الخطيب: الشيخ أحمد سلمان العنوان: قراءة في صلح الإمام الحسن (ع) ----- بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) المقدمة حديثنا سيكون بحادثة تاريخية متعلقة بالإمام الحسن المجتبى (ع) و هذه القضية كثر فيها الكلام في الأوساط الإسلامية, و هي قضية صلحه مع معاوية, و مع كثرة طرح الموضوع إلا أن هنالك أسئلة تُوَجّه حوله و نريد أن نطرحها في هذا البحث المحور الأول: كيف نقرأ سيرة أهل البيت (ع) نقرأ سيرة أهل البيت بطريقتين: الأولى: الطريقة التقليدية و هي أن يُبدأَ باسم المًترجَم له و تُسرَد حياته فإذا انتهت ينتقل الحديث عن إمام آخر بنفس الطريقة و لكل إمام كتاب مًخصص, لكنها قراءة سطحية لأهل البيت (ع) الثانية: أن يُنظَر لأهل البيت كأنهم واحد فلا يؤخذ كل إمام كشخصية مستقلة و نأخذ ترجمته, لأنهم أئمة معصومون و أقوالهم و تقريراتهم حُجّة و كل مهمة يقومون بها هي بعهد مع الله فكل عمل يقوم به الإمام مُرتبِط بالإمام الذي قبله و الإمام الذي بعده, مثل الرواية المشهورة عن الإمام الهادي (ع) "أولنا محمد و أوسطنا محمد و آخرنا محمد و كلنا محمد" و الإمام يٌشير لهذه الرؤية فننظر لهم كشخص واحد, و عمل السيد محمد باقر الصدر بهذه القراءة و أسمى كتابه "أهل البيت تعَدًد الأدوار و وحدة الهدف" المحور الثاني: صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية كيف يقوم الإمام الحسن بصلح مع معاوية؟ الإمام الحسن (ع) أول من أجاب عن هذا السؤال لأن من عاصروا الإمام لم يستطيعوا استساغة القضية, فدخل عليه شخص اسمه ابو سعيد و سأله: سيدي كيف صالحت و هادنت معاوية و أنت تعلم أنه باغٍ؟ "عمّار تقتله الفئة الباغية" فقال الإمام الحسن "يا أبا سعيد أ وَ لست تشهد أنّي حجة الله على خلقه و إمامه بعد أبي أمير المؤمنين ع قال نعم, قال أَ وَ لست تشهد أن رسول الله قال فيّ الحسن و الحسين إمامان إن قاما و إن قعدا قال نعم, قال فأنا إمام إن قمت و إن قعدت, يا أبا سعيد إن علّة مصالحتي لمعاوية هي عِلّة مصالحة رسول الله في الحديبية" هذه الرواية تضمنت جوابين على هذا الإشكال: و هو أن الإمام الحسن معصوم و نًسلِّم له بأفعاله و إن لم تنكشف لنا المصلحة فيها, و الجواب الثاني قال أن عِلّة مصالحتي هي نفس عِلّة مصالحة النبي في الحديبية, و لنفهم هذا الجواب لابُد أن نرجع للحديبية, فبعد أن هاجر النبي من مكة للمدينة و تأسًس الدولة الإسلامية و دخلت في حروب مع مشركي قريب و بعد سنوات حصلت خسائر كبيرة بين الطرفين و كِلاهما استعدا للصًلح فأجتمعا في مكان اسمه الحديبية فأرسل مشركو قريش رسولاً منهم ليفاوِض و حصلت المفاوضات و انتهت بالصلح بشروط, و مِنها أن الحرب عام للمشركين و عام للمسلمين و أن المسلمون آمنون حتى في مكة و الكفار كذلك و قسم من المسلمين اعترض لأن فيه مذلة بحسب قولهم, لمّا بدأت الهدنة استسغل الظرف فأرسل رسله و أتباعه في أصقاع الأرض وما بقيت قبيلة من قبائل العرب إلا و أرسل لهم شخصاً يعلمهم الإسلام و دخل الناس في الإسلام, بعد ذلك تكاثر المسلمين شيئاً فشيئاً و التفت المشركون لهذه النقطة أن المسلمين في ازدياد و أعدادهم تضاعفت, فقالوا إن بقِيَ أحد بهذه الصورة فلن يبقى أحد و الحل أن نُسقِط هذا الصًلح, و أرسلوا كتيبة من مكة أغاروا فيها على بعض المسلمين و قتلوهم, فأعد النبي العُدة و هاجم مكة للأخذ بالثأر, عَلِم كفار قريش بالأمر فاستنجدوا بالقبائل العربية التي بينها و بينهم حِلف و كل القبائل رفضوا أن يُسانِدوا قريش لأن العرب كانوا يٌقدِّسون العٌهود و لا يعيبون على من يخرق العهد و الميثاق, فاستسلموا أمام المسلمين, فلولا الحديبية لما استطاع النبي (ص) أن يدخل مكة و يُسيطر عليها و أشار القرآن لذلك (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) و عندما صار صلح الحديبية نزل قوله تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) فسمّى صلح الحديبية بالفتح المبين و دخول مكة بالفتح لأنه ما كان للمسلمين أن يدخلوا مكة لولا صلح الحديبية و الإمام الحسن صلحه كصلح الحديبية و هو تمهيد لثورة الحسين (ع) و لولا صلح الحسن لما تحرّك الحسين و قال الحسين "و من لم يلحق بنا لم يدرك الفتح" فصلح الحسن هو الفتح المبين علاقة صلح الحسن بثورة الحسين: كان معاوية يُظهِر الوجه الحسن للناس, فيًصلي بهم جماعة, و يُجهِش بالبكاء عند قراءة القرآن, ولا يترك إمامة صلاة الجمعة, فكانوا مُنخدعين به ولا يعرفونه, و الذي كشف الوجه الحقيقي لمعاوية صًلح الإمام الحسن, فبعد أن تصالحوا صعد الإمام على المنبر و تحدث عن الأسباب و صعد بعده معاوية و قال "ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتزكوا ولا لتحُجّوا إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم و لقد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون و العهد الذي بيني و بين الحسن أضعه تحت قدمي" و هنا ظهرت حقيقة معاوية بلسانه, ومن بنود الصلح رفع السب عن أمير المؤمنين (ع) و معاوية ما نزل عن المنبر إلا بعد شتم علي (ع) و هذا خرق لأول بند من البنود, و بدأ يخرق البند الأول و الثاني الى أن خرق آخر بند في الصًلح بترك الأمر شورى للمسلمين بعد وفاته فعيّن ابنه يزيد, و بمجرد أن خرق آخر بند بدأت حركة الحسين (ع), لذلك نقول بأن صلح الإمام الحسن حقيقته هو ثورة الإمام الحسين المحور الثالث: الدليل على هذا التحليل عدة قضايا أثبتت ذلك القضية الأولى: تعامُل معاوية مع الحسن بعد الصًلح, فقد أباد كل أنصار الإمام الحسن (ع), و عيّن زياد بن أبيه على الكوفة و هو يعرف الشيعة لأنه كان منهم فترة من الزمن, و بدأ حملة إبادة من الشيعة و الذي لم يقتله نفاه القضية الثانية: قلنا بأن معاوية بدأ يُفتضح بعد الصلح, فقام بحملة لتشويه صورة الإمام الحسن منها أنه قال "أن الحسن صالحني مقابل أن أدفع له سنوياً ألف ألف دينار (مليون)" و كذلك "الحسن مِزواج مِطلاق" أي تزوج و طلّق الكثير, فما استطاع تشويه صورته لأن الحسن (ع) معروف بين الناس, بل بدأت الناس تبغض بني أمية و تميل لأهل البيت فقرر معاوية تصفية الحسن (ع) و سمّه 6 مرات كما يقول المجلسي, لكنه سلِم منها الى أن سمّه في المرة السابعة عن طريق سُم طلبه من قيصر الروم و نجح في تسميمه.
