الدقة و الموضوعية يمنعان ان نفكر كما لو كان الانسان موجودا و غير موجود ،فعندما يختفي الانسان و تزول علاقته مع العالم لا يعود استعمال نفس المنطق جائزا ،ثم ان تحول الجبل من شيء الى شيء اخر لا ينفي فكرة الهدم فاسم الهدم في لغة الطبيعة تحويل شيء الى شىء اخر و اسم الهدم هو لغة الإنسان و هي تعني نفس الشيء فى لغة الطبيعة ، الاسم اختلف الفعل واحد و النتبجة واحدة، فالهدم تحويل و التحويل هدم، كلام سارتر بفترض ان الانسان هو الذى بعطي المعنى و لكنه في نفس الوقت بتجاهل وجود الانسان و علاقنه مع العالم و عندما نفول ان الإنسان بهدم المدن بالزازال فاننا نحكم على الاشياء و كأن الانسان غير موجود و بنفس الوقت نحمل المسؤولية لهذا الإنسان و نستطيع بعد ذلك ان نقول ان الزلزال نفسه لا بجوز ان نقول عنه زلزالا لان علاقة الإنسان مع العالم تجيز استعمال كلمة زازال و الزلزال بحد ذاته ليس زلزالا بل شىء حول الشىء الى شيء اخر ، ان الخلط هنا لا حدود له و مساحة الضباب تمنع الرؤية الجيدة و المسافة التي تبعدنا عن الانسان هي ذاتها التي تبعدنا عن الزلزال ، لقد أسمى الانسان الحطام حطاما و اسمى اازلزال زلزالا و الطبيعة لها لغتها الخاصة ، فالطبيعة عندما تثور تحول شياء الى شيء اخر تماما كما الإنسان عندما يثور يحول الأشياء الى اشياء اخرى، الإنسان يتكلم و الطبيعة تفعل ، الكلام صار فعلا و الفعل صار كلاما، الواقعة واحدة و اخراج الانسان من المعادلة يجعل كلامه بلا معنى كما يجعل فعل الطبيعة حدثا لم يحدث... تابع 03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(36). فلسفة سارتر فلسفة سطحية و غير مسؤولة لا تتميز بالعمق فسارتر لم يتمعن ما يكفي في مواضيعه و هو لم يشبع قضاياه درسا و بحثا و لا هو مارس طول اناة في سيره، استغل مأساة الحرب العالمية الثانية و ما ادت اليه من بلبلة و فوضى ، فيه من تهور شوبنهور و فيه من ضياع و تخبط نيتشه و الامر ذاته بالنسبة لهايدغر الذي لخص الوجود الإنساني في السقوط و الثرثرة!! كما لا تجد عند هؤلاء الفلاسفة حلولا و هي فلسفات فقيرة لم تراع الخبرة البشرية و لم تتمعن في القضايا المطروحة ، لا تجد عندهم حلولا معرفية كما عند كانط مثلا و لا حلولا واقعية او حياتية كما عند ماركس مثلا ، لا تجد عندهم عمق و رصانة الغزالي العظيم و لا ثقافة و عمق السهروردي مثلا ، هايدغر تقريري وصفي سوداوي اسود كالغراب و عدا ذلك فطروحاته لا تقدم و لا تؤخر و لا تنتمي لسمة الفكر المسؤول كفكر افلاطون او ارسطو مثلا ، فكرة الوجود في العالم ، فكرة الانسان عنده او Dasein لا تتناسب مع فكرة الوجود في العالم ، فوجود الواقعة الانسانية لا تختلف عن الوجود كوجود ثم انه كيف يتهم الفلاسفة انهم نسوا الوجود؟ و كيف يصبح الوجود عنده وجود الانسان في الزمان !!، هناك تناقض في مقاربته و هناك تخبط و عدم دقة و فكرة السقوط و الثرثرة تتعارض مع الذات الاصيلة فكيف يجعل السقوط امرا ثانويا و بنفس الوقت لا يمكن تفاديه و ما معنى وجود الذات الاصيلة غير أنها هي ذاتها الذات الزائفة الا اذا وفر للذات الاصيلة الموت ، تضارب مفاهيم و فوض افكار فلا هو أنقذ الذات الاصيلة و لا هو ترك للذات المزيفة خلاصا او مخرجا ، حتى فكرة القلق التي تبدو في الظاهر بارزة ، رغم انها فكرة كيرجارد ، و ما تكشف عنه من عدم ، هي في الحقيقة فكرة باهتة و منطوية على ذاتها و التجاوز عنده للذات نحو العالم و الامر ذاته فيما يتعلق بالامكانية القصوى التي هي الموت ، كلها افكار عاجزة و الحقيقة هي نصف افكار لانها تقف و تصمت في وسط الطريق، الامر ذاته يتكرر مع سارتر و لكن بطريقة مغايرة فهو غير رصين و غير متوازن ، يزج أفكاره زجا في كل زاوية و مكان و هو يضفي على الواقع ما يريد و لا تجد عنده فكرا اصيلا و مسؤولا ، و في اكثر الاحيان يبتعد عن الواقع، تهمه الشهرة اكثر مما تهمه الحقيقة و هو يهتم للاثارة اكثر من اهتمامه بالموضوعية ، وظف نفسه اداة بيد الأيديولوجيا الرسمية للنظام الراسمالي بهدف الظهور و بهدف اثارة الضوضاء و الضجة من حوله ، لذلك هو هنا يمتاز بعدم النضج و بعدم الخبرة و قد ساعدته الظروف الملائمة في الفترة التي عاش فيها بسبب احتدام الخلاف و الصراع الذي رافق تلك الفترة بين المعسكر الرأسمالي و سارتر ذاته نتاج ثقافة هذا المعسكر و بين المعسكر الاشتراكي ، تارة يسعى للتقرب من هذا المعسكر و تارة اخرى يختار المعسكر الاخر و الأخطر تنكره للقضية الفلسطينية و وقوفه المخزي مع الكيان الصهيوني ضد حق و حرية الشعب الفسطيني و قد نصب نفسه نبي الحرية في العصر الحديث و صدع اذاننا بالحرية و المسؤولية و بالالتزام ، فكان عليه ان يتهم نفسه بسؤ النية و خداع النفس و الاخر بدل اتهام تلك المراءة التي ذهبت الى اول موعد غرام لها و بدل اتهام صبي القهوة ايضا بسؤ النية و هو الذي يقول : عليك بتقيم نفسك قبل تقييم الاخريين ؛ فهل هو هنا اضافة الى سؤ النية منافق ايضا ... 10/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(37). لم يفهم سارتر قول ديستويفيكي (اذا كان الله غير موجود فكل شىء يصبح مباحا ) ، و استنتج فجأة من كلمة اذا كان الله غير موجود و ان كل شيء مباح ان الانسان حر ، و معنى كلمة ديستويفيكي ان كل شيء يصبح مباحا في ضمير الانسان و ليس على ارض الواقع كما فهمها بشكل خاطىء و سطحي سارتر، ففي الواقع ليس كل شيء مباح حتى لو فرضنا عدم وجود آلله، فالواقع يبقى عقبة امام الانسان عليه تخطيها و التعامل معها ، كل شيء مباح في ضمير الانسان اي ينعدم الضمير لدى البشر و ليس كل شيء مباح في الواقع و الفرق واضح ، الله غير موجود و كل شيء مباح لا تعني ان الانسان حر تعني ان الإنسان حيوان !! هنا الحرية عدمبة و فوضى و فعل عشوائي و سارتر وقع في نفس الخطا في كتابه نقد العقل الجدلي ، فهو لم يفهم ماركس ايضا لانه استنتج ان الندرة ( rareté )او قلة الموارد هي سبب العنف في العالم و ماركس لم يقل هذا ، ماركس قال : ان سبب الثورة لبس الفقر بل وعي الفقر ، و بالتالي فليست قلة ااموارد او الندرة سبب العنف ، سبب العنف وعي الفقر و هذا معناه ان الوعي أساسي هنا و الوعي بعني وعي انعدام العدالة و انعدام المساواة و بالتالي فعلاج قلة ااموارد يكون بالعدالة و المساواة، و من هنا نفهم القول العربي القديم ظلم بالسوية عدل بالرعية ، المهم ؛ العلاج يكون بالعدالة الحقبقية لا الشكلية اللفظية و المساواة الحقيقية لا الشكلية اللفظية، عدالة و مساواة قولا و فعلا لا شعارات تطلق في الهواء ، نعود لسارتر و الحرية التي بقترحها حرية شكلية فردية و هي لا تختلف كثيرا عن ارادة الحباة عند شوبنهور و لا تختلف كثيرا عن ارادة القوة عند نيتشة و ايضا لا الشكلية تختلف كثيرا عن الانتخاب الطبيعي عند داروين، لكن الحرية عند سارتر مركبة فهي فردية مطلقة و مسؤولة !! و كلمة مسؤولة هنا تطرح سؤالا : مسؤولة امام من ؟ امام نفسها او امام الناس و المجتمع ، و في الحالة الثانية تصبح الحرية كما طرحها سارتر كحرية فردية مطلقة بلا اساس لانها ستعود الى المجتمع و ستتصالح معه فتعود لتتلاءم من جديد مع المجتمع و مع الاخريين الذين وضعهم سارتر على طريق حريته كخصم عنيد و كعقبة امام حريته الفردية المطلقة المزعومة ، يجب تخطيها (الاخرون هم جهنم ). 11/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(32). و احدى مشكلات سارتر هو اصطلاحه على الوجود في ذاته و هو عنده اعمى بعد ان انتزع منه عينيه و الواقع هو غير ذلك ، و الخطا الذي يقود تحليلات سارتر موجود هنا ، فهو يقسم الوجود الى في ذاته و لأجل ذاته او لذاته و هذا التقسيم شكلي محض و بلا مستقبل و لا يقول شيئا جوهري و لا يتماشى مع ما يصل اليه من نتائج و قواعد ، فما يسمى الوجود في ذاته في عرف سارتر و ما يسمى الوجود لاجل ذاته، هما في واقع الامر وجود واحد لانه لا وجود لواحد دون وجود الاخر و الطلاق بينهما كما قرره سارتر غير شرعي و دون مبرر ، و ما من اجل ذاته لا يوجد وحده و بمعزل عن عيره و التكس صحيح ، الوجود في ذاته لا يوجد وحده و بمعزل عن غيره ، كلاهما ليسا جزيرة معزولة عن العاام و لا معزول الواحد عن الاخر ، المهم ان الفصل الذي حدده سارتر واهي و لا اسوار تفصل بينهما كما يحاول سارتر تن يبرهن عليه و العدم الذي يفصل ببنهما تفتراضي بحت ، الوعي مشتت في العالم ، كثيف و مركز هنا و نادر و خفي هناك ، و كما ما هو في ذاته هو هو كما هو حسب سارتر كذلك ما هو لذاته هو كما هو و الامر ذاته ما هو في ذاته هو ما هو و هو ما ليس اياه و ما هو من اجل ذاته هو ما ليس هو و ليس هو ما هو و سارتر لا بعطي اهمية لتشابك الوجودين ، يعطي اهمية غير واضحة تماما لانفصال الواحد عن الاخر و الواقع ما هو لذاته متصالح في اماكن عدة مع ما هو في ذاته و الا لما وجدا جنبا الى جنب ، اذن يجب التفتيش عن علاقة مغايرة للعلاقة ااتي توصل و قررها سارتر و هذا يعيد تقيم كل المسار الذي اتخذه سارتر و سار فيه ، و يعيد صياغة الامر من جديد صياغة مختلفة ، فمثلا اطلاق الاخلاص على ما هو في ذاته دون على ما هو لذاته هو خلط في المفاهيم و مقاربة سطحية و عدم دقة في الصياغة اضافة الى انه ينطلق من مسلمة او من بديهة ليست مسلمة و لاهي بديهية ، و كذلك هي اختزال بسيط للعلاقة و تشويه لا يساعد لا بل يساعد على الوقوع في تعميمات و استنتاجات لا تتناسب ابدا مع ما بحصل في الوجود ، تشريح سارتر للوجود تشريح اعتباطي ، لا يسلك فيه طرق واضحة و لا توصل الى اامكان المنتسب فلا نجد عنده معرفة و لا نجد عنده حكمة كما يطالب كانط ، العلم هو المعرفة المنظمة و الحكمة هي الحياة المنظمة، لا تجد عند سارتر علم و لا حياة منظمة و في ذلك يشبه من بعيد رغم تناقض المناهج و الطروحات تقسيم فيلسوف العلم الالماني كارل بوبر العالم الى العالم الذاتي او العالم 1 و العالم الفيزيائي او العالم 2 و العالم ااموضوعي او العالم 3 و هو الاخر كتقسبم سارتر ، مع الفارق الجوهري بين الاثنين ، منهج العلم و التجربة و منهج الظاهراتية الوجودية ، تقييم اعتباطي ، فاين الحدود بين العالم الذاتي و الموضوعي ؟ و اين الحدود ببن العالم الموضوعي و الفيزيائي ؟ هذه التصنيفات من قبل بوبر او من قبل سارتر لا تخدم القضية و لا تسهل البحث و لا تستدعي الفائدة تبرريها و مفهوم الوجود في ذاته عند سارتر الذي اخترعه في كتاله الوجود و العدم هو ذاته الشىء في ذاته الذي اخترعه كانط في كتابه نقد العقل الخالص حبث قسم العالم الى ظواهر قابلة للمعرفة العلمية الصحية لانها معرفة تركيبية قبلية و الى الشيء في ذاته غير قابل للمعرفة العلمية الصحيحة لانه خارج قدرات العقل المجرد القبلية ( الرياضيات و الهندسة بواسطة قالبا المكان و الزمان الفطريان للعقل النظري المحض ) و الشىء في ذاته خارج ادركات العقل الحسية التركيبية المعتمدة على التجربة ، و سارتر هنا لا يفيدنا بشيء حول للوجود في ذاته ، فهو عنده اخرس فقد جرده من الذكاء و الوعي و جعله صامت ساكن و يوجد فقط على سبيل الوجود و هنا يوجد تناقض عند سارتر لان هذا الوجود في ذاته ليس وجودا مجردا ، انه وجود واقعي حسي ملموس، فهو لا يوجد فقط، فهو يتكلم و هو يتحرك و غير مجرد في وجوده ، لا بل اكثر من ذلك بعتبره غير موجود لانه لا يملك وعيا حسب سارتر ، وجود او مادة صماء صفتها الجوهرية انها موجودة هنا لا اكثر ( و لا تفكر او لا يفكر على حد تعبير ديكارت الذى وصفه او وصفها بانه او بانها عكس الفكر و اطلق علبه او عليها اسم الامتداد . او المادة ) ، المهم سارتر هنا يلغي الطبيعة و يشوه علاقتها بالإنسان الذي يعتبره الكائن الوحيد المفكر و الحر ، حتى الموضوعية تصبح عند سارتر وجهة نظر تخص ما هو لاجل ذاته و هناك ثغرة هائلة لا يستطيع سدها في بنياته الفكري و هي : ما هي الاخلاق ؟ و ما هو الخير ؟ او ما معنى الخير ؟ تابع 07/10/21
جان بول سارتر ( 1980-1905)(31). سارتر اما انه يزور فرويد او انه لم يفهمه ، فسارتر يفسر الوحدة الواعية لما هو نفسي بوحدة سحرية تعمل عن بعد ، ما يطلق عليه سارتر اسم السحر هو عند فرويد الحيوانية( الغريزة و العدوانية العمباء ) و الحيوانية ، غريزة عمياء ترى عن بعد من خلال اصلها الضارب في الماضي ، و هكذا هي تعمل عن بعد ، هي استقرت في جهاز لم يعد ملكها و لها بفعل ظهور الوعي ، الطبيعة الماضية و الوعي الحاضر ، ينكر طبعا سارتر بعد ذلك اللاشعور ، فالمرأة تريد ان تثبت لنفسها انها باردة ، رفض للذة و شعور بها في ان واحد ، لكن ما لم يتنبه له هنا سارتر ان هذه المرأة التي تريد ان تثبت لنفسها انها باردة لا تفعل ذلك عن وعي ، فشعور اللذة هنا و الذى تتلهى عنه حتى تقول عن نفسها انها باردة ، فهذا لان البرودة هي كبت لاواعي يبحث عن مخرج باللاوعي فهنا اخترع اللاوعي البرودة و ليست البرودة اختارت الوعي و سارتر نفسه يوافق على النتيجة التي وصلنا إليها لانه بقول في نهاية حديثه و هكذا تبقى المشكلة التي حاولنا تجنبها قائمة ، لكن لماذا اوقع سارتر نفسه في حيرة ؟ و لماذا وصلنا الى هنا ، هذا ما قادنا إليه سارتر و علينا ان تتابع الطريق حتى نرى الى اين تنتهي بنا ، هل سنصل كما العادة الى لا شىء او هناك هذه المرة شىء او امر اخر ينتظرنا، المفاجأة تبقى مفاجأة حتى ينفضح سرها فلا تبقى مفاجئة، دعونا نرى ذلك بوضوح اكثر و هو يفحص مسالك سؤ النية؛ سؤ النية كما يعرضها سارتر تؤمن بالحتمية ، فسقوط الانسان في الماصي يتكون كوجود في ذاته لان الإنسان اذا كان هو ما هو فان سؤ النية مستحيل ، لكن الانسان هو ما هو و سؤ النية اصطلاح و ليس موجودا في الواقع لان عنصر الكذب على الاقل غير متوافر و سؤ النية تجاوز لموقف في موقف و الانسان هو ما هو لا تعني وجود في ذاته فهذا مصطلح يلزم صاحبه فقط ، تعني هو كانسان ، هو ما هو و ليس هو في ذاته ( المعنى كما يريده هذه المرة سارتر ) ، هو ما هو ، هناك انسان هو ما هو و هنا وجود في ذاته هو كما هو ، الاختلاف هو اختلاف الانسان عن الوجود في ذاته ، اما ان كلاهما هو ما هو فهو وافع و مصطلح ، سؤ النية هنا يفهم كمصطلح و عدم نجاح الاخلاص في مسعاه و اخفاقه لا يعني كما يقول سارتر انه مستحيل و المعنى الحقيقي للإخلاص ليس كما فهمه سارتر و هو فهم خاطىء ، المعنى الحقبقي للاخلاص ليس الصدق هكذا كما هى الطاولة و كما هي الدواة على الطاولة كما يقول سارتر ، الاخلاص يكون في موقف ما صادق و هو التزام الصدق في الموقف و ليس كما فهمه سارتر فهما جامدا بعيد عن الواقع و هو فهم متقوقع في ارادة ما في ذاته الحتمية الصامتة الصماء و ليس ان يكون الانسان هو ما هو، الانسان هو ما هو في موقف وهذا الانسان ديناميكي متحرك و الوجود ذاته او في ذاته ليس انسانا ، الإنسان التزام و مواقف ، الوجود في ذانه ادلة على ذاته فهي ليست مواقف ، هي مواقع للوجود في ذاته و مواقف الاخلاص تختلف عن مواقع الوجود في ذاته ، لانه في ذاته يتخذ مواقع له و لا يتخذ مواقف كما هي الحال مع الانسان... تابع 06/10/21
