مناقشة رواية: يا مريم| سنان أنطون
HTML-код
- Опубликовано: 29 ноя 2024
- #القائمة_القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية
#البوكر_2013
الرواية: يا مريم
المؤلف: سنان أنطون
دار النشر: الجمل
عدد الصفحات: 160
تقييم جدو الشايب: 7.5/10
تقييم أ. رائدة نيروخ: 7/10
---------------------------
تتقاطع أحداث هذه الرواية وحادثة الهجوم الإرهابي المتطرّف على كنيسة النجاة في بغداد العراق سنة ٢٠١٠ إلا أن شخصيات العمل كما ذكر سنان أنطون في نهايته جاءت من وحي خياله وإن تشابهت مع حياة بعض من كان موجودا بالفعل في تلك الواقعة الإجرامية..
بطل الرواية يوسف رجل ثمانيني عازب مسيحي يرفض الهجرة رغم الوضع الأمني في العراق يعيش في بغداد وحيدا بعد وفاة أخته حنة وقد استقبل في بيته مها الطالبة في كلية الطب وزوجها لؤي المسيحيين اللذين تركا منطقتهما للعنف الطائفي الذي أفقد مها جنينها فأقاما عند يوسف ريثما تنهي الجامعة وتهاجر دون رجعة..
يبدأ العمل بخلاف في وجهات النظر بين يوسف ومها فهو يعيش في الماضي بحسب ظنها وما زال يأمل بدولة عراقية يسود فيها الخير ويرى أن الإرهاب واحد لا دين أو مذهب له ولا يفرق بين أحد وآخر غير أنّ مها الشابة المندفعة لا تبدو متفائلة مثله وترى أن الأقليّة المسيحية في العراق تتعرض اليوم لاضطهاد وعنف أشد من سواها كما تعرض إليه اليهود من قبل في الخمسينات، وأنّ المسيحيين لا ناقة لهم أو جمل في كل ما يحدث وما يرجون إلا السلام الذي انقرض من هذا البلد.. كانت هذه فكرة الفصل الأول الذي جاء بالسارد البطل فكان يوسف هو من يروي الأحداث كما فعل في الفصل الثالث وحمل العنوان نفسه "أن تعيش في الماضي" بينما جاء الفصل الثاني بالراوي العليم واستعمل أنطون تقنية سردية من خلال عرض صور يملكها يوسف ليسرد من خلالها تاريخه وأسرته وأحواله وأصدقاءه وحبيبته المسلمة دلال التي لم يتزوجها لاختلاف الدين وكذلك عمله في هيئة التمور وعلاقته بالنخل بل علاقة كل العراقيين بهذه الشجرة الباسقة في بلد ما بين الحربين..
تغير الراوي في الفصل الرابع إلى الأم الحزينة فأخذت مها تسرد الأحداث من وجهة نظرها وصولا لخلافها مع يوسف الذي تحبه وتقدره رغم أنه يعيش في الماضي، ومع هذا فإنها ستعتذر منه بالطبع عما بدا منها في اليوم التالي بعد العودة من صلاة الأحد في كنيسة النجاة فهل سيلتقيان؟
الفصل الخامس والأخير بعنوان الذبيحة الإلهية يعود السارد العليم لينهي القصة الأليمة..
لغة الرواية سلسة سهلة جيدة لكنها لا تخلو من عدد لا بأس به من الأخطاء الشائعة وغير الشائعة وامتاز الحوار بأنه جاء بالعامّية على غير لهجة بحسب المتلكم ما أشعرَ بشيء من الحميمية خاصة لدى المتلقي العراقي الذي يميّز لهجة الشمال مثلا من بغداد أو الجنوب، ولكن لا أستطيع أن أقول إن الحوارات أو الشخصيات كانت عميقة ولا أتهمها كذلك بالمباشرة أو السطحية إنما بين بين كما لو تناقش اثنان لهما شيء من الثقافة أو الجدل الشعبي المجتمعي في الشأن السياسي ذات مقهى مثلا، وهكذا فكأني أسمع صوت الناس بلغتهم وفهمهم وآرائهم ومعتقداتهم..
حاول العمل أيضا أن يعرض معاناة الأقليّات في السلم قبل الحرب وكيف يمكن أن يكون المرء غريبا في وطنه وكيف ينظر الإنسان ابن الأكثرية للآخر ابن الأقليّة منشئا صورة نمطية عنه قد لا تصيب الحقيقة..
أخيرا أرى أنّ يا مريم استثمار جاد يخلّد مأساة كنيسة النجاة في ذهن العاقل على مر العقود..
--‐--------------------
#جدو_الشايب على كودريدز
/ 131995211
انستغرام جدو الشايب
/ aliabozain83
انستغرام رائدة نيروخ
/ raeda_nairoukh