مقامات الحريري، المقامة الخمسون: البصرية، وخاتمة المقامات، علي بن الحسن العامري

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 21 сен 2024

Комментарии • 28

  • @Banse-k3h
    @Banse-k3h 7 месяцев назад

    اللهم حُسن الخاتمه وحُسن العمل

  • @snake8952
    @snake8952 Год назад +1

    ما شاء الله لا قوة الا بالله

  • @eysaalhazmy2777
    @eysaalhazmy2777 3 года назад +2

    ماشاء الله تبارك والله إلقاؤك جميل وبدون تكلّف بورك فيك وكتب الله أجرك فقد سافرت بنا في بحور الشعر والبلاغة والفصاحة ورحم الله المؤلف وغفر له ♥️🌹🌹🌹

  • @محمدبنعبدالحي
    @محمدبنعبدالحي 4 года назад +1

    الحمد لله الذي وفقني لاستماع المقامات جمع، فلله درُّ الحريري فيما صنع! وأسأل الله أن ينفعني بهن، وأن يرزقني حفظهن، وأن يبارك لأستاذي العامري، وأن يجزيه بيده على أهل الأدب وعلي، وأن يدوم فينا فضلُه، وألا يتراخي وبلُه، فهو وليُّ الإنعام وأهلُه.

  • @scholar151
    @scholar151 3 года назад +1

    أستغفر الله وأتوب إليه

  • @saadgullsaadgull5905
    @saadgullsaadgull5905 Год назад +1

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شكرا جزيلا لكم يا شيخنا علي العامري حبذا لو سجلت لنا قراءه صوتيه شرحا عربيا لهذه المقامات وجزاكم الله

  • @arab123xp
    @arab123xp Год назад

    رائع جدا صوتا وآداء ، بارك الله جهودكم

  • @scholar151
    @scholar151 3 года назад

    اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي باغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

  • @tafsiralmehbarah
    @tafsiralmehbarah 3 года назад

    ما شاء الله سمعته العام الماضي والان اعيدها وليتك تسجل ايضا مقامات البديع بصوتك الشجي بارك الله فيك

  • @scholar151
    @scholar151 2 года назад

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيدٌ

  • @AlansariMB
    @AlansariMB 3 года назад

    جزاكم الله خيرا وكتب أجركم

  • @motapha
    @motapha Год назад

    ما شاء الله ..
    نريد فديو واحد جامع لجميع المقامات

  • @scholar151
    @scholar151 3 года назад

    سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ★

  • @abdoben3934
    @abdoben3934 4 года назад +4

    نريد خطب العرب المشهورة بصوتك بارك الله فيك

    • @Qiraa1
      @Qiraa1 4 года назад +1

      وأنا على رأيك

    • @tafsiralmehbarah
      @tafsiralmehbarah 3 года назад

      @@Qiraa1 واضم صوتي لكم

  • @ehababoouf4890
    @ehababoouf4890 2 года назад

    أحسنتم شيخنا

  • @scholar151
    @scholar151 3 года назад

    رحمه الله

  • @scholar151
    @scholar151 3 года назад

    جزاك الله خيرا

  • @محمدبنعبدالحي
    @محمدبنعبدالحي 4 года назад +2

    اسمع مقامات الرئيس ثانيا .. متئدًا وللعنانِ ثانيا .. واشكر لمن أولاك ذي الأياديا .. ما عشتَ أو تزدارهنَّ ثاويا .. خائفُ إسرافي وربِّي راجيا

    • @kamaldineibnzaidoun3915
      @kamaldineibnzaidoun3915 2 года назад

      لا أدري اهو أسلوب جميل في عربية ركيكة ، أم هي عربية ركيكة في أسلوب جميل؟!
      😏