و بصرف النظر عن المصطلحات التي بخبىء وراءها سارتر و المسلمات التي ينطلق منها دون مراجعة جدية او نقد سنحاول استعمال لغته و مراعاة هذه المصطلحات و المسلمات ، طروحاته و هو ينطلق من مسلمات و بديهيات غير محسومة و لا تعكس من الأمر حقيقته و لا من الواقع وقائعه و مسلماته لم يخضعها لنقاش او لنقد ، يحاول بعد ذلك ان يحدد علاقة ما من اجل ذاته او لذاته بالجنس و يعتبر الجنس او الشهوة اساسها من وجود الغير و يقلل من اهمية الفسيولوجية الجنسية و بصرف النظر عن هذا النقاش حول من الاصل ؟ الجنس هو الاصل او الغير هو الاصل في الشهوة ؟ و هذا يرجعنا الى مسالة من قبل من البيضة او الدجاجة ؟ الانسان او ما يطلق عليه سارتر ما هو من اجل ذاته او لذاته هو كيان واحد و هو شهوة و هو موجود في العالم و هو موجود مع الاخريين و هو حرية و هو انا و هو نحن و السؤال هل الشهوة ليست اكثر من نزوع لما هو ما من اجل ذاته او لذاته ام ان للشهوة عضو قائم في جسم الانسان لان الإنسان شهوة كما هو الفم للطعام و الشراب ، كذلك هو العالم باكمله ، مترابط و لا يفيد التساؤل من سبق من ؟ و لا من هو الاصل و لا من هو التابع او الثانوي و ما يغيب عن بال سارتر انه يتجاهل او لا يدرك ان الشهوة الجنسبة ليست فقط نزوع نحو الاخر او نحو الغير لان ذلك طريقة وجود ما هو من اجل ذاته او لذاته، فالشهوة الجنسية اصل الاستمرار في الحياة و هي وراء البقاء و اصل اانوع و هذا الاستمرار الذي تحدثه هو كذاك الاصل في وجود التشابه و الذي ينتقل عن طريق الجنس او عن طريق الاهل بين افراد الاسرة الواحدة فالشهوة الجنسية هي اصل علاقة القربى و الولد البيولوجي ليس فقط نزوعا و شهوة انه يحمل معه الشفرة الوراثية و التي ينقلها الاهل الى الابناء سواء على صعيد الجينات و كذلك فان الشبه الذي للاولاد بالاصل احد العوامل المهمة و المحددة في هذه العملية التي تضع على رأسها عن خطأ او عن حق الشهوة الجنسية ... النظر عن المصطلحات التي يختبىء وراءها سارتر و على اعتبار استعمال نفس اللغة التي يتداولها فان هناك عدم تماسك و فوضى تكتنف طروحاته و هو ينطلق من مسلمات و بديهيات غير محسومة و لا تعكس من الأمر حقيقته و لا من الواقع وقائعه و مسلماته لم يخضعها لنقاش او لنقد ، يحاول بعد ذلك ان يحدد علاقة ما من اجل ذاته او لذاته بالجنس و يعتبر الجنس او الشهوة اساسها من وجود الغير و يقلل من اهمية الفسيولوجية الجنسية و بصرف النظر عن هذا النقاش حول من الاصل ؟ الجنس هو الاصل او الغير هو الاصل في الشهوة ؟ و هذا يرجعنا الى مسالة من قبل من البيضة او الدجاجة ؟ الانسان او ما يطلق عليه سارتر ما هو من اجل ذاته او لذاته هو كيان واحد و هو شهوة و هو موجود في العالم و هو موجود مع الاخريين و هو حرية و هو انا و هو نحن و السؤال هل الشهوة ليست اكثر من نزوع لما هو ما من اجل ذاته او لذاته ام ان للشهوة عضو قائم في جسم الانسان لان الإنسان شهوة كما هو الفم للطعام و الشراب ، كذلك هو العالم باكمله ، مترابط و لا يفيد التساؤل من سبق من ؟ و لا من هو الاصل و لا من هو التابع او الثانوي و ما يغيب عن بال سارتر انه يتجاهل او لا يدرك ان الشهوة الجنسبة ليست فقط نزوع نحو الاخر او نحو الغير لان ذلك طريقة وجود ما هو من اجل ذاته او لذاته، فالشهوة الجنسية اصل الاستمرار في الحياة و هي وراء البقاء و اصل اانوع و هذا الاستمرار الذي تحدثه هو كذاك الاصل في وجود التشابه و الذي ينتقل عن طريق الجنس او عن طريق الاهل بين افراد الاسرة الواحدة فالشهوة الجنسية هي اصل علاقة القربى و الولد البيولوجي ليس فقط نزوعا و شهوة انه يحمل معه الشفرة الوراثية و التي ينقلها الاهل الى الابناء سواء على صعيد الجينات و كذلك فان الشبه الذي للاولاد بالاصل احد العوامل المهمة و المحددة في هذه العملية التي تضع على رأسها عن خطأ او عن حق الشهوة الجنسية ... تابع
جان بول سارتر( الوجود و العدم )(108). يقول سارتر الوجود هو و العدم ليس هو ، هنا العدم ليس هو، لا تعني العدم ، فهنا ما ليس هو هو وجود و ليس وجود العدم ، عمر ليس هو تعني انه خالد و لا تعني العدم و العدم غير موجود و ما هو غير موجود ليس هو اي موجود و بهذا تصبح معادلة سارتر لا يوجد شيء او كل شىء يحوي الوجود و العدم معادلة خاطئة، كل وجود يحوي في داخله وجودا ليس هو و المعادلة الصالحة هي هنا كل وجود يحوي وجودا اخر غير وجوده و لا مكان هنا لوجود العدم ، و العدم ليس هو ، تعني انه موجود يتخطى وجوده نحو وجود اخر غير وجوده و لا مكان هنا للعدم و تعربف سارتر : العدم ليس ما هو ، تعربف خاطىء و التعريف الصحيح هو ان الوجود ليس ما هو لان العدم بكل بساطة غير موجود و الوجود هو ما هو موجود و ما هو ليس ما هو هو وجود اخر غير وجوده و ليس هو العدم الذي ليس ما هو ، و الحرية كما يقول سارتر : الحرية هي و وجود ما هو لذاته امر واحد، ، الحرية هنا هي وجود ما هو لذاته و ليس عدمه و ليست عدما و قوله الحرية الإنسانية حرة اى ان تكون عدم ذاتها ، هذه الحرية هنا تعاني اضطرابا و لا اقول تناقضا لان التناقض في مكان ما تعني غنى و حيوية لكن كلام سارتر هنا لا يعني شياء و لا بعكس معنى ما و لا تحتوي على مضمون ما ، الحرية هي وجود ذاتها و ليس عدم ذاتها و الذات و حضور الذات لذاتها شيء واحد فالحرية هنا هي وجود ما هو لذاته و ما هو لذاته هو وجوده و ليس عدم وجوده كما يقول سارتر، القفزة المفترضة هنا هي قفزة في الوجود و العدم هنا وجود و ليس عدم وجود ، لا يوجد او لا يحدث من العدم شيء و عدم سارتر هو وجود وراء الوجود هو وجود في قلب الوجود و ليس عدما في قلب الوجود ، الحرية ليست عدم وجود او عدم في صميم الانسان ، الحرية هي طريقة وجود الإنسان في الوجود ، الحرية وجود الانسان و ليس عدمه ، الحرية هي وجود ما هو لذاته اي وجود الانسان نفسه و الكلام عن العدم هنا كلام مجازي و نوع من انواع الاستعارة و هو ما عبر عنه سارتر بشكل خاطىء باسم الظل للنور او للوجود ، الظل هنا ليس استعارة ، الظل وجود او بالاحرى و بتعبير ادق الظل هو انعكاس للوجود في الوجود و ليس انعكاس للعدم في الوجود و العدم كما يعبر عنه سارتر اقرب ما يكون الى السراب منه الى الظل للنور او هو وهم بصري و الوجود الحقيقي هو الوجود و ليس العدم، العدم لفظ و اشتقاق لغوي تماما كاشتقاق هايدغر لكلمة الوجود هناك من Dasein ف Da هنا و sein تعبر عن شيئين و لكنهما ليسا شيء واحد الا ككلمة و ليس كوجود، هو اصطلاح أسمي و ليس موجودا في العالم و يشير في النهاية الى موجود انساني او الى الانسان ، الإنسان هنا هو الموجود، اما اصطلاح هايدغر فهو لفظ و اسم يدل على موجود لكن اللفظ بذاته غير موجود في العالم، الموجود هناك او هنا هو الانسان و ككل الاسماء وجودها وجود دلالة على شيء و غير موجودة بذاتها، الانسان دلالة على وجود انسان و لكن الانسان غير موجود في الخارج ، الإنسان مفهوم في الذهن ، وجوده في العالم كدلالة ووجوده كمفهوم موجود في الذهن و لا يوجد في العالم في الخارج و حال العدم عند سارتر كحال الانسان مفهوم ذهني لا يوجد في الخارج ، ووجوده في الخارج هو الوجود كوجود انسان عبني ... تابع 21/12/21
جان بول سارتر(1980-1905)(26). هل الحكم السالب هو اصل العدم او العدم هو اصل الحكم السالب ؟ يسأل سارتر و يجيب العدم هو اصل الحكم السالب لانه هو نفسه سلب و هو يؤسس السلب كفعل لانه هو السلب بوصفه وجودا ، يحاور سارتر هبغل و هايدغر ، الوجود المحض او الخالص او المجرد و اللاوجود الخالص او المحض او المجرد، تجريدان ينتج عن اتحادهما تجريد , لكن هل هذا التجريد هو الاساس في الوقائع العينية ? الصفر عدد مجرد دون محتوى و الصفر اذا اتحد بالصفر ينتجان صفرا , يبدو ان سارتر يتبنى للوهلة الاولى و لو مؤقتا منطق هيغل و بالتالي نتيجة اامجرد تعتمد على العينى الذي هو ضروري له من اجل تحقيقه لكن لو دققنا النظر هنا مليا هل هذه اانتيجة يتيمة او لها اصل في الواقع و كأن سارتر هنا ينحى منحى هبفل ، الوافع فكر و الفكر واقع ، و على الرغم ان الماهية للموجود غير مباشرة فالماهية هي الاصل الحقبقي و الموجود يتجاوز نفسه في الماهية ، الماهية هنا لا تناسب سارتر مع انها غير مباشرة و الوجود هنا تجاوز لنفسه في الماهية ، هنا يقف سارتر ضد هبغل بعد ان قطع معه نصف الطريق و يصرح : (ان الوجود هو و ان العدم ليس هو ) ، يقول هيغل : الوجود اامحض و العدم المحض شيء واحد و هنا اصل البلاء فكما هما شيء واحد في عرف هيغل، فهما لاشيء وواحد !! فهبغل في الحقيقة لا يقول شيئا ، المجرد هنا يساوى المجرد هناك لكن المطلق واحد و المطلق غير موجود في العالم، المطلق خارج العالم و سارتر عندما يقول : الوجود هو و العدم ليس هو ، لا يقول شياء هو الآخر ، كانه بقول انا من انا و هو ليس انا ، و لكن انا لا اعرف من هو، انا اعرف انا و الشىء ذاته عندما يخالف هبغل و يقرر ان اللاوجود هو نقيض الوجود لان هيغل يضع اللاوجود كمضاد للوجود و هو هنا يناقض نفسه لان النقبض للوجود لا يمكن ان يوجد ، نحن لا نعرف ما هو ، هنا مصطلح سارتر عن نقيض الوجود منناقض لاننا لا نعرف الوجود ، نعرف ان الوجود هو كما هو فقط و لا نعرف حتى مصطلح هبغل عن الضد ، المصطلحات هنا منطقية (في الذهن ) و ليست واقعية ، فسارتر يعرف ما هو ليس معروف اي الوجود (هو كما هو ) بما هو مجهول ( اللاوجود ) او ما يعرف باستدلال الحاضر على الغائب او الشاهد على الغائب ، اما العدم عند هايدغر فهو ليس ذهنيا و لا منطفيا و هنا يثني سارتر على هايدغر ، ثناء التلميذ هذه المرة على استاذه و ليس العكس ، لأنه حسب سارتر ، هايدغر لم يقع في الخطا الذي وقع فيه هبغل ، فما هو العدم عند هايدغر ؟ ...تابع 03/10/21
جان بول سارتر( الوجود و العدم )( شهرة سارتر )(100). الله ليس بديلا للإنسان و الإنسان ليس بدبلا لله ، و هو عندما يقف امام الموت ، لا يسأل لماذا ولد ؟ و هو لا يسال لماذا يموت ؟ فهو بعرف لماذا ولد ، و بعرف اماذا يموت ، لانه يعرف انه ليس هو آلله او بالأحرى ليست هذه هي رغبته ، و لو كانت رغبة الإنسان ان بصير الها لما اعترف بموته و لولا آلله لما مات الانسان ، فاحد الاسباب و الدلاءل على وجود آلله هو وجود الموت و لو كانت رغبة الانسان ان يصير الها او مشروع اله لما رفع راسه نحو السماء و جسد الموت يتمدد امامه على الارض ، و اما كلام سارتر عن الموت( و انه القضاء علي بالا اوجد الا بواسطة الغير و ان استمد منه معناه بل ومعنى انتصاره ) ، فهو اعتراف منحرف و شاذ غير مباشر بالله و ان هذا الغير هو غير هذا الذي يفكر فيه سارتر ( او العنكبوت كما سمى فرنسيس بيكون سارتر ) و ان هذا الغير ليس الا الله الذي لا يعترف سارتر بوجوده، و ليس هو ما يحلو لسارتر و لنزواته ان تصور له هذا الغير شيئا اخر غير آلله و سارتر يخطا عندما ينكلم عن الموت و يقف امامه او عنده ابكم أخرس، فالموت ليس فقط نهاية و الموت ليس فقط قدر و الموت ليس فقط غاية كل موجود حسب تصور هايدغر ( او التصميم ) ، فكل من يولد يوجد الى الابد اما على شكل نسيان مجرد او نسيان بين قوسين و اما على شكل زمان و مكان مجردان ، النسيان يعود ليلبس ثياب الزمان و المكان ، في قاع الابد و الزمان و المكان يتنقلان ببن الولادة و الموت على حدود الابد ، فمثلا ديموقراطس عاد ليولد من جديد في العصر الحديث... تابع 03/12/21
سارتر كان رجلا منصفا . اشكره على كل مابذل من جهود . تحية من بغداد.
كان مناضلا شريفا وشجاعا مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية ضد فرنسا
السادة ماسبيرو ، ارجو وضع نص الكلام والحوار علي الفيديو لإتاحة الفرصة لغير القادرين علي السمع ، القراءة ، ويفضل الترجمة الإنجليزية
ارجو المزيد من ذلك نوع لقاءات فلسفية
جاكلين خوري الصحفية بالاهرام هي اول من قامت باول حديث صحفي مع هذا الفليسوف
يمكن اعتبار بأن الفلسفة العربية المعاصرة هي وليدة عدة مقاربات علمية وتنظيرات فكرية كبري ومأسسة منطقيا وفكريا فمنذ ظهورها علي يد الكندي وابن سينا وابن رشد في زمن العصور الوسطي وماقبلها فإنها قد صنعت منظومة فكرية ومعرفية وابستمولوجية توافقت مع اشكالات زمانها وحددت في نفس السياق الأطر النظرية والعلمية والبراغماتية التي كانت تسير ميكانيزمات مجتمعاتهم ،الا انها قد تناولت عدة مواضيع كانت مطروحة في زمانهم كعلم الطبيعيات والإلاهيات وضرورة تحديد مجال اشتغال الناسوت ومجال اشتغال اللاهوت خصوصا فيما يتعلق بتنظيرات ابن رشد في هذا المجال المعرفي.
الا ٱن تأثر الفلسفة العربية المعاصرة بالتنظيرات العلمية والفكرية التي ظهرت منذ عصر النهضة الاوروبية الي اليوم كانت واضحة في كتابات المفكرين والفلاسفة العرب المعاصرين فلقد تأثرت الفلسفة العربية المعاصرة بالانتاجات الكتابية والابداعية التي أسسها الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت فيما يتعلق بمشروعه الفلسفي الذي يتأسس حول مفهوم العقلانية وضرورة تطبيقاتها في المجال العلمي والعملي وخصوصا تركيزه علي كون ان العقل الفلسفي يجب ان يكون لديه منطلق منهجي في التعامل مع المعلومات المتوفرة لفيه ويجب ان يكون منطلقه منهجيا في ابداعه وصنعه للمعارف، فليس الفاءدة في تراكم المعلومات المتوفرة لديه دون ان يكون لديه منهج حسن قويم يحسن التعامل مع هاته المعلومات وهو الذي (ديكارت) أسس لمفهوم البعد النقدي في المعرفة كما ذكر ذلك الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط في كتابه نقد العقل العملي ونقد العقل المحض اي أن قد كان لكانط مشروعا نقديا يتمثل في كون العقل البشري المحض يجب ان يتعامل ببعد نقدي علمي مع النظريات الفلسفية والمعرفية والاجتماعية وغيرها ان توفر لديه تكوين علمي واكاديمي اصيل ومأسس معرفيا كأن يكون الطالب متخرجا من جامعة السوربون بباريس او جامعة اكسفورد او كمبرفج ببريطانيا لكون هاته الجامعات تمكن الطالب من تكوين علمي واكاديمي علمي ومنهجي ونقدي تخوله كي ينقد النظريات العلمية والمعرفية والفلسفية الكبري وأن يكون مساهما في خلق النظريات المعرفيةوالتي تسعي بدورها لخلق تطبيقات عملية علي ارض الواقع وذلك من خلال استعمال مناهج علمية متقدمة واستعمال مقاربات علمية متطورة وأكاديمية..
جان بول سارتر (1980-1905).(17).
السادية (كما المازوشية ) وجهان لعملة واحدة:
عدم نضج و نكوص طفولي الى الوراء ؛ طبعا هناك ايضا خلل او اختلالات أخرى ).