الشيخ الوحيد الي منطي الامام الحسن (ع) حقه اتمنى تستمر بهاي السلسله وتنزل النه معلومات بعد عن الامام لان منثق بالكتب ان شاء الله الامام الحسن (ع) يشفعلك يارب
جدا جدا يعجبني طرح الشيخ احمد سلمان اشعر وكأنه في عقلي يطرح كل سؤال احتاج الاجابه عليه هذا لأنه ليس خطيب فقط بل لأنه مناظر وهنا يكون ذو قراءة دقيقه ومركزة اكثر
الخطيب: الشيخ أحمد سلمان
العنوان: قراءة في صلح الإمام الحسن (ع)
-----
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)
المقدمة
حديثنا سيكون بحادثة تاريخية متعلقة بالإمام الحسن المجتبى (ع) و هذه القضية كثر فيها الكلام في الأوساط الإسلامية, و هي قضية صلحه مع معاوية, و مع كثرة طرح الموضوع إلا أن هنالك أسئلة تُوَجّه حوله و نريد أن نطرحها في هذا البحث
المحور الأول: كيف نقرأ سيرة أهل البيت (ع)
نقرأ سيرة أهل البيت بطريقتين:
الأولى: الطريقة التقليدية و هي أن يُبدأَ باسم المًترجَم له و تُسرَد حياته فإذا انتهت ينتقل الحديث عن إمام آخر بنفس الطريقة و لكل إمام كتاب مًخصص, لكنها قراءة سطحية لأهل البيت (ع)
الثانية: أن يُنظَر لأهل البيت كأنهم واحد فلا يؤخذ كل إمام كشخصية مستقلة و نأخذ ترجمته, لأنهم أئمة معصومون و أقوالهم و تقريراتهم حُجّة و كل مهمة يقومون بها هي بعهد مع الله فكل عمل يقوم به الإمام مُرتبِط بالإمام الذي قبله و الإمام الذي بعده, مثل الرواية المشهورة عن الإمام الهادي (ع) "أولنا محمد و أوسطنا محمد و آخرنا محمد و كلنا محمد" و الإمام يٌشير لهذه الرؤية فننظر لهم كشخص واحد, و عمل السيد محمد باقر الصدر بهذه القراءة و أسمى كتابه "أهل البيت تعَدًد الأدوار و وحدة الهدف"
المحور الثاني: صلح الإمام الحسن (ع) مع معاوية
كيف يقوم الإمام الحسن بصلح مع معاوية؟ الإمام الحسن (ع) أول من أجاب عن هذا السؤال لأن من عاصروا الإمام لم يستطيعوا استساغة القضية, فدخل عليه شخص اسمه ابو سعيد و سأله: سيدي كيف صالحت و هادنت معاوية و أنت تعلم أنه باغٍ؟ "عمّار تقتله الفئة الباغية" فقال الإمام الحسن "يا أبا سعيد أ وَ لست تشهد أنّي حجة الله على خلقه و إمامه بعد أبي أمير المؤمنين ع قال نعم, قال أَ وَ لست تشهد أن رسول الله قال فيّ الحسن و الحسين إمامان إن قاما و إن قعدا قال نعم, قال فأنا إمام إن قمت و إن قعدت, يا أبا سعيد إن علّة مصالحتي لمعاوية هي عِلّة مصالحة رسول الله في الحديبية"
هذه الرواية تضمنت جوابين على هذا الإشكال: و هو أن الإمام الحسن معصوم و نًسلِّم له بأفعاله و إن لم تنكشف لنا المصلحة فيها, و الجواب الثاني قال أن عِلّة مصالحتي هي نفس عِلّة مصالحة النبي في الحديبية, و لنفهم هذا الجواب لابُد أن نرجع للحديبية, فبعد أن هاجر النبي من مكة للمدينة و تأسًس الدولة الإسلامية و دخلت في حروب مع مشركي قريب و بعد سنوات حصلت خسائر كبيرة بين الطرفين و كِلاهما استعدا للصًلح فأجتمعا في مكان اسمه الحديبية فأرسل مشركو قريش رسولاً منهم ليفاوِض و حصلت المفاوضات و انتهت بالصلح بشروط, و مِنها أن الحرب عام للمشركين و عام للمسلمين و أن المسلمون آمنون حتى في مكة و الكفار كذلك
و قسم من المسلمين اعترض لأن فيه مذلة بحسب قولهم, لمّا بدأت الهدنة استسغل الظرف فأرسل رسله و أتباعه في أصقاع الأرض وما بقيت قبيلة من قبائل العرب إلا و أرسل لهم شخصاً يعلمهم الإسلام و دخل الناس في الإسلام, بعد ذلك تكاثر المسلمين شيئاً فشيئاً و التفت المشركون لهذه النقطة أن المسلمين في ازدياد و أعدادهم تضاعفت, فقالوا إن بقِيَ أحد بهذه الصورة فلن يبقى أحد و الحل أن نُسقِط هذا الصًلح, و أرسلوا كتيبة من مكة أغاروا فيها على بعض المسلمين و قتلوهم, فأعد النبي العُدة و هاجم مكة للأخذ بالثأر, عَلِم كفار قريش بالأمر فاستنجدوا بالقبائل العربية التي بينها و بينهم حِلف و كل القبائل رفضوا أن يُسانِدوا قريش لأن العرب كانوا