  • @sasino4569
    @sasino4569 9 месяцев назад

    حكَى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: أُشعِرْتُ في بعضِ الأيامِ همّاً برَحَ بي استِعارُهُ. ولاحَ عليّ شِعارُهُ. وكنتُ سمِعتُ أنّ غِشْيانَ مجالِسِ الذّكْرِ. يسْرو غَواشيَ الفِكْرِ. فلمْ أرَ لإطْفاء ما بي منَ الجمْرَةِ. إلا قصْدَ الجامِعِ بالبَصرَةِ. وكانَ إذْ ذاكَ مأهولَ المسانِدِ. مَشْفوهَ المَوارِدِ. يُجْتَنى منْ رِياضِهِ أزاهيرُ الكَلامِ. ويُسمَعُ في أرْجائِهِ صَريرُ الأقْلامِ. فانطلَقْتُ إليْهِ غيرَ وانٍ. ولا لاوٍ على شانٍ. فلمّا وطِئْتُ حَصاهُ. واستَشْرَفْتُ أقْصاهُ. تَراءى لي ذو أطْمارٍ بالِيَةٍ. فوْقَ صخْرَةٍ عالِيَةٍ. وقدْ عصيَتْ بهِ عُصَبٌ لا يُحْصى عديدُهُمْ. ولا يُنادَى وَليدُهُمْ. فابتَدْتُ قصْدَهُ. وتورّدْتُ وِرْدَهُ. ورجَوْتُ أنْ أجِدَ شِفائي عندَهُ. ولمْ أزَلْ أتنقّلُ في المَراكِزِ. وأُغْضي للاّكِزِ والواكِزِ. إلى أن جلسْتُ تُجاهَهُ. بحيْثُ أمِنْتُ اشْتِباهَهُ. فإذا هوَ شيخُنا السّروجيّ لا ريْبَ فيهِ. ولا لَبْسَ يُخْفيهِ. فانْسَرى بمَرْآهُ همّي. وارْفَضّتْ كتيبَةُ غمّي. وحينَ رآني. وبصُرَ بمكاني. قال: يا أهْلَ البصرَةِ رعاكُمُ اللهُ ووقاكُمْ. وقوّى تُقاكُمْ. فما أضْوَعَ ريّاكُمْ. وأفضلَ مَزاياكُمْ! بلَدُكُمْ أوْفَى البِلادِ طُهرَةً. وأزْكاها فِطرَةً. وأفسَحُه رُقعَةً. وأمرَعُها نُجعَةً. وأقوَمُها قِبلَةً. وأوسَعُها دِجلَةً. وأكثرُها نهْراً ونَخلَةً. وأحسَنُها تَفْصيلاً وجُملَةً. دِهْليزُ البلَدِ الحَرامِ. وقُبالَةُ البابِ والمَقامِ. وأحدُ جَناحَيِ الدّنْيا. والمِصْرُ المؤسّسُ على التّقْوى. لمْ يتدنّسْ ببُيوتِ النّيرانِ. ولا طِيفَ فيهِ بالأوْثانِ. ولا سُجِدَ على أديمِهِ لغَيرِ الرّحْمَنِ. ذو المَشاهِدِ المشْهودَةِ. والمساجِدِ المقصودَةِ. والمَعالِمِ المشْهورَةِ. والمقابِرِ المَزورَةِ. والآثارِ المحْمودَةِ. والخِطَطِ المحْدودَةِ. بهِ تلْتَقي الفُلْكُ والرّكابُ. والحيتانُ والضِّبابُ. والحادِي والمَلاّحُ. والقانصُ والفلاحُ. والناشِبُ والرّامِحُ. والسّارِحُ والسّابِحُ. ولهُ آيةُ المدّ الفائِضِ. والجزْرِ الغائِضِ. وأما أنتمْ فممّنْ لا يختلِفُ في خَصائِصِهِمِ اثْنانِ. ولا يُنكِرُها ذو شَنآنٍ. دَهْماؤكُمْ أطْوَعُ رَعِيّةٍ لسُلْطانٍ. وأشكَرُهُمْ لإحْسانٍ. وزاهِدكُمْ أوْرَعُ الخليقَةِ. وأحسنُهُمْ طَريقَةً على الحَقيقَةِ. وعالِمُكُمْ علاّمَةُ كلّ زمانٍ. والحُجّةُ البالِغَةُ في كلّ أوانٍ. ومنكُمْ منِ استنبَطَ عِلمَ النّحْوِ ووضَعَهُ. والذي ابتدَعَ ميزانَ الشِّعْرِ واخترَعَهُ. وما منْ فخْرٍ إلا ولَكُمْ فيهِ اليَدُ الطّولى. والقِدْحُ المُعَلّى. ولا صيتٍ إلا وأنتُمْ أحَقُّ بهِ وأوْلى. ثمّ إنّكُمْ أكثرُ أهلِ مِصرٍ مؤذّنينَ. وأحسَنُهُمْ في النّسكِ قَوانينَ. وبكُمُ اقتُدِيَ في التّعريفِ. وعُرِفَ التّسحيرُ في الشّهرِ الشّريفِ. ولكُمْ إذا