الطفل لا يزال يعيش في الرجل البالغ و هو عندما يعود الى ماضي طفولته ،يعود ليلعب و يتذكر هذا النكوص ،لم يعد يجد ألعابه القديمة،ضاعت منه ،تحول اللعب من لعب اطفال و من لعب بريء الى لعب رجال بالغين ، نضجت العاب الاطفال لكن الكبار لم ينضجوا ، العدوانية و الاذى و الاكراه و الإهانة و حب التملك ، كلها سلوكيات اطفال كان لها ما يبررها عند الطفل ، غير مبررة عند الكبار ، تبدلت الادوات و تغيرت المواضيع و المواقع ، اصبح الجسد هو اللعبة الباقية لهؤلاء الكبار و جسم الاخر هو موصوع الانتشاء ،الطفل الصغير عاد إلى الحياة من جديد و عاد لينتقم من رفاقه مع من لعب في ايام الطفولة ،عاد ليعوض العابه التي لم يقدر على ممارستها على شكل انتقام هذه المرة ، الماضي لم بمض و الحاضر حضر بكل كثافته و بكل وجوده انها اللحظة المناسبة ليعود طفلا من جديد يوم كان العالم كله ملكه و عندما كان يتصرف على هذا الاساس،لم بعد العالم ملكه و اصبح هذا الاخر الذي يلبس جسده امامه و ما عليه الا ان يملكه كما كان يملك كل شيء بوم كان طفلا و التملك يحصل بتملك الأشياء حوله في عهد اللعب البريء و أتى عهد اللعب الجدي او لعب الكبار ، انه الانتقام ، نكوص الى الوراء و عدم نضج فالطفل ظل يلعب بالخفاء في زوايا الرجل ، حتى استيقظ الشعور و عاد حيا قويا ،فظهر الطفل من جديد مشوها هذه المرة مولودا جديدا ،الطفل لم يعد طفلا ،الكبير ولد من جديد ولد متاخرا في عالم الكبار ، ماتت براءة الاطفال و اللعبة صارت حطام الذكربات ،استعاد الرجل الطفل بعدما ماتت فيه البراءة على شكل رجل كبير ، البالغ هنا غبر بريء و البريء هناك غير ناضج ، الكبير لم بنضج و هو غير بريء ، السادي ارادة عمياء و لا تعرف كيف تعيش، يقول سارتر السادية وجدان انفعالي و جفاف و عناد حريص، كلمات سارتر لا تعني شياء ولا توضح شياء ، يتحدث عن التملك لا يوجد هنا تملك ،السادي يبعثر و يعبث بجسم الاخر المستسلم امامه و لا يريد كما يقول سارتر سلبه حريته ، يربد ابادة جسده تماما كما يحطم الطفل لعبته ،يبحث السادي عن لذة تفوق اللذة ، لذة مضاعفة ، لذة فوق اللذة ،لذة مريضة و ليس صحيحا ابدا ما يقوله سارتر عن صورة الحرية المحطمة المستعبدة ،السادي لا يتعامل مع الحرية ببساطة لانه لا يعرفها، موضوعه الجسد و غايته لذة منحرفة، ادواته مادية و هو لا يريد اقرارا بشيء او الاعتراف ، هو يريد اذلاله دون سبب او هدف و هو لا يحاور فريسته و هو لا يناقش شخصا هو يتعامل مع شيء اسمه جسد يغرس ادواته في اللحم و يبتهج للألم و هو لا يدع لهذا الجسد فرصة الاختيار لانه ليس هدفه الحرية حرية فريسته هو لا يصادر حرية الاخر هو يدمر جسده دون هدف حقيقي هدفه لذة مشوهة ،الحرية حوار و اعتراف و هنا لا يوجد حوار و لا يوجد اعتراف بارادة الاخر و الحربة تحترم الوجود و الاختلاف لان اهدافها نبيلة (سارتر يرى ان الإحترام هنا بلا معنى !!) ، و السادي لا اهداف نبيلة عنده و الاحتكاك عنده ادوات و اعضاء و جسم ملقى امامه بلا ارادة بلا قرار بلا اختيار و كل هذه العناصر اللازمة للتفاعل مع حرية الاخر غائبة و هي مرفوضة من السادي،فهو لا يؤمن بالحرية ، يؤمن بالعنف وسيلة الى استحضار اللذة التي خانت نفسها كلذة و صارت عند السادي ألم و صراخ، سارتر يختزل و يختصر و يشوه في سببل الوصول الى فكرة مسبقة وضعها نصب عينيه و هي فكرة ركيكة فقيرة غير مقنعة و لا تؤدي الى مكان ،فكرة مجانية تذهب كما يذهب الكلام المجاني عندما يكون هدفه الكلام نفسه ، يتطاير كلامه في الهواء و لا يصل الى شيء، ينتهي سارتر الى اقرار ان السادية اخفاق الشهوة و الشهوة اخفاق السادية و بصرف النظر عما يطلق عليه (شيء-اداة) و لكن الاهم ما ذكره دليلا على اخغاق السادية،ان الحرية العالية او المتعالية للفريسة هي ما يسعى السادي الى امتلاكه و يبرر اخفاق السادبة هنا ان السادي كلما اصر على معادلة الغير كاداة افلتت منه هذه الحرية،اما ان هذا السادي غبي و اما ان سارتر غبي ؟ و نحن ستختار هنا السادي كغبي ،فاذا كان هدفه امتلاك الحرية العالية فهو كمن يريد الاستجمام او الاستحمام على شاطىء البحر فيذهب الى الصحراء و هو كمن يريد ان يعوم في ماء البحر فيدفن نفسه في الرمل بدل الغطس في الماء ، السادي يتعامل مع ما هو مرئي امامه و يحاور بأدواته و بيديه و في كل مرة بقوم بعمل شيء ضد فريسته ينتظر اثاره المباشرة على جسد المسكين، السادي يتعامل مع المادة و هو هنا الجسد و لا يتعامل مع افكار هذا الجسد المطروح و الممتد امامه و هو في النهاية لا يستطيع ان يسلبه او بستولي على شيء معنوي لن تفرط به الفريسة فهو يتجاوز الجسد و لانه ملكها وحدها و لانه لا يموت و لا يستسلم الا بموت الجسم و كل اقرار و كل اعتراف من الفريسة، ليس الا كناية عن رمز للخضوع المؤقت و العابر و هو ليس مطلب السادي، السادي لا يريد ان يصل الى الحرية العالية لفريسته و لا يريد ان يسلبه اياها ، السادي يريد ان يتلذذ بعذاب فريسته، يريد ان يتالم هذا الجسد المرمي امامه و الخاضع له ، هو لا يعنيه منه إلا اعتراف جسده ، لا بهمه منه روحه ،اللذة عنده لا تتأمل في المجرد ، اللذة عنده امامه لذة مادية مقلوبة ، تريد ان تلتذ باخضاع الجسد و تريد ان تلمس هذا الجسد و ان تراه مهزوما و ان يستسلم امام العنف المادي و امام الالم المضني الذى يمارسه السادي على فريسته ،فريسته ليست له ، فريسته ليست ملكه و هو واع و هو بعرف ذلك و السادي لا يهمه حربة فريسته و لا بهمه شخصها ، يهمه اذلال الجسد في سببل لذة لا تجد طريقها الصحيح الى الإشباع العادى او الطببعي و هو ليس عنده قبم عليا و لا يتعامل و لا يعترف بالوجود المعنوي للشخص ، فهو لا يابه لشيء اسمه كرامة ، حتى يفكر في حرية الاخريين، الحرية بضاعة او سلعة كاسدة فغرضه ليس هنا و انشغلاته لا ترتقي و لا ترتفع عن مستوى الجسد الذى يستلقي أمامه و طلبه هو اذلال جسد بصرف اانظر عن حريته لان الحرية لا تستثير عنده لذة و لا نشوة و اللذة ليست عنده اصلا شهوة ، اللذة عنده عكس اللذة نفسها، اللذة عنده اسمها ااحقيقي الكراهية الازدراء الاستباحة الفهر العنف الإذلال، اللذة عنده عكس اللذة ، مرارة سخط تجاهل، السادي لا لذة و لا شهوة عنده حتى يتهمها سارتر بالاخفاق ، عنده جسد يريد ان يعمل او يصنع منه جثة ، جثة حية تصرخ تتكلم تتاوه تستسلم
تابع
29/09/21
شكرا جدا
اشكركم على هاذا المقطع النادر
جميل.. لفتة رائعة جدا
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(90).
في معرض حديثه عن سؤ النية يذكر سارتر موضوع القلق وكيف اننا نحن القلق و نحن نفر منه و يستنتج وجود العدم و الوجود في وحدة نفس الشعور ، نحن لا نفر من القلق ، القلق مادته الزمان ، هو يحضر كما بحضر الزمان , يقتحم تخومنا و حصوننا ، نقاومه بشعور القلق ، و القلق هو السلاح الابيض الاخير في مواجهة تدفق و جريان اازمن في جهاز الوجود ، نحن لا نعاني و نفر في وحدة نفس الشعور ، الزمان هو الذي يجتاح شعورنا و يحتله و شعورنا ينبهنا الى خطر ما تحمله لنا الايام ، هنا الشعور بالقلق شعور بوجوده ووجود القلق في الخارج يدخل الينا عبر بوابة الزمن ، مادة القلق ، و لا يوجد وحدة الوجود و عدم الوجود في نفس الشعور ، وجود الشعور شعوره بالقلق و الشعور هنا علة كبفية وجوده ، الفرار هنا انحسار امواج الزمان و تلاشي مادة القلق ، الفرار وجه الصراع و ليس الصراع ، القلق قلق من جسم المستقبل و مادته الزمان ، هو يجتاحنا من الخارج و يندحر الى الخارج و لا يوجد هنا انفصام و لا ازدواجية ، هو ليس شعورا بالقلق و هروبا منه في وحدة نفس الشعور...
30/11/21
المزيد من المقاطع
جان بول سارتر( 1980-1905)(30).
في سؤ النية حسب سارتر الانسان في وجوده ينكر ذاته
او يحجب الحقيقة عن نفسه و يقول ايضا سارتر :
سؤ النية موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده ؛ و سؤ النية اذا وجدت فهي تجاوز و هي اخفاء ، تجاوز لواقع يكذب الانسان فيما يريد ان يرى نفسه عليه و واقع يسلبه حرية القرار عندما لا يتناسب الواقع مع حقيقة ما تراه نفسه و سؤ النية هي اذا وجدت ليست انكارا للذات و لا حجبا للحقيقة و لا هي موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده ، هي محاولة اعادة تشكيل جديدة و محاولة ابعاد حقيقة مزعجة لانها لا ترضي الانسان و هذا التجاوز و هذا الإخفاء ليس حجبا للحقيقة بل اعادة تشكيل لها و هي ليست موافقة على عدم اعتقاد ما يعتقده لان لا اعتقاد في سؤ النية فالانسان هنا يعرف ما يريد و هو عندما يخفي شيءا فلانه يعرفه و ليس لانه يجهله ، ذاته التي ينكرها لا ينكرها ، يجري عقدا جديدا معها ، هذا العقد عقد حر يتعهد بموجبه الطرفان على مواجهة الواقع بالطريقة ااتي تلاءم الذات في علاقتها مع نفسها و علاقاتها مع الاخر ، عقد يتم بموجبه اخراج ما يزعج نشاط الذات لكي تستمر و بهذا اامعنى هي نشاط ايجابي و علاج جانبي لا يؤذي و بدون اضرار جانبية ، هو عقد كعقد البستاني يتعهد بموجبه بازالة الاعشاب الزائدة في الحديقة ، سارتر يريد ان يجرد الانسان من كل محاولات ترميم الهيكل من جديد ، يريده عاريا و الحقيقة احيانا في تجاوز حقبقة و بما ان في الانسان بعدا اخر و علوا فالمرئي لا يعود ينغع حتى اصبح عبئا و حتى اصبحت الحواجز كامنة و بالتالي فسلوك سؤ النية ليس انكارا بل اعترافا و ليس كما بقول سارتر هروبا بل مواجهة احيانا سلبية و احيانا ايجابية ، الالتغاف ليس هروبا بل مواجهة جانبية و الا لاختار الانسان حقيقته في الموت برضى و تسليم و طيب خاطر كما تود ان تعلمنا ان نغعل سؤ النية و لكن الانسان رفض و يرفض الموت و عندما أرفض ان اموت لا اخفي الموت و لا اخادع نفسي بل اتجاوزه و اخفيه هنا و اتجاهله كي اعبر الى ما يتخطاه ، سؤ النية نوع من انواع الحتمية و هي خطا نابع من فكرة الوجود في ذاته و هي فكرة ضبابية و انا عندما اصوب حريتي لا الغيها لان مواعيدي من شاني و الذات حوار لا يمليه عليها القدر و لا حتى الوجود لان الوجود عاجز و عندما اعجز و ما هو في ذاته لا يغري الذات ، الانسان يعالج الحرية كما الفنان بعالج التمثال و كما يقول هيغل التمثال الاعمى ينظر بكل جسمه كذلك الوجود فى ذاته لا يصمت و لا هو اخرس كما يريد له سارتر ان يكون هو كما هو بل يتكلم عندما اريد و من خلالي ...
05/10/21
جان بول سارتر( 1980-1905)(38).
الذي يتمعن بنصوص سارتر خاصة في الوجود و العدم ، يلاحظ فيه التكرار ، و التكرار عنده انواع ، تكرار يكرر نفسه ، و تكرار يكرر نفسه بصيغ اخرى و تكرار يستعمل مفردات غير التي استعملها سابقا و للتكرار فوائد و مضار ، من فوائده تركيز و تاكيد الفكرة باشكال مختلفة و من مضار هذا التكرار إضاعة وقت القارئ المهتم ، و من البنى الفكرية ااتي يعتمد عليها جزء منها مأخوذ من جدل هيجل و لكنه جدل مبتور فمثلا ياخذ منه فكرة الشيء الذي يحمل في داخله نقيضه ،
و يحذف النتائج ااتي يستتبعها و يقررها هيجل ، فجدل سارتر غير مركب افقي لا يطبق منطق هيجل بكامله ، يوظف بعضه و يلفظ البعض الاخر ، يجتزء منه ما يخدم قضيته و طروحاته، ففي عرف هيجل الدولة هي الحرية في حين ان الحرية عند سارتر فردية و مطلقة ، هي انفصال الوعي و هي عدمها الخاص الذي يوجد فيه ما من اجل ذاته، ببنما الحرية عند هيجل لا توجد الا تحت غطاء القانون و ان الحرية لم توجد دفعة واحدة بل عبر مراحل وهي هدف مسيرة تاريخية طويلة ، فبدأت هذه الحرية بشخص واحد حر في الشرق القديم و تطورت الى حرية فئة حتى وصلت في العصور الحديثة الى حرية كل انسان بما هو انسان ، اما جدلية سارتر فهو يكتبها في كتابه الوجود و العدم و هو يتكلم عن النظرة ، فماذا يقول ، دعونا نسمع سارتر ما يقول او دعونا نقراء ما كتب سارتر ، كتب سارتر :
تابع
12/10/21
الزلمة بحكي كلمتين والمترجم بحكي خمسين كلمة
جان بول سارتر ( الوجود و العدم )
مارتن هايدغر ( الوجود و الزمان )(80).
العدم عند هايدغر هو جوف هاوية بلا نهاية من العدم ، و (الوجود-هناك )ياتي من جوف هاوية بلا نهاية من العدم و يذهب الى الموت هاوية اخرى للعدم و وجود الوجود-هناك هو ركض نحو الموت الى العدم ، من العدم ياتي كل موجود من حيث هو موجود و هو يتفادى الاقرار ان العدم موجود لانها عبارة متناقضة فيستعيض عنها بعبارة العدم يتعادم و هو نوع من التعالي عند هايدغر فالتعالي عنده هو تعال الوجود-هناك على العالم و تعال العالم على الوجود-هناك و تعال العدم او ما يطلق عليه : العدم يتعادم !
و النتيجة قبول منطق اللامعقول و قبول عبارة ان اللامعقول يعكس وجود العدم او يتعبير اخر لسارتر العدم ينعدم و العدم لا ينعدم و النتيجة، اذا وجدت ، فان للعدم تعبير اخر هو عن اللامعقول في الوجود ، فالعدم كما عند هايدغر عند سارتر ، شكل من أشكال الوجود، العدم هو ما يخفيه الوجود داخل الوجود او حسب سارتر العدم قايم داخل الوجود كانه (دودة) او كانه (بركة صغيرة ) و هذه التعابير لسارتر و هو يقول ايضا الانسان يحمل العدم داخل ذاته و بكل المعاني ، العدم هو اللامعقول في الوجود و هكذا نصطدم في نهاية المطاف بجدار اللامعقول الذي هو التبرير الوحيد للعدم و اللامعقول هو تصور ذهني او منطقي داخل الذهن و ليس هو داخل الوجود كما يقول سارتر و هو بالتالي غير موجود في الوجود و يزيد سارتر (ما هو انساني على التحديد في الانسان قوامه العدم ) و هذا ينطبق عليه نقد هواينهد لديكارت حول الجسم او المادة و ما اسماه هوايتهد : مغالطة التعين الموضوع في غير مكانه
او بلغة اخرى تجريد سهل و سريع ...
تابع
24/11/21
المترجم صعب قوى !!! تحس انه بيسمع !!
جان بول سارتر(1980-1905)(34).
علاقة الحاضر بالماضي و المستقبل ليست علاقة انفصال و عدم كما يقول سارتر ، بل علاقة اتصال و لكنها علاقة خاصة ، علاقة نوع و علاقة شكل ، نوع الاتصال علاقة نوعية ، علاقة شكل (ماضي ) و علاقة شكل غياب( المستقبل ) و الانسان يصير و لا ينعدم، يولد ينمو يعمل و يموت ، و الموت ليس نهاية او كما يقول سارتر وجود محض للغير الى الابد ، الموت ليس فناء و ليس عدما ، الموت غياب عكس ما يقول سارتر تماما ، نقول غاب بيار عن العالم او غيبه الموت ، لكن اثره يبقى و مادة جسده لا تفنى تتبدل تتحول تبقى باشكال اخرى و هذا معنى الغياب في الموت، الإنسان عندما يموت لا يصبح عدما و هو لم بات الى العالم بالعدم او من العدم، الإنسان يتحول و لا بنتهي ببقى اثره و تبقى ذكراه ، فقط يغيب عن العالم، و النسيان لا يعني انه اصبح عدما يعني انه انتقل و يعني انه هناك و هناك معناها ان له ابعادا و بصبح له ابعاد اخرى غير ابعاد الحاضر، بصبح غيابه ماضي و حاضر و مستقبل في نفس الوقت، شيء او بعد كبعد السرمدية المطلق و التاريخ هو أحد اشكال الماضي و قد نحول الى مطلق سرمدي و علاقته بالزمن او بما بعد الزمن و ليس علاقة بالعدم و افكار سارتر في معظمها تاملية اكثر منها واقعية ، تعتمد على مقدمات كلامية و ادواته الفكرية اسمية ، و الكلمات عنده لها دور رئيس في انتاج المعنى و هذه الكلمات لها خبرتها في ايجاد الحلول من تداعياتها و تدفقها و تداخلها و تشابكها ، فالماهية عنده بعد الوجود لكن ماهية الانسان نوعية توجد مع او قبل وجود الانسان لانها ماهية الانسان ، المثالية تقول بوجود الماهية قبل الوجود لا بعد ااوجود كما يقول سارتر ، و ماهية الانسان التي هي الحرية بعد وجود الانسان تهدم بنيان سارتر الفكري لانه في هذه الحالة تصبح الحرية فعل اقرب الى العشوائية منه الى الوعي الذي ميزه سارتر و اصطلح عليه بالوجو لذته في مقابل الوجود الذي تسبقه ماهيته اي الوجود في ذاته ، ماهية الانسان نوعية تماما كالوعي قبل وجوده ، تماما كما ماهية النبات او الحيوان ، الفرق ان ماهية الانسان نوعية خاصة و ماهية الاشياء الأخرى عامة و هذه ااماهية تتصمن الوعي و تتضمن الارادة الحرة و تتضمن الحرية جوهر و ماهية الانسان قبل وجوده لان الحرية بعد وجوده فعل عشوائي دون ماهية و دون جوهر ، ماهية الانسان قبل وجوده : الحرية ؛ و ليست الحرية ماهية الانسان بعد وجوده ، طريقة وجود الانسان ماهيته و ماهيته حريته و ليس العكس كما يقول سارتر اي ، ان حريته قبل ماهيته ؛ و هذا تناقض و تخبط لان الحرية هي ماهية الانسان و ليست فعلا محضا في الزمان بعد وجود الإنسان او انها لكي توجد و تعمل عليها ان تفرز عدمها الخاص، وجود الانسان كنوع : حريته ؛ و حريته ماهيته و الماهية و الوجود انبثاق واحد ووجود الواحد يتضمن وجود الاخر...
09_10-21
جان بول سارتر(1980-1905)(19).
انا مذنب تجاه الغير في وجودي نفسه، هو هنا لا يفهم معنى الذنب و كعادة سارتر يختزل و يجتزا و يختصر و لا يرى من الشىء إلا الزاوية التي تخدم وجهة نظره على حساب الواقع و على حساب ذكائه، لم يشعر ادم بالذنب كما يذكر سارتر في الكتاب المقدس(و ادركا انهما كانا عاريين ) ، لانه تعرى ادرك نتيجة ذنبه في عريه ، فهو عندما عصى ربه كما تقول الادبان السماوية ظهرت سواته ، فالذنب هنا مخالفة اوامر آلله، و فكرة الله هنا فكرة فيها التزام و فيها تسليم و فبها ايمان و فيها ابعاد اخرى ، هي ليست سلطة بمعنى اعطاء الأوامر حتى تنفذ ، الأمر اعمق من ذلك بكثير ، الامر يعني ان الإنسان يسير على طريق ، هذا الطريق ليس له فيه اختيار و الذي اختار طريق ادم هو من اوجده و هو المرجع و الخلاص و هو المرتجى و لا سببل الى لقاء نفسه بدونه ، اما عن الكراهية فحدث و لا حرج، حيث الكراهية عند شخص مثل سارتر تعادل عالم لا يوجد فيه الغير ، هذه الاستنتاجات التي يقفز البها سارتر تدعو للعجب العجاب!! فلا يمكن لعقل راجح ان يتبنى هكذا افكار و هكذا مقولات متخبطة ، لا ضؤ فيها و لا رجاء ، فهو هنا يخبط خبط عشواء ، يرد الكراهية الى عدم الاعتراف بالجميل تجاه الشخص الذي اسدى خدمة خالية من الغرض و الكراهية رد فعل على حرية الغير و ضد هذا الشخص لانه مارس حريته التامة و استعمل من اسدى له الخدمة كاداة ، اي الجميل برتد كراهية و لا اعرف من اين اتى سارتر بهذه الافكار البهلوانية و لا اعرف لماذا لم تسد له سيمون دى بوفوار بنصيحة ان يحذف ما كتبه خدمة له و خدمة لسمعته العقلية فيعترف لها بالجميل و لا يكرهها ( او لا يعترف بالجميل و يكرهها !!) ، كلام سارتر هنا غير جدي و كلام غير مسؤول و هو كلام خارج المجتمع و خارج التاريخ، فحتى هذا الذي يطلق علبه سارتر اسم ما هو من اجل ذاته او لذاته ليس جزيرة معزولة دون روابط دون قيم دون ضرورات دون واجبات دون مشاعر و هو هنا يتصرف كما يطلق عليه سارتر فعلا و ليس قولا : لا شيء(ما هو لذاته )...
