تفسير كامل ل 🤍 سورة الأحقاف 🤍

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 12 сен 2024

Комментарии • 6

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{٣١}
    يا قومنا أجيبوا محمدًا إلى ما دعاكم إليه من الحق، وآمنوا أنه رسول من ربه، يغفر لكم الله ذنوبكم، ويسلمكم من عذاب موجع ينتظركم إذا لم تجيبوه إلى ما دعاكم إليه من الحق، ولم تؤمنوا أنه رسول من ربه
    وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ{٣٢}
    ومن لا يجب محمدًا إلى ما يدعوه إليه من الحق فلن يعجز الله بالهرب في الأرض ولن يفوته، وليس له من دون الله من أولياء ينقذونه من العذاب أولئك في ضلال عن الحق واضح
    أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{٣٣}
    أولم ير هؤلاء المشركون المكذبون بالبعث أن الله الذي خلق السماوات وخلق الأرض ولم يعجز عن خلقهن مع ضخامتهن واتساعهن قادر على أن يحيي الموتى للحساب والجزاء؟ بلى، إنه لقادر على إحيائهم، إنه سبحانه على كل شيء قدير، فلا يعجز عن إحياء الموتى.
    وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ{٣٤}
    ويوم يعرض الذين كفروا بالله ويرسله على النار ليعذبوا فيها، ويقال لهم توبيخاً لهم : أليس هذا الذي تشاهدونه من العذاب حقاً ؟ أم أنه كذب كما كنتم تقولون في الدنيا ؟ قالوا : بلى وربنا إنه لحق فيقال لهم : ذوفوا العذاب بسبب كفركم بالله
    فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ{٣٥}
    فاصبر أيها الرسول على تكذيب قومك لك مثل ما صبر أولو العزم من الرسل، وهم بالإضافة إلى رسولنا : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، ولا تستعجل لهم العذاب، كأن المكذبين من قومك يوم يرون ما يوعدون من العذاب في الآخرة لم يمكثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار لطول عذابهم، هذا القرآن المنزل على محمد ﷺ بلاغ إلى الناس جميعًا وإلى الجن كذلك، فإنه لا يهلك
    بالعذاب إلا القوم الخارجون عن طاعة الله بالكفر والمعاصي

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{٢١}
    واذكر أيها الرسول هوداً أخا عاد في النسب حين أنذر قومه من وقوع عذاب الله عليهم، وهم بمنازلهم بالأحقاف جنوب الجزيرة العربية،وقد مضت الرسل منذرين قومهم قبل هود وبعده، قائلين لأقوامهم : لا تعبدوا إلا الله وحده، فلا تعبدوا معه غيره، إني أخاف عليكم يا قوم عذاب يوم عظيم هو يوم القيامة
    قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{٢٢}
    قال له قومه : أجئتنا لتصرفنا عن عبادة الهتنا؟ لن يكون لك ذلك، فأتنا بما تعدنا به من العذاب إن كنت صادقا فيما تدعيه
    قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ{٢٣}
    قال : إنما علم وقت العذاب عند الله، وأنا لا علم لي به، وإنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون ما فيه نفعكم فتتركونه، وما فيه ضركم فتأتونه
    فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ{٢٤}
    فلما جاءهم ما استعجلوا به من العذاب، فرأوه سحاباً عارضًا في جهة من السماء متجها لأوديتهم قالوا: هذا عارض مصيبنا بالمطر، قال لهم هود : ليس الأمر كما ظننتم من أنه سحاب ممطركم، بل هو العذاب الذي استعجلتموه، فهو ريح فيها عذاب مؤلم ...
    تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ{٢٥}
    تدمر كل شيء مرت عليها مما أمرها الله بإهلاكه، فأصبحوا هلكي، لا يُرى إلا مساكنهم التي كانوا يسكنونها شاهدة على وجودهم فيها من قبل، مثل
    هذا الجزاء المؤلم نجزي المجرمين المصرين على كفرهم ومعاصيهم
    وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون{٢٦}
    ولقد أعطينا قوم هود من أسباب التمكين ما لم نعطكم إياه وجعلنا لهم أسماعاً يسمعون بها وأبصاراً يبصرون بها وقلوباً يعقلون بها فما أغنت عنهم أسماعهم ولا أبصارهم ولا عقولهم من شيء فلم تدفع عنهم عذاب الله لما جاءهم إذ كانوا يكفرون بآيات الله ونزل بهم ما كانوا يستهزؤون به من العذاب الذي خوفهم منه نبيهم هود ( عليه السّلام )
    وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{٢٧}
    ولقد أهلكنا ما حولكم - يا أهل مكة - من القرى، فقد أهلكنا عادا وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين، ونوعنا لهم الحجج والبراهين رجاء أن يرجعوا عن كفرهم
    فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ{٢٨}
    فهلا نصرتهم الأصنام التي اتخذوها آلهة من دون الله يتقربون إليها بالعبادة والذبح ؟ لم تنصرهم قطعاً بل غابت عنهم أحوج ما كانوا إليها وذلك كذبهم وافتراؤهم الذي منو به أنفسهم أن هذه الأصنام تنفعهم وتشفع لهم عند الله
    وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ{٢٩}
    واذكر أيها الرسول حين أرسلنا إليك فريقا من الجن يستمعون القرآن المنزل عليك، فلما حضروا لسماعه قال بعضهم لبعض : أنصتوا حتى نتمكن من سماعه، فلما أنهى الرسول قراءته رجعوا إلى قومهم ينذرونهم من عذاب الله إن لم يؤمنوا بهذا القرآن ...
    قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ{٣٠}
    قالوا لهم : يا قومنا ، إنا سمعنا كتاباً أنزله الله من بعد موسى مصدقاً لما سبقه من الكتب المنزلة من عند الله، هذا الكتاب الذي سمعناه يرشد إلى الحق ويهدي إلى طريق مستقيم، وهو طريق الإسلام

