سبحان الله العظيم رب العرش العظيم وبارك الله فيكم وحفظكم الله على طاعته ونفع الله بكم الأمة والله يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم وأحسنت نشر والحجة والبيان ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحيينا و يميتنا على التوحيد و السنة و أن يكفينا شر البدع و أهلها اللهم أمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الذي قالها عالم وإن أخطأ ،وأبين لك أنت عذرت النووي لأنه أخطأ في الصفات ،ولم تعذر الذي دافع عن صفات ربه ،غريب أمركم كيف تحكمون ،وتنبيه بسيط أنا لا أرى النووي أشعري ،لأن أصوله ليست أصول الأشاعرة ،لكن المسألة ،لا تعرض بكلام العلماء .....
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
جزاك الله خيرا .. و للأسف أخي الفاضل أدركت غلمانا صغار الأسنان سفهاء الأحلام يقدحون في الإمام النووي بل بدعوه و نسبوه للضلال و الذي تولى كبر هذه الفتنة شخص يدعى محمد شمس و هو مقيم في ألمانيا و الآخر يدعى الخليفي و هو مقيم في الكويت.
وعن الأغر بن يسار المزني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة». أخرجه: مسلم 8/ 72 (2702) (41) و (42) للمزيد شاهد قناة الحديث النبوي الشريف . نقوم بنشر حديث واحد صحيح كل يوم الساعة الرابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة ..
رحم الله الحافظ النووي فلقد قدم للإسلام خدمات عظيمة و مصنفات جليلة. فلا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين من كتبه . و جزى الله غلاة الحدادية ما يستحقون جزاء تطاولهم على الحافظ النووي
ومذا عن هذا الكلام 👇👇 "والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك ، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه". تاريخ الإسلام للذهبي [15 / 324]. قلت [أبو أحمد] : والواقع أن النووي لا يكتفي بتبديع من خالفه بل يكفره ، وهذا حال أكثر الأشاعرة إلا المداهنين منهم والمميعة ، والنووي يكفيه كُفرًا أنه جهمي أنكر علو الله على خلقه وله طوام أخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بما أنه ثبت تراجع الإمام النووي رحمه الله تعالى عن العقيدة التي وافق فيها الأشاعرة في رسالة له ظهرت أخيراً . فإني أرى أنه من حق النووي علينا الآن وإنصافاً وتبرئةً له رحمه الله وقطعاً لألسنة المغرضين أن تقوم جهة تبتغي وجه الله تعالى بإعادة طبع كتبه رحمه الله بحيث يُجعل كلامه الذي وافق فيه الأشاعرة بين حاصرتين ويعلق عليه في الحاشية أنه تراجع عن عقيدته هذه في رسالته الأخير المسمَّاة بكذا وكذا حيث قال فيها : كذا وكذا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم هل موقع الدرر السنية موقع معتمد موثوق ومشرفه علوي بن عبد القادر السقاف أرجو الإجابة على هذا السؤال من قبل أهل العلم
هذا رد على الحدادية امثال الخليفي المسردب ومحمد بن شمس الدين وغيرهم من الحدادية الذين يكفرون ويبدعون النووي وابن حجر وغيرهم... ولا يعذرون بالجهل او التأويل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينه محمد بن شمس الدين عن هذا ؟ بس شاطر يطعن ويكفر أعوذ بالله من هيك شيوخ قال سموه المجدد محمد بن شمس الدين سروري وحدادي علي كيف كيفك انتبهوا يا شباب المسلمين من شيوخ اخر الزمان وعليكم في علماء الامه مثل الشيخ صالح الفوزان وابن عثيمين وابن باز وعبد الرزاق البدر وصالح العصيمي وعبد السلام الشعوير
يارجل . اترك الأمر لمن يعرف. النووي أشعري وحرف في صفات الله وبشهادة ابن عثيمين … لا تغش العامة المساكين أمثالي وتسكت عما أحدثه النووي حتى لايرد العامة يوم القيامة إلى الله وقد غشتتهم ولم تبين لهم بأن النووي كان أشعريا محرفًا لصفات الله تعالى وقد كان حاثًّا على تعلّم علم الكلام . الآن يوجد عاميون يحرفون صفات الله مُتّبعين في ذلك إمامهم النووي وأنت تقول لهم : لا بأس ، النووي جيد وهو إمام .