تابع
01/10/21
جان بول سارتر(1980-1805)( الكرسي ليست ماهية النجار كما يقول سارتر ، النجار هو ماهية الكرسي (50).
ماهية الانسان هي انه يتكون و ينضج قبل وجوده ، لا يمكن ان يتكون بعد ان يوجد و الا لما وجد او لكان ببساطة شياء ما، و الماهية هنا تترك لانسان يختار على اساس انه دائما هو هو و لا يتعارض هذا مع تحول الانسان مع الوقت و مع الزمان ، لانه كما تقول اليونان القديمة التغير يتضمن الثبات و الا لما حدث تغير ابدا ، الإنسان لا شيء يفصله عن نفسه لان ماهيته اكتملت قبل ان يوجد، بعد وجوده يحضر في العالم بماهيته ، ماهبته هنا دينامية و ليست تحجرا او تقوقعا و لا ثباتا دائما و لا هي حدود حادة تحدها و الحرية مجال الانسان حتى يسمح للماهية بالنمو و الانتشار ، الخيارات تنشأ من داخل الارادة و الاطار هو المساحة التي بتحرك عليها الانسان ، الإنسان يتحاور مع ماهيته لا تلغيه و لا يلغيها، الاساس يظل قائما كاحتياط جاهز حتى لو لم تمتد اليه يد الانسان ، الحرية خيار الانسان وجود و ماهية ، لا يوجد الانسان دون ماهية ، الوجود انبثاق ، هذا الانبثاق ظهور و تاكيد من اللحظة الاولى، عناصر الارادة لا تقوم بوجود حادث عرضي ، الارادة اكتملت و اختارت ، بدون الاكتمال و الاختيار يبقى شيء يشبه رمل في الصحراء ، تفاعل لا يوجد ، يموت لا يظهر ، معادلة : الوجود يسبق الماهية ، مثل معادلة مات قبل ان يوجد و مات ثم قام و عاش ، الماهية هنا ليست فقط بنية و امكانات مفتوحة و مشرعة على ابواب الفعل و الحرية ، الماهية امكانات في سبيلها الى التحقق عكس القول اامعاكس ان الامكانات هي الماهبة ، الماهية توجد و تصبح ماهية نفسها ، تغنى و تزيد ثراء مع امكاناتها ، الماهية هنا اكتمال الفعل و الامكانات في كل مرة ، و الفعل و الامكانات هما ما توفره بنية الماهية لتصبح و تصير ، الإنسان ليس شياء و لا لا شياء كما يقول سارتر ، الإنسان ليس شياء حوله النجار الى كرسي ، الكرسي ليست ماهية النجار كما يقول سارتر ، النجار ماهية الكرسي...
تابع
27/10/21
جان بول سارتر( 1980-1905).(20).
هذا الذي اسمه ( ما هو من اجل ذاته او ما هو لذاته) او ( ما هو ليس هو و هو ليس ما هو ) ، نتاج قيم و نتاج علاقات إجتماعية نتاج تفاعل و نتاج تبادل نتاج خبرة و نتاج تجارب نتاج ثقافة و ايضا نتاج تاربخ في النهاية، و هذه الكراهية عند سارتر التي هي كراهية و رفض لوجود الغير تمتد و تتسع لتشمل الوجود العام لتصبح رفضا لمبدا الوجود ذاته ، هذه المبالغات لا تخدم شياء و هي غير قايمة على منطق سليم و لا حتي على حس سليم و لا على خبرة صحية او تجارب معتبرة و بالتالي فهي تندرج تحت اطار الثرثرة و اراء هي في نهاية المطاف غير مسؤولة و لا معتبرة و تفتقر للدقة و للملاحظة الثاقبة ، و في نهاية كلامه عن الكراهية يقرر سارتر ان الكراهية موقف يمثل الاخفاق، و لا يوجد هنا اخفاق و نعود لنذكر و لنقول، فسلم القيم مفقود هنا ، و قواعد الاخلاق التي تبناها الناس كمرشد و هاد لسلوكهم و التي تعطي المعنى للشعور الذي اسمه الكراهية مفقودة هنا ايضا عند سارتر ، الكراهية تجد مبررها في طبيعة الفعل ذاته ، فالاذى المقصود ، و الكذب المتعمد ، و الخيانة الموصوفة ، كان عنه مسؤولا، كل هذه المواقف و كل هذه السلوكيات هي التي تحدد ما هي الكراهية و ليست هي ابدا الرد على الحرية التامة التي توظف نفسها في خدمة الغير او الاخر دون غرض او غاية ...
تابع
01/10/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ )(98).
قد يقول قائل ان الضجة المفتعلة حول سارتر و هذه الشهرة التي شاعت بسبب اهتمامه بالشأن العام و بسبب كتابته للمسرح و رواج مسرحياته و الذى لاقى نجاحا و كذلك بسبب كتاباته الادبية في مجال الرواية (دروب الحرية ، الغثيان ) و في مجال القصة مثل ( الجدار و الابواب المغلقة الخ ) و غير ذلك من الاعمال الادبية عن جان جانية و عن بودلير و ايضا عن مالارمية الخ ، على الرغم من ان كتابه الادبي الضخم ابله العائلة :
Idiot de la famille
لم يلاق نجاحا و لا اهتماما كباقي كناباته مثل كتابه الصغير ( الكلمات ) ، لكن نحن هنا امام نفس الظاهرة ، فشهرته الفكرية كما شهرته الادبية مبالغ فبها فاهم اعماله رواية الغثيان كناية عن منشور فلسفي و مع ذلك لا تخلو من الرتابة و حوادثها حوادث عادية و لا يوجد فيها ابداع نسبي لغوي كالذي نجده في الوجود و العدم و هي اضافة الى ذلك اقل جودة من رواية الغريب لكامي رغم ان الاخر لم يبدع تماما في رواية الغريب ، و شهرته شهرة مبالغ فيها و هي شهرة مضخمة ، فمسرحه مثلا ليس اجود من مسرح بيكيت العدمي او مسرح يونسكو العبثي و مسرح مرسيل الملتزم و لا اعتقد من ناحية الابداع في المسرح انه تفوق على بيكيت او على يونسكو او حتى على مسرح مرسيل و هؤلاء اشتهروا لكن شهرتهم لا تقارن بشهرة سارتر و على الرغم من ان جمبع هؤلاء ليسوا بعيدين عن الخط العام الذي سارت عليه الثقافة الغربية الليبرالية ، المهم ان هناك اوساط شجعت و ان هناك وساءل ساهمت في تعويم هذه الظاهرة الفريدة ظاهرة سارتر و في تعبيد الطريق امامها و انا عندما قراءت كتاب( الكلمات /les Mots ) وقعت بالصدفة، بعد وقت قصير او طويل في اسفل غلاف كتاب الكلمات على كلمة تقول ان هذا الكتاب طبع و نشر بواسطة شركة توتال !!
و الغريب ، ما علاقة سارتر بشركة توتال حتى تروج له كتبه و توتال شركة تهتم بالتنقيب عن اانفط ، فما علاقة سارتر بالنفط ؟ و منذ متى سارتر يتعاطى بتسويق و تجارة النفط ؟!
و توتال واحدة من اكبر شركات التنقيب عن النفط في العالم و هذا مثل واحد ظاهر ، و الذي يؤكد ما اقول و يدعم هذا الراي ما كتبه في الوجود و العدم عن الحرب ، فبدل ان يدعو الى نبذ الحرب و التمرد علبها و الى عدم الانخراط و المشاركة فيها و ان يدعو الى عدم التطوع في الجيش لشن الحروب كوسيلة لمحاربة الحرب !!
نراه يمجد الحرب !!
و يدعوا الناس الى العكس تماما الى الانخراط فيها و كانها حرب كل فرد يشارك فيها و كانها حربه هو ، كلما شارك في الحرب ؟!
و يبرر دعوته هذه بكلام سخيف ركيك متهافت و يتبنى كلمة لجيل رومان ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة !!) و يزيد سارتر عليه ( انا مسؤول عن الحرب كانني تنا الذي اعلنها بلا ذنب او تانيب !!! ) ، و هو هنا لا يختلف كثيرا عن أيديولوجيا النازية و واضح أيضا هنا ان النازية هي التي تتكلم، تغيرت الاسماء و الجوهر واحد ، فهو لا يحصر الحرب في حرب عادلة ضد الظلم و العدوان ...
تابع
03/12/21
جان بول سارتر ( 1980-1905).(16).
الفكرة الصحيحة هي غير الفكرة المثيرة ، العمق احيانا لا يغيد سارتر يعطله و يضعه فى مكان غير المكان الذي وصل اليه ، انه دائما هو و هو هناك و بعيد و يقترب ثم يختفي ثم يعود فجأة و يصعد على(الى) السطح من جديد ، يهوى أعدائه اكثر من اصدقائه،صادق حتى على حساب نفسه لكن صدقه احيانا ببعده عن الحقيقة ، هو في حالة نزاع و خصام مع الحقيقة و كأن الحقيقة تقول له انا حرة ابتعد عني او كانها تقول له يا عزيزي هذا انت وحدك ما تراه انا حرة ، يقترب احبانا من الواقع دون ان يمسه ،دائما هنا داذما هناك ، الحقائق عابرة قادمة ذاهبة،تنام في سرير سارتر لوحدها و هو يارق طوال الليل و يغفو في كل لحظة و لا ينام لحظة ، كانه يمشي باستمرار لا يتوقف و لا يعرف ما يريد ، يتحدث عن علاقة ما هو لذاته مع الغير ، كأن كلماته تحب الظهور و لا تخاف او تتراجع لكن يبدو ان تحاليل سارتر تخونه و هي لا تحسن الاخلاص له فما هو لذاته ليس شيئا واحدا و بالتالي ليس هو لا شياء لانه لا يتطابق في ذاته ، له وجه ثاني و له وجه اول ، بواسطة الغير هو شيء وسط الأشياء و هو لا شيء و عال على العالم بواسطته يوجد الاشياء ،له خارج و له طابعه و الغير يهبه وجودا في ذاته في وسط العالم و من الغير تنعدم الموضوعية و تنقسم الى قسمين او موضوعين تبعا للغير و تبعا لما من اجل ذاته و هذه العلاقة ما هو لذته مع الغير تبقى متارجحة تارة ناقصة تارة غائبة و احيانا تموت لتعود و تحيا فهي تعاني الرضوض من كل جانب ،هي وسط العالم، و تتجهز لتصبح في العالم و هي كذلك اعدام ما في ذاته و موضوع للغير شيء من اجل ذاته ، هذه الرضوض جعلت الاشياء هشة مرتبكة لا تعرف كيف تسير على الطريق تقوم و تقعد و هي ان اتجهت شمالا استدارت الى اليمين و العكس بالعكس و ان اتجهت شمالا وجدت نفسها على اليسار و اذا رحلت عادت ، فكر سارتر بحاجة لتنظيم الافعال و ترتيب اليات المرور ، التصخم عنده بعاني من الضمور و الضمور عنده متضخم ، و اذا حصل التباس او سؤ فهم فالخطا هو خطا سارتر نفسه ، اما لانه يخطا الهدف مثل قوله دراسة الحياة لا يمكن ان تجد الحياة، و هذا تحوير و اخراج للموضوع خارج عقر داره ، فالحياة تيار مركب و تركيب الحياة في مجموع اجزاء و اعضاء الحياة و الحياة بهذا المعنى كم لا يحصى و كيف نجده امامنا باستمرار ، و اما لانه لم يستطع ان يرتب افكاره بالطربقة الملائمة، كلماته نفضل السيلان اكثر من ااتوقف على محطات الحقيقة ، الحقيقة تاتي او لا تاتي ما يهم كلمات سارتر هي المرور الدائم سواء أقدمت بالحقيقة او لم تصطدم بها سيان عندها ، ثم من جهة اخرى فان نظرته يشوبها ضباب لانها لا تعيش و لا تتنفس الا في اجواء الافكار التي لا تعرف التعبير الا عن نفسها لا عن غيرها ، اشكال التعبير عنده لا تتعرف على نفسها الا بصعوبة و هو يلجأ احيانا كثيرة الى التعبير بالتصوير فالكلمات كالصور تسيل على الورق كما تسيل الالوان و الأشكال على قطعة ورق من ضباب ملون يقترب و يبتعد يظهر و يختفى ، تتشابك على هيئة خاصة و اسلوب التصوير بستدعي الرسم ايضا بالكلمات و الرسم كما التصوير يتطلب من العقل ان يقوم بوظائف اخرى ليست من مهامه و لا من عاداته ان يقوم بها ،من هنا الحلف القائم بين ما يظهر و ما لا يظهر، فادواته غير فابلة للاستعمال دائما، تهرب كما يهرب المطر من الغيوم و تتخفى كما ينام الظل وراء الشبح الضائع او هو الضؤ اذا انعكس على نفسه او وقع فجأة على ارض لا تنتظره ، حضوره غائب و غيابه حاضر ،الاشعة تتحول كتل و الكتلة تبتعد كما يختنق الهواء في الجو الخانق ؛ بقول سارتر الغير يوجد لي اولا و ادركه في جسمه بعد ذلك و جسم الغير تركيب ثانوي ثم بقول الجسم هو دايما هو الماضي ، و كلام سارتر عن وجود الغير يفتقر للدقة و الصواب ، الغير لا يوجد لى اولا ،بلقاءي به اجده و قبل ان اجده وجدت نغسي و اول ما ادركه من الغير وجوده مجردا في جسمه ،وجوده يدلني على جسمه ،دون جسمه لا ادركه اولا،عندما ألقاه ، جسمه هو وجوده ثم انه ليس كما يقول سارتر ان جسم الغير تركيب ثانوي اي على العكس جسم الغير اساسي اي كما ان وجودي اساسي له ،الجسم وجود و الوجود جسم لان الجسم عضو الوعي و الوعي طريق الجسم ،اللقاء هنا لقاء على طريق واحدة ،لقد وصل الاثنان الى نفس المكان و المسافة هنا واحدة لانها مسافة لكل جسم كما لكل وعي واحدة و الجسم ليس كما بقول سارتر دائما هو الماضي، الجسم ،و جسم الغير ، هو دائما الحاضر و هذا الحاضر له اسلوبه في الخيانة كما له اسلوبه في الوفاء و هو اسلوب خاص به هو ترقب و انتظار ،الجسم استعداد دائم،يخون صاحبه و يتخلى عنه عندما صاحبه ينام و اثناء اانهار يمسي بقربه لا يفارقه ياسف لاسفه و يفرح لفرحه ،ينهار فجأة اذا غاب عنه الحاضر،يختار الغيبوبة لانه مرئي و لانه مكشوف يستنجد بلا وعيه احيانا حتى يتخطى صعوبات لا يقوى على مواجهتها ،انه حاضر دائم و لا يعود حاضرا فقط عندما يسقط كجثة هامدة حينها ينتمي للمستقبل الذى لا مستقبل له و الجسم ليس الاداة التي هي انا كما يقول سارتر ،الجسم مرافق لي لا يفارقني هو شريكي الدائم يحتفل معي بكل مناسبة ، باخذ احيانا اجازة و بغيب فقط عندما تدعو الضرورة لذلك ،لا يذهب بعيدا يبقى قريبا يختار مسافاته بعناية ،يعلم عني اكثر مما اعلم عنه ، ما اعلمه عنه هو ما يفيدني بحكم اهتماماتي و عندما يموت يفارق الجسد جسمه يبدل اسمه الى اسم اخر هو جثة هامدة لا تنتظر و لا تنظر ...
28/09/21
جان بول سارتر ( 1980-1905)
( الوجود و العدم )(48).
الشمول قائم لا طرف له و ليس له جهة و هو يناقض التجربة او باحسن الاحوال لا يعيرها اهمية ، التجربة تكرار لا يقدم الا نفسه و هي ليست معنية بالمعنى و ليست معنية بالغير ، الشمول هو الذي يبرهن على ان الاخر نداء موجود داخلي لاني موجود و لان وجودي يعنى اصلا وجود الاخر ، فانا لا يمكن ان اوجد داخل نفسي و الكوجيتو الديكارتي لا يبرهن على شيء لانه لا وجود للغير دون وجودي لأن وجودي يتضمن وجود غيري دون دليل و دون برهان و دون تجربة مني ، هنا التجربة تخرج عن شمول الانا و الغير و هي غير قادرة على تبرير نفسها ، تتقدم دون ان تتكلم و تتراجع عندما يتقدم حضور الانا الذي هو الغير و الغير الذي هو الانا و التخارج الذي ذكرها سارتر سواء المشروع بابعاده المثلثة ، او التاملي الثاني او الانشقاق للانعكاس او الثالث ، ليصل اخيرا الى التناقض و يتراجع امام زحف الشمول و لكنه يسلب من الشمول شموليته و يحافظ على التناقض و يقف هناك و لا يتقدم خطوة الى الامام ، الشمول هو الانا و هو الاخر بنفس الوقت و الشمول ايضا يشمل العالم و اذا اردنا يشمل ما هو خارج العالم و هذا بدوره يجعلنا نذهب الى ابعد ما هو انا و ابعد ما هو الاخر ، ابعد من هذا و ابعد من ذاك و هذا و ذاك يستوجبان ما هو ، و ما هو كما هو ، الانا و الغير نزوع و حضور الواحد كالاخر ، و هذا الاول في الثاني و الثاني في الاول ، هما نزوع ايضا نحو ما هو هو ، و هذا الهو هو ، اصل السؤال الذي طرحه سارتر و لم يجب عنه ، هذا السؤال الميتافبزيقي عن وجود الاخريين ، كلمة حول النظرة و نظرة الغير و الانا منظور اليه يقول سارتر، لا نستطيع ان ندرك و لا ان نتخيل في وقت واحد ، و كذلك الامر بالنسبة للادراك للعالم و لنظره نحونا ، لكن سارتر لم يتنبه جيدا هنا ايضا فالخيال ادراك مجرد و الادراك ادراك شيء او موضوع و ادراك الشىءجزء منه يدخل تحت نطاق الخبال ، الموضوع الفيزيائي مدرك بادراك مزدوج ، كخيال مجرد مثل تمثل المعادلات الرياضية و يدرك بنفس الوقت تحت نطاق عمل الخيال من حيث هو كموضوع ، فلا ادراك دون خيال بدون خيال لا ندرك الا الوان ...
تابع
الحرية هي الإسم الذي تطلقه الارادة على الفعل ، و الفعل هو الاسم الذي تطلقه الحرية على الارادة ...
26/10/21
جان بول سارتر ( الوجود و العدم )(89) .