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ{١١}
    وقال الذين كذبوا بالقرآن وبما جاءهم به رسولهم لو كان ما جاء به محمد حقاً يهدي إلى الخير ما سبقنا إليه هؤلاء الفقراء والعبيد والضعفاء، ولأنهم لم يهتدوا بما جاءهم به رسولهم فسيقولون: هذا الذي جاءنا به كذب قديم، ونحن لا نتبع الكذب
    وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ{١٢}
    ومن قبل هذا القرآن التوراة الكتاب الذي أنزله الله على موسى إمامًا يُقتدى به في الحق، ورحمة لمن آمن به واتبعه من بني إسرائيل، وهذا القرآن المنزل على محمد كتاب مصدق لما سبقه من الكتب بلسان عربي لينذر به الذين ظلموا أنفسهم ؛ بالشرك بالله وبفعل المعاصي، وهو بشارة للمحسنين الذين أحسنوا علاقتهم مع خالقهم، وعلاقتهم مع خلقه
    إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ{١٣}
    إن الذين قالوا : ربنا الله لا رب لنا غيره، ثم استقاموا على الإيمان والعمل الصالح، فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه في الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا ، ولا على ما خلفوه ورائهم
    أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{١٤}
    أولئك الموصوفون بتلك الصفات أصحاب الجنة ماكثون فيها أبدًا؛ جزاءً لهم على أعمالهم الصالحة التي قدموها في الدنيا
    وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{١٥}
    وأمرنا الإنسان أمرا مؤكدًا أن يحسن إلى والديه، بأن يبرهما في حياتهما، وبعد موتهما بما لا مخالفة فيه للشرع، وعلى وجه الخصوص أمه التي حملته بمشقة ووضعته بمشقة، ومدة حمله التي مكثها وبدء فطامه ثلاثون شهراً، حتى إذا بلغ اكتمال قونيه العقلية والبدنية قال: رب ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي بها وعلى والدي، وألهمني أن أعمل عملاً صالحاً ترضاه، وتقبله مني وأصلح لي أولادي، إني تبت إليك من ذنوبي، وإني من المنقادين لطاعتك المستسلمين لأوامرك
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ{١٦}
    أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا من الأعمال الصالحات، ونتجاوز عن سيئاتهم، فلا نؤاخذهم بها، وهم في جملة أهل الجنة، هذا الوعد الذي وعدوا به وعد صدق، سيتحقق لا محالة
    *ولما ذكر مثالا للبار بأبويه ترغيبا في البر ذكر مثالا للعاق تنفيرا من العقوق، فقال:
    وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ{١٧}
    والذي قال لوالديه تباً لكما أتعدانني أن أخرج من قبري حياً بعد موتي، وقد مضت القرون الكثيرة، ومات الناس فيها فلم يبعث أحد منهم حيا ؟! ووالداه يطلبان الغوث من الله أن يهدي ابنهما للإيمان، ويقولان لابنهما : هلاك لك إن لم تؤمن بالبعث، فآمن به، إن وعد الله بالبعث حق لا مرية فيه، فيقول هو مجدداً إنكاره للبعث ما هذا الذي يقال عن البعث إلا منقول من كتب المتقدمين وما سطروه، لا يثبت عن الله
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ{١٨}
    أولئك الذين وجب لهم العذاب في جملة أمم من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين أنفسهم وأهليهم بدخولهم النار
    وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{١٩}
    ولكلا الفريقين فريق الجنة، وفريق السعير مراتب حسب أعمالهم، فمراتب أهل الجنة درجات عالية، ومراتب أهل النار درکات سافلة، وليوفيهم الله جزاء أعمالهم، وهم لا يظلمون يوم القيامة بنقص حسناتهم، ولا بزيادة سيئاتهم
    وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ{٢٠}
    ويوم يعرض الذين كفروا بالله وكذبوا رسله على النار ليعذبوا فيها، ويقال لهم توبيخا لهم وتقريعًا : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا، واستمتعتم بما فيها من الملذات، أما في هذا اليوم فتجزون العذاب الذي يهينكم ويذلكم بسبب تكبركم في الأرض بغير الحق، وبسبب خروجكم عن طاعة الله بالكفر والمعاصي