قال الذهبي: ولا يحتمل كتابنا أكثر ممّا ذكرنا من سيرة هَذَا السّيّد -يعني: النووي- رحمة اللّه عليه، وكان مذهبه فِي الصّفات السّمعية السّكوت وإمرارها كما جاءت، وربّما تأوَّل قليلًا فِي شرح مسلم. والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه. تاريخ الإسلام ت بشار (15/ 332)
راجع ما بيّنه الشيخ الحسيني لتعلم أن قوله (والنووي أشعري العقيدة معروف بذلك، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه) ليست من قول الذهبي إنما هي قول السبكي أضافها في مخطوطة الذهبي . والشيخ الحسيني أظهر المخطوطة الأصلية وهي خالية من هذه العبارة إنما مضافة في الحاشية بخط السبكي.
🛑🛑🛑 لا تتسرع يا شيخنا الفاضل الحبيب ١: كتاب ( جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات ) لا يوجد ما يثبت نسبته للإمام النووي رحمه الله . ٢: لا وجود لكتاب باسم ( غاية المرام في مسألة الكلام ). ٣: لا وجد لشخص باسم فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي .
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف). ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى). كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد. إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن. حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع. والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل: أموت ويبقى كل ما قد كتبته فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه ويرحم تقصيري وسوء فعاليا فمن حياة هذا الإمام نستفيد: • أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ: فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني طريق الحق والإيمان • جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله: العلم أشرف مطلوب، وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
هذا الفارق بين من أخذ العلم من مكانه الصحيح وبين من يبدع النووووي ويفسقه
جزاكم الله خيرا ياشيخ وجزي الله الشيخ صالح العصيمي خيرا
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين إنك على كل شيء قدير يا رب العالمين يا الله
جزاكم الله خيرا ..
ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..
حفظه الله تعالى
من أفضل الذكر
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين
بارككم الله شيخنا
سبحان الله العظيم رب العرش العظيم وبارك الله فيكم وحفظكم الله على طاعته ونفع الله بكم الأمة والله يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم وأحسنت نشر والحجة والبيان ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحيينا و يميتنا على التوحيد و السنة و أن يكفينا شر البدع و أهلها اللهم أمين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
يزبد الإيمان بالطاعات و العلم بالله أيضا
رَحِمَهُ الله
بارك الله فيك أحسن آلله إليك
جزاكم الله خيرا
أرجوا من كل طالب حق أن يقراء مقالة أبو ناصر العتيبي عن هذا الكتاب
جزاك الله خيرا. ياشخ عبدالرزاق. وبارك فيك. ورفع الله قدرك. وأسأل الله أن يجمعنا ربنا. في الجنة. مع النبي عليه الصلاة والسلام. ومع الامام النووي.
جزاك الله خيرا
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الكتاب له
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وجزاكم الله عنا كل خير
صحيح جزاكم الله خيرا
المشكله يجي واحد يقول النووي اشعري رضي من رضي وسخط من سخط والله المستعان رحم الله النووي وجزاه الله عنا خير الجزاء
الذي قالها عالم وإن أخطأ ،وأبين لك أنت عذرت النووي لأنه أخطأ في الصفات ،ولم تعذر الذي دافع عن صفات ربه ،غريب أمركم كيف تحكمون ،وتنبيه بسيط أنا لا أرى النووي أشعري ،لأن أصوله ليست أصول الأشاعرة ،لكن المسألة ،لا تعرض بكلام العلماء .....
يا أهل الخير أوصلوا للشيخ عبد الرزاق مقال الأخ أبو ناصر العتيبي في الكتاب المنسوب إلى النووي
بارك الله فيكم وفي علمكم، ورحم الله الإمام النووي
قنبلة نووية تنفجر في وجه الأشاعرة 🤣🤣🤣... الآن سوف يقولون كتاب مدسوس الكائنات الفضائية
وعلى وجه الصوفية والإخوان الذين يقولون الأشاعرة هم اهل السنة والجماعة
@@mamadouwouryba6820 قنبلة غباء تكلمت .. هل تعلم ان الاشاعرة لهم مذهبان .. التأويل والتفويض .. والامام النووي من المفوضين في باب الصفات
😂😂😂😂
@@علماللغة
غير صحيح بدليل هذه الكتب التي لم تشم رائحتها فضلا عن أن تكون قد قرأتها
الله اكبر لا اله الا الله
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
جزاك الله خيرا .. و للأسف أخي الفاضل أدركت غلمانا صغار الأسنان سفهاء الأحلام يقدحون في الإمام النووي بل بدعوه و نسبوه للضلال و الذي تولى كبر هذه الفتنة شخص يدعى محمد شمس و هو مقيم في ألمانيا و الآخر يدعى الخليفي و هو مقيم في الكويت.