العدم عند سارتر وهم رتيب و ثابت ، هو هنا ظل ، حركته تكرر نفسها باستمرار ، و يبقى هو هو من حيث هو اعدام ما في ذاته و من حيث هو سلب باطن ، الوجود عند سارتر ليس علة ذاته و هو المغامرة الفردية التي هي وجود الوجود او وجود ما هو في ذاته ، ببنما الحادث المطلق الذي ما هو لذاته يتوج المغامرة الفردية ، فروض انطولوجية تطلب توحيد معطياتها و بعد ان يسمي ما هو لذاته بلا شيء، يعرفه انه الوجود الذي هو ليس ما هو و الذي ليس هو ما هو ، يسال هل هناك مشترك في الواقع بين الوجود الذي هو كما هو (الوجود-في-ذانه ) و الوجود الذي هو ليس ما هو و الذي ليس هو ما هو (الوجود -لاجل- ذاته ) ، و كيف السبيل الى ردم الهوة في فكرة الوجود نفسها ، هما وجودان ليس الواحد الى جوار الاخر بل بالعكس و هنا يستعير من هوسرل فكرته من اللون و انه لا يوجد لون دون شكل ليقرر ان ما هو لذاته بدون ما هو في ذاته امر مجرد (و المجرد كما يقول هوايتهد خطر !) ، فكما لا يوجد لون دون شكل فلا وجود لما هو لذاته دون وجود-في-ذاته و يتساءل اي تعريف نعطيه لموجود من حيث انه في ذاته سيكون ما هو و من حيث هو لذاته سيكون ما ليس هو ؟ قبل اامضي في رفقة سارتر علينا ان نورد ما ذكره عن مبدا الطاقة و رده على الاشكلات التي يثيرها ، فيتفادى الموضوع بذكره ان ما هو لذاته ليس العدم بشكل عام بل سلب فردي ، نحن لا نعرف ما هو العدم و لا نعرف شياء عنه و على اغلب الظن سكل محض لا يتجزا و لا صفة له عامة او فردية كما يذكر هنا سارتر و اما ان ما لذاته هو كثقب وجود في حضن الوجود الكلي ، فهذا يذكرنا بدوهيم عالم الرياضيات الذي عارض اسمية عالم الرياضيات الشهير بوانكاريه ، فان هذه التهمة تلبس سارتر من قمة راسه الى اخمص قدميه ، فسارتر هنا يختبىء وراء جيش متحرك من الاصطلاحات او الاستعارات و هو يؤسس علوم اسمية في مجال الانطولوجيا ، و يترك كل اموره معلقة في فراغ او اتحاد لا يكتمل او كل لا يتم ، سارتر هنا اصطلاحي و اسمي في نفس الوقت ، فالوجود الذي يسعى الى بلوغ علة ذاته يتوقف فجاة و يقع في حيرة من امره ، فالوجود في ذاته حتى يؤسس ذاته يجب ان يحضر لذاته اي يصبح شعورا و هنا يتوقف مشروع سارتر الوجودي عند ما-في- ذاته ، اننا نسير مع سارتر ونقطع نصف حركة دائرة سبينوزا حول قطرها ، لنعود من حيث بدانا و نكتشف ان الدائرة زايفة ، فلا شعور دون الوجود في ذاته بواسطة علاقة باطنة و لكنه مجرد دون وجوده ، اتحاد الشعور و ما في ذاته من اجل تكوين شمول ، و الشعور الذي ليس شعورا بشيء سيكون عدما مطلقا و هو بنفس الوقت علة كيفية وجوده و الشعور مشروع تاسيس للذات اي بلوغ مرتبة الوجود في ذاته لذاته او في ذاته علة ذاته ، واضح في كل مرة تاثره بسبينوزا و اذا كان سبينوزا قد وصل بواسطة معادلة سارتر الى الاله فان سارتر بقرر فجأة: لكننا لا نستطيع ان نستخلص منه اكثر من هذا ، لا يكتفي سارتر بمصادرة افكار سبينوزا لكنه يفرغها من مضمونها لدرجة انه جعل حركة الوجود في ذاته مرضا و كأن الوجود هنا جسما حركته مرضه و ان ما لذاته يعاني الاخر مرضا اعمق اسمه الاعدام، ما هو لذاته لا شيء و خارج الوجود في ذاته لا شيء
، العالم عند سارتر محاصر في وجوده بلا شيء مزدوج ، بلا شيء في الخارج و بلا شيء في داخل الوجود كثقب او حشرة داخل فاكهة لكن سارتر فاته ان الفاكهة هنا هي الوجود و الحشرة طريقة تبدل الوجود و طريقة تحول الوجود و ليست الحشرة عدما ، هي و الفاكهة شيء واحد في تحول و تبدل ، وجود الحشرة زوال للوجود ( الفاكهة ) بمعنى التبدل و التحول او الغناء ، علاقة وجود و بقاء و علاقة تحول و فناء...
30/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(21).
ماذا يريد سارتر من طرح الأسئلة على هيجل : اين هو السلب هنا كتركيب في الروح ؟ و الامر ذاته يتكرر مع هايدغر فيسأل سارتر هايدغر : اذا كان السلب هو التركيب الاولي للعلو فما هو التركبب الاولي للانية (DASEIN ) للعلو على العالم ؟ يريد سارتر ان يصل الى مبتغاه : العدم لا يوجد خارج العالم ، هو يريد ان يصل الى النتيجة التي وصل اليها ، و هو ان العدم هو الاسمنت الذى يحقق او بهب الوحدة بين نقطتين ووحدة المسافة التي لا تقبل الانفصال في مثاله الذى ضربه عن مفهوم المسافة و ان مفهوم المسافة يتضمن او يحوي لحظة سالبة ، النقطة A بعيدة عن النقطة B و المسافة بينهما هو الطول الذي يفصل النقطتين و عندما نحدد النقطة B هي الحدود ،هذا يعني ان الطول او المسافة لا تمتد الى ابعد من النقطة B ، السلب هنا تركيب ثانوي للشيء او للموضوع لكن دعونا نفحص هذا المثل الذى اعطاه سارتر عن المسافة بين A و ببن B، عندما يقول ان الطول سالب بالنسبة لبعد قريب و مطلق فهذا هنا لا يستوفي الشرط المطلوب حتى نطابق على هذه النتيجة وواضح هنا في مثله هذا انه متاثر ببرهان زينون المعروف ببرهان السهم و الذي اراد من خلاله ان ينفى وجود الحركة لكن مثل سارتر يختلف فى المضمون وواضح هنا من استنتاج او فرضية سارتر انه يتجاهل مفهوم أساسي هنا هو مغهوم الزمن و يلغي بعده من المسافة و هذا وحده كاف حتى لا نطيل الوقت في التفكير فيما يقوله سارتر وواضح ان ما يسميه هنا السلب اسمه مسلمة او فرض لان مفهوم الجشتالط هنا هو الذي يغذي هذه الفكرة عند سارتر و هو الذى اعتمد عليه هنا في مثاله عن المسافة و هذا المثل ضربه سارتر لا يمكن الاعتماد عليه لان الشكل هنا للادراك و ليس برهانا و الامر هنا ليس موضوعه الادراك بقدر ما هو موصوع ابعاد ، فالمسافة معروفة و و النقطة محسوبة و الطول قياس، النقطة هنا لا تحد الخط او القطعة او الجسم الا لاننا افترضنا ذلك ،فلو افترضنا ان النقطة B توجد على مسافة بلا نهاية لما جاز لسارتر ان يفترض الطول السالب هنا ، لانه يتحول الى نقطة افتراضية و عندما يتحدث عن شكلين مستلهما ما ذكره عن الجشتالط عند الألمان و عن ان شكلا يلغي الآخر او يهشمه فهنا الموضوع هو شكل و هناك الموضوع هو اساس، يجد سارتر نفس الكمية السالبة احيانا هي حدود و احيانا مسافة و في الحالتين لا يمكن التخلص من السلب ، الكمية السالبة هنا كمية اسمية او بالاسم و الدليل انه هو نفسه يقول ان العدم هو الاسمنت الذى يحقق او يهب الوحدة ببن نقطتين ووحدة المسافة التي لا تقبل الإنفصال ، الا اذا كان دور العدم في المعادلة الرياضية ما لا تتضمنه هذه اامعادلة و احيانا تقترح المعادلة الرياضية حلا اومخرجا لمازق لا وجود له في الواقع و هذا هو الذي حصل مع سارتر مع اللحظة السالبة التي اكتشفها في مفهوم المسافة لان السلب تركيب ثانوي كما يقول و اختزال المسافة الى قياس ، الطول لا يغطي او بمنع السلب كما يقول سارتر ، السلب تركيب غير معطى في عملية قياس الطول ، قياس الطول يفترض المسافة و يفترض نقطتين A و B تفصلان المسافة الى طول و الطول و المسافة شيء واحد و القياس هنا لا يجد سببه في السلب ، السلب مفهوم و ليس معطى و هو ضامر تماما كما ان الاسمنت لا يظهر في شكل البناء او في البنية ، البنية او البناء او المبنى او الهيكل يظهر عندما هو يختفي لانه فقد وظيفة الوجود و اختار عدم الظهور ...
01/09/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ ) (96).
يقول سارتر ( ان الانسان يقتل نفسه او يموت لكي يعيش او يحيا آلله ) اي عكس ما تقوله المسيحية من ان آلله افتدى البشرية فمات المسيح على الصليب لكي يعيش الانسان ، و يقول كذلك ( ان الانسان في اعماقه رغبة في يكون الله !!) و يقول كذاك ( الحرية و النقص شيء واحد !!) و يقول ايضا (الوجود و العدم كالنور و الظل !!) ، المهم ، انا لا اعرف من اين اتت شهرة سارتر ؟!
و دعوته الرئيسة ان الانسان حر ، دعوة معروف و قالها قبله اكثر الفلاسفة و معظم الناس تقول ذلك ، و الخليفة عمر بن الخطاب قالها منذ حوالي قرن و نصف القرن ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ ) و ليس الانسان بحاجة ليعرف ان الحرية تفرز عدمها الخاص و انها اتت الى الانسان من لاشيء ليعرف ما هي الحرية ، و انا اعتقد ان شهرة سارتر تعود لاسباب سياسية و أيديولوجية، فما اصطلح على تسميته بالعالم الحر كان في فترة سارتر بحاجة لبداءل جديدة تقاوم و تحارب بها الايديولوجيات الاشتراكية التي انتشرت و ازدهرت في تلك الفترة و لتعزز ايدولوجبا النظام الغربي الرسمي الحر ، فكان سارتر فرصة سانحة لنشر هذا الفكر و مناسبة لتعزيز هذا التوجه خاصة و ان هناك المعسكر الاشتراكي و الذي كان لا يزال في بداية صعوده قد اشتبك مع معسكر الغرب على جبهة الايديولوجيا و راح يشكل تهديدا مباشرا و ربما بات يمثل خطرا يجب درءه و محاصرته و محاربته على كل الصعد العسكرية الاقتصادية و طبعا الفكرية و الثقافية و المعروف ان الانظمة الغربية الليبرالية تعتمد في ايديولوجيتها على الحرية الفردية في الحياة الثقافية و على المبادرة الفردية في الاقتصاد، فكان من الطبيعي خلق و نشر تيارات تنادي بما تنادي به هذه الايدولوجيا الليبرالية و تشجيع التيارات الاخرى التي تتلاقى مع ايديولوجيا ما يسمى و يعرفف باديولوجيا الغرب ومن هنا انتشار و ذيوع شهرة سارتر ، و الدليل المباشر الحي و الملموس ، هو الصدام الذي حصل بين فوكو و سارتر بعدما اصدر فوكو في الستينات كتابه الكلمات و الاشياء و صرح ان سارتر يجب ان يذهب الى المتحف !! و رد عليه سارتر ردا ذكيا مباشرا يلخص الواقع برمته ، رد سارتر على فوكو فقال ( انت اخر سد في وجه ماركس!! ) ، اذن الامور واضحة و المعركة معركة ايديولوجيا ضد ايديولوجيا ،
تابع
03/12/21
جان بول سارتر(1980-1905)(28).
و كيف تظهر الحرية ؟
تظهر الحرية في الفعل لكن الفعل بلا هوية ، لا يملك قراره و كما ان اللاوعي لا يعرف نفسه، يجمع عناصره من الشتات لان العلاج في التحليل النفسي تعرف المريض على عقده او على عقدته كذلك الغعل في الحرية لا يعرف انه لا يعرف و الانسان حسب سارتر لا يعرف نفسه و احيانا يحجب عن نفسه حقيقة نفسه (سؤ النية ) لان الفعل هو عدم الحرية الخاص بها و التي تفرزه طبعا حسب سارتر و سارتر يظلم و يتهم و يتجنى على تلك المرأة التي ذهبت الى موعد لتقابل رجلا و ينعتها بسؤ النية او انها تخدع نفسها و دليله على ذلك يدها !!
فيدها في يد الرجل الذي ضربت له موعدا لا توافق و لا تمانع اي لا تتجاوب لا سلبا و لا ايجابا مع يد الرجل و تترك يدها في يده تنام كانها شيء و هنا يقع سارتر في مغالطة ، فهي حرة و تتصرف بحرية و هي واعية و تعرف ما تريد و يدها في يد الرجل ليست شياء كما يقول سارتر بل هي تنتظر ، الإنتظار هنا هو الموقف ازا عروضات الرجل الذي يمسك يدها و الانتظار شيء و الشيء شيء اخر ، لا حرية دون فعل لكن هل الفعل هو حر واضح ، الفعل ليس حرا و السلب هنا لا يوجد كعدم كما يقول سارتر ، الإنتظار تعليق للحرية و الفعل يترقب هنا الحدث و يخطا سارتر اكثر من مرة عندما يقول لا يكون الانسان ما هو و هذه الجملة لا معنى لها هنا ، يكون الإنسان ما هو في موقف ما و المرأة لا تكذب هنا على نفسها كما اتهمها زورا بسؤ النية سارتر ، انها صادقة في موقفها و يدها ليست شياء ببد الرجل الفعل ينتظر قرارها و قرارها هو ما يتنظره الموقف ، و الموقف موقفها ، موفف الحرية لتفعل، فهي لا تكذب و لا تخدع نفسها ، الذي يكذب هنا هو سارتر و اذا كان اللاوعي بمعنى من المعاني هو الاخر ، فاللاوعي يخص صاحبه و لكنه ليس ملكه ، فالإنسان يتحرك بالحرية و لكنها ليست ملكه، الحرية هنا كالسلعة يتداولها الناس و اذا كان الإنسان واقعية و علو بنفس الوقت كما يقول سارتر ، فواقعية الحرية انها تخصني و علوها ليس ملكا لي، لا احققه الا على نحو من الواقعية و لينين يقول الوقائع عنيدة ...
تابع
03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(22).
العدم لا ينعدم العدم ينعدم و عندما ينعدم العدم لا يمكن ان يصل الى الوجود، لا يمكن ان يصل الا الى لا شيء ، اللاشيء هو نسيج يحمل العالم في حضنه ، الحرية ااتي تفرز عدمها الخاص هي تماما مثل النقاط الثابتة في حركة سهم زينون و بالتالي الحركة غير موجودة انها وهم في عرف تلميذ بارمنيدس ، لكن هل الحرية وهم ؟
يقول اينشتاين ان الماضي و المستقبل وهم لكن الانسان لا يوجد الا مع هذا الوهم ، و لا يستطيع الا ان يدركهما على شكل وهم .
هل الحرية بهذا المعنى وهم؟
يجب تجنب هذه النتيجة ، لكن يبقى ان نفحص اثارها في الواقع حتى نتاكد من وجودها ، هناك اثران للحرية في الواقع تدلان عليها ،اذا استبعدنا الشعور مؤقتا، هما الفعل و الارادة ، الارادة تريد و هي عضو الفعل و الفعل عضو الارادة، الارادة تفعل و الفعل ارادة ، في هذه الحالة لا نجد للحرية وجهة و لا نعرف لها غاية او هدف، غير غاية و هدف الفعل المنبث فيها ، و بصرف النظر عن الارادة التي تدرك تحركها، هل الحرية اسم فقط كما قال عن الحرية عند ديكارت و ما الفرق بين الحرية-الاسم عند ديكارت و الحرية -التي تفرز عدمها الخاص عند سارتر، الفرق كبير ، الحرية عطية الله عند ديكارت بينما هي ضد الله حكما عند سارتر ، و لكن كل ادوات سارتر الفكرية في بحثه عن العدم تشبه ادوات اصحاب اللاهوت في اقرار وجود الله و البرهنة على وجوده و الفرق ايضا ان الله يبقى املا عندهم بينما الحرية عند سارتر قبل كتابة نقد العقل الجدلي ليست الا فعلا محضا في جوهر وجودها و هي كما تصيب تخيب و هذا الفعل غير مشروط الا بالحرية نفسها و هي مطلقة بلا حدود و لا تعرف الحواجز و اذا كان العدم ينكشف عند هايدغر بواسطة القلق لان مشكلة العدم ليست مشكلة ذهنية كما هي الحال عند هيجل ، الحرية عند سارتر تقلق بموضوع امكاناتها خاصة فيما يتعلق بالمستقبل ؛ الى اين يريد ان يذهب سارتر ؟
انه يسير على طريق تشبه الظل و هو عندما قال ان العدم ، و العدم ياتي الى العالم بالإنسان، مثل الظل للنور كانه يشبه حريته بالسراب في الصحراء او كانه يثبت ان الشبح موجود و يمكن البرهنة على وجود صاحبه ، الشبح غير صاحبه لان صاحبه لا يختفي و لا يظهر فجاة ، متجاوزا الواقع ، لقد بذل سارتر جهدا كبيرا لكي يثبت الحرية ، و لا احد ينكر الحرية و حتى انصار الحتمية أنفسهم لا ينكرون الحرية ، يعتذرون منها و الاعتذار اعتراف لكن المشكلة ان حرية سارتر خاوية ، هي ما هي و هي ليست بنفس الوقت ما هي ، و هي رغم ذلك تؤكد نفسها و تبرهن على وجودها في افرازات عدمها ، لا نشاهد عيونها و لا نسمع صوتها ، تجريي امامنا دون مسافة بيننا و بينها و تبتعد و هي قريبة، الحرية عند سارتر هي مسافة بلا حد و توجد دون مقياس، مقياسها عدمها و العدم كالعبد و هي السيد ، معادلة هيجل الشهيرة ، الحرية عند سارتر تبقى معادلة لا تنتج ارقاما و لا اعدادا ، معادلة النتيجة فيها مثل المقدمة ، معادلة تكرر نفسها كما يقول اصحاب المنطق الوضعي عن الرياضيات لا تنتج جديدا لانها لا توجد الا في الفعل( المحض ) و الفعل يصرف افعاله في كل الاوقات و لا يختار وقتا مفضلا ، كل الاوقات ملكه و هي لا تملك كل الاوقات ..
02/09/21
جان بول سارتر(1980-1905 )(23).
