علوم الحياة الأسرية مناهج ضرورية من أجل مستقبل أكثر إنسانية (ورقة عمل قدمت لمؤتمردولي عربي)

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 17 окт 2024
  • علوم الحياة الأسرية: مناهج ضرورية من أجل مستقبل أكثر إنسانية
    واستراتيجية عبور مهمة لمستقبل أكثر أمنا
    أ.د/ تغريد عبد الله عمران
    استاذ المناهج وتدريس (التربية الأسرية والاقتصاد المنزلي) المتفرغ،
    كلية البنات، جامعة عين شمس
    ورقة عمل مقدمة إلى
    المؤتمر العلمي العربي السادس عشر الدولي الرابع عشر
    أتعليمٌ للمستقبل؟ أم مستقبلٌ للتعليم؟
    المقرر انعقاده يومي الاربعاء والخميس
    24-25 أبريل 2024م
    بمقر جامعة سوهاج
    جمعية الثقافة من أجل التنمية
    عضو أكاديمية البحث العلمي
    بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالقاهرة وجامعة سوهاج
    الملخص:
    تُقدم هذه الورقة العلمية لمحة شاملة عن "علوم الحياة الأسرية"، ذلك المجال المعرفي المتطور الذي نشأ من رحم تخصصات "الاقتصاد المنزلي التربوي". وتسلط الضوء على دورها المحوري في بناء مستقبل أكثر إنسانية، من خلال التركيز على أهمية مناهجها كاستراتيجية فعالة لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وأمانًا وتقدما.
    تُعدّ الأسرة الوحدة الأساسية للمجتمع، لما لها من دورًا محوريًا في تنمية الأفراد والمجتمعات. وقد ازداد الاهتمام بالأسرة عالميا اعتبارا من السنوات الأخيرة للقرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، خاصة مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمعات البشرية، والتي أدت لزيادة الاهتمام بمشكلات وقضايا الأسرة، والتي ساعدت بدورها على ظهور البرامج والسياسات والمناهج الداعمة للأسرة في كل الدول.
    وحول الأسباب والدواعي الكامنة وراء الاهتمام بالأسرة عالميا، وأهم النتائج المترتبة على ذلك، وتحقيقا لأهداف هذه الورقة العلمية، نعرض عدد من التساؤلات وإجابات موجزة لها على النحو التالي:
    أولا: ما أسباب الاهتمام العالمي بالأسرة؟
    أربع اسباب أساسية أكدت أهمية الأسرة من منظور عالمي:
    1. الأسرة هي الحاضنة الأولى للأفراد: تُعدّ الأسرة الحاضنة الأولى للأفراد، حيث تنشئهم وتُربيهم وتُغرس فيهم القيم والمبادئ التي تُشكل هويتهم وتُحدد مسار حياتهم.
    2. الأسرة هي البيئة الآمنة: تُوفر الأسرة بيئة آمنة وداعمة لأفرادها، تُشعرهم بالحب والانتماء، وتُساعدهم على مواجهة تحديات الحياة.
    3. الأسرة هي الرابطة الاجتماعية: تُشكل الأسرة رابطة اجتماعية قوية تُساهم في تماسك المجتمع واستقراره.
    4. الأسرة هي حجر الأساس للتنمية: تُعدّ الأسرة حجر الأساس لبناء مجتمعات سليمة ومتقدمة، حيث تُساهم في تنمية مهارات وقدرات الأفراد وتُؤهلهم للمشاركة بفعالية في مختلف مجالات الحياة.
    ثانيا: ما أهم التغيرات التي طرأت على الأسرة عالميا؟
    تغييرات عديدة طرأت على الأسرة وأثرت على بنيتها ووظيفتها وكينوناتها، أهمها:
    1. التغيرات الاجتماعية: شهدت بنية الأسرة ووظائفها تغيرات جذرية خلال العقود الأخيرة، مثل ازدياد معدلات الطلاق وانفصال الزوجين، وازدياد عدد الأسر التي ترأسها امرأة، وبروز ظاهرة الأسر المثلية، وتغير العلاقات بين الأجيال داخل الأسرة.