قرّتِ المضاجِعُ. وهجَعَ الهاجِعُ. تَذْكارٌ يوقِظُ النّائِمَ. ويؤنِسُ القائِمَ. وما ابتسَمَ ثغْرُ فجرٍ. ولا بزَغَ نورُهُ في برْدٍ ولا حرٍّ. إلا ولتأذينِكُمْ بالأسْحارِ. دويٌّ كدويّ الرّيحِ في البِحارِ. وبِهذا صدَعَ عنكُمُ النّقْلُ. وأخبرَ النّبيُّ، عليهِ السّلامُ، منْ قبلُ. وبيّنَ أنّ دويّكُمْ بالأسْحارِ. كدويّ النّحلِ في القِفارِ. فشرَفاً لكُمْ ببِشارَةِ المُصطَفى. وواهاً لمِصرِكُمْ وإنْ كانَ قدْ عَفا. ولمْ يبْقَ منهُ إلا شَفاً. ثمّ إنهُ خزَنَ لسانَهُ. وخطَمَ بيانَهُ. حتى حُدِجَ بالأبْصارِ. وقُرِفَ بالإقْصارِ. ووُسِمَ بالاستِقْصارِ. فتنفّسَ تنفُّسَ مَنْ قِيدَ لقَوَدٍ. أو ضبَثَتْ بهِ براثِنُ أسَدٍ. ثمّ قال: أما أنتُمْ يا أهلَ البَصرَةِ فما منْكُمْ إلا العَلَمُ المعروفُ. ومنْ لهُ المعرفَةُ والمعروفُ. وأما أنا فمَنْ عرَفَني فأنا ذاكَ. وشرُّ المَعارِفِ منْ آذاكَ. ومنْ لم يُثْبِتْ عِرْفَتي فسأصْدُقُهُ صِفَتي. أنا الذي أنجدَ وأتهَمَ. وأيمَنَ وأشأمَ. وأصْحرَ وأبحَرَ. وأدْلَجَ وأسْحَرَ. نشأتُ بسَروجَ. ورَبيتُ على السُّروجِ. ثمّ ولَجْتُ المَضايقَ. وفتحْتُ المغالِقَ. وشهِدْتُ المَعارِكَ. وألَنْتُ العَرائِكَ. واقْتَدْتُ الشّوامِسَ. وأرْغَمْتُ المَعاطِسَ. وأذَبْتُ الجَوامِدَ. وأمَعْتُ الجَلامِدَ. سَلوا عني المشارِقَ والمَغارِبَ. والمَناسِمَ والغَوارِبَ. والمَحافِلَ والجَحافِلَ. والقَبائِلَ والقَنابِلَ. واستَوْضِحوني منْ نقَلَةِ الأخْبارِ. ورُواةِ الأسْمارِ. وحُداةِ الرُكْبانِ. وحُذّاقِ الكُهّانِ. لتَعْلَموا كمْ فجٍّ سلَكْتُ. وحِجابٍ هتكْتُ. ومَهلَكةٍ اقتَحمْتُ. ومَلحَمَةٍ ألْحَمْتُ. وكمْ ألْبابٍ خدَعْتُ. وبِدَعٍ ابتَدَعْتُ. وفُرَصٍ اختلَسْتُ. وأُسُدٍ افترَسْتُ. وكمْ محلِّقٍ غادَرْتُهُ لَقًى. وكامِنٍ استَخرَجْتُهُ بالرُّقى. وحجَرٍ شحذْتُهُ حتى انصدَعَ. واستَنْبَطْتُ زُلالَهُ بالخُدَعِ. ولكِنْ فرَطَ ما فرَطَ والغُصْنُ رَطيبٌ. والفَوْدُ غِرْبيبٌ. وبُرْدُ الشّبابِ قَشيبٌ. فأمّا الآنَ وقدِ استشَنّ الأديمُ. وتأوّدَ القَويمُ. واستَنارَ اللّيلُ البَهيمُ. فليْسَ إلا النّدَمُ إنْ نفَعَ. وترْقيعُ الخَرْقِ الذي قدِ اتّسَعَ. وكُنتُ رُوّيتُ منَ الأخْبارِ المُسنَدَةِ. والآثارِ المُعتَمَدةِ. أن لكُمْ منَ اللهِ تعالى في كلّ يومٍ نَظرَةً. وأنّ سِلاحَ الناسِ كلّهِمِ الحَديدُ. وسِلاحَكُمُ الأدْعِيَةُ والتّوْحيدُ. فقصَدْتُكُمْ أُنْضي الرّواحِلَ. وأطْوي المَراحِلَ. حتى قُمْتُ هذا المَقامَ لَديْكُمْ. ولا مَنّ لي عليكُمْ. إذْ ما سعَيْتُ إلا في حاجَتي. ولا تعِبْتُ إلا لراحَتي. ولسْتُ أبْغي أعطِيَتَكُمْ. بل أستَدْعي أدعِيتَكُمْ. ولا أسْألُكُمْ أموالَكُمْ. بل أستنزِلُ سُؤالَكُمْ. فادْعوا إلى اللهِ بتوْفيقي للمَتابِ. والإعْدادِ للمآبِ. فإنهُ رفيعُ الدّرَجاتِ. مُجيبُ الدّعَواتِ. وهوَ الذي يقبلُ التّوبَةَ عنْ عِبادِهِ ويعْفو عنِ السّيّئاتِ. ثمّ أنشدَ:

    • @sasino4569
      @sasino4569 9 месяцев назад

      أستغْفِرُ الـلـهَ مـنْ ذُنـوبٍ
      أفرَطْتُ فيهِـنّ واعْـتَـدَيْتُ
      كمْ خُضْتُ بحْرَ الضّلالِ جهْلاً
      ورُحتُ في الغَيّ واغْتَـدَيْتُ
      وكمْ أطَعْتُ الهَوى اغْتِـراراً
      واختَلْتُ واغْتَلْتُ وافْتـرَيْتُ
      وكمْ خلَعْتُ العِذارَ ركْـضـاً
      إلى المَعاصي ومـا ونَـيْتُ
      وكمْ تَناهَيْتُ في التّخـطّـي
      إلى الخَطايا وما انتـهـيْتُ
      فلَيتَني كُـنـتُ قـبـل هـذا
      نَسْياً ولمْ أجْنِ مـا جـنَـيْتُ
      فالمَوتُ للُـجْـرِمـين خـيرٌ
      من المَساعي التي سـعَـيْتُ
      يا رَبِّ عفْواً فـأنْـتَ أهـلٌ
      للعَفْوِ عنّي وإنْ عـصَـيْتُ
      قال الرّاوي: فطفِقَتِ الجَماعَةُ تُمِدّهُ بالدّعاء. وهوَ يقلّبُ وجْهَهُ في السّماء. إلى أن دمَعَتْ أجفانُهُ. وبَدا رَجفانُهُ. فصاحَ: اللهُ أكبرُ بانَتْ أمارَةُ الاستِجابَةِ. وانْجابَتْ غِشاوَةُ الاستِرابَةِ. فجُزيتُمْ يا أهلَ البُصَيْرَةِ. جَزاءَ منْ هدَى منَ الحَيرَةِ. فلمْ يبْقَ منَ القوْمِ إلا منْ سُرّ لسُرورِهِ. ورضخَ لهُ بمَيْسورِهِ. فقَبِلَ عفْوَ بِرّهِمْ. وأقبلَ يُغْرِقُ في شُكرِهِمْ. ثمّ انحدَرَ منَ الصّخرَةِ. يؤمّ شاطئَ البَصرَةِ. واعْتَقَبْتُهُ إلى حيثُ تخالَيْنا. وأمِنّا التّجسّسَ والتّحسّسَ علَيْنا. فقلْتُ لهُ: لقدْ أغْرَبْتَ في هذِهِ النّوبَةِ. فما رأيُكَ في التّوبَةِ؟ فقال: أُقسِمُ بعَلاّمِ الخَفيّاتِ. وغَفّارِ الخطيّاتِ. إنّ شأني لَعُجابٌ. وإنّ دُعاء قومِكَ لَمُجابٌ. فقلتُ: زِدْني إفْصاحاً. زادَكَ اللهُ صَلاحاً! فقال: وأبيكَ لقدْ قُمتُ فيهِمْ مَقامَ المُريبِ الخادِعِ. ثمّ انقلَبْتُ منهُمْ بقَلْبِ المُنيبِ الخاشِعِ! فطوبى لمَنْ صغَتْ قُلوبُهُمْ إليْهِ. وويْلٌ لمَنْ باتوا يدْعونَ عليْهِ! ثمّ ودّعَني وانطلَقَ. وأوْدَعَني القلَقَ. فلمْ أزَلْ أُعاني لأجْلِهِ الفِكَرَ. وأتشوّفُ إلى خِبرَةِ ما ذكرَ. وكلّما استَنشَيْتُ خبرَهُ منَ الرُّكْبانِ. وجَوّابَةِ البُلْدانِ. كُنتُ كمَنْ حاوَرَ عجْماء. أو نادَى صخْرَةً صمّاء. إلى أن لَقيتُ بعْدَ تَراخي الأمَدِ. وتَراقي الكَمَدِ. ركْباً قافِلينَ منْ سفَرٍ. فقلتُ: هلْ منْ مُغرِّبَةِ خبَرٍ؟ فقالوا: إنّ عندَنا لخَبراً أغرَبَ منَ العَنْقاء. وأعْجَبَ منْ نظَرِ الزّرْقاء. فسألتُهُمْ إيضاحَ ما قالوا. وأنْ يَكيلوا بما اكْتالوا. فحَكَوْا أنهمْ ألمّوا بسَروجَ. بعْدَ أنْ فارقَها العُلوجُ. فرأوْا أبا زيْدِها المعْروفَ. قد لبِسَ الصّوفَ. وأَمَّ الصّفوفَ. وصارَ بها الزّاهِدُ الموصوفَ. فقلتُ: أتعْنونَ ذا المَقاماتِ؟ فقالوا: إنهُ الآنَ ذو الكَراماتِ! فحفَزَني إليْهِ النّزاعُ. ورأيتُها فُرصَةً لا تُضاعُ. فارْتَحلْتُ رِحلَةَ المُعِدّ. وسِرْتُ نحوَهُ سيرَ المُجِدّ. حتى حللْتُ بمسْجِدِهِ. وقرارَةِ متعبّدِهِ. فإذا هوَ قد نبَذَ صُحبَةَ أصْحابِهِ. وانتصَبَ في مِحْرابِهِ. وهو ذو عَباءةٍ مخلولَةٍ. وشمْلَةٍ موصولَةٍ. فهِبْتُهُ مَهابَةَ منْ ولَجَ على الأسودِ. وألْفَيْتُهُ ممّنْ سِيماهُمْ في وُجوهِهِمْ منْ أثَرِ السّجودِ. ولمّا فرَغَ منْ سُبْحتِهِ. حيّاني بمُسبِّحَتِهِ. منْ غيرِ أن نغَمَ بحديثٍ. ولا استَخْبرَ عنْ قديمٍ ولا حَديثٍ. ثمّ أقْبلَ على أوْرادِهِ. وتركَني أعجَبُ منِ اجتِهادِهِ. وأغبِطُ مَنْ يَهدي اللهُ منْ عِبادِهِ. ولمْ يزَلْ في قُنوتٍ وخُشوعٍ. وسُجودٍ ورُكوعٍ. وإخْباتٍ وخُضوعٍ. إلى أن أكْملَ إقامَة الخمْسِ. وصارَ اليومُ أمْسِ. فحينئذٍ انْكفأ بي إلى بيتِهِ. وأسْهَمَني في قُرْصِهِ وزَيْتِهِ. ثمّ نهضَ إلى مُصلاّهُ. وتخلّى بمُناجاةِ موْلاهُ. حتى إذا التمَعَ الفجرُ. وحقّ للمُتهَجِّدِ الأجْرُ. عقّبَ تهجّدَهُ بالتّسْبيحِ. ثمّ اضطَجَعَ ضِجْعَةَ المُستريحِ. وجعلَ يرجّعُ بصوْتٍ فَصيحٍ:

    • @sasino4569
      @sasino4569 9 месяцев назад

      خلِّ ادّكـارَ الأرْبُــعِ
      والمعْهَدِ المُـرتَـبَـعِ
      والظّاعِـنِ الـمـودِّعِ
      وعـدِّ عـنْــهُ ودَعِ
      وانْدُبْ زَماناً سـلَـفـا
      سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفـا
      ولمْ تزَلْ مُعـتـكِـفـا
      على القبيحِ الشّـنِـعِ
      كمْ لـيلَةٍ أودَعْـتَـهـا
      مآثِمـاً أبْـدَعْـتَـهـا
      لشَهوَةٍ أطَـعْـتَـهـا
      في مرْقَدٍ ومَضْجَـعِ
      وكمْ خُطًى حثَثْـتَـهـا
      في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَـهـا
      وتوْبَةٍ نـكَـثْـتَـهـا
      لمَلْـعَـبٍ ومـرْتَـعِ
      وكمْ تجـرّأتَ عـلـى
      ربّ السّمَواتِ العُلـى
      ولـمْ تُـراقِـبْـهُ ولا
      صدَقْتَ في ما تدّعـي
      وكمْ غمَـصْـتَ بِـرّهُ
      وكمْ أمِنْـتَ مـكْـرَهُ
      وكـمْ نـبَـذْتَ أمـرَهُ
      نبْذَ الحِذا الـمـرقَّـعِ
      وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ
      وفُهْتَ عمْداً بالكَـذِبْ
      ولـمْ تُـراعِ مـا يجِـبْ
      منْ عهْدِهِ الـمـتّـبَـعِ
      فالْبَسْ شِـعـارَ الـنّـدمِ
      واسكُبْ شـآبـيبَ الـدّمِ
      قبـلَ زَوالِ الـقـــدَمِ
      وقبلَ سوء المـصْـرَعِ
      واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ
      ولُذْ مَلاذَ المُـقـتـرِفْ
      واعْصِ هَواكَ وانحَـرِفْ
      عنْهُ انحِرافَ المُقـلِـعِ
      إلامَ تـسْـهـو وتَـنـي
      ومُعظَمُ العُمـرِ فَـنـي
      في ما يضُرّ المُقْـتَـنـي
      ولسْـتَ بـالـمُـرْتَـدِعِ
      أمَا ترَى الشّـيبَ وخَـطْ
      وخَطّ في الرّأسِ خِطَـطْ
      ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّـمَـطْ
      بفَـودِهِ فـقـدْ نُـعـي
      ويْحَكِ يا نفسِ احْرِصـي
      على ارْتِيادِ المَخـلَـصِ
      وطاوِعي وأخْـلِـصـي
      واسْتَمِعي النُّصْحَ وعـي
      واعتَبِرِي بمَـنْ مـضـى
      من القُرونِ وانْقَـضـى
      واخْشَيْ مُفاجاةَ القَـضـا
      وحاذِري أنْ تُخْـدَعـي
      وانتَهِجي سُبْـلَ الـهُـدى
      وادّكِري وشْـكَ الـرّدى
      وأنّ مـثْـواكِ غـــدا
      في قعْرِ لحْـدٍ بـلْـقَـعِ
      آهاً لـهُ بـيْتِ الـبِـلَـى
      والمنزِلِ القفْرِ الـخَـلا
      وموْرِدِ السّـفْـرِ الأُلـى
      واللاّحِـقِ الـمُـتّـبِـعِ
      بيْتٌ يُرَى مَـنْ أُودِعَــهْ