الاعصار او الزلزال الذي يقتل كائنات حية هو تحطيم سواء ادركت ذلك او ام ادركه ، و سواء هناك علاقة بين الإنسان و العالم او هذه العلاقة غير موجودة ، تماما مثل اختفاء نجم بعد انفجاره ، فهو يزول من مكانه يصبح شياء اخر سواء عرفت انا ذلك او لم اعرف ، سواء اكتشفت انا ذلك او لم اكتشف ذلك ، صحيح ان وجود علاقة مع العالم يسمح لي بتقرير هذه الواقعة و لكن تقرير الواقعة بواسطة الإنسان لا يعني عدم حدوثها اذا غاب الإنسان عنها ، معرفتي بالشي لا يعني انني قررت وجوده و عدم معرفتي يعنى نفس الشيء ، اي ان هذا الشيء لا يوجد دوني او يختفي دوني و الامر ذاته مع الزلازل الذى قتل كائنات حية لان هذه الكائنات اختفت بفعل الزلزال سواء شهدت ذلك او لم اشهد على ذلك ، الجواب السلبي عندما يسأل الوجود ليس سلببا الا لان السائل يسال الوجود و لانه لا يملك غير اجوبة محددة بنعم او لا، الذي يجيب على السؤال عن الوجود و عن علاقة الانسان و العالم هو الانسان الذي لا يملك كل اجوبة الوجود ، الجواب بالنفي جواب الانسان و هو ممكن بحدود ما بملك من الاجوبة و لا يدل على واقعة يدل على سؤال و يدل على جواب ، السؤال هو سؤال الانسان و الجواب جواب الانسان ، الإنسان هنا يتكلم نيابة او بلسان الوجود عن اجوبة الوجود و كما يقول سارتر (لا )
هي تركيب للقضية ، لكن القصية هنا قضية من ؟ انها قضية من يسال و لا يملك جوابا واحدا و هنا( لا )تعني عدم امتلاك جواب واحد على سؤال واحد ، و الانتقال من ان النفي تركيب للقصية الى العدم تركيب للواقع هو تركيب مصطنع و دون اوانه و لا تفرضه ضرورة (لا ) ، و زيادة في الاستنتاج، فالواقع لم يحتمل هنا النفي كقضية ، برر جوابا غائبا لم يحن اوانه و بالتالي العدم تركيب للواقع قفزة لان الجواب هنا لفظي لم يختزن معناه و لا حتى خبره و الجواب ياتى افتراضيا و سارتر يؤمن هنا بالغيب و الغيب عنده لاشيء ، لكن لا شيء هنا تجريد للشيء و التجريد عزل ما هو غير منعزل كما استشهد سارتر بلابورت و اللاشيء اسقاط يسهل الحذف و لا يسهل المعرفة و لا يقرب من الحقيقة و هو اختزال للموقف للذهاب الى ابعد من السؤال نفسه و عندما يقول سارتر ان الإنسان يهدم المدن بالزلزال فان ما يقوله صحيح ظاهريا و على سبيل المجاز و الاستعارة و لكنه ليس ثحيحا ابدا اذا دققنا قليلا،فمعنى ذلك ان الانسان لو لم يبن اامدن لما هدم الزلزال المدينة و دمرها و معنى هذا الكلام ان الذى بنى هدم و هذا الكلام غير صحيح ابدا، يوجد خلط و تشويش و كذلك تزوير للواقع ، فعدم الامانة في استجواب الوقائع ميزة غير صحية و غير مفيدة و هي ايضا غير مسؤولة و تؤدي حتما الى بلبلة و عدم دقة و ابتعاد عن الحقيقة و تشويه للواقع لان الزلزال يمكن ان يهدم جبلا فيختفي من الوجود و الجبل لم يبنه انسان ، ستقول لي لكن لا معنى للهدم في هذه الحالة لانها خارج علاقة الانسان مع العالم و ان هناك علاقة علو بين الإنسان و الوجود فالجبل بدون الانسان لم يهدم بل تحول من شيء الى شيء اخر ..تابع
03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(27).
فما هو العدم عند هايدغر ؟
الانية او Dasein تكتشف العدم كظاهرة و هذا هو القلق و هو لا يقول بوجود اللاوجود و لو وجودا مجردا، ان العدم عند هايدغر ليس بشيء و هو ينعدم و هو يستند الى العلو كشرط له و العدم وحده يمكن تجاوز الوجود و هكذا يصبح العدم كالشبح لانه يثر القلق ( القلق ادراك العدم ) بينما عند هيغل علاقة غير شرعية في حين العدم عند سارتر لص يخرج في الليل كظل للنور (العدم ظل النور ) و عندما يقرر سارتر الوجود و اللاوجود متكاملان في الواقع على نحو الظل و النور يخالف معادلته نفسها عن الوجود الذي ما ليس هو إياه و العنصر الجديد هنا اللاوجود ، الظل ليس عنصرا جديدا للوجود ، الظل هو وجود النور ، وجود تابع غير قائم بنفسه، الظل مجرد اثر مجرد ، لطخة على السطح او في زوايا المكان ، لا يستطيع شياء و لا هو اساس وجوده، لا يفعل بمفرده و لا يستمد وجوده من وجوده و لا يغير من المعادلة و لا يأتي من تلقاء نفسه و لا يذهب من تلقاء نفسه ، اامقارنة و المقاربة هنا خاطئة و هي مقاربة او مقارنة لفظية كلامية ، الظل و النور هنا هما مثل الجثة للجسم ، الظل موت النور ، و القول هنا لسارتر العدم لا ينعدم العدم ينعدم ، سارتر بسال و جوابه جاهز يقول لا يمكن تصور العدم خارج الوجود ( و لا يمكن تصور العدم داخل الوجود ) و لا ابتدأ من الوجود ، فمن اين العدم؟ و اين نعثر على الوجود الذي هو عدم ذاته ؟ في اي منطقة ؟ العدم ياتي الى العالم بواسطة الانسان و اذا كان الوجود لا ينتج الا الوجود ، فمن اين اتى العدم الى الإنسان؟ جواب سارتر حاضر من الحرية، الحرية شرط ظهور العدم و عند سارتر القلق هو حال وجود الحرية كشعور ( الشعور وجود من اجله يكون في وجوده الشعور بعدم وجوده ) بالوجود و هو ظهور الحرية في مواجهة الذات ، فالانسان ينفصل دائمآ عن ماضيه بعدم و بصيغة اخرى و صيغ سارتر كثيرة و متكررة ، الانسان عدم ذاته و الذي به ياتي العدم الى العالم، حتى الان نكون استوفينا حق سارتر، تركناه يتكلم بحرية عن الحرية التي تفرز عدمها الخاص في العالم و الحرية عند سارتر تشبه اللاوعي عند فرويد مع اختلافات كثيرة في المنهج و في التطبيق لكن احيانا المقارنة بين اشياء لا تتشابه كثيرا تساعدنا على فهم ما يتشابه في هذه المقارنة ، طبعا الحرية عند سارتر واعية و اللاوعي عند فرويد كما يدل اسمه عليه غير واع ، كيف يظهر اللاوعي عند فرويد ، يظهر مثلا في الحلم نافذة على العالم ...تابع
03_10_21
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(شهرة سارتر؟! )(99).
يردد سارتر وراء جيل رومان حماقة رددها جيل رومان : ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة او ابرياء ) و هذه مقدمة من سارتر لتمجيد الحرب و ان من يشارك في الحرب و انه يجب اعتبار هذه الحرب حربه و كانه هو الذي أعلنها!! ، و ان يخوضها حتى النهاية !!
و لا يقدم سارتر آي معبار اخلاقي ، كالحرب العادلة مثلا ضد الظلم و ضد الاحتلال و ضد السيطرة و الهبمنة او حرب بهدف الدفاع عن النفس وواضح هنا ان سارتر يقدم اوراق اعتماده للنظام الليبرالي الرأسمالي الغربي الذي تعود خوض الحروب و تعود الاحتلال و السيطرة و كلامه عن الحرية كلام فارغ و كلام للاستهلاك لا اكثر و لا اقل ، لان معيار الحرية الحقيقي هو هنا و ليس في المقاهي و لا على ارصفة الشوارع و هو هنا يتبنى بصراحة ايديولوجيا اسياده في النظام الرسمي على انه صديق و بمكن الاعتماد عليه ، و هذا يفسر لنا لماذا وقف مع إسرائيل و ضد القضية الفلسطينية فلم يقف مع الحرية ووقف ضد الحرية، المهم نعود من جديد الى سارتر ، يقول في الوجود و العدم ، ان الانسان يموت حتى بحيا آلله ، و يقول ايضا ان الانسان في اعماقه رغبة في ان يكون آلله، هذه المعادلة التي استوحاها من نظرته ااخاصة الى الوجود و من تصنيفه للوجود الى وجود في ذاته ، و وجود لذاته ،و وجود للغير ، و وجود ما في ذاته لذاته (آلله عند سارتر ) و لو صحت هذه المعادلة الهجبنة التي انتجها سارتر من راسه و هو هنا حسب تصنيف فرنسبس ببكون يشبه العنكبوت الذي يستخرج الافكار من داخل راسه عكس النمل الذي يجمع نتاجه من الخارج و النحل الذي يذهب بعيدا ليصطاد رحيق الزهرة المناسبة من الحقل المناسب و تحويل كل هذا الى عسل فيه شفاء للناس ، و هكذا يكون واقع سارتر كواقع العنكبوت يخرج خيوطه من بطنه و هذه الخيوط لا تنفع الا قليلا ، نترك بيكون و نعود الى سارتر، لو صح كلام سارتر و هو غير صحيح بتاتا ، لما خلق الانسان آلله!!
( لم يخلق آلله الانسان حسب فيورباخ ) حسب تاؤيل فيورباخ لهيغل و الذي قال فيه : الانسان خلق الله ، المهم و حتى نعود الى الواقع و نترك سارتر و فيوباخ قليلا ، الانسان اعترف بالله لانه عرف انه ليس الله و عرف ايضا اكثر من ذلك انه لا يمكن ان يكون بديلا لله و سارتر يريد هنا بواسطة الكلام فقط ان يعكس العالم فيضعه على راسه بدل ان يتركه واقفا على قدميه، فعجز الانسان امام العالم جعله يذهب الى ما ابعد من وجوده الى وجود لا يتضمن نهائية وجوده التي اختبرها في نفسه ، الى وجود لا نهاءي و الذي هو الله و سارتر هنا يقلب الصورة و هو بهذا يعكس العالم على راس الانسان فجعل من قدمه على الارض ملكا في السماء و من هو ملكا في السماء رغبة تجري على قدمين و تنتهي تحت التراب ، فهو جعل من قدم الانسان على الارض الهة في السماء و جعل السماء و نجومها اقداما تجري تحت الأرض و لم يقرأ قول الشاعر العظيم المتنبي :
كل ما هو فوق التراب تراب .
فتاريخ الانسان تاريخ عجزه و تاريخ عطشه في ان واحد و من يستعرض منظر القبور او المقابر التي تمتلىء بها الارض و يرى كيف الناس تستعرض مقابرها في مناسبة و في غير مناسبة ، يعرف ان الإنسان في ذلك إنما يعترف بعجزه و في نفس الوقت يعرف ان السماء اذا شيءنا ( من شاء ) تظل سماء و لا تموت و لا تعرف ابدا شكل المقابر فوق جسدها الشفاف و المطلق و الإنسان يعرف تماما رغبته ، وجدها على الارض و دفنها معه تحت التراب و هو كذلك يعرف ايضا ان لا علاج لعجزه و عطشه سوى اله ابدعه في السماء ...
03/12/21
( جان بول سارتر : الوجود و العدم ) ( مارتن هايدغر : الوجود و الزمان ) (79).
تعريف ارسطو للانسان، حيوان ناطق تعريف ناقص حتى لا نقول تعريف خاطىء ، و حتى تعربف الانسان ، كاءن عاقل يبقى هو الاخر تعريف ناقص، اقرب تعريف للإنسان للحقيقة هو تعريف اللغة ذاتها كنسق عقلي ، باللغة يتواصل الانسان مع الانسان و مع العاام و الكتابة عند الانسان هنا لا تنفصل عن اللغة لان الحيوان يتواصل مع غيره و مع العالم بلغة بيولوجية غير مكتوبة ، الانسان يتواصل بلغة مجردة مكتوبة ، اما تعريف هايدغر للانسان فهو الموجود-هناك او الوجود-هناك (Dasein) او بلغة ارسطو (الحيوان-هناك ) لان الانسان عند ارسطو حيوان و حيوان هنا تعني كل كاءن حي ينمو سواء انسان او حيوان او نبات ، اما تعريف سارتر للانسان فهو كاءن قوامه العدم او بتعبير ادق كاءن حر ،
نحن البشر ناكل الحيوانات تماما كما الحيوانات تاكل الحيوانات ، شرعية القتل اعطتها الاديان للانسان ، بدون اديان الانسان عندما ياكل الحيوان يتصرف كمجرم و قاتل ، لا فرق من هذه الناحية (الوجودية ) بينه و بين الحيوان ، هايدغر يفصل عالم الانسان عن عالم الحيوان دون مبرر وجودي من منهج فلسفته الوجودية ، فبدون دين يحلل قتل الحيوان ، قتل الحيوان جريمة ، و الاقتصار هنا على الوصف و التقرير دون الشرح و التفسير نقص منهجي و بالتالي ففصل ما يطلق عليه هايدغر (Dasein ) عن ما يسميه (المتواجدات ) فصل غير دقيق و غير مبرر من وجهة نظر هايدغر نفسه ، الوجود موجود و نقيض الوجود غير موجود و نقيض الوجود هو العدم و العدم غير موجود ، اذا رفضنا مبدا عدم التناقض و رفضنا مبدا الهوية يصبح عندنا نقيض الوجود موجود و هذا يعني ان اللامعقول معقول ، فالعدم موجود و الوجود موجود و بهذا بصبح تعربف العدم يساوي تعريف الوجود ، الوجود موجود و العدم موجود و في هذه الحالة يصبح الوجود غير موجود لأن العدم موجود ، فالوجود موجود و غير موجود و العدم موجود كالوجود، و اللامعقول كالمعقول ، فالابيض اسود و الاسود ابيض على الرغم ان الابيض هنا مضاد الاسود و ليس نقيضه و المثل الاقرب الى موضوعنا كأن نقول ان شحنة الإلكترون سلبية و ابجابية بنفس الوقت فالإلكترون موجب و سالب في ان واحد و المثل الذي يوضح لنا الصورة اكثر من المثل السابق هو و انا اكتب الان على الورق هذه الكلمات فانا حي و ميت بنفس الوقت ليس بالمعنى البيولوجي لكن بالمعنى الانطولوجي، اي موجود و غير موجود او انا الآن عدم يكتب على الورق و انا الان موجود اكتب نفس الكلمات على نفس الورق في ان معا و هايدغر لم يجب على سؤالين، ما تعريفه او ما هو العدم ؟ و اين يوجد العدم؟ و هذا السؤال فيه تناقض على الاقل منطقي فبدل اين يوجد العدم ؟
نسال اين هو العدم ؟
او ببساطة اين العدم ؟ و اجوبة هايدغر ( و سنعود الى اجوبة سارتر ) توحي انه يخلط ما بين الهاوية و العدم و لا يميز الفناء من العدم !
فالموت ليس عدما انه فناء و الفناء تحول شيء الى شيء ، ففناء هذا المبنى امامي لا يعني انه اصبح عدما و لكنه يعني انه تحول من مبنى قايم و يرتفع على الارض الى ركام او الى تراب او الى شيء اخر ، الفناء تحول و التحول لا يعدم الشيء بجعله شياء اخر و هذا الشيء ليس عدما بل شياء، فهيروشيما بعد سقوط القنبلة النووية عليها تحولت إلى ركام و لم تتحول الى عدم و اذا كان يقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية او الفناء ، فهو يقول الانسان او الوجود-هناك ياتي من العدم و يذهب الى هاوية العدم ، اذا كان بقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية و الفناء فهذا يوافقه عليه جميع الناس لكن الجمبع لا يطلقون على الفناء ( الموت ) اسم العدم
لان الفناء اسمه الفناء و ليس اسمه العدم و العدم اسمه العدم و ليس اسمه الغناء ، اما بشان تعريف سارتر للعدم فهو بعتمد على السلبيات او ما يسميه ( negatites )...
تابع
24/11/21
جان بول سارتر( 1980-1905)(15).
سؤال سارتر عن الحس الذي لا يعطينا احساسا ، سؤال سارتر هو الجواب ، و رغم انه ليس من عادة سارتر طرح هذا النوع من الأسئلة الزائفة الا انه هنا كمن يرمي بنفسه في حفرة ليصرخ بصوت قوي عالي النبرة كعادته ، يصرخ انقذوني فانا لم أسقط في الحفرة و دليله على ذلك يقول سارتر انكم تسمعون نداءي و صوت صراخي ، حس البصر معطل عند الاعمى و حس السمع معطل عند الاصم و اصل الخطأ الذي وقع فيه سارتر عن عمد او عن سهو نظرته المطلقة الى الأشياء، يتراجع الى اول الطريق دون خوف او وجل ولا حتى ندم فهو حر لا يندم ابدا و يبدأ من جديد من الصفر اذا دعت الحاجة لذلك و اذا راى ما يناسب العودة عاد الى اخر الطريق و استعاد فكرته كما هي ، قدرته على التكرار مذهلة و غير معروف هل هذه القدرة على التكرار عادة ايجابية او سلبية ، هذه النظرة المطلقة تسم طروحات سارتر و هي احيانا تاتي خارج سياقها و خارج علاقاتها ، حتى العلاقات عنده مطلقة و يحلو له احيانا كعادته ان يطلب اجوبة حيث الاجوبة اجوبة معطلة او اجوبة معلقة ، هذه النظرة الحديدية التي تحوم على مساحات منحنية او مقعرة لا تحترم اسطح اقليدس و لا هندسته
، خطوطه الحديدية هي اقرب الى هندسة ريمان ، هذه السكك الحديدية تجعله يسافر على قطار لا بتجه الى مكان يسير دائما لا يقصد مدينة و لا يتوقف على محطة ، فالحس كما يقول من حيث هو من اجلي لا يمكن ان يدرك هناك موضوعات العالم ،فشعوري في العالم لا في حسي الابصاري و اللمسي ، ان العاام مركب و من هنا هشاشته فانا جزء من العالم و انا لا يعني فقط أنا لان انا لا توجد دون انت و لا دون هو و الا لما كانت اصلا انا ، و هو هنا العالم و انا و العالم نوجد في مركب واحد يتصرف حسب خططه و حسب انماط يتعرف من خلالها على هذا المركب ، عندما يختفي الماء لا يعود البحر إسمه بحر و البحيرة الفارغة بحيرة بالاسم، يصبح اسمها حفرة او تصبح واديا على منحدر جبل او وسط سلسلة جبال ، التلة التي لا ترتفع عن سطح الارض ليست تلة ، مشكلة سارتر هنا في استدلاله انه يفكر بمعادلات مطلقة و بدل الأرقام و الاشارات يستعير الكلمات ، الكلمة ليست رقما مجردا و لا رمزا و الكلمة لها معنى و لها صوت و الحس الذى يفتش عنه سارتر حس بالاسم فالعين التي لا ترى ليست عينا او كفت عن ان تكون عينا و كما قال ارسطو قديما الذراع المقطوعة عن الجسم ذراع بالاسم اما استشهاده بقول اوغست كونت :
ان العين لا بمكنها ان تبصر نفسها ؛ لكن العين ليست بحاجة كي تبصر نفسها ، هي ما هي لكي تبصر الاشياء حولها و العالم امامها ، هي وجدت لكي تبصر غيرها لا نفسها ، و لو ابصرت نفسها لماتت و لما وجدت ، هنا وجودها وجود لغيرها ، قامت حياتها على الاثرة و على الايثار و الا لما رات العالم ، و لو خيرت العين بين ان ترى نفسها او ترى غيرها لاختارت ان ترى غيرها و لنبذت راي كونت الركيك و هي احسنت عندما اختارت هذه الغاية التي اختارتها بجدارة ..
25/09/21
جان بول سارتر ( 1980-1905)(14).