وعن الأغر بن يسار المزني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة». أخرجه: مسلم 8/ 72 (2702) (41) و (42)
للمزيد شاهد قناة الحديث النبوي الشريف .
نقوم بنشر حديث واحد صحيح كل يوم الساعة الرابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة ..
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
رحم الله في النووي
بعض الناس كادو يكفرون الايمام النووي رحمه الله. ايال الله ان يرحمه و يرزقه الجنة .
رحم الله الحافظ النووي فلقد قدم للإسلام خدمات عظيمة و مصنفات جليلة. فلا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين من كتبه . و جزى الله غلاة الحدادية ما يستحقون جزاء تطاولهم على الحافظ النووي
لم يتطاولوا بل اخرجوا ما في كتبه وردوا عليها..
نسأل الله تعالى أن يهدي المدخلية والحدادية للحق والصواب وأن يطهر ألسنتهم من تبديع وتفسيق علماء ودعاة المسلمين.
الحدادية والكلابية أما ربيع المدخلي ليس له مذهب خاص ويأخذ عن الننوي وابن حجر
ما هذه الرسالة أريدها
ممكن اسم الكتاب وكتب الله اجركم
في كتاب جزء فيه اعتقاد السلف في الحرف والصوت
نجد الشرك في الله وعقيدة السالمية وقول النووي ان القرآن قديم
والعياذ بالله
بارك الله في عمر شيخنا الفاضل
تكرما ما اسم هذه الرسالة؟
كتاب جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات
@@canaltawhid يا حبذا لو تدلونا على أصل المقطع الصوتي ،و هل الكتاب عنوانه كما ذكرتم؟
ياإخوان هناك شيخ اسمه أرزقي حاج سعيد يظهر على قناة البلاد وله بعض المخالفات فيرجى تحذير منه وتوظيح للعوام
أين الحدادية عن هذا الكلام؟؟
ومذا عن هذا الكلام 👇👇
"والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك ، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه".
تاريخ الإسلام للذهبي [15 / 324].
قلت [أبو أحمد] : والواقع أن النووي لا يكتفي بتبديع من خالفه بل يكفره ، وهذا حال أكثر الأشاعرة إلا المداهنين منهم والمميعة ، والنووي يكفيه كُفرًا أنه جهمي أنكر علو الله على خلقه وله طوام أخرى.
ف شيخ النووي رحمه الله معروف عليه التاويل و تفويض
ما اين جاءت هده الرسالة
جزء الحرف والصوت فيه عقيدة السالمية وهي عقيدة بدعية تقول أن كلام الله قديم في الأزل وهذه بدعة فظيعة
والسؤال هو، هل كان النووي مبتدعا قبل هذا الكتاب؟
الرسالة لم تثبت نسبتها للنووي رحمه الله
ما دليلك
دليله في المانيا
@@ammaralhanatleh1700لا هذا قوي 😂 رحم الله الإمام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أنه ثبت تراجع الإمام النووي رحمه الله تعالى عن العقيدة التي وافق فيها الأشاعرة في رسالة له ظهرت أخيراً .
فإني أرى أنه من حق النووي علينا الآن وإنصافاً وتبرئةً له رحمه الله وقطعاً لألسنة المغرضين أن تقوم جهة تبتغي وجه الله تعالى بإعادة طبع كتبه رحمه الله بحيث يُجعل كلامه الذي وافق فيه الأشاعرة بين حاصرتين ويعلق عليه في الحاشية أنه تراجع عن عقيدته هذه في رسالته الأخير المسمَّاة بكذا وكذا حيث قال فيها : كذا وكذا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
هل موقع الدرر السنية موقع معتمد موثوق ومشرفه علوي بن عبد القادر السقاف
أرجو الإجابة على هذا السؤال من قبل أهل العلم
هذا رد على الحدادية امثال الخليفي المسردب ومحمد بن شمس الدين وغيرهم من الحدادية الذين يكفرون ويبدعون النووي وابن حجر وغيرهم... ولا يعذرون بالجهل او التأويل..
