سر الجاذبية: كيف حصلت الأرض على قوتها الخفية؟

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 8 фев 2025
  • سر الجاذبية
    الجاذبيَّةُ، هذهِ القوَّةُ الغامضةُ التي تمنعُنا من الطيرانِ بعيدًا في الفضاءِ، هي إحدى القُوَى الأساسيَّةِ الأربعِ في الكونِ، إلى جانبِ الكهرومغناطيسيَّةِ والقوَّتينِ النوويَّتينِ الضعيفةِ والقويَّةِ. رغمَ أنَّها تبدو مألوفةً لنا جميعًا، إلَّا أنَّها لا تزالُ لُغزًا مُحيِّرًا للعلماءِ، حيثُ تُعتبرُ أضعفَ هذهِ القُوى. لكن كيفَ حصلتِ الأرضُ على جاذبيَّتِها؟ حاولَ الفلاسفةُ والعلماءُ عبرَ التاريخِ فهمَ سببِ سقوطِ الأشياءِ على الأرضِ، فاعتقدَ أرسطو أنَّ للأجسامِ ميلًا طبيعيًّا للتحرُّكِ نحوَ مركزِ الكونِ، الذي كانَ يُعتقَدُ آنذاكَ أنَّهُ الأرضُ.
    لاحقًا، أدركَ كوبرنيكوسُ أنَّ الشَّمسَ هي مركزُ النِّظامِ الشَّمسيِّ، ثمَّ جاءَ نيوتنُ وأثبتَ أنَّ جميعَ الأجسامِ تُمارسُ قوَّةَ جذبٍ على بعضِها بعضًا، ووضعَ قانونَ الجاذبيَّةِ الكونيَّةِ، الذي ينصُّ على أنَّ قوَّةَ الجاذبيَّةِ تتناسبُ مع الكتلةِ، وتتناقصُ مع مربَّعِ المسافةِ. لكنْ، رغمَ أنَّ الجاذبيَّةَ تُثبِّتُنا على الأرضِ، فهي أضعفُ القُوى الأساسيَّةِ، إذْ يُمكنُ لمِغناطيسٍ صغيرٍ أنْ يرفعَ مشبكَ ورقٍ، متغلِّبًا على جاذبيَّةِ الأرضِ بأكملِها!
    عندَ تشكُّلِ الأرضِ قبلَ أربعةٍ ونصفِ مليارِ سنةٍ، بدأتِ المادَّةُ تتراكمُ بفعلِ الجاذبيَّةِ نفسِها، ممَّا زادَ كتلتَها وزادَ جذبُها، وهذا ما سمحَ لها بالاحتفاظِ بالغلافِ الجوِّيِّ والمياهِ، ما جعلَ الحياةَ ممكنةً. لكنْ، هلْ كلَّما زادتِ الكتلةُ زادتِ الجاذبيَّةُ؟ ليسَ بالضَّرورةِ، خُذِ المُشتريَ مثلًا، فهوَ أكبرُ كواكبِ المجموعةِ الشَّمسيَّةِ، وكتلتُهُ تُعادلُ ثلاثَمِائةٍ وثمانيةَ عَشَرَ ضعفَ كتلةِ الأرضِ، ومعَ ذلكَ، جاذبيَّتُهُ السَّطحيَّةُ اثنانِ ونصفُ ضعفِ جاذبيَّةِ الأرضِ فقط، والسَّببُ أنَّ حجمَهُ الكبيرَ يجعلُ سطحَهُ بعيدًا عن مركزِ كتلتِهِ، فيقلُّ تأثيرُ الجاذبيَّةِ عندَ سطحِهِ.
    ظلَّ قانونُ نيوتنَ في الجاذبيَّةِ قائمًا حتى جاءتْ ثورةُ أينشتاينَ، حيثُ وصفَ الجاذبيَّةَ في النِّسبيَّةِ العامَّةِ بأنَّها انحناءٌ في الزَّمكانِ، وليسَ مجرَّدَ قوَّةٍ بينَ الكُتَلِ. كلَّما كانتِ الكتلةُ أكبرَ، زادَ انحناءُ الزَّمكانِ حولَها، وهذا ما يُفسِّرُ الثقوبَ السَّوداءَ وموجاتِ الجاذبيَّةِ.
    لكنْ، رغمَ تقدُّمِ العلمِ، لا يزالُ العلماءُ يُواجهونَ تحدِّياتٍ في فهمِ الجاذبيَّةِ، فثابتُ الجاذبيَّةِ الذي حدَّدَهُ هنري كافنديش في عامِ ألفٍ وسبعمائةٍ وثمانيةٍ وتسعينَ لا يزالُ أحدَ أقلِّ الثَّوابتِ دقَّةً في الفيزياءِ، ولم يتمكَّنِ العلماءُ حتَّى الآنَ من اكتشافِ جسيمِ "الجرافيتون"، الذي يُعتقَدُ أنَّهُ الوسيطُ الأساسيُّ لقوَّةِ الجاذبيَّةِ. لذا، رغمَ أنَّ الأرضَ اكتسبتْ جاذبيَّتَها من كتلتِها المتراكمةِ، إلَّا أنَّ فهمَنا العميقَ للجاذبيَّةِ لا يزالُ يتطوَّرُ، ورُبَّما يحملُ المستقبلُ إجاباتٍ أعمقَ عن هذهِ القوَّةِ الغامضةِ، التي تربطُ الكونَ بعضَهُ ببعضٍ.
    #physical_concepts
    #Dr. Al-Muntaser
    #physics
    #science

Комментарии • 2

  • @PhysicalConcepts
    @PhysicalConcepts  6 дней назад

    لا تنسى الإعجاب بالفيديو والاشتراك في القناة وتفعيل زر الجرس ليصلك كل جديد ❤

  • @8f8
    @8f8 День назад

    عاشت ايدك