      قد ضمّهُ واسْـتُـودِعَـهْ
      بعْدَ الفَضاء والـسّـعَـهْ
      قِيدَ ثَـــــلاثِ أذْرُعِ
      لا فـرْقَ أنْ يحُـلّـــهُ
      داهِـيَةٌ أو أبْــلَـــهُ
      أو مُعْسِـرٌ أو مـنْ لـهُ
      مُلكٌ كـمُـلْـكِ تُـبّـعِ
      وبعْدَهُ الـعَـرْضُ الـذي
      يحْوي الحَييَّ والـبَـذي
      والمُبتَدي والمُـحـتَـذي
      ومَنْ رعى ومنْ رُعـي
      فَيا مَفـازَ الـمـتّـقـي
      ورِبْحَ عبْـدٍ قـد وُقِـي
      سوءَ الحِسابِ المـوبِـقِ
      وهـوْلَ يومِ الـفــزَعِ
      ويا خَسـارَ مَـنْ بـغَـى
      ومنْ تعـدّى وطَـغـى
      وشَبّ نـيرانَ الـوَغـى
      لمَطْعَـمٍ أو مـطْـمَـعِ
      يا مَنْ عليْهِ الـمـتّـكَـلْ
      قدْ زادَ ما بي منْ وجَـلْ
      لِما اجتَرَحْتُ مـن زلَـلْ
      في عُمْري الـمُـضَـيَّعِ
      فاغْفِرْ لعَبْـدٍ مُـجـتَـرِمْ
      وارْحَمْ بُكاهُ المُنسـجِـمْ
      فأنتَ أوْلـى مـنْ رَحِـمْ
      وخـيْرُ مَـدْعُـوٍّ دُعِـي
      قال الحارثُ بنُ همّامٍ: فلمْ يزَلْ يرَدّدُها بصوتٍ رقيقٍ. ويصِلُها بزَفيرٍ وشَهيقٍ. حتى بكيتُ لبُكاء عينيهِ. كَما كُنتُ منْ قبلُ أبكي عليْهِ. ثمّ برزَ إلى مسجِدِهِ. بوُضوء تهجّدِهِ. فانطلَقْتُ رِدْفَهُ. وصلّيتُ مع مَنْ صلّى خلفهُ. ولمّا انفَضّ مَنْ حضَرَ. وتفرّقوا شغَرَ بغَرَ. أخذَ يُهَينِمُ بدَرْسِهِ. ويسْبِكُ يومَهُ في قالِبِ أمْسِهِ. وفي ضِمْنِ ذلِكَ يُرِنّ إرْنانَ الرَّقوبِ. ويبْكي ولا بُكاءَ يعْقوبَ. حتى استَبَنْتُ أنهُ التحقَ بالأفْرادِ. وأُشرِبَ قلبُهُ هوى الانْفِرادِ. فأخطَرْتُ بقَلْبي عَزْمَةَ الارتِحالِ. وتخْلِيَتَهُ والتّخلّي بتِلكَ الحالِ. فكأنهُ تفرّسَ ما نويْتُ. أو كوشِفَ بما أخْفَيْتُ. فزفَرَ زَفيرَ الأوّاهِ. ثمّ قرأ: فإذا عزَمْتَ فتوكّلْ على اللهِ. فأسْجَلْتُ عندَ ذلِكَ بصِدْقِ المُحدّثينَ. وأيقَنْتُ أنّ في الأمّةِ محَدّثينَ. ثمّ دنَوْتُ إليْهِ كما يدْنو المُصافِحُ. وقلتُ: أوْصِني أيها العبْدُ النّاصِحُ. فقال: اجعَلِ الموتَ نُصْبَ عينِكَ. وهذا فِراقُ بيني وبينِكَ. فودّعْتُهُ وعبَراتي يتحدّرْنَ منَ المآقي. وزَفَراتي يتصَعّدْنَ منَ التّراقي. وكانتْ هذِهِ خاتِمَةَ التّلاقي.

  • @مربعللفوائد
    @مربعللفوائد 4 года назад

    الله يبارك فيكم
    لو تنشرونها بصيغة mp3
    في التليجرام مثلا
    حتى يسهل سماعها وحفظها

    • @oran3571
      @oran3571 3 года назад

      أذكر أني كنت متابعا معه في صفحته على التليجرام .