كذب لم يكفرهم.. ليش تكذب..
@@jodalfajr
قبح الله شيوخك الحدادية الخليفي المسردب ومحمد طمس الدين .. من شر أهل البدع والاهواء في زماننا قبحهم الله واخذهم اخذ عزيز مقتدر. آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وينه محمد بن شمس الدين عن هذا ؟ بس شاطر يطعن ويكفر أعوذ بالله من هيك شيوخ قال سموه المجدد محمد بن شمس الدين سروري وحدادي علي كيف كيفك انتبهوا يا شباب المسلمين من شيوخ اخر الزمان وعليكم في علماء الامه مثل الشيخ صالح الفوزان وابن عثيمين وابن باز وعبد الرزاق البدر وصالح العصيمي وعبد السلام الشعوير
يارجل . اترك الأمر لمن يعرف. النووي أشعري وحرف في صفات الله وبشهادة ابن عثيمين … لا تغش العامة المساكين أمثالي وتسكت عما أحدثه النووي حتى لايرد العامة يوم القيامة إلى الله وقد غشتتهم ولم تبين لهم بأن النووي كان أشعريا محرفًا لصفات الله تعالى وقد كان حاثًّا على تعلّم علم الكلام . الآن يوجد عاميون يحرفون صفات الله مُتّبعين في ذلك إمامهم النووي وأنت تقول لهم : لا بأس ، النووي جيد وهو إمام .
قال الذهبي:
ولا يحتمل كتابنا أكثر ممّا ذكرنا من سيرة هَذَا السّيّد -يعني: النووي- رحمة اللّه عليه، وكان مذهبه فِي الصّفات السّمعية السّكوت وإمرارها كما جاءت، وربّما تأوَّل قليلًا فِي شرح مسلم. والنووي رجل أشعري العقيدة معروف بذلك، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه.
تاريخ الإسلام ت بشار (15/ 332)
نعم كنت أتساءل عن ذلك
راجع ما بيّنه الشيخ الحسيني لتعلم أن قوله (والنووي أشعري العقيدة معروف بذلك، يبدع من خالفه ويبالغ في التغليظ عليه) ليست من قول الذهبي إنما هي قول السبكي أضافها في مخطوطة الذهبي .
والشيخ الحسيني أظهر المخطوطة الأصلية وهي خالية من هذه العبارة إنما مضافة في الحاشية بخط السبكي.
راجع قول الشيخ حسن الحسيني
🛑🛑🛑
لا تتسرع يا شيخنا الفاضل الحبيب
١: كتاب ( جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات ) لا يوجد ما يثبت نسبته للإمام النووي رحمه الله . ٢: لا وجود لكتاب باسم ( غاية المرام في مسألة الكلام ). ٣: لا وجد لشخص باسم فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي .
هذه الرسالة لا تثبت عن النووي ولو ثبتت فإنها تقر عقيدة السالمية وليست عقيدة السلف
ربنا يشفيك
من انت يا حثالة
تكذبون على الإمام النووي يا أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو أشعري قح يا مدلسين
مادليلكم يا مدعي
جزاكم الله خيرا
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
بارك الله فيك أخي.
أحسن الله إليك
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.
الامام النووي رحمه الله
الإمام النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف، رحمه الله، إمام عظيم بلغ المنزلة العالية في قلوب الناس، خاصتهم وعامتهم، يقول عنه التاج السبكي، رحمه الله: (شيخ الإسلام، أستاذ المتأخرين). ويقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله: (وكان أوحد زمانه في الورع، والعبادة، وخشونة العيش، والأمر بالمعروف).
ولد هذا الإمام سنة 631 هـ، وتوفي ـ رحمه الله ـ سنة 676 هـ، وكانت حياته عامرة بالخير والبركات، مليئة بالنفع والطاعات، يقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلى).