يٌقدِّسون العٌهود و لا يعيبون على من يخرق العهد و الميثاق, فاستسلموا أمام المسلمين, فلولا الحديبية لما استطاع النبي (ص) أن يدخل مكة و يُسيطر عليها و أشار القرآن لذلك (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) و عندما صار صلح الحديبية نزل قوله تعالى (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) فسمّى صلح الحديبية بالفتح المبين و دخول مكة بالفتح لأنه ما كان للمسلمين أن يدخلوا مكة لولا صلح الحديبية
و الإمام الحسن صلحه كصلح الحديبية و هو تمهيد لثورة الحسين (ع) و لولا صلح الحسن لما تحرّك الحسين و قال الحسين "و من لم يلحق بنا لم يدرك الفتح" فصلح الحسن هو الفتح المبين
علاقة صلح الحسن بثورة الحسين:
كان معاوية يُظهِر الوجه الحسن للناس, فيًصلي بهم جماعة, و يُجهِش بالبكاء عند قراءة القرآن, ولا يترك إمامة صلاة الجمعة, فكانوا مُنخدعين به ولا يعرفونه, و الذي كشف الوجه الحقيقي لمعاوية صًلح الإمام الحسن, فبعد أن تصالحوا صعد الإمام على المنبر و تحدث عن الأسباب و صعد بعده معاوية و قال "ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتزكوا ولا لتحُجّوا إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم و لقد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون و العهد الذي بيني و بين الحسن أضعه تحت قدمي" و هنا ظهرت حقيقة معاوية بلسانه, ومن بنود الصلح رفع السب عن أمير المؤمنين (ع) و معاوية ما نزل عن المنبر إلا بعد شتم علي (ع) و هذا خرق لأول بند من البنود, و بدأ يخرق
البند الأول و الثاني الى أن خرق آخر بند في الصًلح بترك الأمر شورى للمسلمين بعد وفاته فعيّن ابنه يزيد, و بمجرد أن خرق آخر بند بدأت حركة الحسين (ع), لذلك نقول بأن صلح الإمام الحسن حقيقته هو ثورة الإمام الحسين
المحور الثالث: الدليل على هذا التحليل
عدة قضايا أثبتت ذلك
القضية الأولى: تعامُل معاوية مع الحسن بعد الصًلح, فقد أباد كل أنصار الإمام الحسن (ع), و عيّن زياد بن أبيه على الكوفة و هو يعرف الشيعة لأنه كان منهم فترة من الزمن, و بدأ حملة إبادة من الشيعة و الذي لم يقتله نفاه
القضية الثانية: قلنا بأن معاوية بدأ يُفتضح بعد الصلح, فقام بحملة لتشويه صورة الإمام الحسن منها أنه قال "أن الحسن صالحني مقابل أن أدفع له سنوياً ألف ألف دينار (مليون)" و كذلك "الحسن مِزواج مِطلاق" أي تزوج و طلّق الكثير, فما استطاع تشويه صورته لأن الحسن (ع) معروف بين الناس, بل بدأت الناس تبغض بني أمية و تميل لأهل البيت
فقرر معاوية تصفية الحسن (ع) و سمّه 6 مرات كما يقول المجلسي, لكنه سلِم منها الى أن سمّه في المرة السابعة عن طريق سُم طلبه من قيصر الروم و نجح في تسميمه.
الشيخ الوحيد الي منطي الامام الحسن (ع) حقه اتمنى تستمر بهاي السلسله وتنزل النه معلومات بعد عن الامام لان منثق بالكتب ان شاء الله الامام الحسن (ع) يشفعلك يارب
۞اللَهم صَل عَلَى مُحَمد وَ آل مُحَمد۞
اللــہُــم عَجِــل لــوَلیڪ الفَـــرَج🕊️
السلام على السبط المهضوم
السلام على الامام المسموم
السلام على الامام المظلوم
السلام على الجسم المسهوم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
جدا جدا يعجبني طرح الشيخ احمد سلمان اشعر وكأنه في عقلي يطرح كل سؤال احتاج الاجابه عليه هذا لأنه ليس خطيب فقط بل لأنه مناظر وهنا يكون ذو قراءة دقيقه ومركزة اكثر
تلخيص بحوث في سيرة الإمام الحسن ع - الشيخ أحمد سلمان
drive.google.com/file/d/1Mdx8RKVdszM5xzN_x3OhlWJ9YauCZYr6/view?usp=drivesdk
احسنتم
حفظك الله ياشيخ أحمد .. أنت مفخرتنا .. جهودك عظيمة خصوصا في توحيد الأمة الإسلامية شيعة وسنة . بارك الله فيك وفي جهودك
أحسنتم ✨
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنتم رحم الله والديك
❤