تعالى معنا كن في السماء ☦️ صلاة لتسليم الذات للرب والوجود في الحضرة الإلهية ☦️
HTML-код
- Опубликовано: 16 янв 2025
- تعالى معنا كن في السماء ☦️ صلاة لتسليم الذات للرب والوجود في الحضرة الإلهية ☦️
إلهي،
أبت، إني أسلم لك ذاتي، وكل حياتي.
فافعل بي ما تشاء ، وقد حياتي وفقا لخطتك.
غير عاصيا البتة، بل مطيعا لجلالتك بكل خشوع.
شاكرا فضل محبتك.
ليس لي رغبة أخرى يا إلهى سوى الإتحاد بك والالتصاق فيك.
كما صلى يسوع قائلا: "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك. ليكونوا هم أيضا واحدا فينا" (يوحنا 17: 21)
هيئني بيتا لك، هيكلا لروحك القدوس. لاكون مستعدا لسكن الله في داخلي.
حافظا ناموس الله، غير منفصل عنه. كما قال يسوع: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا" (يوحنا 14: 23)
فأعيش تلك الحالة السامية المكتملة، طافيا فوق رغبات العالم، واضعا فيك كل رغباتي.
متلذذا بجمال العشرة معك، والوجود في محضرك السماوي.
أكمل في إرادتك
بين يديك أستودع روحي، وأهبها لك يا إلهي.
حاسبا نفسي أنني قد ربحت ، وقد جلست على قمة العالم. وقمت من رقاد الغفلة، ظافرا غالبا بأفراح القيامة، والعبور من ظلمة العالم والاتحاد الدائم بك.
ما هذه السعادة ! وتلك النشوة ! وذلك الحضور الذي يفيض به محضرك المقدس.
من سيفصلني عن محبة المسيح.
دعني أختبر فيك تلك المحبة.
دعني امتلئ إلى كل ملء الله.
وأدرك مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو.
مدركا ذلك السر المكتوم منذ الدهور الحامل لغنى المسيح الذي لا يستقصى، لا بقدرة بشرية ولا بمواهب ارضيه بل باعلان الله .كما قال بولس الرسول في رساله أفسس.
تلك اللحظات السماوية التي نختطفها هنا على الارض من السماء .
لكي نشتاق للوجود الدائم في محضرك .
حيث النعيم الدائم الأبدي .
حيث تختفي تلك المشاعر الأرضية المنخفضة، من حزن وبكاء وتنهد والم.
فندرك الحب والسلام الذي يفوق كل عقل.
كم رائع يا إلهي الإتحاد الدائم بك.
كم رائع أن نكون شعبك.
كم رائع أن نترك الجسد باعبائه الأرضية ، وألم العلاقات السامة المتشابكة، التي زرعها إبليس بين حنطو شعبك.
الآن في محضرك ماذا اقول؟! يعجز لساني عن وصف ذلك الحضور .
عن وصف ذلك الحب ، غير المشابه لأي حب ارضي.
أن نشعر بذلك السلام الفائق للادراك البشري.
أن ندرك أن هناك حواس أخرى سماوية.
وأن تلك السنوات التي أهدرناها في المعاناة، كانت حقا تنبع من تفكير طفولي، غير مدرك لجمال الوجود معك، فأضاع عمره في مشقات ونزاعات وصراعات وهمية، غير حقيقية .
أوهمه عقله البشري أنها ذات معنى.
حاسبا نفسه أنه يربح والحقيقة أن الذي خسر تلك المعارك وانسحب منها طالبا ملكوت الله وبره، هو الرابح.
إلهي، نفسي عطشة للوجود معك.
إلهي لا تدعني انفصل عنك.
أدخل ذلك الحب والنشوة الروحانية، تاركا أعباء الأرض وذلك البعد المادي الذي جلبه علي السقوط.
مستلما خلاصك، ممتنا لتنازلك لترفعنا.
ما هذه الرهبة! ما هذه المحبة! ما هذا العلو! حينما تنازلت لترفعنا.
قد سقطنا في هوة عظيمة، حتى ظننا الكون ظلاميا.
لم نجد النور ، وتحول عالمنا لعالم مفترس، تسوده شريعة الغاب. رئيسه سلطان الهواء الساقط إلى أاسافل الجب.
فتحنا أعيننا لنجد أنفسنا منفصلين عن النور . حتى لم ندرك أن هناك نور.
ما هذه الرحمة! وذلك التحنن! الذي مننت به علينا، حين مددت يدك لتنتشلنا بتجسد كلمتك.
ما هذه التضحية وهذه القوة! التي أطاع بها.
تاركا غير تارك .متحدا بك. بلا انفصال لا لحظه واحده ولا طرفه عين.
نزل إلى ارضنا ، ولم يتلوث بماضينا المظلم . بل غلبه (حتى الموت).
وفتح لنا بنصرته أبواب الفردوس ، لنتحد كما هو بك ونصير فيه معك واحدا.
فشكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين (2كو 2: 14)
والمجد لك يا الله مع يسوع المسيح والروح القدس. آمين.