الكوجيتو يمثل ضمورا و تراجعا امام الوعي ، اولا لا يوجد انسان فرد واحد احد في العالم و هذا الفرد الواحد الاحد لو وجد لكان هو الله ذاته ، اذا تمادينا في استخلاص النتائج و العبر من الكوجيتو فلا هو برهانا و لا هو مقدمة او مسلمة لانه لا يصل الى شيء ،يصل الى شعار ان الانسان كفرد واحد يمكن ان يوجد دون وجود العالم و العالم يتضمن ايضا و حكما الغير و هنا يظهر فساد ما ذهب اليه الكوجيتو ثم ان الفرد الواحد الاحد الذي يفكر او الوعي المطلق القائم بذاته غير موجود تماما ، فلا وعي مطلق معزول لانه وعي يحاصر نفسه داخل قلعة تفترض انه لاشيء يوجد خارج هذا الوعي و الذي اسمه انا افكر و الاجدى لو كانت الصياغة رغم ان هذه الصياغة لا تمنع عنه صفة الفساد ، على الشكل التالي ، انا و افكر انا ، بدل انا افكر ، لا يوجد هنا لا من اجل ذاته و لا يوجد من اجل الغير ، يوجد منطقة مفلقة من الخلاء الفارغ تشبه ما هو في ذاته لكن بصورة مشوهة و غير تامة و هي قريبة من االه دون مزايا الكمال المطلق لأنك بنفس الوقت لا تجد الله ، الكوجيتو فكرة مجردة معلقة في الفراغ تحت سماء لا يوجد فيها قمر في الليل و لا شمس في النهار ، الكوجيتو يبقى افتراض وهمي يعاني من فقدان اليقين التام يهوى التماهي مع قضيته التي ابتكرها بصمت عند غياب معاني الأشياء الكاملة يتبرع سارتر للوجود بالمبررات و يزج في غيبوبته المعاني الواضحة على اساس هلامي مشوش ناعم خفي يؤسس سارتر علم الوجود اذا صح التعبير و هو في ذلك يبذل جهدا فكريا كبيرا لكن مجهوده ينحاز احيانا لنفسه و احيانا يتجاوز ما هو واضح يقيني عند الاخر ، احيانا يتصلب و احيانا يترك الباب مفتوحا بلا جواب يبحث عن معادلة تجمع ما هو من اجل ذاته و ما هو في ذاته و هو صرح اكثر من مرة استحالة هذه المعادلة الا انه يحاول ان يبحث عن مخرج بصيغة الشمول و الكل دون الوصول الى شيء واضح ، يقول لا يمكن ان اتاثر في وجودي بانبثاق او الغاء الغير كما لا يتأثر ما هو في ذاته من ظهور او زوال ما هو في ذاته اخر ، من جهة ، الوجود في ذاته وجود تام و هو ما هو كما هو وجود و لكنه ليس تاما كما هو لا وجود لان الوجود في ذاته في هذه الحالة وجود في ذاته بحضور الوجود في ذاته ، الشمول تام لكن الوجود كوجود لا يتضمن اللاوجود ، اللاوجود في ذاته لا ذات له و الوجود مجرد و الوجود علاقات وجود ، الغاء الغير غياب علاقة و قد تكون اصيلة الحضور و حضور الغير هو وجود و علاقة في الوجود و مع الوجود ، الغير لا يلغى و الغير لا يوجد (يخلق ) و الوجود في ذاته اختار الصدق و الصمت في حين ان ما هو موجود لاجل ذاته موجود تماما كما هو الوجود للغير موجود ، علاقات الوجود موجودة و الوجود قاءم كما هو وجود الغير لذلك الوجود في ذاته، الامر نفسه الوجود لاجل ذاته ، الوجود وجود و علافات الوجود.
25/09/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(87).
و هل يمكن ان نساعد على حل هذه الإشكالية او هذه المعضلة التي افتعلها سارتر و لم يعثر او يجد لها جواب ؟ ربما لا نصل الى جواب كما لم يصل سارتر الى جواب !! و لكن نتيجة عدم حصولنا على جواب ستختلف عن نتيجة سارتر ، و قد نصل الى الجواب و هذا ما سنحاول الوصول اليه ، اما ان الظاهرة تاتي الى الوجود بواسطة ما هو لذاته فهناك فرق ببن الظاهرة و وجود الوجود ، ظاهرة الوجود تتعدى الظواهر و السؤال عن اصل الوجود ليس بغير معنى كما بقول سارتر ، في نظرية الانفجار الكبير سال الفيزيايون هذا السؤال ؟ و اعترفوا بعجزهم عن اعطاء جواب حاسم عن ماذا قبل الانفجار العظيم ؟ و هل كان هناك زمن قبل الانفجار العظيم ؟ عدم وجود جواب لا يبرر و لا بعني ان السؤال بلا معنى لان الذي بتكلم هنا هو العاجز او العجز عن ايجاد او اعطاء الجواب ، العجز امام شيء ما لا يعني ان هذا الشيء بلا معنى او خال من المعنى ، لكن سارتر في المقابل لا يمانع ان يسأل عن اصل ما هو لذاته ؟
و لانه حسب سارتر هو نفسه سؤال ؟ و هو نفسه لماذ ؟
و هو يعفي الانطولوجيا من الجواب و يحيله الى الميتافيزيقا لان ما هو لذاته حادث و الانطولوجيا تهتم بوصف تراكيب موجود و لكنه يورد بعض الملاحظات التي توفرها الانطولوجيا للميتافيزيقا و هي ان الوجود علة ذاته مستحيل لانه امر لم يتم و لانه تجاوز مستحيل في العلو بسبب الحركة المستوية للشعور و الامر الاخر الذي يورده من الانطولوجيا كمساعدة للميتافيزيقيا هو ان ما هو لذاته مشروع مستمر للتاسيس الذاتي من حيث هو وجود و اخفاق مستمر لهذا المشروع و الحضور للذات يمثل الانبثاق الاول لهذا المشروع و النامل عنده يمثل ازدواج المشروع و حتى نختصر الطريق فدر الامكان فان المحاولة الاخيرة للتاسيس الذاتي، تفضي الى الفصل الجذري بين الوجود و الشعور بالوجود او وجود الشعور ، و لكي يؤسس نفسه (ما هو في ذاته ) بجب ان يجعل نفسه شعورا اي فكرة علة ذاته تحمل في نفسها فكرة الحضور للذات، و الشعور تاسيس لما (هو في ذاته ) لذاته او في -ذاته -علة ذاته (المطلق هنا ) و بعقب سارتر هنا ، و لا شيء غير ذلك و بضيف ولا شيء يؤكد منذ البداية أن هناك يوجد معنى لمشروع وجود علة ذاته و حسب سارتر ما في ذاته بدل تاسيس نفسه بنفسه على شكل حضور للذات او لذاته اي شعورا ، يؤسس في المقابل ما هو لاجل ذاته و هنا تطرح الميتافيزيقيا فرضها عن الحادث المطلق (او انبثاق ما هو لذاته ) مع المغامرة الفردية (وجود ما هو في ذاته ) ، هنا يطرح سارتر الحركة من قبل ما هو في ذاته لتاسيس نفسه و يسال عن العلاقات بين الحركة بوصفها مرض الوجود !!
و بين ما هو لذاته بوصفه مرضا اعمق يوغل حتى الاعدام!!
يتحدث بعد ذلك عن الهوة بين ما في ذاته (الوجود الذي هو ما هو ) و ما هو لاجل ذاته ( الوجود الذي ليس هو ما هو و الذي هو ليس ما هو ) و يذكر انهما ليسا موجودين او موضوعين الواحد الى جوار الاخر ...
تابع
29/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(24).
لان الزلزال يمكن ان يهدم جبلا فيختفي من الوجود و الجبل لم يبنه انسان ، ستقول لي لكن لا معنى للهدم خارج علاقة الانسان مع العالم لان هناك علاقة علو ببن الانسان و الوجود فالجبل بدون الانسان لم يهدم بل تحول من شيء الى شيء اخر ، و هذا صحيح بالظاهر و للوهلة الاولى لكن الدقة و الموضوعية يمنعان
ان نفكر كما لو كان الانسان موجودا و غير موجود ،فعندما يختفي الانسان و تزول علاقته مع العالم لا يعود استعمال نفس المنطق جائزا ،ثم ان تحول الجبل من شيء الى شيء اخر لا ينفي فكرة الهدم فاسم الهدم في لغة الطبيعة تحويل شيء الى شىء اخر و اسم الهدم هو لغة الإنسان و هي تعني نفس الشيء فى لغة الطبيعة ، الاسم اختلف الفعل واحد و النتبجة واحدة، فالهدم تحويل و التحويل هدم، كلام سارتر بفترض ان الانسان هو الذى بعطي المعنى و لكنه في نفس الوقت بتجاهل وجود الانسان و علاقنه مع العالم و عندما نفول ان الإنسان بهدم المدن بالزازال فاننا نحكم على الاشياء و كأن الانسان غير موجود و بنفس الوقت نحمل المسؤولية لهذا الإنسان و نستطيع بعد ذلك ان نقول ان الزلزال نفسه لا بجوز ان نقول عنه زلزالا لان علاقة الإنسان مع العالم تجيز استعمال كلمة زازال و الزلزال بحد ذاته ليس زلزالا بل شىء حول الشىء الى شيء اخر ، ان الخلط هنا لا حدود له و مساحة الضباب تمنع الرؤية الجيدة و المسافة التي تبعدنا عن الانسان هي ذاتها التي تبعدنا عن الزلزال ، لقد أسمى الانسان الحطام حطاما و اسمى اازلزال زلزالا و الطبيعة لها لغتها الخاصة ، فالطبيعة عندما تثور تحول شياء الى شيء اخر تماما كما الإنسان عندما يثور يحول الأشياء الى اشياء اخرى، الإنسان يتكلم و الطبيعة تفعل ، الكلام صار فعلا و الفعل صار كلاما، الواقعة واحدة و اخراج الانسان من المعادلة يجعل كلامه بلا معنى كما يجعل فعل الطبيعة حدثا لم يحدث...
تابع
03/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(36).
فلسفة سارتر فلسفة سطحية و غير مسؤولة لا تتميز بالعمق فسارتر لم يتمعن ما يكفي في مواضيعه و هو لم يشبع قضاياه درسا و بحثا و لا هو مارس طول اناة في سيره، استغل مأساة الحرب العالمية الثانية و ما ادت اليه من بلبلة و فوضى ، فيه من تهور شوبنهور و فيه من ضياع و تخبط نيتشه و الامر ذاته بالنسبة لهايدغر الذي لخص الوجود الإنساني في السقوط و الثرثرة!!
كما لا تجد عند هؤلاء الفلاسفة حلولا و هي فلسفات فقيرة لم تراع الخبرة البشرية و لم تتمعن في القضايا المطروحة ، لا تجد عندهم حلولا معرفية كما عند كانط مثلا و لا حلولا واقعية او حياتية كما عند ماركس مثلا ، لا تجد عندهم عمق و رصانة الغزالي العظيم و لا ثقافة و عمق السهروردي مثلا ، هايدغر تقريري وصفي سوداوي اسود كالغراب و عدا ذلك فطروحاته لا تقدم و لا تؤخر و لا تنتمي لسمة الفكر المسؤول كفكر افلاطون او ارسطو مثلا ، فكرة الوجود في العالم ، فكرة الانسان عنده او Dasein لا تتناسب مع فكرة الوجود في العالم ، فوجود الواقعة الانسانية لا تختلف عن الوجود كوجود ثم انه كيف يتهم الفلاسفة انهم نسوا الوجود؟ و كيف يصبح الوجود عنده وجود الانسان في الزمان !!، هناك تناقض في مقاربته و هناك تخبط و عدم دقة و فكرة السقوط و الثرثرة تتعارض مع الذات الاصيلة فكيف يجعل السقوط امرا ثانويا و بنفس الوقت لا يمكن تفاديه و ما معنى وجود الذات الاصيلة غير أنها هي ذاتها الذات الزائفة الا اذا وفر للذات الاصيلة الموت ، تضارب مفاهيم و فوض افكار فلا هو أنقذ الذات الاصيلة و لا هو ترك للذات المزيفة خلاصا او مخرجا ، حتى فكرة القلق التي تبدو في الظاهر بارزة ، رغم انها فكرة كيرجارد ، و ما تكشف عنه من عدم ، هي في الحقيقة فكرة باهتة و منطوية على ذاتها و التجاوز عنده للذات نحو العالم و الامر ذاته فيما يتعلق بالامكانية القصوى التي هي الموت ، كلها افكار عاجزة و الحقيقة هي نصف افكار لانها تقف و تصمت في وسط الطريق، الامر ذاته يتكرر مع سارتر و لكن بطريقة مغايرة فهو غير رصين و غير متوازن ، يزج أفكاره زجا في كل زاوية و مكان و هو يضفي على الواقع ما يريد و لا تجد عنده فكرا اصيلا و مسؤولا ، و في اكثر الاحيان يبتعد عن الواقع، تهمه الشهرة اكثر مما تهمه الحقيقة و هو يهتم للاثارة اكثر من اهتمامه بالموضوعية ، وظف نفسه اداة بيد الأيديولوجيا الرسمية للنظام الراسمالي بهدف الظهور و بهدف اثارة الضوضاء و الضجة من حوله ، لذلك هو هنا يمتاز بعدم النضج و بعدم الخبرة و قد ساعدته الظروف الملائمة في الفترة التي عاش فيها بسبب احتدام الخلاف و الصراع الذي رافق تلك الفترة بين المعسكر الرأسمالي و سارتر ذاته نتاج ثقافة هذا المعسكر و بين المعسكر الاشتراكي ، تارة يسعى للتقرب من هذا المعسكر و تارة اخرى يختار المعسكر الاخر و الأخطر تنكره للقضية الفلسطينية و وقوفه المخزي مع الكيان الصهيوني ضد حق و حرية الشعب الفسطيني و قد نصب نفسه نبي الحرية في العصر الحديث و صدع اذاننا بالحرية و المسؤولية و بالالتزام ، فكان عليه ان يتهم نفسه بسؤ النية و خداع النفس و الاخر بدل اتهام تلك المراءة التي ذهبت الى اول موعد غرام لها و بدل اتهام صبي القهوة ايضا بسؤ النية و هو الذي يقول :
عليك بتقيم نفسك قبل تقييم الاخريين ؛
فهل هو هنا اضافة الى سؤ النية منافق ايضا ...
10/10/21
جان بول سارتر(1980-1905)(37).
لم يفهم سارتر قول ديستويفيكي (اذا كان الله غير موجود فكل شىء يصبح مباحا ) ، و استنتج فجأة من كلمة اذا كان الله غير موجود و ان كل شيء مباح ان الانسان حر ، و معنى كلمة ديستويفيكي ان كل شيء يصبح مباحا في ضمير الانسان و ليس على ارض الواقع كما فهمها بشكل خاطىء و سطحي سارتر، ففي الواقع ليس كل شيء مباح حتى لو فرضنا عدم وجود آلله، فالواقع يبقى عقبة امام الانسان عليه تخطيها و التعامل معها ، كل شيء مباح في ضمير الانسان اي ينعدم الضمير لدى البشر و ليس كل شيء مباح في الواقع و الفرق واضح ، الله غير موجود و كل شيء مباح لا تعني ان الانسان حر تعني ان الإنسان حيوان !!
هنا الحرية عدمبة و فوضى و فعل عشوائي و سارتر وقع في نفس الخطا في كتابه نقد العقل الجدلي ، فهو لم يفهم ماركس ايضا لانه استنتج ان الندرة ( rareté )او قلة الموارد هي سبب العنف في العالم و ماركس لم يقل هذا ، ماركس قال : ان سبب الثورة لبس الفقر بل وعي الفقر ، و بالتالي فليست قلة ااموارد او الندرة سبب العنف ، سبب العنف وعي الفقر و هذا معناه ان الوعي أساسي هنا و الوعي بعني وعي انعدام العدالة و انعدام المساواة و بالتالي فعلاج قلة ااموارد يكون بالعدالة و المساواة، و من هنا نفهم القول العربي القديم ظلم بالسوية عدل بالرعية ، المهم ؛ العلاج يكون بالعدالة الحقبقية لا الشكلية اللفظية و المساواة الحقيقية لا الشكلية اللفظية، عدالة و مساواة قولا و فعلا لا شعارات تطلق في الهواء ، نعود لسارتر و الحرية التي بقترحها حرية شكلية فردية و هي لا تختلف كثيرا عن ارادة الحباة عند شوبنهور و لا تختلف كثيرا عن ارادة القوة عند نيتشة و ايضا لا الشكلية تختلف كثيرا عن الانتخاب الطبيعي عند داروين، لكن الحرية عند سارتر مركبة فهي فردية مطلقة و مسؤولة !!
و كلمة مسؤولة هنا تطرح سؤالا :
مسؤولة امام من ؟
امام نفسها او امام الناس و المجتمع ، و في الحالة الثانية تصبح الحرية كما طرحها سارتر كحرية فردية مطلقة بلا اساس لانها ستعود الى المجتمع و ستتصالح معه فتعود لتتلاءم من جديد مع المجتمع و مع الاخريين الذين وضعهم سارتر على طريق حريته كخصم عنيد و كعقبة امام حريته الفردية المطلقة المزعومة ، يجب تخطيها (الاخرون هم جهنم ).
11/10/21
سارتر واحد بس
جان بول سارتر(1980-1905)(32).
و احدى مشكلات سارتر هو اصطلاحه على الوجود في ذاته و هو عنده اعمى بعد ان انتزع منه عينيه و الواقع هو غير ذلك ، و الخطا الذي يقود تحليلات سارتر موجود هنا ، فهو يقسم الوجود الى في ذاته و لأجل ذاته او لذاته و هذا التقسيم شكلي محض و بلا مستقبل و لا يقول شيئا جوهري و لا يتماشى مع ما يصل اليه من نتائج و قواعد ، فما يسمى الوجود في ذاته في عرف سارتر و ما يسمى الوجود لاجل ذاته، هما في واقع الامر وجود واحد لانه لا وجود لواحد دون وجود الاخر و الطلاق بينهما كما قرره سارتر غير شرعي و دون مبرر ، و ما من اجل ذاته لا يوجد وحده و بمعزل عن عيره و التكس صحيح ، الوجود في ذاته لا يوجد وحده و بمعزل عن غيره ، كلاهما ليسا جزيرة معزولة عن العاام و لا معزول الواحد عن الاخر ، المهم ان الفصل الذي حدده سارتر واهي و لا اسوار تفصل بينهما كما يحاول سارتر تن يبرهن عليه و العدم الذي يفصل ببنهما تفتراضي بحت ، الوعي مشتت في العالم ، كثيف و مركز هنا و نادر و خفي هناك ، و كما ما هو في ذاته هو هو كما هو حسب سارتر كذلك ما هو لذاته هو كما هو و الامر ذاته ما هو في ذاته هو ما هو و هو ما ليس اياه و ما هو من اجل ذاته هو ما ليس هو و ليس هو ما هو و سارتر لا بعطي اهمية لتشابك الوجودين ، يعطي اهمية غير واضحة تماما لانفصال الواحد عن الاخر و الواقع ما هو لذاته متصالح في اماكن عدة مع ما هو في ذاته و الا لما وجدا جنبا الى جنب ، اذن يجب التفتيش عن علاقة مغايرة للعلاقة ااتي توصل و قررها سارتر و هذا يعيد تقيم كل المسار الذي اتخذه سارتر و سار فيه ، و يعيد صياغة الامر من جديد صياغة مختلفة ، فمثلا اطلاق الاخلاص على ما هو في ذاته دون على ما هو لذاته هو خلط في المفاهيم و مقاربة سطحية و عدم دقة في الصياغة اضافة الى انه ينطلق من مسلمة او من بديهة ليست مسلمة و لاهي بديهية ، و كذلك هي اختزال بسيط للعلاقة و تشويه لا يساعد لا بل يساعد على الوقوع في تعميمات و استنتاجات لا تتناسب ابدا مع ما بحصل في الوجود ، تشريح سارتر للوجود تشريح اعتباطي ، لا يسلك فيه طرق واضحة و لا توصل الى اامكان المنتسب فلا نجد عنده معرفة و لا نجد عنده حكمة كما يطالب كانط ، العلم هو المعرفة المنظمة و الحكمة هي الحياة المنظمة، لا تجد عند سارتر علم و لا حياة منظمة و في ذلك يشبه من بعيد رغم تناقض المناهج و الطروحات تقسيم فيلسوف العلم الالماني كارل بوبر العالم الى العالم الذاتي او العالم 1 و العالم الفيزيائي او العالم 2 و العالم ااموضوعي او العالم 3 و هو الاخر كتقسبم سارتر ، مع الفارق الجوهري بين الاثنين ، منهج العلم و التجربة و منهج الظاهراتية الوجودية ، تقييم اعتباطي ، فاين الحدود بين العالم الذاتي و الموضوعي ؟ و اين الحدود ببن العالم الموضوعي و الفيزيائي ؟ هذه التصنيفات من قبل بوبر او من قبل سارتر لا تخدم القضية و لا تسهل البحث و لا تستدعي الفائدة تبرريها و مفهوم الوجود في ذاته عند سارتر الذي اخترعه في كتاله الوجود و العدم هو ذاته الشىء في ذاته الذي اخترعه كانط في كتابه نقد العقل الخالص حبث قسم العالم الى ظواهر قابلة للمعرفة العلمية الصحية لانها معرفة تركيبية قبلية و الى الشيء في ذاته غير قابل للمعرفة العلمية الصحيحة لانه خارج قدرات العقل المجرد القبلية ( الرياضيات و الهندسة بواسطة قالبا المكان و الزمان الفطريان للعقل النظري المحض ) و الشىء في ذاته خارج ادركات العقل الحسية التركيبية المعتمدة على التجربة ، و سارتر هنا لا يفيدنا بشيء حول للوجود في ذاته ، فهو عنده اخرس فقد جرده من الذكاء و الوعي و جعله صامت ساكن و يوجد فقط على سبيل الوجود و هنا يوجد تناقض عند سارتر لان هذا الوجود في ذاته ليس وجودا مجردا ، انه وجود واقعي حسي ملموس، فهو لا يوجد فقط، فهو يتكلم و هو يتحرك و غير مجرد في وجوده ، لا بل اكثر من ذلك بعتبره غير موجود لانه لا يملك وعيا حسب سارتر ، وجود او مادة صماء صفتها الجوهرية انها موجودة هنا لا اكثر ( و لا تفكر او لا يفكر على حد تعبير ديكارت الذى وصفه او وصفها بانه او بانها عكس الفكر و اطلق علبه او عليها اسم الامتداد . او المادة ) ، المهم سارتر هنا يلغي الطبيعة و يشوه علاقتها بالإنسان الذي يعتبره الكائن الوحيد المفكر و الحر ، حتى الموضوعية تصبح عند سارتر وجهة نظر تخص ما هو لاجل ذاته و هناك ثغرة هائلة لا يستطيع سدها في بنياته الفكري و هي :
ما هي الاخلاق ؟
و ما هو الخير ؟
او ما معنى الخير ؟
تابع
07/10/21
جان بول سارتر ( 1980-1905)(31).
