قصة الكهرباء في السعودية.. بدأت بمولدين لتصبح أكبر منتج في الشرق الأوسط

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 29 сен 2024
  • قبل بداية القرن العشرين كانت معظم مناطق الجزيرة العربية تعتمد الشكل البدائي للطاقة. المساجد والمنازل كانت تنار بالشموع والفوانيس التي تستخدم الشحم الحيواني المذاب لعدم وجود المولدات الكهربائية.
    في المملكة تعتبر المدينة المنورة أولى المناطق التي دخلت لها الكهرباء، وتحديدا في المسجد النبوي الذي كان يضاء منذ عام 1907من مولدين؛ أحدهما يعمل على الفحم، والآخر على الكيروسين بقدرة عشرين كيلووات.
    وهذا التاريخ يعني أن هناك 25 سنة بين دخول الكهرباء للسعودية وإنشاء أول محطة توليد طاقة كهربائية في العالم في نيويورك عام 1882 على يد المخترع الأمريكي أديسون.
    أما ثاني الأماكن التي دخلتها الكهرباء فكان المسجد الحرام في مكة المكرمة، فقد تمت إضاءته في عام 1918 باستخدام مولدات تابعة لإدارة الحرم المكي الشريف. وفي مكة أيضا بدأت أول إنارة للشوارع والمنازل القريبة من مصانع الثلج ومطاحن الحبوب الآلية التي ظهرت تلك الفترة ولمدة ثلاث ساعات فقط تبدأ مع صلاة المغرب.
    في الواقع كان توليد الكهرباء منتجا ثانويا، ولم يكن ذا جدوى اقتصادية حتى عام 1929؛ إذ رأت الحكومة السعودية أهمية الاستثمار في توليد الكهرباء، فشكلت لجنة لدراسة توليد الكهرباء والتي عقدت اجتماعها بحضور نائب جلالة الملك عبد العزيز في الحجاز آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله.
    وكانت فكرة المشروع أن تتولى الدولة ثلثي تكلفته ويطرح الباقي كأسهم للمواطنين بقيمة ثلاثة جنيهات للسهم. وفي عام 1933 صدر نظام منح امتياز الطاقة الكهربائية الذي يعد البداية الحقيقية للاستثمار في المجال الكهربائي.
    وكانت "جدة" أولى المدن التي منح بها حق امتياز إنارتها بالكهرباء، ثم تلتها الطائف عام 1945 أما مدينة الرياض، فأمر الملك عبد العزيز، بإضاءتها بالكهرباء عام 1948م وفي هذا العام صدرت أول ميزانية رسمية لكهرباء مدينة الرياض، حيث بلغت 13368 ريالا.
    وفي عام 1949 تأسست في المنطقة الشرقية، شركة القوى الكهربائية لمحافظة الظهران لتتولى عمليات توليد وتوزيع الكهرباء في الظهران والدمام والخبر، فيما كانت شركة أرامكو تنتج الكهرباء لأعمالها الخاصة. لم ينته عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله- إلا وكانت نواة صناعة توليد الكهرباء في المملكة العربية السعودية قد تكونت على قاعدة قوية مكنتها مستقبلا من الوصول إلى كافة أنحاء البلاد. وبحسب بيانات هيئة تنظيم الكهرباء لعام 2019 لدى المملكة العربية السعودية 26 شركة وكيانا مرخصا لتوليد الكهرباء بسعة 85.19 ألف ميجاواط. تستحوذ الشركة السعودية للكهرباء على النصيب الأكبر منها بنسبة 65%، حيث لديها 39 محطة بسعة توليد 55.33 ألف ميجاواط.
    وتعتبر السعودية من أكبر منتجي الكهرباء في الشرق الأوسط وتسعى السعودية، ومن خلال البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ضمن رؤية 2030 ومبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، لتنويع مصادر الطاقة وتخفيض انبعاثات الكربون عبر مجموعة مشاريع أبرزها: مشروع محطة دومة الجندل السعودي لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بسعة 400 ميجاواط بقيمة 500 مليون دولار، وسيولد المشروع طاقة كافية لتزويد 70 ألف منزل بالكهرباء. ومشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 300 ميجاواط تلبي احتياجات الطاقة لقرابة 45 ألف وحدة سكنية، وتسهم في خفض 500 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنويا. بالإضافة ل7 مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مناطق مختلفة من المملكة. وستصل الطاقة الإنتاجية لهذه المشروعات- بالإضافة إلى مشروعي سكاكا ودومة الجندل- إلى أكثر من 3600 ميجاواط، كما أنها ستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 600 ألف وحدة سكنية، وستخفض أكثر من 7 ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

Комментарии • 212