بل أنت من إفريقيا ... أكرم بها

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 16 сен 2024
  • بل أنت من إفريقيا ... أكرم بها
    هذي بلادك هل ملكت سواها حتى وإن تك لم تكن ترضاها
    اللون واللقب الصريح وملمح هـذي شـهـود والجـميع يراها
    هذي بلادك لو ولدت بغيرها وهـنـاك نفـسك تستلذ جـناها
    هذي بلادك لو سكنت بغيرها والنفسك منك لقت بها مأواها
    لو كنت في أرض سواها منعما مـستمـتـعا مستـطيبا مرعاها
    لو كنت فيها سيدا ومسودا لا تشتكي من حاجة تخشاها
    تحيا الحياة مرفَّها ومكرَّما والنَّـفُـس تلقى حلمها ومناها
    مهما بلغت من الكمال فإنه لابـد يـومـا أن تـذوق أذاهــا
    إن الغريب وإن يكن في مأمن في نـعـمـة وسـلامـة يـهـناهـا
    سيجيء يوم فيه يلقى غير ما قد كان يحسب لو منيعا جاهـا
    إن الغريب معرَّضٌ ، مستهدفٌ بالأمر ، بين عشية وضحاهـا
    ما أنت بالعربي لو فوِّقت في لغة العروبة ، أو بلغت مداهـا
    ما أنت بالعربي لو فوِّقت في خلق العروبة ، بل غدوت فـتاهـا
    بل أنت من إفريقيا ، أكرم بها وبأهـلـهـا وبأرضـهـا وسمـاهـا
    إنَّــا نموت ولا تذلُّ نـفـوسـنـا في حاجة وعـطيَّــةٍ نـعـطاها
    نفس الكرام على المَذَلِّ عصيَّةٌ مـا إن تـُمَـكِّـن ذلَّـة مـرقـاهــا
    أرضٌ لها تاريخها ورجالها مـحـسودة خـيـراتـهـا ورباهـا
    أمّا التراب خصيبة ، وسماؤها هـطّالـة ، مـيـمـونة يـمـنـاهــا
    ذهبٌ ثراها في المصيف ، وجن نة وقت الربيع ، كثيرة مسقاها
    لا خير إلا في ثراها كامن هـل هـذه مـن تَـتَّـقي مــرآهــا
    لعن الصَّليب ومن به قد آمنوا سرقوا البلاد وعطَّلوا مجراهــا
    سرقوا البلاد وخلَّفوها هكذا بل أمـَّلـوا تـدمـيـرها وفـنـاهــا
    لكنَّهم خابوا وخُيِّبَ سعيهم فــأعـادهــا خـلاَّقُـهـا وبـنـاهـــا
    لا يزهدنك في النعيم تبذل إنَّ الـتَّـبـذل رقيـة لـحـمـاهــا
    لا يزهدنك حاجة في أهلها فنفـوسهم ! سبحان من سوَّاهــا
    فعقولهم ذهبية ، أرواحهم عــلـويـة سبـحـان مـن زكَّـاهـا
    يتطلَّعون إلى حياة حرة وكريـمـة ، ويحاولون علاها
    لكن ! ولكن ! ألف ألف حواجز والله يَـهـدي للنفوس هداها
    والله يجزي من أعان معونة وشفى نفوسا حاجة وقضاها
    لا تلهينك نعمة أو مـنـصـبٌ واعمـل أمورا تُرْتَضَى عـقباها
    فكر بعقلك لا بقلبك ، إنما بالعـقل تعـقل حاجة وتراها
    إن العقول هي العيون حقيقة والقلب يـهـديها إلى تقواها
    واجعل لنفسك في الحوادث عبرةً واحذر لنفسك أن تزل خطاها
    دار الزمان بأهله وبحاله وتدانت الدنيا إلى مثواها
    إفريقيا ! إفريقيا ! إفريقيا ! إيَّــاكَ ياصاحي بأن تنساهـا
    أن كنت - لا متعصِّباً - من أهلها فلقد بلغت من الذُّرى أعلاها

    أبو عبد الرحمن.
    إدريس نوح
    24 / 3 / 1441 هـ
    🗣️ تقديم مختار يهوذ

Комментарии • 7