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حم{١}
    تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ{٢}
    تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة .
    تنزيل القرآن من الله العزيز الذي لا يغالبه أحد، الحكيم في خلقه وتقديره
    مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ{٣}
    ما خلقنا السماوات وما خلقنا الأرض وما خلقنا ما بينهما عبثاً ، بل خلقنا ذلك كله بالحق لحكم بالغة، منها أن يعرفه العباد من خلالها فيعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئًا وليقوموا بمقتضيات استخلافهم في الأرض إلى أمد محدد يعلمه الله وحده، والذين كفروا بالله معرضون عما أنذروا به في كتاب الله، لا يبالون به
    قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{٤}
    قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين المعرضين عن الحق : أخبروني عن أصنامكم التي تعبدونها من دون الله ماذا خلقوا من جزاء الأرض؟ هل خلقوا جبلاً ؟ هل خلقوا نهراً ؟ أم لهم شرك ونصيب مع الله في خلق السماوات؟ جيئوني بكتاب منزل من عند الله قبل القرآن أو ببقية علم مما تركه الأولون إن كنتم صادقين في دعواكم أن أصنامكم تستحق العبادة
    وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ{٥}
    ولا أحد أضل ممن يعبد من دون الله صنماً لا يستجيب لدعائه إلى يوم القيامة، وهذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله غافلة عن دعاء عبادها لها ؛ لأنها جماد، لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل
    وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ{٦}
    ومع كونها لا تنفعهم في الدنيا فإنهم إذا حشروا يوم القيامة يكونون أعداء لمن كانوا يعبدونهم، ويتبرؤون منهم، وينكرون أنهم كانوا على علم بعبادتهم إياهم .
    وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ{٧}
    وإذا تقرأ عليهم آياتنا المنزلة على رسولنا قال الذين كفروا للقرآن لما جاءهم على يد رسولهم : هذا سحر
    واضح، وليس وحياً من الله
    أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{٨}
    هل يقول هؤلاء المشركون : إن محمدًا اختلق هذا القرآن، ونسبه إلى الله ؟ قل لهم أيها الرسول : إن اختلقته من تلقاء نفسي فلا تملكون لي حيلة إن أراد الله أن يعذبني، فكيف أعرض نفسي للعذاب بالإختلاق عليه ؟ الله أعلم بما تخوضون فيه من الطعن في قرآنه والقدح فيّ، كفى به سبحانه شهيدًا بيني وبينكم، وهو الغفور لذنوب من تاب من عباده، الرحيم بهم
    قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ{٩}
    قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين المكذبين بنبوتك : ما كنت أول رسول يبعثه الله، فقد سبقني رسل كثيرون، ولا أعلم ما يفعله الله بي، ولا ما يفعله بكم في الدنيا، إن أتبع إلا ما يوحيه الله إلي، فلا أقول ولا أفعل إلا وفق ما يوحية، وما أنا إلا نذير أنذركم عذاب الله بين النذارة
    قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{١٠}
    قل أيها الرسول لهؤلاء المكذبين : أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله، وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على أنه من عند الله ؛ اعتماداً على ما جاء في التوراة بشأنه، فآمن هو به واستكبرتم عن الإيمان به، ألستم حينئذ ظالمين؟ إن الله لا يوفق القوم الظالمين للحق

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    فوائد من الآيات
    ١-الاستهزاء بآيات الله كفر
    ٢- خطر الاغترار بملذات الدنيا وشهواتها
    ٣ - ثبوت صفة الكبرياء الله تعالى
    ٤- كل من عبد من دون الله ينكر على من عبده من الكافرين
    ٥ - النبي محمد ليس أول الرسل، لكنه آخرهم
    ٦- عدم معرفة النبي ﷺ بالغيب إلا ما أطلعه الله عليه منه
    ٧ - وجود ما يثبت نبوة نبينا في الكتب السابقة
    ٨ - بيان فضل الاستقامة وجزاء أصحابها
    ٩- بيان مكانة البر في الإسلام، بخاصة في حق الأم، والتحذير من العقوق
    ١٠- بيان خطر التوسع في ملاذ الدنيا ؛ لأنها تشغل عن الآخرة
    ١١- بيان الوعيد الشديد لأصحاب الكبر والفسوق
    ١٢- لاعلم للرسل بالغيب إلا ما أطلعهم ربهم عليه منه
    ١٣- اغترار قوم هود حين ظنوا العذاب النازل بهم مطرًا ، فلم يتوبوا قبل مباغتته لهم
    ١٤- قوة قوم عاد فوق قوة قريش، ومع ذلك أهلكهم الله ١٥ - العاقل من يتعظ بغيره، والجاهل من يتعظ بنفسه
    ١٦-من حسن الأدب الاستماع إلى المتكلم والإنصات له ١٧- سرعة استجابة المهتدين من الجن إلى الحق رسالة ترغيب إلى الإنس
    ١٨- الاستجابة إلى الحق تقتضي المسارعة في الدعوة إليه
    ١٩- الصبر خلق الأنبياء

  • @butterfly.amal.1999
    @butterfly.amal.1999  Месяц назад

    مقصد السورة
    تركز على إقامة الحجة على المكذبين وإنذارهم بالعذاب، ولذا تكرر فيها لفظ الإنذار