كانت حياة هذا الإمام عجباً من العجب، فقد كان عالي الهمة شريفها، مثابراً في العلم وتحصيله، والعمل به وتعليمه، والتصنيف فيه، فبلغ مبلغاً عظيماً، حتى عرفه عامة الناس إلى زماننا هذا، وما زال الناس ينتفعون بعلمه، ولا يكاد بلد من بلدان العالم فيه مساجد، إلا ويُقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين) الذي ألفه النووي ـ رحمه الله، في بعض هذه المساجد.
إن الذي بلغ بهذا الإمام هذا المبلغ، بعد توفيق الله، عز وجل، له وتسديده، وإخلاصه لله، عز وجل، فيما نحسب، أنه جعل الهم هماً واحداً، فأقبل بهمة عالية على طلب العلم، بدأت معه منذ طفولته، فقد ذكر المترجمون له أنه كان وهو ابن عشر سنين ببلده (نوى)، والصبيان يُكرهونه ويجبرونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم، ويبكي لإكراههم وإجبارهم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، فلم يكن ـ رحمه الله ـ يلتفت إلى ما يلتفت إليه أبناء سنه من اللهو واللعب، لئلا ينشغل عن القرآن.
حفظ هذا الإمام القرآن في سن الطفولة، ثم أقبل على طلب العلم الشرعي، وانقطع له انقطاعاً تاماً، حتى كان لا يضع جنبه على الأرض إلا قليلاً، وكان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً، في مختلف العلوم والكتب، فبارك الله له في وقته، فكان لا يضيع من عمره ساعة في ليل أو نهار إلا في طلب للعلم، ونظر في المسائل، وعبادة، حتى إنه كان في ذهابه في الطريق يكرر أو يطالع.
والذي يعرف العلم وقدره حق المعرفة، لا يستبعد مثل هذه الهمة فيه، والتضحية لأجله، فقد قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، أي: الذين يخافون الله حق الخوف هم أهل العلم بالشريعة، وورد في فضل العلم، الحديث العظيم الذي يقول فيه نبينا محمد ـ صلوات ربي وسلامه عليه: (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
هذا الذي دفع الإمام، رحمه الله، إلى الانقطاع للعلم، فإنه بعد تحصيله قدراً عظيماً من العلوم، انشغل بالتأليف والنصح للمسلمين، مع الإقبال على العبادة، فألف كتباً جليلة، ما زال الناس ينتفعون بها إلى يومنا هذا، ومن أشهر كتبه: الأربعون النووية، رياض الصالحين، شرح صحيح مسلم، الأذكار، المنهاج، الروضة، المجموع، وغيرها، وهي كتب كثيرة، حتى إن مجموع ما صنف في حياته، قسم على أيام عمره، فبلغ كراستين كل يوم، يقول تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: (وهذا الإمام الرباني الشيخ محيي الدين النووي، رحمه الله، وُزّع عمره على تصانيفه؛ فوجد أنه لو كان ينسخها فقط لما كفاها ذلك العمر، فضلاً عن كونه يصنفها، فضلاً عما كان يضمه إليها من أنواع العبادات وغيرها). ولا عجب أن يصدر هذا الإنجاز العلمي الضخم، من رجل يريد عملاً صالحاً يقدم به على ربه ـ تبارك وتعالى، وهو القائل:
أموت ويبقى كل ما قد كتبته
فيا ليت من يقرا كتابي دعا ليا
لعـــل إلهــي أن يمــــــن بلطفه
ويرحم تقصيري وسوء فعاليا
فمن حياة هذا الإمام نستفيد:
• أن من أراد أن يصنع تاريخاً، ويحقق إنجازاً، فإنه ينبغي أن يجعل الهم هماً واحداً، وينقطع إليه بما يستطيع، ليتوصل بذلك إلى مطلوبه، وليجعل رضا الله غايته، يقول الإمام ابن القيمـ رحمه الله ـ:
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ
أعني طريق الحق والإيمان
• جلالة منزلة العلم الشرعي الذي هو ذخر العبد في دنياه وأخراه، وفيه يقول الحكمي، رحمه الله:
العلم أشرف مطلوب، وطالبه
لله أكرم من يمشي على قدم
فنسأل الله، عز وجل، أن يوفقنا جميعاً لطاعته، وأن يكرمنا بجنته، وأن ينجينا من ناره، وأن يحل علينا رضوانه.