    2. التغيرات الاقتصادية: ساهمت التغيرات الاقتصادية، مثل ارتفاع تكلفة المعيشة، في زيادة الضغوط على الأسرة، وأدّت إلى زيادة عدد الأسر التي تعاني من الفقر.
    ثالثا: لماذا تزايد الاهتمام بمشكلات وقضايا الأسرة في نهايات القرن العشرين؟
    تزايد الاهتمام بمشكلات وقضايا الأسرة فى نهايات القرن العشرين نتيجة الي:
    1. الدور المحوري للأسرة: أدركت جميع المجتمعات الإنسانية والدول عالميا على حدٍّ سواء الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة في تنمية الأفراد والمجتمعات، ممّا أدّى إلى ازدياد الاهتمام بمشكلات وقضايا الأسرة على مختلف المستويات.
    2. الاعتراف العالمي بأهمية الأسرة: تمّ الاعتراف بأهمية الأسرة في مختلف الاتفاقيات الدولية، مثل إعلان الأمم المتحدة بشأن الأسرة عام 1994، الذي أكّد على أهمية الأسرة في بناء المجتمع وتنمية الأفراد، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار المنشود في كافة المجتمعات البشرية.
    رابعا: ما الأسباب الكامنة وراء إعلان الأمم المتحدة حول الأسرة عام 1994؟
    جاء إعلان الأمم المتحدة بشأن الأسرة عام 1994في أعقاب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في العالم في القرن العشرين، والتي أدت إلى تغييرات في بنية الأسرة ووظائفها وكينوناتها. فقد زادت معدلات الطلاق وانفصال الزوجين، وأصبح عدد الأسر التي ترأسها امرأة أكثر شيوعًا، كما تغيرت العلاقات بين الأجيال داخل الأسرة، كما زادت أعداد الأسر ذات الدخل المنخفض، والأسر التي يعمل فيها كلا من الوالدين، والأسر التي تعاني من التفكك، فضلا عن ظهور الأسر المثلية. ارتأت الأمم المتحدة - في ضوء التحولات السابق الإشارة إليها- أن هناك حاجة إلى التأكيد على أهمية الأسرة في المجتمع، وإلى أهمية الإسراع باتخاذ إجراءات لحماية الأسرة وتعزيزها. ولذلك، جاء إعلان الأمم المتحدة بشأن الأسرة ليؤكد على النقاط التالية:
    1. الأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع، وهي ذات أهمية أساسية للنمو والتنمية البشرية.
    2. للأسرة الحق في الحماية من الدولة والمجتمع.
    3. يجب أن تكون الأسرة قادرة على أداء وظائفها الأساسية، وهي رعاية الأطفال وتنشئتهم، وتوفير الدعم الاجتماعي والعاطفي لأعضائها.
    وقد أدى اعتماد إعلان الأمم المتحدة بشأن الأسرة إلى زيادة الاهتمام بالأسرة في السياسة العالمية. فقد بدأت العديد من الدول في وضع سياسات وبرامج تدعم الأسرة، وتعزيز دورها في المجتمع.
    وعلى سبيل المثال، قامت العديد من الدول بسن قوانين تسهل إجراءات الطلاق، وحماية حقوق الأطفال في حالة الطلاق أو الانفصال. كما قامت العديد من الدول بإنشاء برامج لدعم الأسر التي ترأسها امرأة، وتعزيز دور الأب في الأسرة.
    وجدير بالذكر الإشارة الي أن إعلان الأمم المتحدة بشأن الأسرة، أكد على دور الأسرة في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال التركيز على المبادئ التالية:
    1- الحفاظ على النسل البشري
    2- رعاية الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة
    3- ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية
    4- المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية

Комментарии •