بين وباء كو رونــا ووباء قهرونـــا (قصة)

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 8 сен 2024
  • يحكى والعهدة على قصص الثرات الممزوجة بالسياسة أن رجلا شكا لجحا مشكلته التي أثقلت كاهله والملخصة في سكنه في بيت صغير مع زوجته وأطفاله الستة أو السبعة ، وأمه، وحماته،
    فقال له جحا بعدما أن قلبه لحاله وأشفق عليه :
    اذهب يا أخي واشترِ حمارا وأسكنه معك بنفس الغرفة ،ثم عد بعد يومين إلي. وكذلك كان ، ذهب الرجل واشترى حمارا لكن الأمر ساء كثيرا فالحل أصبح مصيبة وهو ما حتم عليه العودة إلى جحا الذي قال له:
    _ اذهب إلى أقرب سوق واشتر كبشا وضعه معك في نفس الغرفة ثم عد بعد يومين.
    ذهب الرجل وطبق النصيحة لكنه زاد الطين بلة ، فنهيق الحمار يقلقه ، وثغاء الكبش يزعجه ، وشخير الحماة يسلب النوم من عينيه ، وصراخ الأبناء يؤرق باله ، ولوم الزوجة يقض مضجعه، الأمر الذي عجل بعودته إلى الحكيم جحا الذي أمره هذه المرة بشراء دجاجة للتخلص من الوضع السابق ، وما زاد شراؤه دجاجة الأمر إلا غصة ومرارة ، فقد تحول البيت الصغير إلى حروب متبادلة ومتجددة بين الحيوانات التي اشتراها الرجل وبين أسرته ، وكثرت شكاوى الجيران ، وتداعت على الرجل نوبات نفسية ولحظات فكر فيها في الانتحار ، فقرر الرجوع للمرة الأخيرة إلى جحا الذي نصحه على غير عادته ببيع الحمار ومن ثم الرجوع إليه ، فلما باعه وعاد إليه ،سأله جحا عن إحساسه وشعوره بعد بيع الحمر ، فحمد الرجل الله وشكره ، فالأمور صارت عنده تتحسن ، وربح بهذا البيع راحة نسبية لم يكن يشعر بها من قبل .
    استغل جحا الوضع فنصحه ببيع الدجاجة ثم الرجوع إليه ، فعاد إليه بعدما نفذ أمره ، وقص عليه كيف أصبحت السكينة تلازمه نوعا ما مباشرة بعد التخلص من الدجاجة ، فاقترح عليه جحا بيع الكبش ، فباعه ثم رجع إليه فرحا وهو يبصم بالعشرة على حنكة جحا وحكمته الواسعة ، ويحمد الله ويشكره على النعمة الكبيرة التي صار يعيش فيها بعد شهور من العذاب النفسي والجسدي .
    هذه القصة لو أسقطناها على واقعنا لوجدناها تطابقه ، فالشعب الذي كان يشكو من كثرة الغلاء ومن تكميم الأفواه وانعدام الحريات ويطالب بعيشة ترقى به إلى مستوى الإنسان الذي كرمه الله ، صار منتهى طلبه أن ينتقل بدون جواز تلقيح ...
    نعم الغلاء الذي كان يندد به هذا الشعب ليس مهما ، المهم هو ألا يفرض جواز التلقيح ....
    والحق في التداوي بالمجان لم يعد أمرا مهما ، المهم ألا يتم اشتراط جواز التلقيح للتنقل ...
    وجودة التعليم التي يطالب بها الكل لم تعد الآن مطلبا مهما ، المهم ألا يتم ربط التعليم بضرورة الحصول على جواز التلقيح ...
    وكل المطالب التي كان يطالب بها الشعب من قبل أصبحت اليوم غير ذي جدوى ...فالمهم والأهم والأمر الهام هو ألا يتم فرض جواز التلقيح ...
    الحكومة الجديدة لا شك أنها مغرمة بحكمة جحا في حل المشاكل بمشاكل أكبر منها ، والاقتناع بهذه الحكمة وتحويلها إلى سياسة عمل سيجعل الشعب لا محالة أمام وباءين خطيرين : وباء كوووووورونا ووباء قهرونا ، والوباء الثاني عاقبته خطيرة ومريرة لو كانوا يعلمون.
    لـ محمد ملوك

Комментарии •