وأصل المثل كما يقولون: أن طبقة - وهي قبيلة من إِيَاد - كانت لا تُطَاق، فأوقعت بها قبيلةُ شنٍّ، فانتصفت منها، وأصابَت فيها، فضُرِبتا مثلاً للمتَّفقيْن في الشدة وغيرها. وقيل: إن أصل المثل: أن شنًّا كان رجلاً مِن دُهاة العرب، وكان حلَفَ ألاَّ يتزوَّج إلاَّ بامرأة داهيةٍ مثله، فقال: والله لأَطُوفن حتى أجد امرأة مثْلي فأتزوجها. وبينما هو ذات يوم يَسيرُ في الطريق، لقِيَ رجلاً يريد القرية التي يريدها شنٌّ، فصحبه، فلما انطلقا، قال له شن: أتحملني أمْ أحْمِلك؟ فقال الرجل: يا جاهل، كيف يَحمل الرَّاكب الراكب؟! فسارا حتى رأيا زرعًا قد أوشك على الحصاد، فقال له شنٌّ: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟ فقال الرجل: يا جاهل، أما تراه قائمًا؟! وسارا فاستقبلَتْهما جنازة، فقال شن للرجل: أترى صاحبها حيًّا أم ميتًا؟ فقال: ما رأيتُ أجهلَ منك، أتراهم حَملوا إلى القبور حيًّا؟! ثم إن الرجل استضاف شنًّا إلى منْزله، وكان للرجل بنتٌ يُقال لها: طَبَقة، فقصَّ أبوها عليها قصَّتَه مع شنٍّ، فقالت: أمَّا قوله: أتحملني أم أحملك؟ فإنه أراد: أتحدِّثني أم أحدثك، حتى نقطع طريقنا؟ وأما قوله: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟ فإنه أراد: أباعه أهله فأكلوا ثمنه، أم لا؟ وأما قوله في الميت، فإنما أراد: أتَرَك عقِبًا يَحيا بهم ذِكْره، أم لا؟ فخرج الرجل إلى شنٍّ، فحادثه، ثم أخبره بتفسير ابنته لكلامه، فأُعجب شنٌّ بها، فخطبها من أبيها فزوَّجه إياها، فحَمَلها إلى أهله، فلما عرَف أهلُه عقْلَها ودهاءها، قالوا: "وافق شنٌّ طبقة"، فذهبت مثلاً. وقال الأصمعي في تفسيره: إن الشَّنَّ هو الإِناء من الجلد، قد خَلق وبَلِي، فصُنع له غطاء خَلِقٌ من جنسه، فوافق الشنُّ الطبقة التي عليه. وقد تمثل بهذا المثل الشعراءُ في شِعرهم، ومن ذلك قول بعضهم: وَكَأَنِّي مِنْ غَدٍ وَافَقْتُهَا مِثْلَمَا وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَا أهم المراجع: 1 - تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، ج26، ص 54. 2 - جمهرة الأمثال، للعسكري، ج2، ص 337. 3 - مَجْمع الأمثال، للمَيْداني، ج 2، ص 359. 4 - نهاية الأَرَب في فنون الأدَب، للنويري، ج3، ص 49.
الله يجزاك خير ويطول بعمره يا رب الحمد لله
هذا أحسن مقطع أسمع الصوت صح يا ليت يكون كذا دايم
الله يسعدك ويوفقك ويبارك فيك وييسر امورك
قصه ولا أروع❤
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا وغلا
الله يفرح قلبه 😂😂😂
سؤال هل يختل معنى كلمة. ( أأكبر ) همزتين مامعناها
نعم يختل
وأصل المثل كما يقولون:
أن طبقة - وهي قبيلة من إِيَاد - كانت لا تُطَاق، فأوقعت بها قبيلةُ شنٍّ، فانتصفت منها، وأصابَت فيها، فضُرِبتا مثلاً للمتَّفقيْن في الشدة وغيرها.
وقيل: إن أصل المثل: أن شنًّا كان رجلاً مِن دُهاة العرب، وكان حلَفَ ألاَّ يتزوَّج إلاَّ بامرأة داهيةٍ مثله، فقال: والله لأَطُوفن حتى أجد امرأة مثْلي فأتزوجها.
وبينما هو ذات يوم يَسيرُ في الطريق، لقِيَ رجلاً يريد القرية التي يريدها شنٌّ، فصحبه، فلما انطلقا، قال له شن: أتحملني أمْ أحْمِلك؟
فقال الرجل: يا جاهل، كيف يَحمل الرَّاكب الراكب؟!
فسارا حتى رأيا زرعًا قد أوشك على الحصاد، فقال له شنٌّ: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟
فقال الرجل: يا جاهل، أما تراه قائمًا؟!
وسارا فاستقبلَتْهما جنازة، فقال شن للرجل: أترى صاحبها حيًّا أم ميتًا؟
فقال: ما رأيتُ أجهلَ منك، أتراهم حَملوا إلى القبور حيًّا؟!
ثم إن الرجل استضاف شنًّا إلى منْزله، وكان للرجل بنتٌ يُقال لها: طَبَقة، فقصَّ أبوها عليها قصَّتَه مع شنٍّ، فقالت:
أمَّا قوله: أتحملني أم أحملك؟ فإنه أراد: أتحدِّثني أم أحدثك، حتى نقطع طريقنا؟
وأما قوله: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟ فإنه أراد: أباعه أهله فأكلوا ثمنه، أم لا؟
وأما قوله في الميت، فإنما أراد: أتَرَك عقِبًا يَحيا بهم ذِكْره، أم لا؟
فخرج الرجل إلى شنٍّ، فحادثه، ثم أخبره بتفسير ابنته لكلامه، فأُعجب شنٌّ بها، فخطبها من أبيها فزوَّجه إياها، فحَمَلها إلى أهله، فلما عرَف أهلُه عقْلَها ودهاءها، قالوا: "وافق شنٌّ طبقة"، فذهبت مثلاً.
وقال الأصمعي في تفسيره: إن الشَّنَّ هو الإِناء من الجلد، قد خَلق وبَلِي، فصُنع له غطاء خَلِقٌ من جنسه، فوافق الشنُّ الطبقة التي عليه.
وقد تمثل بهذا المثل الشعراءُ في شِعرهم، ومن ذلك قول بعضهم:
وَكَأَنِّي مِنْ غَدٍ وَافَقْتُهَا
مِثْلَمَا وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَا
أهم المراجع:
1 - تاج العروس من جواهر القاموس، للزبيدي، ج26، ص 54.
2 - جمهرة الأمثال، للعسكري، ج2، ص 337.
3 - مَجْمع الأمثال، للمَيْداني، ج 2، ص 359.
4 - نهاية الأَرَب في فنون الأدَب، للنويري، ج3، ص 49.
بارك الله فيك وفي فيك وفي قولك وفي نقلك اتحفتنا واسعدتنا أسعدك الله في الدارين لا تحرمنا من مشاركة جميلة هادفة
بارك الله فيك ياخل اتحفتنا متعك الله بالصحة والعافية