سارتر اما انه يزور فرويد او انه لم يفهمه ، فسارتر يفسر الوحدة الواعية لما هو نفسي بوحدة سحرية تعمل عن بعد ، ما يطلق عليه سارتر اسم السحر هو عند فرويد الحيوانية( الغريزة و العدوانية العمباء ) و الحيوانية ، غريزة عمياء ترى عن بعد من خلال اصلها الضارب في الماضي ، و هكذا هي تعمل عن بعد ، هي استقرت في جهاز لم يعد ملكها و لها بفعل ظهور الوعي ، الطبيعة الماضية و الوعي الحاضر ، ينكر طبعا سارتر بعد ذلك اللاشعور ، فالمرأة تريد ان تثبت لنفسها انها باردة ، رفض للذة و شعور بها في ان واحد ، لكن ما لم يتنبه له هنا سارتر ان هذه المرأة التي تريد ان تثبت لنفسها انها باردة لا تفعل ذلك عن وعي ، فشعور اللذة هنا و الذى تتلهى عنه حتى تقول عن نفسها انها باردة ، فهذا لان البرودة هي كبت لاواعي يبحث عن مخرج باللاوعي فهنا اخترع اللاوعي البرودة و ليست البرودة اختارت الوعي و سارتر نفسه يوافق على النتيجة التي وصلنا إليها لانه بقول في نهاية حديثه و هكذا تبقى المشكلة التي حاولنا تجنبها قائمة ، لكن لماذا اوقع سارتر نفسه في حيرة ؟
و لماذا وصلنا الى هنا ، هذا ما قادنا إليه سارتر و علينا ان تتابع الطريق حتى نرى الى اين تنتهي بنا ، هل سنصل كما العادة الى لا شىء او هناك هذه المرة شىء او امر اخر ينتظرنا، المفاجأة تبقى مفاجأة حتى ينفضح سرها فلا تبقى مفاجئة، دعونا نرى ذلك بوضوح اكثر و هو يفحص مسالك سؤ النية؛ سؤ النية كما يعرضها سارتر تؤمن بالحتمية ، فسقوط الانسان في الماصي يتكون كوجود في ذاته لان الإنسان اذا كان هو ما هو فان سؤ النية مستحيل ، لكن الانسان هو ما هو و سؤ النية اصطلاح و ليس موجودا في الواقع لان عنصر الكذب على الاقل غير متوافر و سؤ النية تجاوز لموقف في موقف و الانسان هو ما هو لا تعني وجود في ذاته فهذا مصطلح يلزم صاحبه فقط ، تعني هو كانسان ، هو ما هو و ليس هو في ذاته ( المعنى كما يريده هذه المرة سارتر ) ، هو ما هو ، هناك انسان هو ما هو و هنا وجود في ذاته هو كما هو ، الاختلاف هو اختلاف الانسان عن الوجود في ذاته ، اما ان كلاهما هو ما هو فهو وافع و مصطلح ، سؤ النية هنا يفهم كمصطلح و عدم نجاح الاخلاص في مسعاه و اخفاقه لا يعني كما يقول سارتر انه مستحيل و المعنى الحقيقي للإخلاص ليس كما فهمه سارتر و هو فهم خاطىء ، المعنى الحقبقي للاخلاص ليس الصدق هكذا كما هى الطاولة و كما هي الدواة على الطاولة كما يقول سارتر ، الاخلاص يكون في موقف ما صادق و هو التزام الصدق في الموقف و ليس كما فهمه سارتر فهما جامدا بعيد عن الواقع و هو فهم متقوقع في ارادة ما في ذاته الحتمية الصامتة الصماء و ليس ان يكون الانسان هو ما هو، الانسان هو ما هو في موقف وهذا الانسان ديناميكي متحرك و الوجود ذاته او في ذاته ليس انسانا ، الإنسان التزام و مواقف ، الوجود في ذانه ادلة على ذاته فهي ليست مواقف ، هي مواقع للوجود في ذاته و مواقف الاخلاص تختلف عن مواقع الوجود في ذاته ، لانه في ذاته يتخذ مواقع له و لا يتخذ مواقف كما هي الحال مع الانسان... تابع
06/10/21
و بصرف النظر عن المصطلحات التي بخبىء وراءها سارتر و المسلمات التي ينطلق منها دون مراجعة جدية او نقد سنحاول استعمال لغته و مراعاة هذه المصطلحات و المسلمات ، طروحاته و هو ينطلق من مسلمات و بديهيات غير محسومة و لا تعكس من الأمر حقيقته و لا من الواقع وقائعه و مسلماته لم يخضعها لنقاش او لنقد ، يحاول بعد ذلك ان يحدد علاقة ما من اجل ذاته او لذاته بالجنس و يعتبر الجنس او الشهوة اساسها من وجود الغير و يقلل من اهمية الفسيولوجية الجنسية و بصرف النظر عن هذا النقاش حول من الاصل ؟ الجنس هو الاصل او الغير هو الاصل في الشهوة ؟ و هذا يرجعنا الى مسالة من قبل من البيضة او الدجاجة ؟
الانسان او ما يطلق عليه سارتر ما هو من اجل ذاته او لذاته هو كيان واحد و هو شهوة و هو موجود في العالم و هو موجود مع الاخريين و هو حرية و هو انا و هو نحن و السؤال هل الشهوة ليست اكثر من نزوع لما هو ما من اجل ذاته او لذاته ام ان للشهوة عضو قائم في جسم الانسان لان الإنسان شهوة كما هو الفم للطعام و الشراب ، كذلك هو العالم باكمله ، مترابط و لا يفيد التساؤل من سبق من ؟ و لا من هو الاصل و لا من هو التابع او الثانوي و ما يغيب عن بال سارتر انه يتجاهل او لا يدرك ان الشهوة الجنسبة ليست فقط نزوع نحو الاخر او نحو الغير لان ذلك طريقة وجود ما هو من اجل ذاته او لذاته، فالشهوة الجنسية اصل الاستمرار في الحياة و هي وراء البقاء و اصل اانوع و هذا الاستمرار الذي تحدثه هو كذاك الاصل في وجود التشابه و الذي ينتقل عن طريق الجنس او عن طريق الاهل بين افراد الاسرة الواحدة فالشهوة الجنسية هي اصل علاقة القربى و الولد البيولوجي ليس فقط نزوعا و شهوة انه يحمل معه الشفرة الوراثية و التي ينقلها الاهل الى الابناء سواء على صعيد الجينات و كذلك فان الشبه الذي للاولاد بالاصل احد العوامل المهمة و المحددة في هذه العملية التي تضع على رأسها عن خطأ او عن حق الشهوة الجنسية ...
النظر عن المصطلحات التي يختبىء وراءها سارتر و على اعتبار استعمال نفس اللغة التي يتداولها فان هناك عدم تماسك و فوضى تكتنف طروحاته و هو ينطلق من مسلمات و بديهيات غير محسومة و لا تعكس من الأمر حقيقته و لا من الواقع وقائعه و مسلماته لم يخضعها لنقاش او لنقد ، يحاول بعد ذلك ان يحدد علاقة ما من اجل ذاته او لذاته بالجنس و يعتبر الجنس او الشهوة اساسها من وجود الغير و يقلل من اهمية الفسيولوجية الجنسية و بصرف النظر عن هذا النقاش حول من الاصل ؟ الجنس هو الاصل او الغير هو الاصل في الشهوة ؟ و هذا يرجعنا الى مسالة من قبل من البيضة او الدجاجة ؟
الانسان او ما يطلق عليه سارتر ما هو من اجل ذاته او لذاته هو كيان واحد و هو شهوة و هو موجود في العالم و هو موجود مع الاخريين و هو حرية و هو انا و هو نحن و السؤال هل الشهوة ليست اكثر من نزوع لما هو ما من اجل ذاته او لذاته ام ان للشهوة عضو قائم في جسم الانسان لان الإنسان شهوة كما هو الفم للطعام و الشراب ، كذلك هو العالم باكمله ، مترابط و لا يفيد التساؤل من سبق من ؟ و لا من هو الاصل و لا من هو التابع او الثانوي و ما يغيب عن بال سارتر انه يتجاهل او لا يدرك ان الشهوة الجنسبة ليست فقط نزوع نحو الاخر او نحو الغير لان ذلك طريقة وجود ما هو من اجل ذاته او لذاته، فالشهوة الجنسية اصل الاستمرار في الحياة و هي وراء البقاء و اصل اانوع و هذا الاستمرار الذي تحدثه هو كذاك الاصل في وجود التشابه و الذي ينتقل عن طريق الجنس او عن طريق الاهل بين افراد الاسرة الواحدة فالشهوة الجنسية هي اصل علاقة القربى و الولد البيولوجي ليس فقط نزوعا و شهوة انه يحمل معه الشفرة الوراثية و التي ينقلها الاهل الى الابناء سواء على صعيد الجينات و كذلك فان الشبه الذي للاولاد بالاصل احد العوامل المهمة و المحددة في هذه العملية التي تضع على رأسها عن خطأ او عن حق الشهوة الجنسية ...
تابع
جان بول سارتر( الوجود و العدم )(108).
يقول سارتر الوجود هو و العدم ليس هو ، هنا العدم ليس هو، لا تعني العدم ، فهنا ما ليس هو هو وجود و ليس وجود العدم ، عمر ليس هو تعني انه خالد و لا تعني العدم و العدم غير موجود و ما هو غير موجود ليس هو اي موجود و بهذا تصبح معادلة سارتر لا يوجد شيء او كل شىء يحوي الوجود و العدم معادلة خاطئة، كل وجود يحوي في داخله وجودا ليس هو و المعادلة الصالحة هي هنا كل وجود يحوي وجودا اخر غير وجوده و لا مكان هنا لوجود العدم ، و العدم ليس هو ، تعني انه موجود يتخطى وجوده نحو وجود اخر غير وجوده و لا مكان هنا للعدم و تعربف سارتر : العدم ليس ما هو ، تعربف خاطىء و التعريف الصحيح هو ان الوجود ليس ما هو لان العدم بكل بساطة غير موجود و الوجود هو ما هو موجود و ما هو ليس ما هو هو وجود اخر غير وجوده و ليس هو العدم الذي ليس ما هو ، و الحرية كما يقول سارتر : الحرية هي و وجود ما هو لذاته امر واحد، ، الحرية هنا هي وجود ما هو لذاته و ليس عدمه و ليست عدما و قوله الحرية الإنسانية حرة اى ان تكون عدم ذاتها ، هذه الحرية هنا تعاني اضطرابا و لا اقول تناقضا لان التناقض في مكان ما تعني غنى و حيوية لكن كلام سارتر هنا لا يعني شياء و لا بعكس معنى ما و لا تحتوي على مضمون ما ، الحرية هي وجود ذاتها و ليس عدم ذاتها و الذات و حضور الذات لذاتها شيء واحد فالحرية هنا هي وجود ما هو لذاته و ما هو لذاته هو وجوده و ليس عدم وجوده كما يقول سارتر، القفزة المفترضة هنا هي قفزة في الوجود و العدم هنا وجود و ليس عدم وجود ، لا يوجد او لا يحدث من العدم شيء و عدم سارتر هو وجود وراء الوجود هو وجود في قلب الوجود و ليس عدما في قلب الوجود ، الحرية ليست عدم وجود او عدم في صميم الانسان ، الحرية هي طريقة وجود الإنسان في الوجود ، الحرية وجود الانسان و ليس عدمه ، الحرية هي وجود ما هو لذاته اي وجود الانسان نفسه و الكلام عن العدم هنا كلام مجازي و نوع من انواع الاستعارة و هو ما عبر عنه سارتر بشكل خاطىء باسم الظل للنور او للوجود ، الظل هنا ليس استعارة ، الظل وجود او بالاحرى و بتعبير ادق الظل هو انعكاس للوجود في الوجود و ليس انعكاس للعدم في الوجود و العدم كما يعبر عنه سارتر اقرب ما يكون الى السراب منه الى الظل للنور او هو وهم بصري و الوجود الحقيقي هو الوجود و ليس العدم، العدم لفظ و اشتقاق لغوي تماما كاشتقاق هايدغر لكلمة الوجود هناك من Dasein
ف Da هنا و sein
تعبر عن شيئين و لكنهما ليسا شيء واحد الا ككلمة و ليس كوجود، هو اصطلاح أسمي و ليس موجودا في العالم و يشير في النهاية الى موجود انساني او الى الانسان ، الإنسان هنا هو الموجود، اما اصطلاح هايدغر فهو لفظ و اسم يدل على موجود لكن اللفظ بذاته غير موجود في العالم، الموجود هناك او هنا هو الانسان و ككل الاسماء وجودها وجود دلالة على شيء و غير موجودة بذاتها، الانسان دلالة على وجود انسان و لكن الانسان غير موجود في الخارج ، الإنسان مفهوم في الذهن ، وجوده في العالم كدلالة ووجوده كمفهوم موجود في الذهن و لا يوجد في العالم في الخارج و حال العدم عند سارتر كحال الانسان مفهوم ذهني لا يوجد في الخارج ، ووجوده في الخارج هو الوجود كوجود انسان عبني ...
تابع
21/12/21
جان بول سارتر(1980-1905)(26).
هل الحكم السالب هو اصل العدم او العدم هو اصل الحكم السالب ؟ يسأل سارتر و يجيب العدم هو اصل الحكم السالب لانه هو نفسه سلب و هو يؤسس السلب كفعل لانه هو السلب بوصفه وجودا ، يحاور سارتر هبغل و هايدغر ، الوجود المحض او الخالص او المجرد و اللاوجود الخالص او المحض او المجرد، تجريدان ينتج عن اتحادهما تجريد , لكن هل هذا التجريد هو الاساس في الوقائع العينية ? الصفر عدد مجرد دون محتوى و الصفر اذا اتحد بالصفر ينتجان صفرا , يبدو ان سارتر يتبنى للوهلة الاولى و لو مؤقتا منطق هيغل و بالتالي نتيجة اامجرد تعتمد على العينى الذي هو ضروري له من اجل تحقيقه لكن لو دققنا النظر هنا مليا هل هذه اانتيجة يتيمة او لها اصل في الواقع و كأن سارتر هنا ينحى منحى هبفل ، الوافع فكر و الفكر واقع ، و على الرغم ان الماهية للموجود غير مباشرة فالماهية هي الاصل الحقبقي و الموجود يتجاوز نفسه في الماهية ، الماهية هنا لا تناسب سارتر مع انها غير مباشرة و الوجود هنا تجاوز لنفسه في الماهية ، هنا يقف سارتر ضد هبغل بعد ان قطع معه نصف الطريق و يصرح : (ان الوجود هو و ان العدم ليس هو ) ، يقول هيغل : الوجود اامحض و العدم المحض شيء واحد و هنا اصل البلاء فكما هما شيء واحد في عرف هيغل، فهما لاشيء وواحد !!
فهبغل في الحقيقة لا يقول شيئا
، المجرد هنا يساوى المجرد هناك
لكن المطلق واحد و المطلق غير موجود في العالم، المطلق خارج العالم و سارتر عندما يقول :
الوجود هو و العدم ليس هو ، لا يقول شياء هو الآخر ، كانه بقول انا من انا و هو ليس انا ، و لكن انا لا اعرف من هو، انا اعرف انا و الشىء ذاته عندما يخالف هبغل و يقرر ان اللاوجود هو نقيض الوجود لان هيغل يضع اللاوجود كمضاد للوجود و هو هنا يناقض نفسه لان النقبض للوجود لا يمكن ان يوجد ، نحن لا نعرف ما هو ، هنا مصطلح سارتر عن نقيض الوجود منناقض لاننا لا نعرف الوجود ، نعرف ان الوجود هو كما هو فقط و لا نعرف حتى مصطلح هبغل عن الضد ، المصطلحات هنا منطقية (في الذهن ) و ليست واقعية ، فسارتر يعرف ما هو ليس معروف اي الوجود (هو كما هو ) بما هو مجهول ( اللاوجود ) او ما يعرف باستدلال الحاضر على الغائب او الشاهد على الغائب ، اما العدم عند هايدغر فهو ليس ذهنيا و لا منطفيا و هنا يثني سارتر على هايدغر ، ثناء التلميذ هذه المرة على استاذه و ليس العكس ، لأنه حسب سارتر ، هايدغر لم يقع في الخطا الذي وقع فيه هبغل ، فما هو العدم عند هايدغر ؟ ...تابع
03/10/21
جان بول سارتر( الوجود و العدم )( شهرة سارتر )(100).
الله ليس بديلا للإنسان و الإنسان ليس بدبلا لله ، و هو عندما يقف امام الموت ، لا يسأل لماذا ولد ؟ و هو لا يسال لماذا يموت ؟ فهو بعرف لماذا ولد ، و بعرف اماذا يموت ، لانه يعرف انه ليس هو آلله او بالأحرى ليست هذه هي رغبته ، و لو كانت رغبة الإنسان ان بصير الها لما اعترف بموته و لولا آلله لما مات الانسان ، فاحد الاسباب و الدلاءل على وجود آلله هو وجود الموت و لو كانت رغبة الانسان ان يصير الها او مشروع اله لما رفع راسه نحو السماء و جسد الموت يتمدد امامه على الارض ، و اما كلام سارتر عن الموت( و انه القضاء علي بالا اوجد الا بواسطة الغير و ان استمد منه معناه بل ومعنى انتصاره ) ، فهو اعتراف منحرف و شاذ غير مباشر بالله و ان هذا الغير هو غير هذا الذي يفكر فيه سارتر ( او العنكبوت كما سمى فرنسيس بيكون سارتر ) و ان هذا الغير ليس الا الله الذي لا يعترف سارتر بوجوده، و ليس هو ما يحلو لسارتر و لنزواته ان تصور له هذا الغير شيئا اخر غير آلله و سارتر يخطا عندما ينكلم عن الموت و يقف امامه او عنده ابكم أخرس، فالموت ليس فقط نهاية و الموت ليس فقط قدر و الموت ليس فقط غاية كل موجود حسب تصور هايدغر ( او التصميم ) ، فكل من يولد يوجد الى الابد اما على شكل نسيان مجرد او نسيان بين قوسين و اما على شكل زمان و مكان مجردان ، النسيان يعود ليلبس ثياب الزمان و المكان ، في قاع الابد و الزمان و المكان يتنقلان ببن الولادة و الموت على حدود الابد ، فمثلا ديموقراطس عاد ليولد من جديد في العصر الحديث...
تابع
03/12/21